من المعروف أن المرأة المسلمة تفطر في رمضان عند بدء نزول دم الدورة الشهرية لديها ولا يجوز لها الصيام طوال فترة الحيض. لكن ترغب العديد من النساء بتأجيل الدورة الشهرية في رمضان، وذلك لكي تتمكن من صيام الشهر كاملًا مع أسرتها.

فما هي طرق تأخير الدورة في رمضان؟ وهل هي مضمونة؟ وما تأثيرها على الصحة؟ وهل يجوز أخذ دواء لتأخير الدورة في رمضان؟ كل ذلك سنجيب عنه في المقال التالي:

اضغط هنا واستشر طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع

محتويات المقال

أسباب رغبة النساء بتأخير الدورة في رمضان

إن السبب الرئيس الذي يدفع المرأة لاستخدام حبوب منع الدورة في رمضان أو غيرها من الطرق الأخرى التي تساعد في تأخيرها هي رغبتها بصيام هذا الشهر الفضيل كاملًا مع أسرتها وعدم الحاجة لاحقًا إلى قضاء الأيام التي قد أفطرت فيها بسبب الدورة الشهرية.

أيضًا يمكن أن تقلق المرأة من مدة الدورة الشهرية في رمضان خوفًا من أن لا تتمكن من صيام أكبر عدد ممكن من أيام هذا الشهر الفضيل، وخاصة أن الصيام يمكن أن يؤثر على الدورة الشهرية. ففي دراسة صغيرة نشرت عام 2013 والتي تضمنت 80 مشاركة لوحظ وجود علاقة ما بين الصيام في شهر رمضان وحدوث اضطراب في الدورة الشهرية، حيث أن من أشكال عدم انتظام الدورة في رمضان هي تعدد الطمث أي تكرار حدوثه خلال مدة أقل من 21 يوم. [1]

هل من الآمن تأخير الدورة في رمضان؟

تبعًا للمنظمة الدولية لصحة المرأة (بالإنجليزية: National Women’s Health Network) فإن تأخير الدورة الشهرية يُعد آمنًا تمامًا سواء في شهر رمضان أو في غيره من أيام السنة، كما يمكن للنساء تأخير الدورة الشهرية لعدة أشهر متتالية. [2][3]

وعادةً ما ترتبط المخاطر والآثار الجانبية بالطريقة التي يتم استخدامها لتأخير الدورة الشهرية في رمضان حيث لا تعد الطرق المتاحة آمنة لجميع النساء، ولذلك من الأفضل استشارة الطبيب أو الصيدلاني حول الطريقة المناسبة لتأخير الدورة في رمضان. [3]

حبوب تأخير الدورة في رمضان

يمكن للطبيب وصف بعض أنواع الأدوية لتأخير الدورة الشهرية في رمضان والتي يمكن أن تتضمن إحدى الخيارات التالية:

حبوب منع الحمل

تُعد حبوب منع الحمل المركبة إحدى الخيارات التي يمكن أن يصفها الطبيب للنساء اللاتي يردن تناول حبوب لمنع الدورة في رمضان، وهي مناسبة جدًا للنساء اللاتي يتناولن حبوب منع الحمل قبل بداية هذا الشهر الفضيل. [3][4]

وحول كيفية استخدام حبوب منع الحمل لتأخير الدورة، فيمكن أن تحتوي علبة حبوب منع الحمل على 28 حبة مقسمة إلى 21 من حبوب الهرمون الفعالة و7 من حبوب الدواء الوهمي (بالإنجليزية: Placebo Pills)، ويمكن للمرأة التي ترغب بتأخير الدورة في رمضان بتناول 21 حبة من حبوب الهرمون، ومن ثم بدء علبة جديدة على الفور دون تناول حبوب الدواء الوهمي، وبذلك تكون قد تخطت الأسبوع الخالي من الهرمونات في جدول الحبوب مما يؤدي إلى تأخير الدورة. [3][4]

ومن الجدير بذكره أن تناول حبوب منع الحمل بهذه الطريقة لن يؤثر على طريقة عملها كمانع للحمل. [3][4]

كما تحتوي بعض أنواع حبوب منع الحمل على 21 حبة فعالة فقط بتراكيز ثابتة من الهرمونات، والتي يتم تناولها يوميًا على مدار 21 يوم ومن ثم يتم التوقف عن تناول الحبوب لمدة 7 أيام والتي خلالها ستحدث الدورة الشهرية. في هذه الحالة لن تختلف طريقة استخدام حبوب منع الحمل لتأخير الدورة في رمضان عن طريقة استخدام النوع السابق، حيث ستقوم المرأة باستخدام علبة جديد فور انتهاء الـ 21 حبة دون توقف. [3][4]

لكن يجب الانتباه إلى أن بعض أنواع حبوب منع الحمل تحتوي على 21 حبة فعالة بتراكيز مختلفة من الهرمونات، وهنا لا بد من استشارة الطبيب أو الصيدلاني حول كيفية استخدام هذا النوع من حبوب منع الحمل لتأخير الدورة. [3]

أما إذا كانت المرأة تتناول حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمون البروجستيرون، فلا يمكنها تأخير الدورة في رمضان عن طريق أخذ علبتين متتاليتين من هذه الحبوب، وحينها يجب عليها التحول إلى حبوب منع الحمل المركبة أو تناول دواء آخر. [4]

دواء النوريثيستيرون

يُعد دواء النوريثيستيرون (بالإنجليزية: Norethisterone) شكل من أشكال هرمون البروجسترون وهو فعال في تأخير الدورة في رمضان. كما وجدت دراسة أجريت عام 2019 في الولايات المتحدة الأمريكية أن النوريثيستيرون أكثر فعالية من حبوب منع الحمل المركبة لتأخير موعد الحيض عندما تكون المرأة في منتصف الدورة الشهرية. [3][5]

عادة ما يتم البدء بتناول دواء النوريثيستيرون قبل موعد بدء الدورة الشهرية بـ 3 - 4 أيام، حيث يتم تناول حبة واحدة 2 - 3 مرات يوميًا. ويمكن توقع بدء الدورة الشهرية من جديد بعد 2 - 3 أيام من التوقف عن تناوله. [3][4]

ومن الجدير بالذكر أنه يمكن تناول دواء النوريثيستيرون لفترة مؤقتة فقط وليس كوسيلة لمنع الحمل. كما لا يمكن استخدامه كدواء لمنع نزول الدورة في رمضان إذا كان لدى المرأة تاريخ سابق للإصابة بالجلطات الدموية. [3][4]

أضرار حبوب منع الدورة في رمضان

من الآمن نسبيًا أخذ حبوب منع الدورة في رمضان. لكن يمكن أن تتسبب هذه الحبوب ببعض الآثار الجانبية، وتشمل ما يلي: [2][3][6]

  • الغثيان.
  • الإسهال.
  • الصداع.
  • اضطرابات في المزاج.
  • انخفاض الرغبة الجنسية.
  • حنان في الثدي (بالإنجليزية: Breast Tenderness).
  • حدوث نزيف مهبلي متقطع (بالإنجليزية: Breakthrough Bleeding)، خصوصًا خلال فترة استخدام حبوب منع الحمل لتأخير الدورة في رمضان، والذي يكون على شكل بقع دم ويختلف توقيت حدوثه من امرأة لأخرى، كما أنه لا يحدث لدى جميع النساء. وفي حال حدوث ذلك، على المرأة التأكد من القيام بما يلي:
    • اتباع جميع إرشادات الطبيب أو الصيدلاني، فنسيان تناول بعض الحبوب يمكن أن يزيد من احتمالية حدوث النزيف المتقطع.
    • تتبع أي نزيف يحدث وذلك لتحديد ما إذا كان النزيف يزداد أم يقل مع مرور الوقت.
    • الإقلاع عن التدخين إذا كانت المرأة مدخنة، فحدوث النزيف المتقطع أكثر شيوعًا لدى النساء المدخنات من النساء غير مدخنات.

للمزيد: أسباب نزول دم مع حبوب منع الحمل

كما يمكن أن يتسبب تناول حبوب تأخير الدورة في رمضان بالحمل العرضي (بالإنجليزية: Accidental Pregnancy)، حيث لا تدرك المرأة بأنها حامل لأسابيع أو أشهر، فتأخير الدورة الشهرية أو تغيير موعدها يمكن أن يجعل من الصعب تحديد حدوث حمل لديها. بالتالي يجب على المرأة التعرف على علامات الحمل المبكرة وإجراء اختبار الحمل المنزلي في حال المعاناة من أي أعراض تدل على احتمالية حدوث الحمل لديها. [2][6]

تتضمن أضرار استخدام حبوب منع الحمل لتأجيل الدورة في رمضان أيضًا احتمالية تسببها ببعض الآثار الجانبية الخطيرة والتي تتطلب الذهاب إلى الطبيب فورًا في حال حدوثها، ومن هذه الأعراض: [3]

  • ألم الصدر.
  • صعوبة في التنفس.
  • صداع مفاجئ وشديد.
  • الصداع مع هالة (بالإنجليزية: Aura).
  • ألم البطن.
  • اصفرار الجلد أو العينين.

للمزيد: معلومات مهمة حول حبوب منع الدورة الشهرية

طرق أخرى لتأخير الدورة في رمضان

هناك خيارات أخرى لتأخير الدورة الشهرية في رمضان، وتتضمن ما يلي:

  • لصقات منع الحمل

عادة ما يتم وضع لصقة منع الحمل مرة واحدة أسبوعيًا ولمدة 3 أسابيع، ومن ثم التوقف عن استخدامها في الأسبوع الرابع حيث ستحدث الدورة الشهرية في هذا الأسبوع. ومن أجل استخدام لصقات منع الحمل لتأخير الدورة الشهرية في رمضان كل ما هو مطلوب الاستمرار بوضع لصقة جديدة في الأسبوع الرابع وما بعده. [2][3]

لكن من المهم استشارة الطبيب قبل استخدام لصقات منع الحمل لهذا الغرض، فبالمقارنة مع حبوب منع الحمل يتضمن استخدام لصقات منع الحمل خطر أعلى لحدوث تجلطات في الدم. [6]

  • حلقة منع الحمل

إن حلقة منع الحمل هي عبارة عن حلقة صغيرة مرنة تقوم المرأة بإدخالها مهبلها وتركها لمدة 3 أسابيع، ومن ثم تتم إزالتها لمدة أسبوع واحد لتأتي الدورة الشهرية. وهناك طريقتان لاستخدام هذه الحلقات بهدف تأخير الدورة في رمضان: [3][5]

  1. اختيار تاريخ معين من الشهر والتأكد من تغيير الحلقة دائمًا في هذا التاريخ. فعلى سبيل المثال، إذا قامت المرأة بوضع الحلقة الأولى في المهبل في اليوم الأول من الشهر، فيجب عليها دائمًا تغيير الحلقة في اليوم الأول من الشهر الذي يليه.
  2. اختيار يوم من الأسبوع والتأكد من تغيير الحلقة في نفس اليوم بعد مرور 3 أو 4 أو 5 أسابيع، فعلى سبيل المثال، إذا قامت المرأة بإدخال الحلقة يوم الأربعاء، فيجب عليها تغييرها يوم الأربعاء الواقع في الأسبوع 3 أو 4 أو 5 بعد وضع الحلقة.
  • خيارات أخرى

تتضمن الخيارات الأخرى التي يمكن تجربتها لمنع الدورة في رمضان ما يلي: [3][5]

تأخير الدورة الشهرية طبيعيًا في رمضان

لا توجد طريقة طبيعية مضمونة لتأخير الدورة في رمضان فإلى الآن لم تثبت الأبحاث فعالية أي من الخيارات الطبيعية التي يشيع استخدامها لتأجيل الدورة، ومن هذه الخيارات خل التفاح أو الليمون. [3][5]

كما يمكن أن يؤدي الإفراط في ممارسة الرياضة إلى تأخير الدورة الشهرية أو إيقافها تمامًا، ويعود السبب في ذلك إلى عدم القدرة على تلبية احتياجات الجسم من الطاقة، وهذا ما يفسر غياب الدورة الشهرية لدى النساء الرياضيات اللاتي يمارسن رياضة الجري، والجمباز، والتزلج على الجليد. إلا أنه لا يُنصح بممارسة التمارين الرياضية الشديدة لتأجيل الدورة الشهرية في رمضان فهي طريقة غير مضمونة كما يمكن أن تتسبب بالأذى والآثار السلبية على صحة المرأة. [5]

نهايةً هناك طرق متعددة يمكن الاستعانة بها من أجل منع الدورة الشهرية في رمضان ويُعد تناول حبوب منع الحمل أو حبوب دواء النوريثيستيرون أشهر هذه الطرق. لكن يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء لمنع نزول الدورة في رمضان، حيث لا تُعتبر هذه الأدوية آمنة لجميع النساء وسيقوم الطبيب بتحديد الخيار الأفضل والأكثر أمانًا لكل امرأة.