يمكن أن تحدث الدوخة لدى الفرد نتيجة لعدة أسباب، وأكثرها شيوعًا وجود خلل في أحد الأعضاء المسؤولة عن توازن الجسم. لكن، في بعض الأحيان، يمكن أن يكون سبب الدوخة خطير، وخاصة في حال تسببت بسقوط الفرد وفقدانه لوعيه. [1]

يناقش هذا المقال أسباب الدوخة المختلفة بالتفصيل، بالإضافة إلى الحالات التي يجب على المريض فيها زيارة الطبيب بسبب شعوره بالدوخة.

 

تعرف الدوخة على أنها شعور بالدوار، أو الارتباك، أو عدم التوازن، ولا تعتبر الدوخة مرضًا بحد ذاتها، وإنما هي عرض يرافق العديد من الأمراض والمشكلات الصحية. [1]

من الشائع أن يعاني الفرد من الدوخة العرضية والتي تستمر لفترة زمنية قصيرة، وهو أمر لا يدعوا إلى القلق. لكن، وفي حال عانى الفرد من نوبات متكررة من الدوخة دون سبب واضح أو لفترة طويلة، عندها من المهم مراجعة الطبيب من أجل تحديد سبب الدوخة المستمرة لديه. [1]

عادة ما تعود أسباب الدوخة وعدم الاتزان إلى وجود خلل في أحد الأعضاء المسؤولة عن توازن الجسم، بما فيها الأذن الداخلية، والدماغ، والعينين، والأعصاب المتواجدة في القدمين والعمود الفقري. لكن، لا تقتصر أسباب الدوخة على ذلك فقط، فهناك مشكلات وحالات صحية أخرى تؤثر على أجزاء وأجهزة أخرى من الجسم يمكن أن تتسبب بشعور الفرد بالدوخة. [1،2]

وفيما يلي نذكر تفصيلًا لأسباب الدوخة عند النساء والرجال:

أسباب الدوخة المرضية

تتسبب العديد من الأمراض والمشكلات الصحية بالدوخة، والتي يمكن أن تتضمن ما يلي:

الجفاف

يعد الجفاف الشديد من أسباب الدوخة في الرأس الشائعة، وخاصة لدى كبار السن ومرضى السكري، حيث أن عدم شرب كميات كافية من الماء، لتعويض ما يتم فقدانه من السوائل التي يفقدها الجسم عند التعرق أو التبول بكثرة، يمكن أن يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، وبالتالي سوف يقل مقدار الأكسجين الذي سيصل إلى الدماغ، مما سيسبب الشعور بالدوخة. [1،2]

ومن الأعراض التي يمكن أن يعاني منها المريض عندما يكون الجفاف سبب الدوخة لديه ما يلي: [2]

  • الشعور بالعطش.
  • التعب.
  • البول الداكن.
  • جفاف الجلد.

أمراض الأذن الداخلية

تعد أمراض الأذن الداخلية من أكثر أسباب الدوخة شيوعًا، وأشهر هذه الأمراض هي:

  • التهاب الأذن الداخلية

تعد التهابات الأذن الداخلية من أهم أسباب الدوخة المفاجئة والتي يرافقها فقدان للسمع، وألم أو طنين الأذن، بالإضافة إلى الحمى. غالبًا ما تحدث التهابات الأذن الداخلية نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية، لكن من الممكن أن تحدث أيضًا نتيجة لعدوى بكتيرية داخل الأذن الداخلية أو الإصابة بالتهاب السحايا. [1-3]

تصيب العدوى أحد العصبين الرئيسيين المتواجدين في الأذن وهما العصب الدهليزي أو العصب القوقعي، وبناء على ذلك يمكن تقسيم أنواع التهابات الأذن المسببة لدوخة إلى نوعين، وهما: [2]

  • التهاب العصب الدهليزي (بالإنجليزية: Vestibular Neuritis)، والذي يتضمن حدوث عدوى والتهاب في العصب الدهليزي فقط.
  • التهاب التيه (بالإنجليزية: Labyrinthitis)، والذي يتمثل بحدوث الالتهاب في العصب الدهليزي والعصب القوقعي معًا.

وتعد الالتهابات البكتيرية أكثر شيوعًا لدى المرضى المصابين بالتهاب التيه مقارنة بالمرضى المصابين بالتهاب العصب الدهليزي. [1]

  • داء مينير

تعد نوبات مرض مينير من أسباب الدوخة المفاجئة أيضًا لدى الفرد، وهو مرض يحدث نتيجة وجود كمية كبيرة من السوائل داخل الأذن الداخلية وتستمر نوبات الدوخة المرافقة لعدة ساعات. [1،2] 

يعد مرض مينير من الاحتمالات التي يجب التفكير بها عند تحديد أسباب الدوخة والغثيان اللذان يرافقهما فقدان السمع، وطنين الأذن، والاحساس بامتلاء في الأذن. [1-3]

  • دوار الوضعة الانتيابي الحميد

تعد إحدى أسباب الدوخة عند الوقوف أو تغيير وضعية الرأس أو الجسم إصابة الفرد بما يسمى ببدوار الوضعة الانتيابي الحميد (بالإنجليزية: Benign Paroxysmal Positional Vertigo) وهي حالة غير خطيرة تحدث عندما تتحرك بلورات الكالسيوم في الأذن الداخلية من مكانها الطبيعي، الأمر الذي يؤدي إلى إرسال إشارات خاطئة من الأذن إلى الدماغ حول وضعية الجسم. [2-4]

يحدث هذا السبب من أسباب الدوخة عند الرجال والنساء بشكل طبيعي نتيجة للتقدم في السن. لكن، من الممكن أن يحدث أيضًا نتيجة التعرض لإصابة في الرأس. [2]

أمراض القلب والأوعية الدموية

تتضمن أسباب الدوخة أيضًا معاناة الفرد من المشكلات الصحية والأمراض التي تصيب القلب والأوعية الدموية، حيث يحتاج الدماغ إلى إمداد وتدفق ثابت من الدم الغني بالأكسجين، وفي حال وجود مشكلة في تدفق الدم إلى الدماغ يمكن أن يسبب ذلك الدوخة أو حتى الإغماء. [2،5]

وتشمل أمراض القلب والأوعية الدموية التي يمكن أن تعتبر سببًا للدوخة على ما يلي: [1،2،5]

  • عدم انتظام ضربات القلب (الرجفان الأذيني).
  • انخفاض ضغط الدم، وهو أحد أسباب الدوخة عند الوقوف والتي تحدث خاصة لدى كبار السن.
  • تصلب الشرايين.
  • فشل القلب.
  • السكتة الدماغية.
  • النوبة القلبية.
  • ارتفاع ضغط الدم الشديد.
  • اعتلال عضلة القلب.

ومن بين هذه الأمراض، يعد كلًا من السكتة الدماغية والنوبة القلبية من أخطر أسباب الدوخة المفاجئة، والتي تتطلب الذهاب إلى الطوارئ فورًا. [1،2،5]

اقرأ أيضًا: علاج وأسباب الدوخة عند الوقوف

أمراض الدماغ والأعصاب

بالإضافة إلى السكتة الدماغية، هناك عدد من الأمراض الدماغية والعصبية التي يمكن اعتبارها سببًا من أسباب الدوخة المحتملة، بما فيها: [1،2،5]

  • مرض باركنسون.
  • الخرف.
  • أورام الدماغ، والتي تعد من أخطر أسباب الدوخة المستمرة.
  • الصداع النصفي، والذي يمكن أن يتسبب بدوخة مع الصداع أو حتى بدون صداع. 
  • التصلب اللويحي المتعدد، والذي يعد سببًا محتملًا لحدوث الدوخة والغثيان.
  • الاعتلال العصبي المحيطي.

فقر الدم

يمكن أن تتسبب الأنيميا، الناجمة عن نقص الحديد أو غيرها من الأسباب، بحدوث الدوخة عند المريض، ويعود ذلك لعدم وجود كمية من الدم الكافية لتغذية الدماغ بالأكسجين، ومن الأعراض الأخرى التي يمكن أن يسببها فقر الدم: [1،3]

  • ضيق في التنفس.
  • ألم في الصدر.
  • التعب.

انخفاض مستويات السكر في الدم

من أسباب الدوخة والصداع، وخاصة لدى مرضى السكري، هي انخفاض مستوى السكر في الدم، ويمكن أن يحدث ذلك نتيجة لعدة أسباب، منها: [2،3]

  • تفادي الوجبات الرئيسية.
  • تناول الكحول.
  • البدء بتناول بعض الأدوية أو زيادة جرعتها، مثل الأنسولين أو الأسبرين (بالإنجلزية: Aspirin).
  • وجود اضطرابات هرمونية.

وفي حال كان سبب الدوخة المفاجئة لدى الفرد هي انخفاض مستوى السكر في الدم، عندها سوف تظهر لديه أعراض أخرى، ومنها الجوع، والرعشة، والتعرق، والارتباك. [1-3]

اقرا ايضاً :

بالونة المعدة بالمنظار؛ وسيلة آمنة و فعالة لفقدان الوزن.

الدوخة بسبب الأدوية

تعد الدوخة إحدى الآثار الجانبية المرتبطة باستخدام العديد من أنواع الأدوية، ومنها: [1،2،5]

  • المضادات الحيوية، مثل الجنتاميسين (بالإنجليزية: Gentamicin) والستربتومايسين (بالإنجليزية: Streptomycin).
  • مضادات الاكتئاب.
  • الأدوية المضادة للتشنج والاختلاجات.
  • أدوية ارتفاع ضغط الدم.
  • المهدئات.
  • مدرات البول.
  • مضادات الهيستامين.

الدوخة بسبب الحمل

يعد الحمل من أسباب الدوخة عند النساء على وجه الخصوص، حيث يعد كلًا من غثيان الصباح والدوخة من علامات الحمل الشائعة. ويعود السبب لوجود علاقة ما بين الدوخة والحمل إلى التغيرات الهرمونية التي ترافق الحمل، حيث أنها تتسبب بتمدد الأوعية الدموية، من أجل زيادة تدفق الدم إلى الجنين، ولكن، وفي الوقت ذاته، يمكن أن يؤدي هذا التمدد في الأوعية الدموية إلى انخفاض ضغط الدم والدوخة المؤقتة لدى الأم. [5]

تحدث الدوخة خلال مراحل الحمل المختلفة، لكنها تعد أكثر شيوعًا خلال الثلث الأول من الحمل، ويمكن أن يرافقها أعراض أخرى، مثل: [5]

  • التعب.
  • تورم وتقرح الثديين.
  • الإكثار من التبول.
  • زيادة الشهية.
  • الصداع.

أسباب الدوخة الأخرى

من أسباب الدوخة في الرأس عند النساء والرجال أيضًا ما يلي: [3-5]

  • تناول الكحول.
  • القلق والتوتر، حيث يمكن أن تعد من أسباب الدوخة المفاجئة والتي يمكن أن تحدث عند تنفس الفرد بشكل مفرط أو بسرعة كبيرة.
  • التسمم بأول أكسيد الكربون.
  • وجود أية مشاكل في الرؤية.
  • أورام الأذن.
  • المعاناة من دوار الحركة.
  • اضطرابات النزيف أو الأسباب الأخرى التي تسبب نقصان حجم الدم.
  • انخفاض مستوى الأكسجين في الدم.
  • سن اليأس.
  • الاكتئاب.
  • الاضطرابات الهرمونية، بما فيها هرمونات الغدة الدرقية أو هرمونات الغدة الكظرية.
  • تناول الأكل، وعادة ما تعود أسباب الدوخة بعد الأكل إلى حدوث انخفاض في ضغط الدم بعد تناول الطعام.
  • الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.
  • الإصابة بضربة الشمس.

اقرأ أيضًا: لماذا تحدث الدوخة بعد النوم وما هو علاجها؟

متى يجب زيارة الطبيب بسبب الدوخة؟

بناء على ما سبق، تتعدد أسباب الدوخة، فمنها ما هو بسيط يمكن التغلب عليه بسهولة، ومنها ما هو خطير يتطلب زيارة الطبيب وفورًا. وبالتالي، من المهم معرفة المريض للحالات التي يجب عليه زيارة الطبيب عند شعوره بالدوخة. [1،2]

عادة ما ينصح بمراجعة الطبيب بسبب الدوخة في حال ظهرت على المريض الأعراض التالية أيضًا: [2،3]

  • ألم في صدر.
  • الصداع الشديد جدًا.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • عدم انتظام معدل ضربات القلب.
  • النوبات الاختلاجية.
  • ضيق في التنفس.
  • تصلب الرقبة.
  • تغير مفاجئ في الكلام، أو الرؤية، أو السمع.
  • القيء.
  • ضعف أو تنميل في الوجه.
  • ضعف في الساقين أو الذراعين.

أنا مصاب بأنيميا الفول منذ الصغر، وعملت فحص G6PD وكانت النتيجة منخفضة (٩)، علماً أن المستوى الطبيعي (١١٦ - ٤٠٠). هل يجب أن أرفع هذه النتيجة؟ وهل هناك طريقة لرفعها؟ وشكراً

نهاية، يختلف سبب الدوخة من حالة لأخرى، ويتضمن ذلك الإصابة بالتهابات أو مشكلات في الأذن الداخلية، أو أمراض القلب والأوعية الدموية، أو استخدام بعض أنواع الأدوية. وفي حال استمرار الدوخة أو تفاقمها لدى المريض، عندها من المهم مراجعة الطبيب وذلك من أجل تحديد أسباب الدوخة وعلاجها.