من الشائع أن يعاني البعض من دوخة عند الوقوف بعد الاستلقاء، ويصف الكثير الشعور بأنه خفة في الرأس وخفقان في القلب، وقد يرافق ذلك أيضاً عدم وضوح في الرؤية لثوانٍ معدودة، فما هي أسباب الدوخة عند الوقوف؟ وما هي طرق العلاج المحتملة؟

أسباب الدوخة عند الوقوف

سبب الدوخة عند الوقوف الأبرز هو الانخفاض المفاجئ في ضغط الدم، فعند الوقوف تسحب الجاذبية كمية كبيرة من الدم إلى الساقين مؤقتاً مما يتسبب بانخفاض ضغط الدم في حالة تسمى علمياً بانخفاض ضغط الدم الانتصابي (بالإنجليزية: Orthostatic Hypotension)، ويحتاج الجسم عندها ثوانٍ معدودة لإبداء رد فعل عكسي لتعويض هذا الانخفاض، فينبض القلب بشكل أسرع لضخ مزيد من الدم، كما تنقبض الأوعية الدموية لمنع تجمع الدم في الساقين.

الدوخة عند الوقوف بسبب الجفاف

لتوضيح أسباب الدوخة عند الوقوف لا بد من ذكر أسباب انخفاض ضغط الدم الانتصابي وأهمها هو الجفاف (بالإنجليزية: Dehydration)، والذي قد يحدث عند الشخص بشكل عرضي في حال عدم حصول الجسم على ما يكفي من السوائل، إذ يواجه الجسم عندها صعوبة في تنظيم مستويات ضغط الدم.

كما قد يصاب الشخص بالجفاف نتيجة الممارسة المكثفة للرياضة وفقدان الجسم كميات كبيرة من سوائله عبر التعرق وعدم تعويضها من خلال المشروبات، وخصوصاً إن كانت الرياضة خارجية في الطقس الحار، كما قد يرافق الجفاف حالات الإنفلونزا، أو الإسهال، أو التقيؤ، وغيرها.

الدوخة عند الوقوف بسبب أمراض القلب

لأن سبب الدوخة عند الوقوف يتعلق بضغط الدم، فمن الطبيعي أن يصاب بها مرضى فشل القلب ومشاكل صمامات القلب، والمرضى الذين يعانون من انخفاض دقات القلب.

ولا بد من الإشارة إلى أن فقر الدم بسبب نقص الحديد (بالإنجليزية: Iron Deficiency Anemia) قد يكون أحد أسباب الدوخة عند الوقوف. 

للمزيد: لماذا تحدث الدوخة بعد النوم وما هو علاجها؟

الدوخة عند الوقوف بسبب الأدوية

قد يكون انخفاض الضغط الانتصابي الذي تنتج عنه الدوخة عند الوقوف أحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية، ومن أهمها:

  • بعض أدوية العلاج الكيميائي.
  • الأدوية الموسعة للأوعية الدموية كالتي تعالج ارتفاع ضغط الدم، ومرض باركنسون.
  • بعض مضادات الاكتئاب.
  • مدرات البول، فعند أخذها بطريقة جرعة خاطئة قد تسبب خسارة الجسم للسوائل والجفاف.
  • حاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزية: Beta Blockers).
  • حاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium Channel Blockers).

عوامل خطر الإصابة بالدوخة عند الوقوف

من أهم العوامل التي قد تزيد خطر الشعور بالدوخة عند الوقوف ما يلي:

  • التقدم في السن خصوصاً الأشخاص الذين يتجاوز عمرهم 65 عاماً ويقضون وقتاً كبيراً في الاستلقاء.
  • الولادة؛ أي أن النساء اللاتي أنجبن حديثاً أكثر عرضة للإصابة بالدوخة عند الوقوف.
  • فترات النمو المتسارع كفترة المراهقة.
  • تناول وجبة دسمة والوقوف فجأة بعد ساعة إلى ساعتين.

اقرأ أيضاً: أسباب الدوخة المستمرة وطرق العلاج

أنا مصاب بأنيميا الفول منذ الصغر، وعملت فحص G6PD وكانت النتيجة منخفضة (٩)، علماً أن المستوى الطبيعي (١١٦ - ٤٠٠). هل يجب أن أرفع هذه النتيجة؟ وهل هناك طريقة لرفعها؟ وشكراً

أعراض الدوخة عند الوقوف

من أهم الأعراض المرافقة لانخفاض الضغط الانتصابي والدوخة عند الوقوف ما يلي:

  • خفة الرأس (بالإنجليزية: Lightheadedness).
  • صداع.
  • ضعف عام.
  • عدم وضوح الرؤية.
  • ارتباك.

وقد يصاحب الدوخة عند الوقوف في حالات نادرة ألم في الصدر، وألم في الرقبة والكتف، والإغماء المؤقت الذي يعتبر من المضاعفات.

للمزيد: اسباب الدوار في الرأس

علاج الدوخة عند الوقوف

يعتمد العلاج على سبب الدوخة عند الوقوف من الأصل، ويتضح ذلك فيما يأتي:

  • إن كان السبب هو انخفاض ضغط الدم الانتصابي فإن هدف العلاج يكون السيطرة على هذا الانخفاض كتغيير الدواء الذي سببه، أو الضغط على كرة مطاطية عند الاستلقاء لرفع ضغط دم الجسم قبل النهوض، أو ارتداء الجوارب الضاغطة لتحسين تدفق الدم في الساقين.
  • شرب الكميات الكافية من السوائل لعلاج الجفاف والوقاية منه، وتجنب المشي أو الركض تحت أشعة الشمس المباشرة.
  • تجنب الوقوف المفاجئ، أو الجلوس لفترات طويلة.

ولا بد من الإشارة إلى ضرورة مراجعة الطبيب إن تكرر الأمر، ليبحث في أسباب الدوخة عند الوقوف ويوصي بالعلاج المناسب.

اقرا ايضاً :

تشنج القولون IBS irritable bowel syndrome