لتوضيح كثير من الاستفسارات التي في أذهان الآباء و الأمهات تجاه كثير من أمراض قلب الأطفال سأطرح الآن مجموعة من الأسئلة التي كانت الأكثر شيوعاً من قبل الاهل حول صحة أطفالهم المصابين بمرض القلب.

1: ما المقصود بروماتيزم القلب؟

- تعتبر الحمى الروماتيزمية سبب من أسباب أمراض القلب المكتسبة في العالم و خاصة العالم العربي؛ مع أن نسبة المرض قد انخفضت بشكل ملحوظ في كثير من أنحاء العالم العربي، إلا أنه لا تزال النسبة عالية في بلادنا.

- الحمى الروماتيزمية: عبارة عن التهاب في الأنسجة الضامة للجسم، و تظهر أعراضاً بعد حوالي 3 أسابيع من الإصابة بنوع معين من البكتيريا يسمى Streptococcus تصيب الحلق واللوزتين غالباً.

و بما أن القلب يحتوي على العديد من الأنسجة الضامة التي يصيبها المرض؛ نتيجة للتشابه الشديد بينها و بين تركيب البكتيريا و خاصة الصمامات.

- تنتج الالتهابات في الصمامات عندما يكوِن جسم الإنسان أجسام مضادة لمحاربة البكتيريا -فهو بالتالي يقوم بمحاربة الأنسجة الضامة و منها صمامات القلب-.

نتيجة للدراسات الميدانية؛ تصيب الحمى الروماتزمية حوالي 2-3 % فقط من الأطفال الذين يصابون بهذه البكتيريا، و لكن تزيد هذه النسبة عندما تتكرر الإصابة بها، و تتضح هنا أهمية محاربة هذه البكتريا، و الأمراض التي تسببها.

- إن التهاب الحلق واللوزتين من أهم الأسباب؛ و مما يزيد الأمور صعوبة وتعقيداً أن بعضها تكون خفيفة من غير أعراض ظاهرة أو أمراض بسيطة في حوالي 30% من مجموع الالتهابات؛ فإن استئصال اللوزتين قد يُخفف من عدد مرات الإصابة بالتهاب اللوزتين و لكن لا يمنع حدوث التهاب الحلق. كما أوضحت الدراسات التي أجراها أطباء الأمراض المعدية و أطباء الأنف والأذن والحنجرة.

- ذُكر في أحدث تقرير صادر عن جمعية القلب الأمريكية و جمعية الأطفال الأمريكية عن "الوقاية من الحمى الروماتيزمية"؛ أن الوقاية من الحمى الروماتزمية يتكون من مرحلتين:

أ- الوقاية الأولية:

أهم ما في هذه المرحلة هو الاكتشاف المبكر لالتهاب الحلق و اللوزتين و للبكتريا المسببة للحمى الروماتيزمية وعلاجها بالمضاد الحيوي. و إن زراعة مسحة الحلق و اللوزتين أهم دليل على إثبات وجود البكتريا.

ب- الوقاية الثانوية:

تتمثل هذه الخطوة في منع تكرار الإصابة بالحمى الروماتزمية؛ و ذلك بمنع الالتهابات البكتيرية للحلق واللوزتين.

- يتطلب هذا النوع من الوقاية إلى استخدام مضاد حيوي هو (البنسلين) كل شهر باستمرار، و ذلك بأخذ حقنة في العضل كل 4 أسابيع، التي تعمل على تطهير الحلق واللوزتين من هذه البكتريا لمدة أشهر.

- و يمكن أخذ أنواع أخرى من المضادات الحيوية غير البنسلين في حالة وجود حساسية من البنسلين.

- لم يذكر التقرير على الإطلاق أن عملية استئصال اللوزتين من أسباب الوقاية من الحمى الروماتزمية لما ذكرناه سابقاً؛ حيث أن استئصال اللوزتين لا يمنع الإصابة بالبكتريا المسببة للمرض.

أعراض الحمى الروماتزمية

1- الأعراض الرئيسية و تشمل:

 أ- التهاب القلب: يصيب التهاب القلب حوالي 50% من المصابين بالحمى الروماتزمية.

ملاحظة: إن التهاب القلب هو أخطر مشاكل الحمى الروماتزمية وهو يشكل السبب الرئيسي المؤدي للوفاة من هذا المرض وإصابة صمامات القلب في الجهة اليسرى منه أكثر عرضة (الصمام الميترالي ثم يليه الصمام الأورطي) من صمامات القلب في الجهة اليمنى، و قد يؤدي التهاب الصمامات إلى هبوط حاد في وظيفة القلب، و بعد علاج هذا العرض الحاد؛ يصيب الصمامات تلف دائم مما يتطلب إجراء عمليات جراحية في المستقبل. 

ب- التهاب المفاصل: و تحدث في 70% من المصابين.

ج- الطفح الجلدي.

د- رعشة أو رقص في الأطراف.

هـ - ظهور عقد تحت الجلد.

2- الأعراض الفرعية و منها:

أ- ارتفاع درجة الحرارة.

ب- ألم المفاصل.

فهذه الأعراض الفرعية ليست خاصة بالحمى الروماتزمية، الأمر المهم الذي يجب استخلاصه هو أن العلاج المبدئي لهذه البكتريا يقي من الحمى الروماتزمية ومن مضاعفاتها الخطيرة على الفرد والمجتمع.

2: هل السمنة عند الأطفال لها علاقة بأمراض القلب؟

هناك علاقة تناسب طردي بين ارتفاع ضغط الدم الشرياني و زيادة الكوليسترول من جهة و السمنة من جهة أخرى.

من سنة عملت رسم قلب بين وجود خوارج بطينية والهولتر بين أنها معزولة وفحوصات الدم والغدة كلها طبيعية فطمأنني الطبيب مع تناول اندرال. والايكو الجديد من يومين بين وجود تمدد بالأذين الأيسر وقصور قلب انبساطي لم يكونوا في الإيكو القديم. فهل الخوارج هي السبب في ذلك أم ارتجاع الميترالي أم ممارسة تمارين الجيم.

- إن السمنة المزمنة تبدأ من الطفولة، و قد أُجريت دراسة في أمريكا تبين فيها أن 15% من الأطفال فوق معدل الوزن الطبيعي، و أن زيادة الكوليسترول و ارتفاع ضغط الدم و مرض السكري من الأسباب الخمسة الرئيسية المهيئة للإصابة بأمراض تصلب الشرايين؛ لذا ننصح الأباء والأمهات بملاحظة التغذية لأطفالهم منذ الصغر لكي يتجنبوا السمنة ومخاطرها.

 

3: ما تأثير تدخين الأم الحامل على الجنين؟

يؤثر التدخين تأثيراً بالغاً على صحة الجنين بصفة عامة؛ فقد أثبتت الدراسات العلمية أن تدخين الأم للتبغ يسبب تأخر نمو الجنين، بحيث يولد الطفل ناقص الوزن و النمو و هذا بحد ذاته يعرض الطفل لكثير من الأمراض.

- لا توجد علاقة مباشرة بين التدخين و أمراض القلب الخلقية لدى الجنين، كما أن التدخين هو أحد العوامل الخمس الكبرى المهيئة للإصابة بأمراض الشرايين التاجية عند البالغين.

 

4: ما سبب ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال؟

- يعتبر ارتفاع ضغط الدم الشرياني تاريخياً مرض يصيب الكبار؛ فهناك مئات الملايين من سكان العالم مصابون بهذا المرض الذي لم يعرف سببه عند نسبة كبيرة من الأشخاص، أما بالنسبة للأطفال؛ فهناك أسباب أخرى مهمة مثل أمراض الكلى و ضيق الشريان الأورطي التي قد تسبب ارتفاع ضغط الدم.

 

5: هل هناك علاقة بين زواج الأقارب و أمراض القلب؟

- لم يتعرف العلماء والأطباء حتى الآن على أكثر أسباب عيوب القلب الخلقية فهي غير معروفة. من الملاحظ أن الأمراض تكثر في بعض العائلات؛ فإذا كان الأب و الأم مصابان بمرض خلقي بالقلب؛ فإن احتمالية إصابة الطفل تزداد بنسبـة 13.7%، و من هنا يمكن الاستنتاج بأن زواج الأقارب يزيد نسبة الإصابة بأمراض القلب الخلقية للجنين إذا كان هناك تاريخ مرضي للعائلة.

6: كيف يعرف الإنسان العادي أن لديه ثقباً في قلبه إذا كـان الثقب لا يكتشف حتى لو مرت سنوات كثيرة من عمر الإنسان؟ 

- هناك أعراض و علامات واضحة يتم التعرف بواسطتها على ثقب أو فتحة بالقلب. على سبيل المثال: أعراض التعب و الإجهاد عند القيام بأي مجهود، تكرار التهاب الشعب الهوائية.

- هناك علامات للمرض يكتشفها الطبيب عند فحص المريض مثل: اختلاف في ضربات القلب أو سماع نفحه (و النفحة هي صوت غير طبيعي ينتج من حركة الدم في القلب عبر الصمامات أو عبر الثقوب أو ممرات غير طبيعية) يسمعها طبيب الأطفال عند فحص الأطفال خلال برنامج التطعيم في السنة الأولى من العمر.

7: ما تأثير الإنجاب المتأخر للمرأة بعد سن الأربعين على الجنين؟

- الإنجاب المتأخر للمرأة بعد سن الأربعين؛ قد يزيد نسبة الأمراض الجينية للأطفال مثل متلازمة داون (عدد الكروموسومات 47 كروموسوم عند الأطفال)، و قد يصاب 50% منهم بعيوب خلقية بالقلب؛ لذا فنحن ننصح الأم بالمبادرة بالإنجاب في سن مبكرة حتى تتجنب الأمراض الجينية للجنين.

8: كيف تتم عملية قسطرة الشبكة؟ 

- تعتبر قسطرة الشبكة أو الدعامة أحد أنواع القسطرة العلاجية؛ بمعنى أنه يتم عمل القسطرة التشخيصية يتبعها تركيب الدعامة أو الشبكة، و تُستخدم الشبكة لإعادة الشرايين أو الأوردة الضيقة إلى محيطها الطبيعي، و من أهم الأمثلة هو ضيق الشريان الرئوي منذ الولادة أو بعد إجراء عملية قلب مفتوح بسبب عيوب خلقية مثل مرض رباعية فالوت.

 

9: هل يقبل الجسم هذه الشبكة بسهولة؟

- تُصنع الشبكة أو الدعامة من مواد معدنية ستانلس ستيل و مواد مشابهة لا تصدأ يتقبلها الجسم بسهولة و لا تثير الجهاز المناعي؛ بل إن الجسم قادر على تغطيتها بطبقة من الخلايا و الأنسجة بحيث تصبح الشبكة جزءاً من جدار الشريان أو الوريد.

10: هل تُجرى القسطرة العلاجية (شبكة القسطرة) للأطفال فقط؟

- تستخدم الشبكة أو الدعامة عند الأطفال في توسيع ضيق الشرايين مهما كانت مثل الشرايين الرئوية و الأوردة الرئيسية العلوية و السفلية و الشريان الأورطي، كما أنها تستخدم بكثرة في توسيع الشرايين التاجية عند البالغين و كبار السن.

11: هل نجاح عمليات القلب الجراحية يرتبط بعمر معين للطفل؟

- إن عمليات القلب المفتوح للأطفال تخصص دقيق جداً يتطلب مهارة فائقة، و من أهم عوامل صعوبة هذه العمليات هو توصيل و ربط الطفل صغير الحجم بجهاز الدورة الدموية و التنفسية خلال عملية القلب المفتوح بالإضافة إلى وجود تعقيدات تشريحية لبعض الأمراض الخلقية، و بفضل من الله توجد مراكز متخصصة لديها فرق طبية متخصصة ومدربة تدريباً دقيقاً يمكنها إجراء عمليات القلب المفتوح عند الولادة مباشرة مهما كان وزن الطفل.

اقرأ أيضاً: 

زراعة القلب ومتطلبات نجاحها

عيوب القلب الخلقية

طريقة بسيطة للتنبؤ بفشل القلب

ما هي متلازمة القلب المنكسر؟

قسطرة القلب: ما الذي يجب أن تعرفه عنها

اقرا ايضاً :

الشريان الأبهر البطني إذا تمدد!

التكنولوجيا الحديثة لعلاج أمراض القلب