تعد حكة الجسم لا سيما وقت النوم من الشكاوى الشائعة والمزعجة، إذ أنها تسبب اضطرابات النوم والأرق، تتعدد أسباب حكة الجسم عند النوم فغالبًا ما تنجم عن عوامل طبيعية، وربما نتيجة الإصابة بمشاكل صحية تصاحبها حكة تزداد ليلًا.

يناقش هذا المقال أبرز أسباب حكة الجلد قبل النوم، والحالات الصحية التي قد تؤدي إلى ذلك، وكذلك أسباب حدوث الحكة وقت النوم لدى الحوامل.

أسباب حكة الجسم عند النوم

تتضمن أسباب حكة الجسم عند النوم العديد من العوامل والمؤثرات، نذكر فيما يلي أهمها:

النظم اليومي

قد تكون التغيرات الطبيعية في النظم اليومي أو إيقاع الساعة البيولوجية (بالإنجليزية: Circadian Rhythm) هي أكثر أسباب حكة الجسم عند النوم شيوعًا، إذ تؤثر على وظائف الجلد، مثل تنظيم درجة الحرارة، وتوازن السوائل، ورطوبة الجلد، وتقلبات الهرمونات، تشمل هذه التغيرات ما يلي: [1][2]

  • درجة حرارة الجسم: تحافظ الوطاء أو ما تحت المهاد على النظم اليومي، والوطاء غدة أساسية في المخ مسؤولة عن تنظيم درجة حرارة الجسم، فتبلغ درجة حرارة الجسم الحد الأعلى في أواخر المساء، بينما تصل إلى أدنى حد في الصباح الباكر. تعمل الوطاء على تبريد الجسم في مرحلة نوم حركة العين غير السريعة، أو مباشرة عند بدء النوم، فيتدفق الدم أكثر إلى الجلد ليطلق الجسم الحرارة إلى البيئة المحيطة خلال هذه المرحلة؛ مما يزيد من حرارة الجلد ويسبب الإحساس بالحكة الليلية.
  • جفاف الجلد: يعد زيادة فقدان البشرة للرطوبة طوال الليل من أسباب حكة الجسم عند النوم، وهي عملية تسمى فقدان الماء عبر الجلد وتسبب جفافه، لذلك تقل وظيفة الجلد كحاجز أثناء الليل، مما قد يسمح بدخول المواد المسببة لتحفيز الحكة ليلًا. يؤدي تعرض الطبقة الخارجية من الجلد (الطبقة القرنية) للضرر بسبب الإصابة بالجفاف أو التهاب الجلد التأتبي إلى زيادة الحكة المرضية خاصة بالليل.
  • تقلبات الهرمونات: يتبع إفراز الكورتيزول النظم اليومي المعتمد على الساعة البيولوجية، فيكون تركيزه في أدنى مستوياته أثناء المساء وعند منتصف الليل؛ لذا فإن تأثيراته المضادة للالتهاب تكون أقل ما يمكن؛ مما قد يسبب حكة الجسم قبل النوم وطوال فترة الليل.
  • السيتوكين: يختلف إفراز الجسم لبعض المواد باختلاف الوقت من النهار إلى الليل، حيث يزيد إفراز السيتوكينات أثناء الليل، فينتج عن ذلك تحفيز الالتهاب وحدوث الحكة عند النوم.

التقدم في العمر

يعد التقدم في العمر أحد أسباب حكة الجسم عند النوم، حيث تساهم بعض العوامل الطبيعية للتقدم في السن في الشعور بالحكة الليلية، مثل جفاف الجلد وانخفاض مناعة الجسم، كما يزيد التنكس العصبي من تهيج الجلد والحكة. [2]

لدغات الحشرات

تعد لدغات الحشرات من بين أسباب حكة الجسم وقت النوم الأكثر إثارة للإزعاج والأرق، ومن أمثلة هذه الحشرات: [2]

  • بق الفراش والبراغيث: هي حشرات ليلية تتغذى على الدم، ويجب استبعاد لدغات الحشرات في كل حالات الحكة، حيث يسهل رؤية علامات لدغات ملحوظة على الجلد تتحسن في غضون ساعات أو أيام قليلة. قد تتسبب لدغات الحشرات في حدوث رد فعل تحسسي خفيف فتصبح مساحة الاحمرار والالتهاب في الجلد أكبر ويمكن أن تتحسن في غضون أسبوع.
  • الجرب: هو مرض جلدي يسبب الحكة بسبب حشرة العث، ويعد الجرب من أسباب حكة الجسم عند النوم وقد يصيب جميع الأعمار. عادة ما تكون الحكة موجودة طوال الوقت ولكنها غالبًا ما تكون أكثر وضوحًا عند النوم بسبب طبيعتها الليلية.

اقرأ أيضًا: أسباب حكة المهبل قبل الدورة وعلاجها

كثرة الحمر الحقيقية

تعد الحكة عرضًا شائعًا في حالة الإصابة بكثرة عدد كرات الدم الحمراء، وهي حالة ينتج فيها نخاع العظام الكثير من خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية، حيث يعاني العديد من المرضى بتلك الحالة من الحكة، خاصة بعد الاستحمام أو تبلل الجلد، اعتاد الكثيرون على الاستحمام مساءًا قبل النوم، مما يرفع من فرص الحكة الليلية. [2]

أمراض الجلد الالتهابية

قد تعزى أسباب حكة الجسم عند النوم إلى بعض الاضطرابات الجلدية الشائعة، منها: [2] [3]

  • التهاب الجلد التأتبي أو الإكزيما: يعد التهاب الجلد التأتبي حالة جلدية مزمنة يعاني المصابون بها من صعوبة الدخول في النوم والاستيقاظ المبكر بسبب حكة الجسم وقت النوم التي تؤدي إلى التعب والأرق.
  • الصدفية: اضطراب جلدي التهابي مزمن من اضطرابات المناعة الذاتية يتسم بظهور بقع قشرية من الجلد، تشمل الجسم وفروة الرأس. يساهم في تفاقم هذه الحالة أيضًا خلل التنظيم الحراري الذي يجعل الجلد دافئًا خلال الساعات القليلة الأولى من النوم؛ مما يسبب زيادة حكة الجسم عند النوم وعدم الراحة.
  • الحزاز المسطح: هو مرض مناعي آخر يظهر غالبًا داخل الفم بالإضافة إلى العديد من أجزاء الجسم الأخرى، والأظافر، وفروة الرأس. ويظهر على شكل طفح جلدي أرجواني مسطح القمة مصحوبًا بحكة.

تجدر الإشارة إلى أن الحكة والخدش المفرط، بغض النظر عن السبب، قد تؤدي إلى مزيد من التهيج أو بقع جلدية تسمى الحزاز البسيط المزمن.

تعد أكثر أسباب حكة الجسم عند النوم للأطفال شيوعًا هي التهاب الجلد التأتبي والصدفية مع الحزاز البسيط المزمن، وكذلك الحكاك العقيدي. [4]

اقرأ أيضًا: علاج حكة الدبر عند الأطفال

المزيد من أسباب حكة الجسم عند النوم

قد ترجع أسباب حكة الجسم عند النوم إلى الإصابة ببعض الأمراض والحالات الصحية، لا سيما إذا كانت الحكة في جميع أنحاء الجسم، مثل التالي ذكره: [5]

  • أمراض الكبد.
  • الفشل الكلوي المزمن.
  • اضطرابات الدم.
  • بعض الأمراض العصبية.
  • الأمراض النفسية، مثل الأفكار الوهمية، والاكتئاب، والفصام، والتوتر.
  • متلازمة تململ الساقين.
  • ارتفاع مستوى اليوريا في الدم.
  • الركود الصفراوي.
  • سرطان الغدد الليمفاوية.
  • فرط نشاط الغدة الدرقية.
  • عدوى فيروس نقص المناعة البشرية.
  • تعاطي المخدرات.

اقرا ايضاً :

عشر نصائح تساعد على تجنب إصابة  الأطفال بالأكزيما

أسباب حكة الجسم عند النوم للحامل

تتعدد أسباب حكة الجسم عند النوم أثناء فترة الحمل، ومنها: [6]

  • تمدد الجلد: عادة ما يكون تمدد الجلد واضحًا في الحمل الأول وكذلك في حالات الحمل بتوأم أو أكثر، لذلك قد يسبب الحكة الموضعية في البطن.
  • لويحات الحمل الحطاطية الحكية الشروية: هو نوع من الطفح الجلدي مثير للحكة يحدث حول علامات التمدد أثناء الحمل.
  • الجفاف: قد تسبب التغيرات الهرمونية أثناء الحمل جفاف الجلد والحكة.
  • العطور أو الأقمشة: يمكن للعطور والمواد الكيميائية المختلفة أن تسبب الحكة.
  • الهرمونات: قد تؤدي التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل إلى زيادة جفاف الجلد وتفاقم الحكة عند النوم.
  • الركود الصفراوي داخل الكبد: حيث يحدث اضطراب في الكبد يؤدي إلى تراكم الأحماض الصفراوية في الدم؛ مما يسبب الشعور بالحكة.
  • الحكاك: هو نوع من التهيج التأتبي يظهر فيه نتوءات متقشرة ومثيرة للحكة على الذراعين، أو الساقين، أو البطن والذي يمكن أن تظهر في أي مرحلة من الحمل.

اقرأ أيضًا: سبب حكة المهبل للحامل وعلاجها

اعاني من دهون البشرة والرؤوس السوداء بشكل كبير

نصيحة الطبي

يوجد الكثير من العوامل التي ترفع من معدل حكة الجسم عند النوم منها جفاف الجلد، والتغيرات الهرمونية، وارتفاع درجة حرارة الجلد مساءًا، وغيرها من العوامل، بينما غالبًا ما تعود أسباب حكة الجسم عند الحامل إلى علامات التمدد التي تصيب الجلد وقت الحمل، أو للجفاف والتغير الهرموني الذي يعتري الحامل.