الهذيان | Delirium

الهذيان

ما هو الهذيان

الهذيان (بالإنجليزية: Delirium)، أو ما يسمى حالة تشوش العقل، هو تغير مفاجئ يحدث في الدماغ يسبب ارتباك ذهني واضطراب عاطفي للمصاب، مما يجعل من الصعب على المريض التفكير والتركيز بشكل جيد، كما يقلل من كفاءة النوم، والذاكرة لديهم، لكن يعد الهذيان من الحالات التي يمكن شفاؤها بشكل كامل إذا تم متابعتها منذ البداية والعناية بها.

يزداد خطر الإصابة بالهذيان في الحالات التي تحتاج للعلاج في المستشفيات، والإصابة بالخرف وهو سبب الهذيان عند كبار السن في أغلب الحالات، لذلك يفضل تقديم العلاج الفوري لمساعدتهم في التعافي من الهذيان.[1]

أنواع الهذيان

يتم تصنيف الهذيان بناء على أسبابه، وشدة إصابته فأسباب الهذيان عند الأطفال تختلف عن أسبابه عند المرضى الذين لديهم تاريخ مرضي طويل، أو يتناولن أنواع معينة من الأدوية، وهنا نذكر بعض أنواع الهذيان:

  • الهذيان الارتعاشي، هو نوع يصيب الأشخاص الذين يحاولون التوقف عن شرب الكحول، ويزداد تأثيره كلما زادت الكمية التي يتم شربها، وطول الفترة الزمنية لشرب الكحول.
  • الهذيان مع فرط النشاط، يتميز هذا النوع بالحذر الشديد عند القيام بأي نشاط، وعدم الرغبة في التعامل مع الاَخرين.
  • الهذيان مع قلة النشاط، في هذا النوع يميل المصابون إلى النوم أكثر من الحد الطبيعي، ويقل اهتمامهم بحياتهم اليومية مثل مواعيدهم، وأوقات وجبات الطعام.
  • الهذيان المختلط، يعد هذا النوع مزيجاً بين هذيان فرط النشاط وهذيان نقص النشاط، ويحدث بالتناوب بين الحالتين.[2]

الفرق بين الهذيان والذهان

كما أن الفرق بين الهذيان والذهان يتضح في أن الهذيان يجعل المريض غير مدرك للواقع مع وجود خلل في الوعي والتفكير، أما المصاب بالذهان فهو يفهم الواقع والبيئة المحيطة به بطريقة تختلف عن حقيقتها.

اقرأ أيضاً: ما هي أنواع الذهان أو الاضطرابات الذهانية؟

هناك الكثير من الأسباب التي تسبب الهذيان، مثل العديد من الأمراض والممارسات الخاطئة التي قد تكون سبباً رئيسياً للإصابة، ومن أسباب الإصابة بالهذيان نذكر ما يلي:

  • تناول أدوية تسبب الهذيان مثل مضادات الهيستامين (بالإنجليزية: Antihistamines)، والمواد الأفيونية.
  • تعاطي المخدرات وشرب الكحول بجرعات زائدة، أو أعراضها الانسحابية التي تكون سبب الهذيان المفاجئ.
  • الإصابة ببعض الأمراض مثل الشلل الرعاشي، والسرطان، والتهاب الكبد المزمن.
  • الإصابة بالالتهاب الرئوي، وتعفن الدم، والتهابات المسالك البولية.
  • التغير في البيئة المحيطة.
  • نشاط أو قصور بعض الغدد في الجسم مثل الغدة الدرقية، ومشاكل الهرمونات.
  • الهذيان بعد العمليات الجراحية، أو خلال فترة الاستشفاء بعدها.
  • نقص الأكسجين في أنسجة الجسم يمكن أن يؤدي للهذيان.
  • عدم الحصول على قدر كافي من النوم والراحة، يسبب الهذيان أثناء النوم .
  • التعرض لألم شديد لفترات طويلة.
  • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
  • الإصابة بفشل الكبد، أو حدوث الهذيان بعد غسيل الكلى وهذا شائع.
  • التعرض إلى ضغوط عاطفية شديدة.
  • سوء التغذية ونقص السوائل إلى حد الجفاف.
  • حدوث السكتة الدماغية.
  • كما يمكن حدوث الهذيان عند ارتفاع الحرارة.[1][2][3]

للمزيد: ما هو التشخيص المزدوج؟ وما هي طرق علاجه؟

ينتج عن الإصابة بأحد أنواع الهذيان الكثير من الأعراض التي يمكن أن تتشابه مع أنواع أخرى، وغالباً تبدأ هذه الأعراض بشكل مفاجئ ثم تزداد سوءاً خلال الأيام القليلة الأولى، حيث يتصرف الشخص المصاب بالهذيان وكأنه تحت تأثير الكحول مع عدم القدرة على الانتباه، كما تزداد هذه الأعراض في المساء وتعرف بإسم الغروب، ومن أعراض الهذيان نذكر ما يلي:

  • الإصابة بالقلق والهلوسة.
  • التشوش والتغير السريع في المشاعر.
  • قلة النوم والأرق، والشعور بالنعاس والتعب.
  • صعوبة في التركيز، وانخفاض الإستجابة.
  • اللامبالاة، وردة الفعل الباردة.
  • الكسل والخمول، وقلة التفكير.
  • انخفاض مستوى الذاكرة قصيرة المدى.
  • فقدان السيطرة على العضلات مثل سلس البول.
  • الارتباك، وكثرة تقلب المزاج.
  • عدم القدرة على التحدث بوضوح.[1][2]

هناك طرق عديدة لتشخيص الهذيان ومعرفة سبب الإصابة، وتبدأ الإجراءات بطرح بعض الأسئلة على المصاب لمعرفة ما يشعر به من أعراض، ثم يتم عمل فحص بدني أو عمل اختبارات بسيطة للتأكد من سلامة القدرة البصرية، والذاكرة، والتركيز لدى المصاب، وهنا نذكر بعض الفحوصات المستخدمة لتشخيص الهذيان:

  • التصوير بالأشعة السينية، أو الطبقي، أو الرنين المغناطيسي.
  • فحص الدم.
  • فحص بول.
  • اختبارات المخدرات والكحول.
  • فحص الغدة الدرقية.
  • تحاليل وظائف الكبد.[1][2]

يعتمد علاج مرض الهذيان على تحديد أسباب الإصابة، لأن هناك ارتباط بين حدوثه وبين وجود أمراض أخرى مثل علاقة الهذيان وارتفاع ضغط الدم، لذلك يجب معرفة العوامل التي أدت إلى حصوله، وهنا نذكر بعض طرق علاج الهذيان بناء على سبب الإصابة:

  • الهذيان بسبب عدوى بكتيرية، في هذه الحالة يتم وصف المضادات الحيوية.
  • الهذيان بسبب الكحول وبعض الأدوية مثل الكوديين (بالإنجليزية: Codeine)، يكون العلاج في الامتناع عن تناولها.
  • الهذيان بسبب الاضطرابات وحالات الاكتئاب، يتم في هذه الحالات وصف مضادات الاكتئاب ومضادات الدوبامين.
  • الهذيان بسبب الأعراض الإنسحابية للمخدرات، تعالج بإعطاء جرعات من البنزوديازيبين بإشراف طبي.
  • الهذيان بسبب الجفاف، ويحدث هذا النوع من الهذيان عند الأطفال أكثر من غيرهم، ويعالج بإعطاء المصاب كميات مناسبة من السوائل.

في أغلب الحالات تتحسن الأعراض خلال عدة أيام، ويمكن أن تمتد إلى أسابيع، لذلك ينصح المصابين بمرض الهذيان بقضاء فترة أطول في المستشفى حتى بعد تحسن الأعراض، للتأكد من سلامتهم وتقليل جرعات أدوية علاج الهذيان تدريجياً لأنه لا يجب التوقف عن تناولها بشكل مفاجئ.[1]

يتم التركيز في علاج مرض الهذيان على البيئة التي يعيش فيها المريض، لذلك من الأفضل أن يكون المريض في مكان مناسب وهادئ. وهنا بعض النصائح للتعايش مع الهذيان:

  • تنظيم أوقات النوم وتجنب النوم خلال النهار، وتعريض المصابين إلى أشعة الشمس، وتقليل الإزعاج.
  • تقديم الدعم النفسي للمصابين بالهذيان، والاهتمام بهم وتوضيح الأمور لهم بطريقة هادئه.
  • إحاطتهم بأشياء مألوفة لهم مثل الصور القديمة أو أشيائهم الخاصة لإشعارهم بالطمأنينة.
  • التأكد من حصول المصابين بالهذيان على طعام صحي وكميات مناسبة من السوائل.
  • الحفاظ على لياقة المريض البدنية من خلال حركات رياضية بسيطة دون تعرضه للإجهاد.[1][2]

للوقاية من الإصابة بالهذيان ينصح بالتحدث مع الطبيب قبل إجراء العمليات الجراحية لتقييم الحالة العقلية للمريض وجمع بعض المعلومات، هذه العملية تساعد الأطباء في التأكد من سلامة الحالة العقلية عن طريق مقارنة الحالة العقلية بعد الجراحة مع المعلومات التي تم جمعها قبل الجراحة للتأكد من سلامة الحالة العقلية.

يساعد الحصول على كميات مناسبة من السوائل مع ممارسة القليل من الرياضة والتعرض لأشعة الشمس في الوقاية من الإصابة بالهذيان، كما ينصح بزيارة الطبيب في أسرع وقت عند الشعور بأحد أعراض الهذيان للوقاية من الإصابة، أو علاجه بسرعة قبل تفاقم الحالة.[1][3]

اقرأ أيضاً: أفضل 5 طرق لتحسين الصحة النفسية

من مضاعفات مرض الهذيان نذكر ما يلي:[1]

  • الالتهاب الرئوي وقرحات الضغط.
  • اضطراب القلق والخوف.
  • البقاء في المستشفى لفترات طويلة.
  • يحتاج المريض إلى الرعاية طوال الليل والنهار.
  • تدهور القدرات العقلية.[2][3]

يمكن أن يتعافى المصاب تماماً إذا تم تحديد أسباب الهذيان مبكراً وتم معالجته، لكن تأخير العلاج يجعل فرص التعافي قليلة، وعدم علاجه يؤدي إلى مضاعفات مثل الغيبوبة أو حتى الموت، وتكون نسبة شفاء كبار السن المصابون بالخرف، والمرضى المصابين بفيروس نقص المناعة قليلة جداً.

[1] Cleveland Clinic. Delirium. Retrieved on the 12th of May, 2022.

[2] Chitra Badii. What’s Delirium and How Does It Happen? Retrieved on the 12th of May, 2022.

[3] Medline Plus. Delirium. Retrieved on the 12th of May, 2022.

الكلمات مفتاحية

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟
أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بأمراض نفسية

محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي

أخبار ومقالات طبية

جميع الاخبار والمقالات
فوائد البقدونس مقالات
إعلان جدري القردة كحالة طوارئ صحية عالمية أخبار
الفرق بين الحقن المجهري واطفال الانابيب مقالات
عرض جميع المقالات الطبية

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية
خطوة واحدة أقرب للحصول على معلومات طبية موثوقة
اسأل سينا

مصطلحات طبية مرتبطة بأمراض نفسية

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بأمراض نفسية