الهذيان | Delirium

الهذيان

ما هو الهذيان

الهذيان (بالإنجليزية: Delirium) اضطرابٌ في الإدراك والقدرات العقلية، يؤثر على الوعي والتركيز والتفكير، وبالتالي فإن المصاب يُواجه صعوبة في التركيز، أو تذكر بعض الأحداث، أو التعرف على البيئة المحيطة به، وعادةً يحدث الهذيان بشكلٍ مفاجئ خلال ساعات أو أيام، ولكنه غالبًا ما يكون حالة مؤقتة يمكن الشفاء منها بالكامل عند تلقي العلاج المناسب والتعامل مع السبب الكامن وراءه. [1]

اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع 

أنواع الهذيان

يُمكن تصنيف الهذيان لعدة أنواع، منها: [1][2]

  • الهذيان مفرط النشاط (بالإنجليزية: Hyperactive delirium):

يُمكن تمييز هذا النوع بسهولة؛ حيث يكون المصاب حذرًا جدًا ويتململ كثيرًا، ويتحرك في غرفته جيئةً وذهابًا، كما قد يُعاني من القلق والتقلبات المزاجية الحادة.

  • الهذيان منخفض النشاط (بالإنجليزية: Hypoactive delirium):

يميل المصاب إلى الكسل والخمول، وربما ينام أكثر من المعتاد، كما يُهمل واجباته المنزلية، مثل تحضير الطعام والتنظيف.

  • الهذيان المختلط (بالإنجليزية: Mixed delirium):

تظهر أعراض مشابهة للهذيان مفرط النشاط ومنخفض النشاط، على سبيل المثال قد يُعاني المصاب من التململ، ثم يشعر بالكسل والخمول.

  • الهذيان الارتعاشي (بالإنجليزية: Delirium tremens):

حيث تظهر نوبات حادة من الهذيان عند التوقف عن شرب الكحول.

الفرق بين الهذيان والذهان

يخلط الكثير من الأشخاص بين الهذيان والذهان، لكنهما حالتين مختلفتان تمامًا، ويُوضح الجدول الآتي الفرق بين الهذيان والذهان: [1][2]

وجه المقارنة الهذيان الذهان
طبيعة الحالة تغيّر مؤقت في الوعي والقدرات العقلية اضطراب يُسبب صعوبةً في التمييز بين الحقيقة والخيال
بدء ظهور الأعراض مفاجئة وسريعة (خلال ساعات أو أيام) تدريجية أو مفاجئة حسب السبب
طبيعة الأعراض صعوبة في التركيز وتذكر بعض الأشياء الأوهام والهلوسة
مدة المرض حالة مؤقتة يُمكن الشفاء منها مرض مزمن يستدعي تلقي العلاج طوال الحياة

اقرأ أيضاً: ما هي أنواع الذهان أو الاضطرابات الذهانية؟

من أسباب الإصابة بالهذيان: [1][2][3]

  • تناول أدوية تسبب الهذيان مثل الأفيونات وبعض مضادات الهيستامين وأدوية علاج الضغط.
  • اضطرابات في الغدد، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصورها.
  • تعاطي المخدرات وشرب الكحول، أو محاولة التوقف عن تعاطيها فجأةً.
  • التعرض لضغوطاتٍ عاطفية شديدة.
  • الحمى، حيث قد يُصاب المريض بالهذيان عند ارتفاع الحرارة.
  • الإصابة ببعض الأمراض، مثل:
    • الإصابة بفشل الكبد، أو حدوث الهذيان بعد غسيل الكلى.
    • الشلل الرعاشي.
    • السرطان.
    • التهاب الكبد المزمن.
    • الالتهاب الرئوي.
    • تعفن الدم.
    • التهابات المسالك البولية.
    • سوء التغذية والجفاف.
    • السكتة الدماغية.
    • الإيدز.
  • الهذيان بعد العمليات الجراحية، أو خلال فترة التعافي منها.
  • نقص الأكسجين.
  • عدم الحصول على قدر كافي من النوم والراحة.
  • التعرض لألمٍ شديد لفترات طويلة.

تختلف أسباب الهذيان عند الأطفال عنها لدى المرضى الذين لديهم تاريخ مرضي طويل، أو الأشخاص الذين يتناولون أنواعًا معينة من الأدوية، لكن عادةً يُصاب الأطفال بالهذيان بسبب الجفاف والحمى الشديدة. [2][3]

عوامل خطر الإصابة بالهذيان

من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالهذيان: [4]

  • التقدم في العمر، إذ يكون كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالهذيان.
  • الخرف.
  • بعض الأمراض المزمنة، مثل داء انسداد الرئة المزمن.
  • فقدان السمع أو البصر في مراحل لاحقة.
  • الإصابة بالهذيان سابقًا.

للمزيد: ما هو التشخيص المزدوج؟ وما هي طرق علاجه؟

غالبًا تظهر أعراض الهذيان بشكلٍ مفاجئ، ثم تزداد سوءًا، وتتضمن أعراض الهذيان الآتي: [1][2]

قلة الوعي بالأشياء المحيطة

قد يُسبب الهذيان الأعراض الآتية: [1][2]

  • يُواجه المصاب صعوبة في التركيز على موضوعٍ معين أثناء الكلام بالآخرين.
  • يعلق ذهنه بفكرة معينة بدلًا من الرد على الأسئلة.
  • يتشتت تركيز المريض بسهولة.
  • ينعزل عن الآخرين ولا يستجيب للأشياء المحيطة.

ضعف القدرة على التركيز والتفكير

عادةً يشكو المصاب من المشكلات الآتية: [1][2]

  • قد ينسى المصاب ما حدث معه مؤخرًا بسبب ضعف الذاكرة.
  • يُواجه صعوبة معرفة هويته أو تحديد مكانه أو التعرف على غيره.
  • لا يستطيع تذكر الكلمات أو اختيارها بشكلٍ صحيح.
  • يُغمغم أو يتحدث بطريقة غير مفهومة.
  • لا يستطيع فهم الكلام أو يُواجه صعوبة في القراءة أو الكتابة.

التغيرات السلوكية أو العاطفية

من التغيرات التي يُسببها الهذيان: [1][2]

  • القلق.
  • الهلوسة البصرية.
  • تقلبات مزاجية حادة.
  • قلة النوم والأرق، والشعور بالنعاس والتعب.
  • الاكتئاب.
  • سرعة الغضب.
  • تغيرات في الشخصية.
  • بطء الحركة والخمول.
  • الأنين والصراخ.
  • الشعور بالابتهاج.
  • الصمت والعزلة، خاصةً لدى كبار السن.
  • الميل للعدوانية.
  • اضطراب النوم.
  • البرود واللامبالاة.

قد تزداد أعراض الهذيان سوءًا ليلًا، وذلك عندما تخفت الإضاءة وتتراجع قدرة الشخص على التعرف على الأشياء، ومن الشائع أن تزداد سوءًا عندما يكون المصاب في مكانٍ غير مألوفٍ له، مثل المستشفيات. [1][2]

لا داعي لمواجهة التحديات النفسية وحدك، الآن يمكنك التحدث مع أخصائي نفسي معتمد من منزلك، بجلسة آمنة وسرية تمامًا، وفي الوقت الذي يناسبك، ابدأ رحلتك نحو التعافي.

لتشخيص الهذيان يبدأ الطبيب بأخذ السيرة المرضية للمصاب؛ لمعرفة التغيرات التي طرأت عليه خلال الفترة الماضية، فهذا قد يُساعده على تحديد نوع الهذيان وسببه، كما يطلب إجراء مجموعة من الفحوصات، مثل: [1][2]

  • تقييم الحالة العقلية للمصاب، وذلك بإجراء فحوصات تُقيّم الذاكرة والقدرة على التركيز ومهارات التفكير.
  • الفحوصات العصبية، والتي تُركز على تقييم ردود الفعل اللإرادية والتناسق الحركي والتوازن.
  • فحوصات أخرى، مثل:
    • التصوير بالأشعة السينية، أو الطبقي، أو الرنين المغناطيسي.
    • فحص الدم.
    • فحص بول.
    • اختبارات المخدرات والكحول.
    • فحص الغدة الدرقية.
    • تحاليل وظائف الكبد.

يعتمد علاج مرض الهذيان على تحديد سببه والسيطرة على أعراضه، ويتضمن عادةً الطرق الآتية: [1][5]

  • علاج سبب الهذيان

على سبيل المثال يتلقى المصاب السوائل الوريدية إذا كان يُعاني من الجفاف الشديد، بينما يُغير الطبيب أدوية المريض أو يطلب التوقف عن تناولها إذا كانت سبب الهذيان.

  • استخدام الأدوية:

حيث يُمكن أن يلجأ الطبيب للخيارات الآتية:

    •  البنزوديازيبين عند ظهور الأعراض الانسحابية لتعاطي المخدرات.
    • مضادات الاكتئاب إذا كان سبب الهذيان نفسيًا.
    • المضادات الحيوية في الحالات التي يكون فيها الهذيان ناجمًا عن العدوى.
  • تلقي الرعاية الداعمة:

يُركز هذا العلاج على منع إصابة بالمريض بالمضاعفات، ويتضمن:

    • الحفاظ على مجرى التنفس مفتوحًا.
    • تغذية المريض ومنع إصابته بالجفاف.
    • علاج الألم والسيطرة على سلس البول والمشكلات المشابهة.
    • شرح الحالة لأفراد العائلة وتوضيح دورهم في دعم المصاب.
  • طرق أخرى:

قد يحتاج المصاب في بعض الحالات إلى جلسات علاج وظيفي؛ ليستطيع ممارسة أنشطته اليومية بحرية أكبر، كما قد يُوصي الطبيب باستخدام وسائل مساعدة، مثل معينات السمع وأجهزة المشي، وذلك بحسب حالته الصحية.

 

كثيرًا ما يحتاج المصاب بالهذيان للبقاء في المشفى طوال مدة تعافيه من المرض، خاصةً إذا كانت الحالة ناتجة عن أدوية معينة يجب إيقافها تدريجيًا، مثل المهدئات. كما يسمح ذلك بمراقبة الحالة الصحية عن كثب ومعالجة السبب الكامن وراء الهذيان. [1]

عادةً يكون الهذيان حالةً مؤقتة، لكن قد يُوصي الطبيب باتباع النصائح الآتية خلال فترة العلاج: [1][2]

  • تنظيم أوقات نوم المصاب قدر الإمكان.
  • الاهتمام به وتقديم الدعم النفسي اللازم دون تجريح.
  • ترتيب البيئة المحيطة به مع وضع أشياء مألوفة أو صور قديمة؛ ليشعر بالطمأنينة، خاصةً إذا كان يُواجه صعوبة في التعرف على المكان الذين يتواجد فيه.
  • التأكد من شربه لكمية كافية من الماء.
  • تقديم أطعمة صحية ومغذية له.
  • تشجيعه على القيام بحركات وتمارين بسيطة للحفاظ على لياقته البدنية.

لا توجد طريقة مضمونة للوقاية من الهذيان، ولكن يُمكن اتباع النصائح الآتية للتقليل من خطر الإصابة به: [1][3]

  • الالتزام بالعلاج ومراجعات الطبيب، خاصةً إذا كان المصاب يُعاني من حالات مثل الخرف أو أمراض مزمنة.
  • استخدام الأجهزة المعينة على السمع أو المشي.
  • التعرض لأشعة الشمس نهارًا؛ لأن هذا يُحافظ على الساعة البيولوجية للجسم.
  • ممارسة الألعاب التي تنشط العقل.
  • عدم تناول أي أدوية دون استشارة الطبيب.
  • المشاركة في المناسبات الاجتماعية والتحدث مع الآخرين.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.

اقرأ أيضاً: أفضل 5 طرق لتحسين الصحة النفسية

من المضاعفات التي يُسببها الذهان: [2][3]

  • الإصابة بالخرف أو تفاقم أعراضه.
  • السقوط أو التعرض لحوادث خطيرة.
  • الإصابة بتلفٍ دائم في الدماغ.
  • الإصابة بحالات نفسية، مثل الاكتئاب واضطراب القلق.
  • فقدان القدرة على الحركة.
  • الحاجة للبقاء في المشفى.
  • الاعتماد على الآخرين للقيام بأبسط المهام اليومية.

صحيحٌ أنّ الهذيان حالة قابلة للعلاج والشفاء، إلا أنّ إهمال العلاج يُمكن أن يُسبب مضاعفاتٍ دائمة، مثل تلف الدماغ، خاصةً إذا كان سبب الهذيان خطيرًا مثل السكتة الدماغية، حيث تستدعي هذه الحالات الحصول على رعاية طبية طارئة. [1]

[1] Cleveland Clinic. Delirium. Retrieved on the 16th of April, 2025.

[2] Chitra Badii. What’s Delirium and How Does It Happen? Retrieved on the 16th of April, 2025.

[3] Medline Plus. Delirium. Retrieved on the 16th of April, 2025.

[4] Betterhelp. Delirium Vs. Psychosis: Symptoms, Similarities, And Differences. Retrieved on the 16th of April, 2025.

[5] Alzheimers.org.uk. Delirium. Retrieved on the 16th of April, 2025.

الكلمات مفتاحية

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟
أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بأمراض نفسية

محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي

أخبار ومقالات طبية

جميع الاخبار والمقالات
فوائد البقدونس مقالات
تفشي وباء الكوليرا أخبار
الفرق بين الحقن المجهري واطفال الانابيب مقالات
عرض جميع المقالات الطبية

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية
خطوة واحدة أقرب للحصول على معلومات طبية موثوقة
اسأل سينا

مصطلحات طبية مرتبطة بأمراض نفسية

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بأمراض نفسية