فوبيا الطيران | Aerophobia

لا تزال أسباب الخوف من الطيران غير واضحة بعد، ولكن أظهرت الدراسات أنها ترتبط بالأسباب والعوامل الآتية: [1][3]

• الخوف من فقدان السيطرة:

يُعتبر العامل الرئيس لرهاب الطيران، فبمجرد أن تقلع الطائرة يُدرك الشخص أنه لا يستطيع التحكم بموقعه، كما لا يمكنه الخروج من الطائرة أو تغيير وجهته أو العودة إلى موطنه، مما يزيد من شعوره بالقلق والهلع.

• تجارب سابقة سيئة مع الطيران:

قد تنشأ فوبيا الطيران أيضًا بسبب الخوف من تكرار تجارب سابقة سيئة، مثل المرور برحلة صعبة أو التعرض لحادث طيران. كما أن متابعة الأخبار المتعلقة بحوادث الطيران بشكل مستمر قد تكون كافية لإثارة الذعر والهلع لدى بعض الأشخاص.

• البيئة المحيطة:

قد يكتسب الطفل الخوف من الطيران من مراقبة أحد والديه أو أقربائه المصابين برهاب الطيران؛ حيث يتعلم سلوك الخوف والقلق ويقلده في مواقف مشابهة.

• أسباب وعوامل أخرى:

في بعض الحالات، لا يكون الخوف مرتبطًا بالطيران نفسه، بل يكون نتيجة ظروف حياتية أخرى، مثل الانتقال إلى مدينة جديدة، أو القلق من ترك الأطفال أو كبار السن وحدهم أثناء السفر.

عوامل خطر فوبيا الطيران

يُمكن أن تزيد العوامل الآتية من فرص الإصابة برهاب الطيران أو الإيروفيوبيا: [1][3]

• الإصابة بنوعٍ آخر من الفوبيا أو اضطرابات القلق، مثل:
  • رهاب الأماكن المغلقة (بالإنجليزية: Claustrophobia)؛ حيث يشعر المصاب بالقلق بسبب ضيق مساحة الطائرة وقلة الخصوصية.
  • الخوف من المرتفعات (بالإنجليزية: Acrophobia)، خصوصًا أنّ الطائرة تطير على ارتفاعات شاهقة جدًا.
  • الرهاب الاجتماعي، خصوصًا أن الشخص يضطر لقضاء وقت طويل مع الأشخاص الغرباء.
  • فوبيا الجراثيم، فقد يقلق الشخص من نظافة الأطعمة أو المقصورة، مما يزيد شعور بالقلق والتوتر أثناء رحلة الطيران.
• المعاناة من بعض المشكلات والامراض الجسدية، مثل:
  • انسداد الجيوب الأنفية والتهاب الأذن الوسطى؛ فقد يشعر المصاب بالألم والدوخة طوال الرحلة.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية؛ لخوفه من التعرض لجلطة في الساق أثناء الطيران.

بسبب خوفه الشديد، يصر مصاب فوبيا الطيران استخدام وسائل نقل أخرى بدلًا من الطائرة، مثل الحافلة أو السيارة، حتى لو كانت الرحلة أطول أو أكثر تعبًا وإرهاقًا. [2][4]

وفي حال استقل الطائرة، قد يُعاني الشخص من نوبات هلع قبل الرحلة أو أثناءها، مما يُسبب ظهور الأعراض الآتية: [2][4]

• التعرق الشديد.
• تسارع ضربات القلب.
• ضيق التنفس.
• الارتعاش.
• الغثيان.
• الدوخة.
• التشويش الذهني.
• العصبية أو سرعة الانفعال.

يبدأ الطبيب بتقييم الأعراض ودرجة تأثيرها على حياة المصاب، وعادةً ما يُعتمد في تشخيص فوبيا الطيران على معايير تشخيص الرهاب المذكورة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، والتي تتضمن الآتي: [2]

• الخوف الشديد والقلق المستمر من موقف محدد (الطيران)، وعادةً ما يكون مفرطًا وغير منطقي مقارنة بخطر هذا الموقف الفعلي.
• التعرض للموقف يثير الشعور بالهلع أو قد يُسبب نوبات القلق.
• استمرار الأعراض لمدة 6 شهور على الأقل.
• إدراك المصاب أنّ خوفه من الطائرات مبالغٌ فيه وغير منطقي.
• تأثير الرهاب على حياة المصاب، فمثلًا قد يرفض بعض الفرص بسبب خوفه من الطيران، وقد يتجنب السفر لسنوات طويلة.
• عدم ارتباط الأعراض لأي حالة نفسية أخرى، مثل الرهاب الاجتماعي أو اضطرابات الهلع.

يلجأ الطبيب إلى الطرق الآتية لعلاج فوبيا الطيران: [3][4]

العلاج السلوكي المعرفي

يُعتبر الخيار الأول لعلاج معظم أنواع الرهاب، بما في ذلك الخوف من الطيران؛ فهو يُركز على تحديد الأفكار السلبية التي تغذي مشاعر الخوف، والسلوكيات المرتبطة بالرهاب، ثم يعمل الاخصائي على تغييرها إلى أفكار إيجابية وأكثر واقعية. [3]

العلاج بالتعرض

قد يوصي الطبيب بالعلاج بالتعرض، إذ يهدف إلى مساعدة المصاب على مواجهة مخاوفه بشكلٍ تدريجي وتحت إشراف الطبيب، سواء أحدث ذلك في الحياة الواقعية أو من خلال تقنيات الواقع الافتراضي. [4]

يكون العلاج على عدة جلسات، ويتعرّض خلالها المريض لمثيرات القلق خطوةً بخطوة، فعلى سبيل المثال، قد يطلب الأخصائي من المصاب الجلوس في مكان يشبه مقصورة الطائرة، أو مشاهدة مقاطع لأشخاص يستقلون الطائرة، تمهيدًا لتقليل استجابته للخوف عند مواجهة الموقف الحقيقي، كما يُعلمه تقنياتٍ لضبط مشاعر القلق، مثل تمارين التنفس العميق. [4]

العلاج الدوائي

قد يصف الطبيب الأدوية الآتية للسيطرة على أعراض فوبيا الطيران: [4]

• مضادات القلق، مثل:
  • ديازيبام (بالإنجليزية: Diazepam).
  • ألبرازولام (بالإنجليزية:Alprazolam).
• الأدوية المستخدمة لعلاج دوار الحركة أو الغثيان، خصوصًا ديمينهيدرينات (بالإنجليزية: Dimenhydrinate).

عادة يطلب الطبيب تناول هذه الأدوية قبل فترة قصيرة من رحلة الطائرة. [4]

يُوصى باتباع النصائح الآتية للتعامل مع أعراض رهاب الطيران: [1][3]

• تجنب الإفراط في شرب القهوة، ومشروبات الطاقة والحلويات التي تحتوي على كمياتٍ عالية من السكر والكافيين؛ لأنها تزيد الشعور بالقلق.
• اقرأ أكثر عن الطائرات لتفهم أسباب المطبات الهوائية وأصوات المحركات العالية؛ فهذا يُخفف من شعورك بالخوف أثناء الرحلة.
• لا تستسلم للشائعات المخيفة والأفكار السلبية، بل ابحث عن تفسيراتها بطريقة علمية ومقنعة.
• تعلم الطريقة الصحيحة للاسترخاء أثناء الرحلة، مثل التنفس العميق، والتخيل والتأمل.
• ابق مشغولًا أثناء رحلتك، فعلى سبيل المثال قم بمشاهدة فيلم أو اقرأ كتابك المفضل أو دون أفكارك لتقليل شعورك بالتوتر.

يستجيب معظم المصابين بفوبيا الطيران بشكلٍ جيد للعلاج، خصوصًا جلسات العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، وقد أكدت ذلك عدة دراسات، إذ أظهرت تحسنًا ملحوظًا لدى المرضى بعد خضوعهم للعلاج، واستمر هذا التحسن لفترة تتجاوز سنتين إلى ثلاث سنوات. ومع ذلك، قد تعود بعض أعراض رهاب الطيران للظهور بعد انتهاء فترة العلاج لدى بعض الأشخاص. [1][3][4]

[1] Watkins, A. Tips for Overcoming Your Fear of Flying, Why It Happens, and More. Retrieved September 29, 2025.

[2] Cleveland Clinic. Aerophobia (Fear of Flying). Retrieved September 29, 2025.

[3] Fritscher, L. Overcoming Aerophobia, the Fear of Flying. Retrieved September 29, 2025.

[4] Jelinek, J. How can someone manage a fear of flying (aviophobia)? Retrieved September 29, 2025.