التهاب عضلة القلب وغشاء التامور | Myopericarditis

التهاب عضلة القلب وغشاء التامور

ما هو التهاب عضلة القلب وغشاء التامور

لا تكاد تخلو أي حالة من حالات التهاب غشاء التامور من بعض الضرر لأنسجة عضلات القلب، والتي يمكن إثباتها من خلال قياس مستوى انزيمات القلب في الدم. يعزى ذلك إلى أن التهاب غشاء التامور والتهاب عضلات القلب يتشاركان بعدة نواحي مهمة، منها كون المسبب لكلتا الحالتين هو نفس نوع العدوى "وبالذات الفيروسات"، ونفس المتلازمات المناعية، وتتراوح الإصابة بين التهاب غشاء التامور الخالص أو التهاب عضلات القلب والتامور، مع التذكير بأن هاتين الحالتين تختلفان في الشدة فيما بينها، ويعاني المريض تقليدياً من أعراض أحد المرضين في البداية.

 

لهذه الحالة ثلاث فئات رئيسية مسببة وهي العدوى، والالتهابات، أو الحالات مجهولة السبب. كما ذكر من قبل، إن الحالتين تشتركان بشكل كبير بينهما في الأسباب، وهو ما يفسر التداخل الكبير بينهما، ولكن لا تفسير لظاهرة ظهور أعراض أحد المرضين دون الآخر عند بعض المرضى، أو ظهور أعراض المرضين معاً، أو عدم ظهور أي أعراض لأي منهما عند البعض الآخر، بعد التعرض إلى نفس نوع العدوى. تلعب العوامل الوراثية والبيئية دوراً مهماً في هذه الحالة، كما تلعب مستويات بعض الهرمونات دوراً إضافياً، عند ملاحظة شيوع الحالة لدى الأطفال والمراهقين.

  • تعد العدوى الفيروسية السبب الأهم والأكثر شيوعاً للإصابة بالمرض في الدول المتقدمة، وفي مقدمتها فيروس كوزاكي "بالذات نوع ب"، والفيروس الغدي، والفيروس المضخم للخلايا ضمن مجموعة كبيرة الفيروسات. كما تم تشخيص حالات إصابة شديدة بعد العدوى بفيروس الانفلونزا الوبائية في عام 2009، وبالذات التهاب عضلات القلب.
  • قد يؤدي ضرر خلايا القلب بسبب العدوى الفيروسية إلى إفراز بروتينات معينة من هذه الخلايا، تحفز جهاز المناعة الذاتي لدى بعض المرضى ممن يتوفر لديهم الاستعداد الوراثي، وتسبب هذه الظاهرة استمرار تدمير خلايا غشاء التامور وعضلات القلب حتى بعد زوال وجود الفيروس نفسه.
  • تصاب الأنسجة والخلايا بالضرر بآلية مشابهة في الأسباب الأخرى مثل أمراض الأنسجة الداعمة، وأمراض التهابات الأمعاء، والأمراض الناتجة عن التعرض للإشعاع، أو بسبب تناول بعض الأدوية.
  • تبرز عدوى السل كأهم أسباب العدوى البكتيرية، وبالذات في الدول النامية مع تزايد الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب ومرض الإيدز. كما تم تشخيص الحالة بعد الإصابة بعدوى compylobacter jejuni، وبكتيريا الزحار أو الشيغيلا، وبشكل أكثر ندرة بعد الإصابة بعدوى المكورات السحائية أو الكلاميديا.
  • تتكرر حالة التهاب عضلات القلب والتامور لدى مرضى أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب الأوعية الدموية المناعي، وداء الذئبة وأمراض التهاب الأمعاء وغيرها، وبخاصة ممن تتكرر لديهم نوبات المرض، أو الذين يحتاجون إلى التداوي بأدوية معينة.

 

تظهر أعراض التهاب عضلات القلب بشكل أوضح لدى الأطفال والمراهقين، وبالذات الذكور.

الأعراض: تعتمد أعراض الحالة على شدة تأثر الخلايا والأنسجة بالمرض، والتي قد تكون محدودة أو شاملة، وتؤثر على جزء واحد من القلب أو أكثر.

لا يعاني الكثير من المرضى من أية أعراض تذكر للمرض. ولدى مجموعة أخرى من المرضى المصابين، تغطي الأعراض الجسدية الأخرى على الأعراض القلبية، مثل ارتفاع درجة الحرارة، وآلام العضلات وأعراض أمراض الجهاز الهضمي. تظهر أعراض المرض القلبية بالتزامن مع أعراض إصابة الجهاز التنفسي "بالذات التهاب الحلق وذات الرئة"، والجهاز الهضمي.

بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أعراض المرض القلبية، فتظهر لديهم الأعراض التالية:

  • آلام الصدر الشديدة: وهي الأعراض الأهم والأكثر شيوعاً، ويصعب تفريقها عن آلام الجلطة القلبية.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • التعب العام والإجهاد.
  • صعوبة التنفس.
  • عدم القدرة على القيام بنشاطات الحياة اليومية.

 

  • تظهر العلامات المختبرية للالتهاب مثل ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء وبروتين سي التفاعلي.
  • يظهر تخطيط القلب تغيرات محددة تساعد على التشخيص، كما تظهر هذه التغيرات مقدار تأثر أنسجة القلب بالمرض. تتشابه بعض هذه التغيرات، مع تلك التي تحدث في أمراض أخرى مثل الجلطات القلبية.
  • لا يظهر التصوير بالأشعة السينية أي تغيرات تذكر، عدا بعض الانصباب التاموري. يظهر تضخم لظل القلب في حال كان الانصباب التاموري شديدًا وبكمية كبيرة.
  • يزيد مستوى إنزيمات القلب مع التهاب عضلات القلب دون التهاب غشاء التامور، ويلاحظ في قلة قليلة من المرضى. يوفر مستوى هذه الإنزيمات تقديراً تقريبياً لدرجة إصابة عضلات القلب بالمرض. تعود مستويات الإنزيمات إلى وضعها الطبيعي بعد حوالي أسبوعين من الإصابة.
  • لا ينصح بإجراء فحوصات تفصيلية لتحديد نوع الفيروس، وبالذات في الحالات البسيطة.
  • يوفر فحص الإيكو دليلاً على وجود انصباب تاموري دون وجود عجز في عضلات القلب، ويعد أداة تشخيصية مهمة في هذه الحالة.

يشخص التهاب غشاء التامور بملاحظة اثنين على الأقل مما يلي:

  • آلام الصدر.
  • سماع الحك التاموري أثناء الفحص القلبي السريري.
  • وجود تغيرات محددة في تخطيط القلب للمريض.
  • وجود انصباب تاموري.

وبعدها يمكن تشخيص التهاب عضلات القلب بمجرد وجود مستوى عالي لإنزيمات القلب في الفحص المختبري، حتى بدون توفر أدلة على عجز عضلات القلب بفحص الإيكو أو التصوير بالرنين المغناطيسي القلبي.

في حال استمرار عجز عضلات البطين الأيسر للقلب برغم استعمال العلاجات التقليدية، أو وجود اضطرابات في دقات القلب بشكل مستمر، ينصح عندها بأخذ خزعة من القلب لإجراء بعض الفحوصات المخبرية. كما ينصح بأخذ الخزعة في حالات أخرى، مثل:

  • عجز القلب الحاد، والذي لا يستجيب للعلاج التقليدي.
  • عدم انتظام دقات القلب بشكل يؤثر على عمل الدورة الدموية.
  • عجز القلب المصاحب لطفح جلدي، وارتفاع درجة الحرارة، ووجود الخلايا الحبيبية الحمضية في الدم، أو عند الاشتباه بإصابة المريض بأمراض المناعة الذاتية.

ينصح بتقديم الرعاية الطبية لهؤلاء المرضى في المستشفيات، لغرض التشخيص الدقيق وتقديم العلاج الأمثل. يعتقد أن المسبب لمعظم الحالات هو العدوى الفيروسية، والتي لا تتطلب تقديم علاجات محددة، وبخاصة للمرضى الذين لا يعانون من أمراض جهاز المناعة، إلا في حالة عجز القلب الذي لا يستجيب للعلاج. يبدأ العلاج بأخذ جرعات عالية من الأسبرين أو البروفين لمدة عشرة أيام حتى زوال الأعراض، مع وجود الكورتيزون كخيار علاجي ثاني. كما ينصح المرضى بالخلود للراحة، والاقتصار على النشاطات اليومية الضرورية.

في حال كانت الإصابة غير فيروسية، تعالج حينها بناء على المسبب.

https://www.medscape.com/viewarticle/779629
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/23405840
https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0167527307019730

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

happy مفيد

sad غير مفيد

أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بأمراض القلب و الشرايين

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بأمراض القلب و الشرايين

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بأمراض القلب و الشرايين