الموافقة على دواء جديد غير هرموني من "باير" للهبات الساخنة

في خطوة طال انتظارها، أعلنت شركة باير (Bayer) رسميًا عن توفر دواء لينكيوت (Lynkuet)، واسمه العلمي إلينزانيتانت (elinzanetant)، وهو علاج فموي غير هرموني يُوصف بوصفة طبية، ومخصص لتخفيف أعراض الهبّات الساخنة والتعرّق الليلي المتوسطة إلى الشديدة لدى النساء في سن اليأس.

كابوس الهبات الساخنة

تؤثر الهبات الساخنة والتعرق الليلي على ما يصل إلى 80% من النساء خلال فترة انقطاع الطمث، وهي ليست مجرد إزعاج عابر، بل قد تستمر لما يتراوح بين 7 - 10 سنوات.

تُعرَّف هذه الأعراض بأنها شعور مفاجئ بالدفء في الوجه والرقبة والصدر، أو نوبات شديدة من الحرارة والتعرق، ولا يتوقف تأثيرها عند هذا الحد، بل تمتد لتسبب مشاكل حادة في النوم وتقلبات مزاجية، مما يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة اليومية والمهنية للنساء.

ما الذي يميّز دواء لينكويت عن العلاجات التقليدية؟

على عكس العلاجات الهرمونية التي اعتمدت عليها النساء منذ أربعينيات القرن الماضي، يأتي لينكويت ليقدّم خياراً جديداً تماماً:

• دواء غير هرموني بالكامل.
• يُؤخذ على شكل كبسولات 60 ملغ مرة واحدة يومياً قبل النوم.
• يستهدف جذور المشكلة من خلال تنظيم مركز التحكم بالحرارة في الدماغ.

إنه يمثل فئة جديدة من العلاجات، كونه "الأول والوحيد" الذي يعمل كمضاد لمستقبلات النيوروكينين 1 (NK-1) والنيوروكينين 3 (NK-3) في الدماغ.

ففي خلال فترة انقطاع الطمث، يحدث خلل في مركز تنظيم الحرارة بالجسم (أو ما يُعرف بالثرموستات الداخلي)، ويقوم لينكيوت بحجب هذه المستقبلات، مما يساعد على إعادة استقرار هذا الثرموستات، وبالتالي يقلل من وتيرة وشدة الهبات الساخنة والتعرق الليلي بشكل ملحوظ.

فعالية مثبتة وسريعة

أثبتت التجارب السريرية فعالية الدواء بشكل قاطع. أظهرت النتائج:

• تحسن سريع: لاحظت النساء تحسناً في أعراض انقطاع الطمث خلال الأسبوع الأول من بدء العلاج.
• نتائج قوية: بعد 12 أسبوعاً، أفاد أكثر من 70% من المشاركات (اللواتي تتراوح أعمارهن بين 40 و 65 عاماً) بانخفاض بنسبة 50% على الأقل في معدل تكرار الهبات الساخنة.

هذه النتائج دفعت خبراء الصحة لوصف الدواء بأنه “نقلة نوعية” للنساء اللواتي يعانين من الأعراض الشديدة.

لمن يُوصى باستخدام لينكويت؟

الدواء مصمم خصيصاً للنساء اللواتي:

• يعانين من هبّات ساخنة متوسطة إلى شديدة.
• لا يستطعن استخدام العلاج الهرموني (HRT)؛ لأسباب طبية.
• أو يفضّلن الابتعاد عن الهرمونات بسبب مخاطرها المحتملة.

في عام 2002، أثارت دراسة "مبادرة صحة المرأة" (WHI) مخاوف كبيرة حول ارتباط العلاج الهرموني بزيادة مخاطر جلطات الدم، وسرطان الثدي، والسكتات الدماغية. وعلى الرغم من أن المراجعات اللاحقة أوضحت أن العلاج الهرموني آمن بشكل عام للنساء اللاتي يبدأن العلاج قُرب سن انقطاع الطمث، إلا أن العديد من النساء ما زلن مترددات، ليأتي لينكويت بمنح النساء خياراً جديداً آمناً وفعالاً بعيداً عن الهرمونات.

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه لا يُعالج جميع أعراض انقطاع الطمث، مثل الجفاف المهبلي.

الأمان والآثار الجانبية: ما يجب معرفته

مثل أي دواء، يمكن أن يسبب لينكيوت آثاراً جانبية. تشمل الأعراض الأكثر شيوعاً ما يلي:

• صداع.
• إعياء أو تعب.
• دوخة أو دوار.
• الشعور بالنعاس.
• ألم في البطن.
• طفح جلدي.
• إسهال.
• تشنجات عضلية.

ونظراً لتأثيره، تتطلب إدارة FDA من مستخدمي لينكيوت إجراء فحوصات لوظائف الكبد قبل بدء العلاج، ومرة أخرى بعد 3 أشهر من الاستخدام. إذا كانت النتائج طبيعية، فلا حاجة لاختبارات إضافية.

خطوة نحو خيارات أفضل

أعربت كلير جيل، الرئيس والمؤسس للمؤسسة الوطنية لانقطاع الطمث، عن ترحيبها بهذا التطور قائلة: "من المهم أن تعرف النساء أن لديهن خيارات لعلاج الهبات الساخنة المتوسطة إلى الشديدة، وهذه الموافقة اليوم توسع خيارات المرأة لعلاج هذه الأعراض".

من المتوقع أن يكون لينكيوت متاحاً في الولايات المتحدة اعتباراً من نوفمبر 2025، والجدير بالذكر أن الدواء قد حصل بالفعل على موافقات تحت نفس الاسم التجاري في كل من أستراليا، وكندا، والمملكة المتحدة، وسويسرا.