تقنية علاج جديدة ومبتكرة لالتهاب المفاصل

تقنية علاج جديدة ومبتكرة لالتهاب المفاصل

كشف علماء من جامعة كامبريدج البريطانية عن تطوير جل علاجي "ذكي" قد يغير مستقبل علاج التهاب المفاصل بشكل جذري، حيث يتميز هذا الجل بقدرته على استشعار الالتهاب داخل المفصل، وإطلاق الدواء بدقة في مكان الألم، مما يجعله أكثر أمانًا وفعالية من الطرق التقليدية.

  • تقنية ذكية: يعمل الجل كغضروف اصطناعي، يستشعر التغيرات الكيميائية (الحموضة) التي تحدث أثناء نوبات التهاب المفاصل.
  • علاج موجّه: يُطلق الجل الدواء المضاد للالتهاب المخزّن داخله مباشرة في مكان الإصابة، مما يقلل من الآثار الجانبية للأدوية التقليدية، مثل المسكنات والكورتيزون.
  • فعالية طويلة الأمد: يمكن للجل أن يوفر علاجًا مستمرًا لأيام أو أسابيع، مما يقلل الحاجة إلى جرعات متكررة، ويحسّن جودة حياة المرضى.
  • تطبيقات مستقبلية: يمكن تعديل هذه التقنية لتناسب علاج أمراض أخرى، مثل السرطان.

تقنية مبتكرة تستشعر الالتهاب

يكمن سر هذا العلاج الذكي في قدرة المادة الشبيهة بالهلام (الجل) على الاستجابة للتغيرات الطفيفة في درجة الحموضة (PH) داخل الجسم، حيث لوحظ أنه خلال نوبة آلام المفاصل، يًصبح المفصل المصاب ملتهبًا، وأكثر حمضية بشكل طفيف من الأنسجة المحيطة به.

تم تصميم الجل الذي طوّره فريق كامبريدج ليستجيب لهذا التغير الطبيعي. عندما تزداد الحموضة، يصبح قوام المادة أكثر ليونة وشبيهًا بالجيلي، مما يؤدي إلى إطلاق جزيئات الدواء (مثل المسكنات أو الأدوية المضادة للالتهاب) المخزّنة داخله مباشرة في مكان الالتهاب.

يقول الباحثون: "هذه المواد يمكنها أن تشعر بوجود خطأ ما في الجسم، وتستجيب عن طريق توصيل العلاج حيثما تكون هناك حاجة إليه بالضبط. هذا قد يقلل من الحاجة لجرعات متكررة من الأدوية، مع تحسين جودة حياة المريض".

مزايا تتفوق على العلاجات التقليدية

تقتصر العلاجات الحالية لآلام والتهابات المفاصل، مثل خشونة الركبة، على إبطاء تقدم المرض، أو تخفيف الأعراض باستخدام المسكنات أو حقن الكورتيزون، وكثير منها لا يوفر سوى راحة قصيرة المدى، ويُسبب آثارًا جانبية ضارة على المدى الطويل.

أما هذا الجل الذكي، فيُقدم حلاً أكثر أمانًا. فبدلاً من أن ينتشر الدواء في جميع أنحاء الجسم، يتم إطلاقه بتركيز عالٍ فقط في المكان والوقت المطلوبين، مما يقلل بشكل كبير من الآثار الجانبية المحتملة.

إلى جانب الدقة، يمكن للجل أن يوفر علاجًا مستمرًا لعدة أيام أو أسابيع، مما يقلل الحاجة للجرعات المتكررة ويجعل التعامل مع الأمراض المزمنة أكثر سهولة، كما أنه يتيح دمج أدوية سريعة وبطيئة المفعول في تركيبة واحدة، تمنح المريض تحكمًا أفضل على المدى الطويل.

نتائج مخبرية مبشرة

في الدراسة المنشورة بمجلة الجمعية الكيميائية الأمريكية، اختبر الباحثون الجل باستخدام صبغة مشعة لمحاكاة إطلاق الدواء.

وأظهرت النتائج أنه عند حدوث تغيرات الحموضة المرتبطة بالالتهاب، أطلق الجل كميات أكبر من الدواء بشكل فوري مقارنة بالظروف الطبيعية، ما يثبت دقته في الاستجابة للالتهاب.

وتقول د. جايد ماكيون، المؤلفة المشاركة في الدراسة:

"من خلال ضبط كيمياء هذه المواد الهلامية، يمكننا جعلها شديدة الحساسية لأدق تغيرات الحموضة التي تحدث في الأنسجة الملتهبة، مما يسمح بإطلاق الدواء في الوقت والمكان المناسبين بدقة غير مسبوقة".

نظرة نحو المستقبل: هل هو علاج للسرطان أيضاً؟

على الرغم من الحاجة إلى إجراء تجارب سريرية مكثفة قبل استخدام هذه التقنية على المرضى، إلا أن الباحثين متفائلون بأن نهجهم يمكن أن يحسن نتائج علاج المصابين بالتهاب المفاصل، وكذلك أولئك الذين يعانون من حالات أخرى، مثل السرطان، حيث تتغير درجة الحموضة أيضًا حول الأورام.

الخطوة التالية

لا يزال هذا الابتكار في مرحلة الاختبارات المخبرية، والخطوة المقبلة ستكون تجاربه على الكائنات الحية؛ للتأكد من أمانه وفعاليته.

وإذا نجحت التجارب، قد يمهّد الطريق لجيل جديد من العلاجات الذكية التي تستهدف المرض في موقعه بدقة، وتوفر حلولًا أكثر أمانًا لملايين المرضى حول العالم.

للإجابة على كل استفساراتكم، يمكنكم التواصل مع فريق الطبي المختص من أي مكان!

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟

حاصلة على درجة دكتور صيدلة من الجامعة الأردنية بتقدير ممتاز. 

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية