قام بروفيسور من جامعة نورثويسترن باكتشاف دواء جديد مضاد للاكتئآب يجري اختباره حاليا على مجموعة من البالغين المصابين بهذا الاضطراب ممن فشلت مضادات أخرى للاكتئآب بالتخفيف من أعراضهم.

ويشار إلى أن هذا الدواء يعد الأول من نوعه، ذلك بأنه يخفف من أعراض الاكتئآب خلال ساعات من الحصول عليه ويبقى تأثيره الإيجابي لمدة نحو سبعة أيام بعد استخدام جرعة واحدة فقط منه. وذلك علاوة على كونه آمنا.

أما عن السر وراء اختلاف هذا الدواء عن غيره من مضادات الاكتئآب، فهو يكمن في كونه يستهدف المستقبلات الدماغية المسؤولة عن الذاكرة والتعلم، الأمر الذي يختلف تماما عن ما تقوم به معظم الأدوية الأخرى المضادة للاكتئآب. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الدواء مرشح للاستخدام في علاج اضطرابات عصبية أخرى فضلا عن الاكتئآب، منها الفصام ومرض ألزهايمار.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا الدواء، والذي يحمل الرمز GLYX-13 هو نتاج عمل استمر لأكثر من عقدين كاملين قاده البروفيسور جوزيف موسكال، وهو بروفيسور في أبحاث الهندسة الحيوية الطبية.

ماهي الجرعة القصوى لدواء ليركانيديبين؟

وأوضح البروفيسور موسكال أن هذه الدراسة قد أظهرت أن المركب المذكور قادر على جلب مفعول قوي وسريع مضاد للاكتئآب من دون التسبب بالأعراض الجانبية لمضادات الاكتئآب التي تستهدف نفس المستقبلات الدماغية.

ومن الجدير بالذكر أن هذا المركب يعمل على إجراء تعديلات على المستقبل الدماغي المعروف بالاختصار NMDA، 
تماما كما تفعل بعض الأدوية الموجودة حاليا، والتي تعمل كمضادات لهذا المستقبل في الدماغ. إلا أن هذا المركب الحديث لا يسبب الأعراض الجانبية السيئة لتلك الأدوية، والتي قد تحول دون استخدامها، حيث تتضمن الهلوسة وأعراض أخرى مشابهة للفصام..  

أما البروفيسور موسكال، فقد قام مع فريقه بإيجاد أسلوب يستهدف المستقبل المذكور والحصول على فائدته المضادة للاكتئآب من دون تعريض مستخدم هذا الدواء إلى تلك الأعراض.

أما عن الدراسات اللاتي كشفت عن فعالية وأمن هذا الدواء، والاتي أقيمت في 12 مرفقا طبيا في الولايات المتحدة، فقد شارك بها مجموعة من مصابي الاكتئآب الذين كان القاسم المشترك بينهم هو عدم الاستجابة الكافية لدواء واحد على الأقل من مضادات للاكتئآب. وكانت النتيجة أن ما لديهم من أعراض قد تحسنت بالفعل وبشكل واضح.   ويشار إلى أن فائدة هذا الدواء في تخفيف من أعراض الاكتئآب قد ظهرت خلال نحو 24 ساعة من استخدامه واستمرت لمدة نحو سبعة أيام كاملة. وقد كان هذا التحسن مضاعفا عما يحصل عليه مستخدمو مضادات الاكتئآب الأخرى عندما يستمرون بأخذها لمدة 4-6 أسابيع.  

أما عن الأعراض الجانبية لهذا الدواء، فقد كانت بسيطة إلى متوسطة، كما وكانت متناسقة مع الأعراض الجانبية التي أصيب بها مشاركو الدراسات المذكورة الذين حصلوا على دواء كاذب، وهو دواء مشابه تماما للدواء الذي تجرى دراسته، إلا أنه لا يحتوي على مادة فعالة.  

اقرا ايضاً :

حقائق هامة حول المضادات الحيوية

وأوضح البروفيسور موسكال أنه على الرغم من هذه النتائج المبشرة، إلا أن الأبحاث المتعلقة باستهداف المستقبل المذكور لا تزال في بدايتها.  كما ويجرى حاليا اختبار تأثير تكرار جرعة هذا الدواء على مصابي الاكتئآب.