تحدث الجلطة الرئوية أو الانسداد الرئوي نتيجة وجود جلطة دموية في جزء من الجسم خاصة الساق، وتنتقل هذه الجلطة عبر الدورة الدموية إلى الرئة لتستقر في الشريان، وقد يصاحبها بعض الأعراض، مثل ضيق التنفس، أو السعال، أو عدم انتظام ضربات القلب، وتعد الجلطة الرئوية من الحالات الخطيرة التي يمكن أن تهدد الحياة، وتؤدي إلى ظهور مضاعفات.

سنتناول الحديث في هذا المقال عن أهم مضاعفات الجلطة الرئوية وكيفية التعامل معها.

ما هي الجلطة الرئوية؟ 

تحدث الجلطة الرئوية نتيجة انسداد أحد شرايين الرئة بسبب جلطة دموية، قد تحدث تلك الجلطة إما في الشريان المركزي للرئة أو في الشريان القريب من حافة الرئة، ويمكن أن يكون حجم الجلطة المسببة للانسداد صغير أو كبير، كذلك قد يحدث انسداد واحد أو أكثر، وبناءًا على هذه الخصائص، فإن شدة الانسداد الرئوي يمكن أن تكون خفيفة أو شديدة ومهددة للحياة.[1]

أهم مضاعفات الجلطة الرئوية 

يمكن أن تؤدي الجلطة الرئوية حال عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة للعلاج إلى ظهور بعض المضاعفات، تشمل تلك المضاعفات ما يلي:

تكرار الإصابة بالجلطة الرئوية 

وجدت دراسة سابقة نشرتها مجلة إدارة مخاطر صحة الأوعية الدموية أن أكثر من 22% من المرضى الذين توقفوا عن تناول مضادات التخثر قد تكررت لديهم الإصابة بالجلطة الرئوية، لكن يجدر بالذكر أنه على الرغم من فعالية مضادات التخثر في علاج الجلطة الرئوية، فإن تناول هذه الأدوية القوية يزيد من خطر النزيف، لذلك يُنصح بالتحدث مع الطبيب حول أي مخاوف حول العلاج.[2]

اقرأ أيضًا: نصائح هامة لمستخدمي مضادات التخثر

السكتة القلبية

يمكن أن تحدث السكتة القلبية كأحد مضاعفات الجلطة الرئوية الخطيرة، حيث يواجه حوالي 10-15٪ من المصابين بالجلطة الرئوية صعوبة في ضخ الدم والأكسجين بشكل كاف إلى الأعضاء الحيوية في الجسم، مثل الدماغ، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى خفض ضغط الدم وتباطؤ نبضات القلب، مما يسبب فرط التعرق، والارتباك، والتنفس السريع، وفقدان الوعي.[3] 

اقرأ أيضًا: أسباب السكتة القلبية

تعد الصدمة أو السكتة القلبية حالة طارئة تهدد الحياة، حيث يمكن أن تسبب أضرارًا جسيمة للدماغ وقد تؤدي إلى فشل الأعضاء، لذلك تحتاج إلى التدخل الفوري لاتخاذ الإجراءات اللازمة للعلاج السريع وتجنب المخاطر.[3]

ارتفاع ضغط الدم الرئوي

يصاب حوالي 5% من مرضى الانسداد الرئوي بمرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي الخثاري المزمن، وهو حالة تحدث نتيجة تندب الأوعية الدموية في الرئة وتضيق ممراتها، مما يؤدي إلى اضطراب التنفس، لذا إذا كان الشخص يعاني من صعوبة في التنفس مستمرة أو تدريجية خلال 3 أشهر إلى عامين بعد تشخيص الجلطة الرئوية، فقد يطلب منه الطبيب إجراء مزيد من الفحوصات الطبية، مثل الأشعة المقطعية ومخطط صدى القلب للكشف عن ارتفاع ضغط الدم الرئوي.[3]

الانصباب الجنبي

يعرف الانصباب الجنبي أيضًا باسم الارتشاح البلوري أو "الماء على الرئتين"، ويحدث نتيجة احتشاء طبقات غشاء الجنب، وهي أغشية رقيقة تحيط بالرئتين، مما يؤدي إلى تراكم السائل في هذه المنطقة، وتشمل أهم الأعراض هذه الحالة ضيق التنفس، والسعال الجاف، وألم الصدر.[2]

اقرأ أيضًا: أسباب ضيق التنفس المفاجئ 

الاحتشاء الرئوي

يعد الاحتشاء الرئوي أحد أخطر مضاعفات الجلطة الرئوية، إذ يتسبب في موت أنسجة الرئة نتيجة منع الدم المؤكسج من الوصول إليها وتغذيتها، وتنتج هذه الحالة عادة نتيجة حدوث جلطة أكبر، وعلى الرغم من أن الأعراض قد لا تظهر في البداية، إلا أنها تتطور ببطء ويمكن أن تشمل سعال دموي، وألمًا حادًا في الصدر، وحمى.[2]

قد تختفي الأعراض تدريجيًا بعد بضعة أيام، حيث يتحول نسيج الرئة الميت إلى نسيج ندبي، لكن لا بد من مراقبة الأعراض والحصول على الرعاية الطبية إذا استمر السعال المصحوب بالدم.[2]

عدم انتظام ضربات القلب

تؤثر الجلطة الرئوية على عمل جانب القلب الأيمن، الذي بدوره يسبب زيادة الضغط على القلب، وبالتالي يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب. [2]

كذلك يمكن أن يؤدي الرجفان الأذيني الذي يعد أحد أشكال عدم انتظام ضربات القلب إلى تشكيل جلطات داخل القلب يمكن أن تتسبب في حدوث جلطات داخل الأوعية الدموية المؤدية للرئة، مما يؤدي إلى حدوث جلطة رئوية جديدة.[2]

بعد 4 أيام من دخول والدتي للمستشفى أصيبت بمكروب في الرئة pneumonie bactérienne a pseudomonas pseudoalcalidène. اود معرفة سبب اصابتها بهذا المكروب؟

حدوث نزيف بصورة غير طبيعية 

يمكن أن يسبب استخدام أدوية مميعات الدم التي تستخدم في علاج جلطات الرئة حدوث نزيف غير معتاد أو غير طبيعي، إذ تعمل هذه الأدوية على تقليل الوقت المستغرق لتجلط الدم، لذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون من جلطة دموية رئوية، ويتلقون علاجًا مضادًا للتخثر بشكل دوري، مراقبة استخدام هذه الأدوية عن كثب.[2]

علاج مضاعفات الجلطة الرئوية 

يمكن التحكم في بعض مضاعفات الجلطة الرئوية من خلال استخدام بعض الأدوية، أو تغيير نمط الحياة، اعتمادًا على كل حالة كما يلي:[2] [3]

  • منع تكرار حدوث الجلطة الرئوية: وذلك من خلال تناول مضادات التخثر أو أدوية منع تجلط الدم للحد من حدوث الجلطات مرة اخرى، لكن يمكن أن تسبب مضادات التخثر بعض الأعراض الجانبية، مثل النزيف، ولذا ينبغي على المريض التواصل مع الطبيب لمناقشة الخيارات المتاحة وتحديد المسار العلاجي الأمثل له.
  • السكتة القلبية: يمكن استخدام دواء منشط في الحالات الطارئة، مثل البلازمينوجين النسيجي لإنقاذ الحياة، إذ يتم استخدام هذا العلاج لتفتيت الجلطة التي تسبب الانسداد في الرئتين وتجعل القلب ينبض بإيقاع منتظم. 
  • ارتفاع ضغط الدم الرئوي: قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم المتوسط أو يعانون من ارتفاع ضغط الدم الرئوي المزمن إلى تناول الأدوية المضادة للتخثر طوال فترة حياتهم، كما قد يحتاجون إلى الخضوع لجراحة استئصال الخثرة الوريدية الرئوية، وهي عملية جراحية معقدة يتم خلالها إزالة الجلطات الدموية من الشرايين الرئوية.
  • الانصباب الجنبي:قد يشمل علاج هذه الحالة إجراء عملية جراحية لتصريف السوائل، بالإضافة إلى استخدام بعض مدرات البول.
  • الاحتشاء الرئوي: يتم التركيز على علاج الجلطة الرئوية عند مرضى الاحتشاء الرئوي من قبل الطبيب المختص، باستخدام مضادات التخثر والرعاية الداعمة، حيث لا يوجد علاج محدد حتى الآن للاحتشاء الرئوي.
  • النزيف فير الطبيعي: تشير الكلية الأمريكية لأمراض القلب إلى أنه في حالة تعرض المريض لحالات من النزف الطفيفة، فإن الطبيب قد يوصي بالتقليل من جرعات أدوية التخثر.

اقرا ايضاً :

متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد ( السارس)