مدر البول | Diuretic

ما هو مدر البول

تعد مشكلة احتباس السوائل وتراكمها في الجسم إحدى المشاكل الناتجة عن الكثير من الأمراض مثل: أمراض القلب، والكلى، والكبد، وكذلك ارتفاع ضغط الدم. ويعد مدر البول أحد المواد التي تساعد على التخلص من هذه السوائل المتراكمة في الجسم، وكذلك يعتبر إحدى خطوط العلاج لضغط الدم المرتفع.

ما هو مدر البول؟

تعد مدرات البول (بالإنجليزية: Diuretics) أحد أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertension)، ويمكن استخدامها لوحدها في علاج ضغط الدم أو مع أدوية أخرى، ويطلق على مدرات البول في بعض الأحيان أقراص المياه (بالإنجليزية: Water Pills) لأنها تعمل على إخراج أملاح الصوديوم والكلورايد الزائدين عن حاجة الجسم؛ حيث تعمل أملاح الصوديوم على سحب الماء إلى المكان الذي توجد فيه، فإذا استقرت داخل الجسم تعمل على استقرار الماء معها، وإذا خرجت من الجسم تسحب الماء معها، وهذا يفسر احتباس السوائل في الجسم نتيجة زيادة نسبة الأملاح عن معدلها الطبيعي.

تستخدم مدرات البول في علاج ضغط الدم المرتفع عن طريق تأثيرها على أماكن معينة في الكلى.

الكلى

تعد الكلى (بالإنجليزية: Kidney) هي العضو المسؤول عن تنقية الدم من المواد الضارة في الجسم (بالإنجليزية: Waste Products) و تنتجه في صورة البول (بالإنجليزية: Urine)، ثم تعيد إرسال الدم نقيا إلى القلب مرة أخرى.

تركيب الكلى

تتألف الكلى من الأجزاء التالية: 

أولاً: الوحدات الأنبوبية الكلوية (بالإنجليزية: Nephrons)، كل وحدة أنبوبية كلوية تتكون من الأجزاء التالية:

جسيم كلوي (بالإنجليزية: Renal corpuscle): هو المكان الذي تتجمع فيه الأوعية الدموية القادمة من الجسم، وتتكون من جزئين:

• الكبيبة (بالإنجليزية: Glomerulus): هي مجموعة الأوعية الدموية داخل حويصلة الكلى، تعمل هذه الأوعية على امتصاص البروتينات الأساسية من الدم الوارد للكلى.
• محفظة بومان (بالإنجليزية: Bowman capsule): هي المكان الذي تتجمع فيه السوائل المتبقية بعد إمتصاص البروتينات الأساسية بواسطة الكبيبة.

أنابيب الكلى الصغيرة أو نبيبات كلوية (بالإنجليزية: Renal tubules): هي الجزء الذي يلي الجسيم الكلوي و تتكون من:

• الأنبوب الملتوي القريب (بالإنجليزية: Proximal convoluted tubule): تعمل هذه الأنبوبة على امتصاص الماء، الصوديوم، والجلوكوز (بالإنجليزية: glucose) وتعيده إلى الدم.
• التواء هنلي (بالإنجليزية: Loop of Henle): يعمل هذا القطاع على إعادة امتصاص البوتاسيوم، الكلوريد، والصوديوم ويعيده إلى الدم.
• الأنبوب الملتوي البعيد (بالإنجليزية: Distal convoluted tubule): يعمل هذا القسم على امتصاص المزيد من الصوديوم ويعيده إلى الدم، بينما يأخذ البوتاسيوم والأحماض الفائضة إلى البول.

ينتج البول بعد امتصاص المياه والعناصر الهامة، ويحتوي على المواد الضارة بالإضافة إلى اليوريا (بالإنجليزية: Urea).

ثانياً: القشرة الكلوية (بالإنجليزية: Renal cortex): هي الجزء الخارجي من الكلى وتحتوي على الكبيبة و الأنابيب الملتفة.

ثالثاً: نخاع الكلى (بالإنجليزية: Renal medulla): هو الجزء الذي يلي قشرة الكلى ويحتوي على الأهرام الكلوية ,والتواء هنلي.

رابعاً: الأهرام الكلوية (بالإنجليزية: Renal pyramids): يحتوي هذا الجزء على الوحدات الأولية للكلى وهي الوحدات الأنبوبية الكلوية (النيفرونات).

خامساً: الأنابيب المجمعة (بالإنجليزية: Collecting ducts): توجد هذه الأنابيب عند نهاية كل وحدة أنبوبية كلوية، يتجمع فيها الناتج النهائي لعملية تنقية الدم.

سادساً: حوض الكلية (Renal pelvis): هو الجزء الداخلى من الكلى ويعد ممر يعبر منه البول إلى المثانة البولية (بالإنجليزية: Urinary bladder).

سابعاً: الحالب (بالإنجليزية: Ureter): هو أنبوب يعمل على توصيل البول من الكلى إلى المثانة البولية.

أنواع مدرات البول

يوجد أنواع مختلفة من مدرات البول تختلف باختلاف مكان التأثير على الكلى كالتالي:

• مدرات البول العروية (بالإنجليزية: Loop diuretics): هي أقوى أنواع مدرات البول، تعمل على إخراج الصوديوم والكلوريد عن طريق منع إعادة الامتصاص من الكلى (بالإنجليزية: Reabsorption)، يكمن التأثير القوي لهذا النوع من مدرات البول في أنها تعمل على جزء كبير من الكلى و هو التواء هنلي (بالإنجليزية: Loop of Henle). تستخدم في حالة الإصابة بالوذمة الرئوية (بالإنجليزية: Pulmonary Edema) أو قصور القلب (بالإنجليزية: Heart Failure)، ومن بعض أنواع مدرات البول العروية:

1. تورسميد (بالإنجليزية: Torsemide).
2. فيورسميد (بالإنجليزية: Furosemide).
3. بيوميتانيد (بالإنجليزية: Bumetanide).
4. إيثاكرينيت (بالإنجليزية: Ethacrynate).

• مدرات البول الثيازيدية (بالإنجليزية: Thiazide diuretics): تعمل مدرات البول في مجموعة الثيازيد على إخراج الصوديوم و الكلوريد عن طريق منع إعادة الامتصاص في النبيبات الملتوية البعيدة (بالإنجليزية: Distal convoluted tubules)، ومن بعض أنواع مدرات البول الثيازيدية:

1. كلوروثيازيد (بالإنجليزية: Chlorothiazide).
2. كلورثاليدون (بالإنجليزية: Chlorthalidone).
3. إنداباميد (بالإنجليزية: Indapamide).
4. ميتولازون (بالإنجليزية: Metolazone).
5. هيدروكلوروثيازيد (بالإنجليزية: Hydrochlorothiazide).

• مدرات البول الموفرة للبوتاسيوم أو يطلق عليها مدرات البول الحافظة للبوتاسيوم (بالإنجليزية: Potassium sparing diuretics): يقترن إخراج البوتاسيوم بإعادة امتصاص الصوديوم في الأنابيب القاصية. لذلك فإن مدرات البول الموفرة للبوتاسيوم تعمل على إخراج الصوديوم عن طريق تقليل إخراج البوتاسيوم. لا تتمتع مدرات البول الموفرة للبوتاسيوم بفاعلية كبيرة لذلك يمكن أن توصف مع مدرات البول الثيازيدية أو العروية، ومن بعض أنواع مدرات البول الموفرة للكالسيوم:

1. سبيرانولاكتون (بالإنجليزية: Spironolactone).
2. أميلورايد (بالإنجليزية: Amiloride).
3. ترايمتيرين (بالإنجليزية: Triamterene).

• مثبطات الأنهيدريز الكاربوني (بالإنجليزية: Carbonic anhydrase inhibitors): تعمل على زيادة إخراج الصوديوم، البوتاسيوم، البيكاربونات، والمياه، ومن بعض أنواع مثبطات الأنهيدريز الكاربوني:

1. ميثا زولاميد (بالإنجليزية: Methazolamide).
2. أسيتازولاميد (بالإنجليزية: Acetazolamide).

• مدرات البول الأسموزية (Osmotic diuretics): تعزز هذه المدرات عملية الإدرار الأسموزي، حيث تعمل على عدم إعادة امتصاص الصوديوم، الكلوريد، والمياه، ومن بعض أنواع مدرات البول الأسموزية:

1. جلسرين (بالإنجليزية: Glycerin).
2. يوريا (بالإنجليزية: Urea).

استخدام مدرات البول

تستخدم مدرات البول في الكثير من الحالات كعلاج تكميلي أو مساعد لتحسين بعض وظائف الجسم (بالإنجليزية: Adjunctive therapy) كما في حالات:

• في حال الانتفاخ أو التورم (بالإنجليزية: Edema) المرتبطة بحدوث فشل القلب الاحتقاني (بالإنجليزية: Congestive Heart Failure) أو تليف الكبد (بالإنجليزية: Liver Cirrhosis).
• في حالة العلاج بالكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids) و الأدوية التي تحتوي على هرمونات مثل الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen).
• في حالة احتباس السوائل في الجسم عند الإصابة بخلل في وظائف الكلى (بالإنجليزية: Renal dysfunction) مثل حالات الفشل الكلوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic Renal Failure)، الإصابة بالمتلازمة الكلوية (بالإنجليزية: Nephrotic syndrome)، والتهاب كبيبات الكلى (بالإنجليزية: Acute Glomerulonephritis).
• تقلل من التخلص من الكالسيوم عن طريق التبول فتمنع تكون حصوات الكلى التي تحتوي على كالسيوم (بالإنجليزية: Calcium- containing kidney stones).
• علاج ضغط الدم المرتفع، وقد يستخدم مدر البول بالتوازي مع بعض الأدوية الأخرى لعلاج الحالات الشديدة من ضغط الدم المرتفع.
• يستخدم أحد أنواع مدرات البول وهو مثبطات الأنهيدريز الكاربوني (بالإنجليزية: Carbonic anhydrous inhibitors) كعلاج إضافي في حالات الإصابة بالمياه الزرقاء مفتوحة الزاوية (بالإنجليزية: Open-angle Glaucoma).
• تستخدم مدرات البول الثيازيدية (بالإنجليزية: Thiazide Diuretics) في علاج هشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis) عند عند النساء في فترة ما بعد انقطاع الطمث (بالإنجليزية: Postmenopausal)، تؤخذ مدرات البول الثيازيدية بمفردها أو بالتوازي مع أدوية الكالسيوم أو الإستيروجين. يمكن أيضا أن يستخدم في علاج مرض السكري الكاذب (بالإنجليزية: Diabetes Insipidus). لكن هذه الاستخدامات ليست معتمدة من هيئة الأغذية والدواء (بالإنجليزية: FDA).

الآثار الجانبية لمدرات البول

يمكن حصر أضرار مدرات البول بما يلي:

• الشعور بالعطش.
• جفاف الفم.
• الضعف العام.
• الشعور بالدوار.
• اضطرابات الجهاز الهضمي.
• زيادة معدل ضربات القلب (بالإنجليزية: Tachycardia).
• انخفاض ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypotension).
• الشعور بألم في العضلات.
• الجفاف (بالإنجليزية: Dehydration).
• حدوث طفح جلدي (بالإنجليزية: Skin rash).
• انخفاض كمية البول (بالإنجليزية: Oliguria).
• قد تسبب مدرات البول الثيازيدية زيادة نسبة حمض اليوريك (بالإنجليزية: Uric acid) مما قد يتسبب في الإصابة بالنقرس.

اقرأ أيضا: أضرار مدرات البول على الكلى

التفاعلات الدوائية لمدرات البول

توجد بعض التفاعلات الدوائية لمدرات البول مع أدوية أخرى كالتالي:

• تتفاعل مدرات البول الثيازيدية مع الأدوية التي تعالج مرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes) فتسبب انخفاض نسبة أدوية مرض السكري في الدم، لذلك يجب أن يزيد الطبيب من جرعة أدوية مرض السكري.
• تناول مدرات البول الثيازيدية أو العروية مع الديجوكسين (بالإنجليزية: Digoxin) يعمل على خفض نسبة البوتاسيوم (بالإنجليزية: Potassium) في الدم مما يتسبب في تقلص العضلات وعدم انتظام ضربات القلب.
• تناول مدرات البول الموفرة للبوتاسيوم بالتوازي مع مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: Angiotensin converting enzyme inhibitor) أو مضادات الالتهاب الغير ستيرويدية (بالإنجليزية: NSAIDs) يعمل على زيادة نسبة البوتاسيوم في الدم (بالإنجليزية: Hyperkalemia) التي تتسبب في حدوث ضعف العضلات.

مشروبات مدرات البول الطبيعية

يوجد عدد من مشروبات مدرات البول الطبيعية مثل:

• الحبة السوداء (بالإنجليزية: Black seed): تزيد من معدل التبول وتقلل من نسبة البوتاسيوم والصوديوم في الدم.
• الكركديه (بالإنجليزية: Hibiscus): يحافظ على نسبة البوتاسيوم في الدم.
• الزنجبيل (بالإنجليزية: Ginger).
• البقدونس (بالإنجليزية: Parsley).
• الكافيين (بالإنجليزية: Caffeine): الذي يوجد في مشروبات الشاي، القهوة والمشروبات الغازية.