مع استمرار الوباء، يعمل المختصون في الأبحاث الطبية الحيوية عالمياً بشكل عاجل لتحديد عوامل خطر الإصابة بفيروس كورونا (بالإنجليزية: Corona) والأساليب العلاجية المحتملة، في ظل هذا برز الدور المحتمل لفصيلة الدم في التنبؤ بمخاطر ومضاعفات عدوى مرض كوفيد 19 كمسألة علمية هامة.

قدمت عدد من الدراسات بعد الجائحة دليلاً على أنه قد يكون هناك ارتباط بين فصائل الدم وكورونا وقابلية الإصابة بمرض كوفيد 19، ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث؛ لفهم أفضل لماذا وماذا يعني هذا للمرضى.

سنذكر في هذا المقال الدراسات البحثية التي أشارت إلى وجود علاقة بين فصائل الدم وكورونا، وما هي أكثر الفصائل عرضة للإصابة بناءً على هذه الدراسات إلى جانب معرفة أصل العلاقة بين الإصابة بالأمراض الصحية وأنواع فصائل الدم المختلفة.

أنواع فصائل الدم وكورونا

جاءت أول فكرة عن وجود علاقة بين فصيلة الدم وعدوى فيروس كورونا في فترة ظهور أول فيروس كورونا المتسبب في الإصابة بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة سارس (بالإنجليزية: SARS-CoV) في أواخر عام 2002، وذلك في رسالة بحثية عام 2005 أفاد الباحثون أن أخصائي الرعاية الصحية من فصيلة الدم O كانوا أقل عرضة للإصابة من أولئك الذين لديهم فصائل دم أخرى.

ولكن ماذا عن مرض كوفيد 19؟

اقرأ أيضاً: الدليل الشامل حول فيروس كورونا

أحدث الدراسات حول العلاقة بين فصائل الدم وكورونا

تشير دراستان نشرتا يوم 14 أكتوبر / تشرين الأول 2020 في مجلة بلود أدفانسيس (بالإنجليزية: Blood Advances) إلى أن الأشخاص ذوي فصيلة الدم O لديهم خطر أقل للإصابة بفيروس كورونا الجديد المسبب لمرض كوفيد 19، وكذلك قلة احتمالية حدوث عواقب خطيرة، بما في ذلك المضاعفات بالأعضاء، مقارنة بالأشخاص الذين لديهم فصائل دم أخرى.

تشير نتائج الدراسة أيضاً إلى أن الأشخاص الذين لديهم فصيلة دم A أو AB قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بكوفيد 19 من الأشخاص ذوي النوع O، كما أظهرت الدراسة أن الأشخاص أصحاب فصائل الدم A أو AB يعانون من شدة مرض كوفيد 19 أكثر من الأشخاص ذوي فصائل الدم O أو B؛ حيث وجد أن المرضى الذين لديهم فصيلة دم A أو AB كانوا أكثر عرضة للحاجة إلى التنفس الاصطناعي، مما يشير إلى أن لديهم معدلات أكبر لإصابة الرئة، ووجدوا أيضاً أن المزيد من المرضى المصابين بفصيلة الدم A و AB يحتاجون إلى غسيل الكلى نتيجة للفشل الكلوي.

ومع ذلك، لم يكن هناك خطر متزايد من حدوث الوفاة وارتباطها بفصيلة الدم، كما لم تختلف السيتوكينات الالتهابية (بالإنجليزية: Inflammatory cytokines) بين المجموعات؛ وهذا وفقاً لما ذكره الباحثون في مجلة Blood Advances.

يعد الجزء الفريد في هاتين الدراستين هو التركيز على تأثير فصيلة الدم على شدة مرض كوفيد 19، إذ لوحظ التلف في الرئة والكلى، وفي الدراسات المستقبلية سيرغب الباحثون في استخلاص تأثير فصيلة الدم و كوفيد 19 على الأعضاء الحيوية الأخرى، وذلك كما ذكر مؤلف الدراسة.

دراسات سابقة حول العلاقة بين فصائل الدم وكورونا

تحدثت دراسات سابقة حول هذه الصلة بين فصائل الدم وكورونا، نوضحها فيما يلي:

  • تشبه النتائج السابقة دراسة خرجت في مارس / آذار 2020 من مدينة ووهان بالصين، حيث أكتشفت أولى حالات الإصابة بمرض كوفيد 19، إذ وجد أن الأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم A قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، وأن الأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم O قد يكون لديهم حماية أكبر ضد الفيروس.
  • نشرت دراسة أخرى في يونيو / حزيران 2020، خلص فيها الباحثون إلى أن الأشخاص الذين لديهم فصيلة دم من النوع A مرتبطون بزيادة في خطر الإصابة بفيروس كورونا الجديد بنسبة 45٪، بينما أولئك الذين لديهم فصيلة من النوع O لديهم مخاطر أقل بنسبة 35 ٪.

اقرأ أيضاً: أعراض كورونا للأطفال

اقرا ايضاً :

ما الفرق بين كورونا والانفلونزا

ما هي العلاقة بين الإصابة بالأمراض وأنواع فصائل الدم؟

يقول الخبراء أنه وجد في دراسات سابقة صلة بين أنواع الدم وبعض الحالات والأمراض الصحية؛ حيث وجد أن النوع AB مرتبط بمخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية وبشكل عام بخطر الضعف الإدراكي، كما أن النوع O، مقارنة بالأنواع الأخرى، يحمي من النوبات القلبية والجلطات الدموية في الأوردة.

لا تعرف الآليات بعد، لكن هناك بالفعل اختلافات حسب فصيلة الدم في عوامل التجلط وعوامل معينة في الدورة الدموية تتعلق بترابط خلايا بطانة الأوعية الدموية.

فيما يلي نذكر بعض الدراسات التي توضح العلاقة بين فصائل الدم والإصابة بالأمراض:

  • العلاقة بين الأمراض المعوية مثل نوروفيروس وأنواع الدم: إن فيروس نوروفيروس (بالإنجليزية: Norovirus) له سبب بيولوجي واضح يجعل فصيلة الدم تحدث فرقاً، ففي عام 2003، وجد العلماء أن مستضد فصيلة الدم (بالإنجليزية: Blood group antigen) يعمل كمستقبل لفيروس نوروفيروس، ووجدوا أنه في اللعاب يرتبط الفيروس بكفاءة بمستضدات O و A بينما يكون أقل ارتباطاً بمستضدات B.
  • وجدت دراسة نشرت عام 1977 أن الأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم O أكثر عرضة للإصابة ببكتيريا الكوليرا، وأن الأشخاص الذين لديهم دم من النوع A كانوا أقل عرضة للإصابة.
  • في مقال عام 1993 ذكر أن الأشخاص ذوي فصيلة الدم O أكثر عرضة للإصابة بعدوى هيليكوباكتر بيلوري (جرثومة المعدة) من الأشخاص ذوي فصائل دم A أو B؛ لأن الغشاء المخاطي في المعدة لديهم به مستقبلات أكثر للبكتيريا.

اقرأ أيضاً: دقة فحص كورونا

أعرب الخبراء عن مخاوفهم، بعد دراسة أكتوبر الأخيرة حول العلاقة بين فصائل الدم وكورونا، وذلك لأن الأشخاص من فصيلة الدم A قد يصابون بالذعر أو القلق، وأن الأشخاص من فصيلة الدم O قد يتخلون عن حذرهم.

لا يمكن استخدام هذه النتائج لتقليل الاحتياطات الجادة التي يحتاجها الجميع، بغض النظر عن فصيلة الدم، يحتاج الجميع إلى الاستمرار في غسل أيديهم، والابتعاد عن الآخرين، واتباع كافة التعليمات التي يوصي بها خبراء الصحة العامة.

يوصي مركز السيطرة على الأمراض (CDC) بأن يرتدي جميع الأشخاص أقنعة الوجه (الكمامات) في الأماكن العامة، حيث يصعب الحفاظ على مسافة 6 أقدام من الآخرين؛ يساعد هذا في إبطاء انتشار الفيروس وانتقال العدوى من أشخاص ليس لديهم أعراض أو أشخاص لا يعرفون أنهم أصيبوا بالفيروس؛ يجب ارتداء أقنعة الوجه مع الاستمرار في ممارسة التباعد الجسدي.

كيف تتخلص من الزكام في يوم؟ فأنا طالب ولدي غدا امتحان مهم في الكلية وأرغب في التخلص من الزكام بسرعة