منذ بداية انتشار وباء فيروس كورونا (بالإنجليزية: Covid-19) لوحظ أن الأطفال أقل عرضة للإصابة به، وأن أعراض كورونا للأطفال تكون خفيفة نسبياً مقارنة بالبالغين، حيث تكون على شكل الزكام أو الأنفلونزا الموسمية. ولكن ظهرت مؤخراً عدد من الدراسات من مصادر طبية مختلفة حول العالم تحذر من أعراض جديدة لفيروس كورونا عند الأطفال. فما هي هذه الأعراض؟ ومن هم الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بها؟

بعد مرور مزيد من الوقت على ظهور فيروس كورونا وإصابة أعداد كبيرة به، توصل الأطباء إلى أن الأطفال، كما البالغين، معرضين للإصابة بهذا الفيروس ولكن بنسبة أقل، وأن أعراض الكورونا للأطفال، على الرغم من كونها خفيفة في معظم الحالات، إلا أنه لا يزال هناك نسبة قليلة يمكن أن تعاني من أعراض شديدة الخطورة تحتاج للمتابعة والعلاج داخل المشفى وقد تحتاج الإدخال إلى وحدة العناية الحثيثة.

للمزيد: هل يصاب الاطفال بفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)؟

وقد أصدرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية مؤخراً تحذيراً تشير به إلى زيادة عدد حالات الأطفال المصابين بما يعرف بحالة التهابية متعددة تتطلب رعاية مكثفة، وتزداد هذه الحالة بين الأطفال المصابين بفيروس كورونا. لذلك تبدي جمعية العناية المركزة للأطفال في بريطانيا قلقاً من ارتباط هذه الحالة بفيروس كورونا.

لذلك يحرص الأهل على معرفة أعراض كورونا للأطفال، ليستطيعوا تحديد متى يجب القلق، ومتى يمكن متابعة العلاج في المنزل، وكيف يمكن التعامل مع الحالة من حيث الوقاية خصوصاً للأطفال الأكثر عرضة للإصابة بأعراض شديدة الخطورة.

ما هي اعراض كورونا للاطفال؟

إن أكثر أعراض كورونا للأطفال هي السعال وارتفاع درجة الحرارة، وتظهر هذه الأعراض على 16% من الأطفال المصابين بفيروس كورونا. في حين أن 45% من الاطفال المصابين لا تظهر عليهم أي أعراض للمرض.

كما يجب العلم بأن أعراض كورونا للأطفال تتشابه مع كل من:

  1. أعراض الإنفلونزا.
  2. التهاب الحلق البكتيري.
  3. التهاب الأنف التحسسي.

حيث تفقد أعراض فيروس كورونا في كثير من الأحيان الصفة المميزة لها، مما يجعل إحصاء عدد الحالات الفعلي أمر صعب نوعاً ما.

للمزيد: ما الفرق بين مرض الكورونا الجديد والانفلونزا

الاعراض الرئيسية لكورونا في الاطفال

تتميز الأعراض الرئيسية لكورونا في الأطفال بما يلي:

  • ارتفاع في درجة حرارة الجسم، وتتميز بأن درجة الحرارة تكون مرتفعة جداً.
  • السعال أو الكحة، حيث يلاحظ الأهل أن الطفل يسعل بكثرة لمدة أكثر من ساعة، أو أنه يعاني من فترات من السعال المتواصل لأكثر من 3 مرات خلال اليوم.
  • فقدان حاسة الشم أو التذوق، حيث لا يستطيع الطفل شم أو تذوق أي شيء، أو أن روائح وطعم الأشياء تصبح مختلفة وغريبة.

الاعراض كورونا غير المحددة للاطفال

يوجد مجموعة واسعة من الأعراض، والتي تعرف ب(الأعراض غير المحددة) التي يمكن أن يعاني منها الطفل المصاب بفيروس كورونا، مثل:

  • التعب والهزال العام.
  • الصداع.
  • ألم في عضلات الجسم.
  • ألم واحتقان في الحلق.
  • احتقان أو سيلان في الأنف.
  • ضيق في التنفس.
  • ألم في البطن.
  • اسهال.
  • غثيان أو استفراغ.
  • فقدان للشهية، أو تصبح تغذية الطفل سيئة.

ويمكن أن تظهر أعراض للكورونا للأطفال بشكل واضح، كما يمكن أن تظهر بعض الأعراض غير المحددة، وقد تكون خفيفة مثلاً، مثل أعراض الزكام من سعال خفيف، وعطاس، وسيلان في الأنف، أو قد تكون أعراض خاصة بالجهاز الهضمي، مثل ألم البطن، والإسهال فقط، والتي تعد من الأعراض الهامة عند الاطفال والمرتبطة بفيروس كوفيد 19.

للمزيد: كيف تبدد مخاوف طفلك من فيروس كورونا الجديد

طفلي تعرض لضربة ع الخصية وشعر ب انه سوف يتقيأ هل يوجد خطورة

ما هي شدة خطورة فيروس كورونا للأطفال؟

وجد بأنه من النادر أن يعاني الأطفال من أعراض شديدة الخطورة بسبب فيروس كورونا مقارنة بالبالغين، فنسبة الأطفال الذين يحتاجون للدخول للمستشفى لتلقي العلاج بسبب شدة الأعراض هي (8 حالات لكل 100.000 حالة) مقارنة بالبالغين الذين تصل النسبة فيهم إلى (164.5 حالة لكل 100.000 حالة). ولكن على الرغم من قلة هذه النسبة إلا أنه يبقى هناك فرصة لتطور المرض لأعراض شديدة يحتاج فيها الطفل للدخول للمستشفى.

ومن الجدير بالذكر أنه من الأطفال الذين يحتاجون للعلاج داخل المشفى بسبب فيروس كورونا، يحتاج 1 من كل 3 حالات منهم إلى العلاج بوحدة العناية الحثيثة ويحتاج لجهاز تنفس اصطناعي، أي مع أن نسبة إصابة الأطفال بفيروس كورونا قليلة، ونسبة تطور أعراض كورونا للأطفال لأعراض خطيرة قليلة، إلا أنه عند حدوث ذلك فإن حاجة الطفل للعلاج بوحدة العناية الحثيثة تتساوى مع نسبة الحاجة عند البالغين.

للمزيد: حقائق عن فيروس الكورونا وطرق انتشاره

من هم الاطفال الاكثر عرضة للإصابة باعراض خطيرة بسبب فيروس كورونا؟

يعتبر الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة، والأطفال الرضع (أعمارهم أقل من سنة) هم الأكثر عرضة للاصابة بأعراض شديدة الخطورة عند إصابتهم بفيروس كورونا، حيث أن أغلب الحالات التي عانت من مضاعفات خطيرة بسبب كورونا عند الأطفال كانت تعاني من وجود مشكلة صحية مزمنة.

ولكن يجب العلم بأنه لم تصل الدراسات إلى تحديد جميع المشاكل الصحية المزمنة التي يمكن أن تزيد من خطورة فيروس كورونا، ولكن حتى هذا الوقت يمكن القول بأن المشاكل الصحية المزمنة التالية ترتبط بحدوث أعراض شديدة عند الطفل عند إصابته بفيروس كورونا:

  • أمراض القلب الخلقية، أي وجود مشكلة في القلب منذ ولادة الطفل.
  • السكري.
  • الربو.
  • أمراض الرئة المزمنة.
  • الأطفال أصحاب المناعة المنخفضة جداً.
  • فقر الدم المنجلي.
  • السمنة.
  • أمراض تتعلق بعمليات الأيض في الجسم.

ما هي اعراض كورونا شديدة الخطورة للاطفال؟

تتشابه أعراض كورونا شديدة الخطورة للأطفال مع الأعراض شديدة الخطورة للبالغين، حيث يمكن أن يسبب فيروس كورونا كل من المضاعفات والأعراض التالية عند الأطفال:

  1. فشل الجهاز التنفسي.
  2. التهاب العضلة القلبية.
  3. الصدمة (بالانجليزية: Shock) وهي اختلال في علامات الجسم الحيوية.
  4. فشل حاد في الكلى.
  5. اضطراب في تجلط الدم.
  6. فشل في أجهزة الجسم المختلفة (بالانجليزية: Multi-Organ System Failure).

ما هي الاعراض الجديدة لفيروس كورونا عند الاطفال؟

ترتبط أعراض كورونا للأطفال ببدء ملاحظة زيادة عدد حالات الأطفال المصابين بما يعرف بمتلازمة الالتهابات المتعددة والتي يعاني الطفل فيها من:

  1. حرارة عالية لأكثر من يومين.
  2. طفح جلدي
  3. التهاب في ملتحمة العين (الجزء الأبيض من العين).
  4. انتفاخ الغدد الليمفاوية في الرقبة.
  5. تشقق الشفاه واحمرارها.
  6. ألم في المعدة مع إسهال أو استفراغ.
  7. يصبح الطفل سريع الهيجان ويمكن أن يصاحب ذلك تغير في ساعات النوم والاستيقاظ لديه.

وتعتبر حالة طبية حرجة وخطيرة، كما تحتاج لرعاية طبية مكثفة. والأمر الذي أثار القلق هو ارتفاع إمكانية حدوث هذه الحالة في الأطفال الذين أصيبوا بفيروس كورونا، مما يعني إمكانية وجود علاقة بين كلا الأمرين. ولكن الأمر الجيد هو أن غالبية الحالات التي عانت من مضاعفات متلازمة الالتهابات المتعددة تعافت بشكل كامل دون وجود أي مشاكل صحية طويلة المدى.

يتم التعامل مع هذه الحالة من خلال العلاج المساند وتثبيط رد الفعل الالتهابي في الجسم الذي يمكن أن يؤدي إلى حدوث فشل في مختلف أعضاء الجسم. ولكن لا يزال العلماء يحاولون الوصول إلى تفسير ارتباط زيادة حدوث هذه الحالة الطبية الحرجة بين الأطفال المصابين بفيروس كورونا، فكما هو معروف علمياً أن كل وباء يحتاج لعدد كبير من الدراسات ومدة زمنية كافية ليتم الوصول إلى تشخيص دقيق وعلاج خاص له.

وينصح دائماً بطلب الرعاية الصحية في حال ملاحظة وجود هذه الأعراض عند الطفل ليتم التعامل مع الحالة بالشكل المناسب دون تأخير. مع أهمية عزل الطفل وعدم الاختلاط أو الخروج من المنزل حتى ظهور نتيجة الفحص، وذلك لحماية الأطفال والبالغين الآخرين في البيئة المحيطة، حيث أثبت التباعد الاجتماعي وعزل الحالة المصابة نجاحه كأفضل حل لمنع انتشار المرض.

للمزيد: نصائح للاسرة للحفاظ على سلامتها من عدوى وباء كورونا

اقرا ايضاً :

الدليل الشامل حول الحمى عند الأطفال