يمكن أن تُشكل بعض الأعراض علامة تحذيريّة لاقتراب موعد انقطاع الدورة الشهرية لدى المرأة، وهي مرحلة تسمى أحيانًا بسن الأمل، حيث غالبًا ما يحدث ذلك في الخمسينيات من عمر المرأة. [1]

وفي المقال التالي سنقوم بذكر علامات قرب انقطاع الدورة الشهرية بالتفصيل.

علامات قرب انقطاع الدورة الشهرية

تعاني النساء من علامات قرب انقطاع الدورة الشهرية خلال سن الأربعين أو أوائل الخمسين، وهي مرحلة تسمى بمرحلة ما قبل انقطاع الطمث، حيث تبدأ مستويات هرمون الإستروجين وهرمون البروجسترون بالانخفاض بشكل تدريجي الأمر الذي يمكن أن يؤثر على عملية الإباضة ويتسبب بالعديد من التغييرات في جسم المرأة. [1][2]

تستمر مرحلة ما قبل انقطاع الطمث لفترة تتراوح ما بين 5 - 10 سنوات، خلالها يمكن أن تعاني النساء من عدّة أعراض نتيجة انخفاض هرمون الإستروجين والبروجسترون، والتي يمكن اعتبارها علامات تحذيريّة لاقتراب مرحلة انقطاع الحيض. [1]

 ويجب التنويه هنا إلى أن طبيعة هذه العلامات والأعراض يمكن أن تختلف من امرأة لأخرى، كما يمكن أن تختلف شدتها من حالة لأخرى. كما يجب التأكيد على أن هذه الأعراض لا ترتبط فقط بقُرب موعد انقطاع الدورة وإنما يمكن أن تحدث نتيجةً لوجود بعض المشكلات الصحية لدى المرأة، ولهذا يُنصح دائمًا بمراجعة الطبيب في حال ظهور أي منها للبحث في أسباب ذلك. [1][2]

وفيما يلي نذكر أهم العلامات التي تدل على قرب انقطاع الدورة الشهرية:

تغيرات في الدورة الشهرية

إن أولى علامات قرب موعد انقطاع الدورة الشهرية هي حدوث بعض التغييرات الجديدة في طبيعة الدورة الشهرية، ويشمل ذلك ما يلي: [1][3][4]

  • زيادة غزارة الدورة أو أن تصبح خفيفة.
  • عدم انتظام موعد الدورة الشهرية، بحيث تحدث قبل أوانها أو يمكن أن تتأخر عن موعدها المعتاد.
  • غياب الدورة الشهرية لعدة أشهر، لكنها لا تتجاوز 12 شهر.
  • نزول قطرات من الدم بين الدورات الشهرية.
  • تغيرات في أعراض ما قبل الدورة الشهرية.

تحدث هذه التغيرات نتيجة التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث، حيث تتذبذب مستويات هرمون الإستروجين وهرمون البروجسترون المسؤولان بشكل أساسي عن عملية التبويض وسماكة بطانة الرحم التي تنسلخ أثناء نزيف الدورة الشهرية. [3][4]

فعلى سبيل المثال، تؤدي المستويات المرتفعة من هرمون البروجسترون إلى زيادة سماكة بطانة الرحم، وهذا ما سيؤدي إلى جعل نزيف الدورة الشهرية أكثر غزارة عند انسلاخ هذه البطانة السميكة. [2]

الهبات الساخنة والتعرق الليلي

تُعد الهبات الساخنة إحدى علامات قرب انقطاع الدورة الشهرية أيضًا، وهي حالة تتمثل بالشعور بالحر بشكل مفاجئ بغض النظر عن درجة حرارة البيئة المحيطة، وعادةً ما تستمر هذه الحالة لمدة 5 - 10 دقائق. [1][2]

تحدث الهبات الساخنة عادةً في الجزء العلوي من الجسم، والوجه، والرقبة، كما يمكن أن يرافقها تسارع ضربات القلب، والقلق، والقشعريرة. [3][4]

تتراوح شدة الهبات الساخنة من طفيفة بحيث تشعر السيدة بالدفئ إلى الشديدة والتي تتسبب بالتعرق الشديد لديها. ومن الممكن أن يحدث هذا التعرق أثناء الليل أو في ساعات الصباح الباكر، الأمر الذي يسبب استيقاظ المرأة صباحًا بملابس وفراش مبللين. [1][2]

أما حول الأسباب المؤدية لذلك، فمن الممكن أن يؤدي انخفاض هرمون الإستروجين والتغيرات الهرمونية إلى تعطيل تمدد الأوعية الدموية والتأثير على عمل منطقة ما تحت المهاد في الدماغ المسؤولة عن تنظيم درجة حرارة الجسم. [3][4]

جفاف المهبل

يتسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين أيضًا بتقليل إفرازات المهبل وعنق الرحم المهمة لبقائ منطقة المهبل رطبة، بالإضافة إلى جعل أنسجة المهبل أكثر رقة وأقل مرونة، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى المعاناة من حكة وألم في المهبل. [2][3][4]

أيضًا، يتسبب جفاف المهبل المرتبط بمرحلة ما قبل انقطاع الطمث بمعاناة المرأة من الألم ممارسة الجماع، وهذا ما يمكن أن يجعل المرأة غير مرتاحة أثناء ذلك. [1][2]

تقلبات المزاج والأرق

تتضمن علامات قرب انقطاع الدورة الشهرية أيضًا حدوث تقلبات في مزاج المرأة، ويشمل ذلك زيادة شعورها بالاكتئاب، والقلق، والتوتر، والهيجان، بالإضافة إلى الحساسية العاطفية. [1][3]

ويعود ذلك لتأثير هرمون الإستروجين على بعض المواد الكيميائية المهمة في الدماغ المسؤولة عن المزاج، منها السيروتونين، والدوبامين، والأوكسيتوسين، والنورادرينالين، ويمكن أن تسبب التغيرات الهرمونية خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث بعدم اتزان هذه المواد الكيميائية، مما يؤثر على المزاج. [3]

كما يمكن أن تعاني المرأة من اضطرابات النوم، مثل: [1][3]

  • الأرق.
  • صعوبة الاستمرار في النوم.
  • متلازمة تململ الساقين.

يمكن أن تحدث هذه الأعراض نتيجةً لزيادة التعرق الليلي والشعور بالقلق خلال هذه الفترة، كما يمكن أن يرتبط انخفاض مستويات هرمون البروجسترون بصعوبة النوم ليلًا والاستمرار فيه لفترة كافية. [1][4]

اقرأ أيضًا: أعراض سن اليأس النفسية عند النساء

زيادة الوزن

غالبًا ما تعاني النساء من زيادة طفيفة إلى متوسطة في الوزن أثناء فترة ما قبل انقطاع الطمث، كما أنها تكون عرضة لزيادة الدهون حول منطقة الخصر. ويعود ذلك لعدة أسباب محتملة، منها: [1][3]

  • انخفاض معدل عمليات الأيض في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث نتيجة انخفاض هرمون الإستروجين.
  • خلل في هرمونات الجوع نتيجة انخفاض هرمون الإستروجين الأمر الذي يجعل المرأة تتناول الكثير من الطعام.
  • تأثر أنماط الأكل نتيجة التوتر، وتغيرات المزاج، واضطرابات النوم في هذه المرحلة.
  • فقدان تنظيم إفراز الكورتيزول نتيجة انخفاض هرمون البروجسترون، الأمر الذي يجعل المرأة أيضًا تتناول الطعام بشكل أكثر من المعتاد.

ليس ذلك فقط، يمكن أن يحدث خلال هذه الفترة تغيرات في عملية استقلاب الدهون الأمر الذي يمكن أن بتسبب بانخفاض مستويات الكوليسترول النافع وزيادة مستويات كل من الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية. [1][4]

علامات أخرى

يمكن أن تتضمن علامات قرب انقطاع الدورة الشهرية أيضًا ما يلي:

  • ضعف الذاكرة والتركيز

تعاني النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الحيض من حالة تسمى بضباب الدماغ (بالإنجليزية: Brain Fog) والتي تتمثل بفقدان التركيز وضعف في الذاكرة. ويمكن أن يحدث هذا النوع من علامات قرب انقطاع الدورة الشهرية نتيجةً للتغيرات الهرمونية، حيث يعد هرمون الإستروجين وهرمون البروجسترون مهمين لصحة الدماغ والوظائف الإدراكية. [3][4]

لكن لا تزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات لفهم العلاقة ما بين الهرمونات الجنسية والوظائف العقلية. [4]

كيف تحافظ الحامل على صحتها في رمضان؟ وهل هناك نصائح محددة للمرأة الحامل التي ترغب في الصوم؟ علمًا أن الطبيبة أخبرتني أنني بصحة جيدة ويمكنني الصوم

  • اضطرابات في المسالك البولية

يمكن الاستدلال على قُرب موعد انقطاع الدورة من خلال زيادة معدل إصابة المرأة بمشاكل الجهاز البولي، بما فيها: [1][3]

  • التهابات المسالك البولية.
  • التبول بشكل متكرر.
  • انخفاض التحكم في المثانة أو ما يعرف بسلس البول.

ويمكن أن تحدث هذه المشكلات نتيجة بعض التغيرات في منطقة الجهاز البولي عند انخفاض مستويات الإستروجين، منها: [3]

  • تغير الرقم الهيدروجيني لمنطقة الإحليل.
  • رقة الأنسجة المهبلية والأنسجة الإحليلية.
  • ضعف المثانة.
  • ضعف عضلات قاع الحوض.
  • انخفاض الرغبة الجنسية

يعتبر انخفاض الرغبة الجنسية عند المرأة من علامات قرب انقطاع الدورة الشهرية لديها، وهو أمر يرتبط بشكل أساسي بانخفاض مستويات الإستروجين الذي يلعب دورًا كبيرًا في الرغبة الجنسية، كما يمكن أن تقل رغبة المرأة بممارسة الجنس نتيجة التغيرات المزاجية، والإجهاد، والتعب، وألم الجماع وغيرها من الأعراض الشائعة في فترة ما قبل انقطاع الطمث.

  • تغيرات الجلد والشعر

مع قرب مرحلة انقطاع الطمث، يمكن أن تلاحظ المرأة زيادة جفاف البشرة أو تغيرًا في مرونتها، الأمر الذي يجعل بشرتها ذات مظهر مترهل وأكبر سنًا. ويمكن أن يعود ذلك لمساهمة الإستروجين في الحفاظ على ألياف الكولاجين المهمة لدعم هيكل البشرة والإيلاستين المهم لمرونة البشرة. [1][3]

 كما يمكن أن تعاني المرأة في هذه المرحلة من تساقط شعر الرأس، بالإضافة إلى نمو الشعر غير المرغوب فيه في منطقة الوجه. [1]

  • ضعف العظام

يعد الإستروجين مهمًا أيضًا لصحة العظام، ويمكن أن يتسبب انخفاض مستوياته أيضًا بزيادة فقدان العظام الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام لدى المرأة في مرحلة ما قبل انقطاع الدورة. [2][3] 

  • علامات أخرى

من الأعراض الأخرى التي يمكن أن تكون علامات تحذيريّة لقرب انقطاع الدورة الشهرية أيضًا ما يلي: [3]

  • التعب.
  • الصداع.
  • آلام العضلات والمفاصل.
  • طراوة الثدي.
  • خفقان القلب.

اقرأ أيضًا: أعراض انقطاع الطمث لدى المرأة

نصيحة الطبي

يوجد العديد من الأعراض والعلامات التي يمكن أن تدل على قُرب موعد انقطاع الطمث لديكٍ، بما فيها عدم انتظام الدورة الشهرية، والهبات الساخنة، والتقلبات المزاجية. إلا أن هذه الأعراض لا تعد خاصة فقط بقُرب موعد انقطاع الطمث، ولهذا ينصح باستشارة الطبيب في حال المعاناة منها، كما بإمكانكِ الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع.

اقرا ايضاً :

انخفاض إدرار الحليب لدى الأم المرضعة وكيفية الوقاية منه