شهدت التكنولوجيا المتقدمة في السنوات الأخيرة تطورات هائلة في مجالات عدة، ومن أبرزها مجال الأطراف الاصطناعية. وتمثل الأطراف الاصطناعية الحالية تقنية حديثة ومتقدمة لتعويض فقدان أو عدم وجود أطراف طبيعية، إذ أسهم هذا المجال في تحسين حياة الأفراد المتضررين وفتح آفاق جديدة للتكامل بين التكنولوجيا والطب.

يهدف هذا المقال إلى إلقاء نظرة حول مفهوم الأطراف الاصطناعية كتجربة رائدة في مجال الصحة، وأهميتها، والسبب في نشأتها، بالإضافة إلى أنواعها وفوائدها وطرق العناية بها.

ما هي الأطراف الاصطناعية؟

تُعرف الأطراف الاصطناعية (بالإنجليزية: Artificial Organ) بأنها أجزاء من جسم الإنسان يتم تصنيعها وتركيبها لتعويض فقدان طرف أو جزء معين من الجسم.

ويرجع تاريخ الأطراف الاصطناعية إلى نحو 3000 عام، عندما تم اكتشاف مومياء تحمل إصبع اصطناعيًا مصنوعًا من الخشب بحرفية، وبعدها تم العثور على أسنان مربوطة بجسر أسنان معدني أو أسنان حيوانية. [1]

أنواع الأطراف الاصطناعية

تشمل الأطراف الاصطناعية مجموعة واسعة تختلف في التصميم والوظيفة، حيث تتضمن الآتي: [2][3][4]

  • أطراف اصطناعية للذراعين، واليدين، والأصابع.
  • أطراف اصطناعية للساقين، والركبتين، والأقدام، وأصابع القدم.
  • أجهزة المساعدة على السمع الصناعية.
  • الأسنان الاصطناعية.
  • مقل العيون الصناعية، ومحاجر العيون الصناعية.
  • أجزاء صناعية بديلة عن الأنف، والأذن.
  • الأثداء الاصطناعية، حيث يتم ارتدائها في حمالة الصدر لتعويض استئصال الثدي الذي تم نتيجة لمرض السرطان.
  • الأجزاء الجسدية الاصطناعية المزروعة جراحيًا، مثل: صمامات القلب الصناعية، وداعمات العظام الصناعية، والمفاصل الصناعية، وزراعة القوقعة الصناعية وغيرها الكثير التي تساعد في تحسين وظائف هذه الأعضاء وتزيد من كفائتها.

عندي ألم أسفل البطن من الجهة اليمين من بعد عملية الزائدة عملتها قبل سنتين، ومن بعدها عندي هذا الألم وسويت استشارة وقالوا لي الأفضل يشوفك جراح لأنها احتمال تكون أنسجة ملتصقة

فوائد الأطراف الاصطناعية

شهدت الأطراف الاصطناعية مؤخرًا تحولات جذرية، حيث أدت الحرب العالمية الأولى والثانية وغيرها من الصراعات الأخرى إلى زيادة الطلب عليها، مما ساعد في تحسينها وتطويرها. وفي الوقت الحالي أصبحت الأطراف الاصطناعية تصنع من مواد حديثة وتصميمات عدة لتشمل تطبيقات مختلفة. [1] ولتوضيح أبرز فوائد الأطراف الصناعية تابع النقاط الآتية:

  • تعد الأطراف الاصطناعية حلاً تكنولوجيًا رائدًا يؤثر إيجابيًا على الصحة النفسية والاجتماعية للأفراد، حيث تعمل الأطراف كبديل عن جزء من الجسم الذي قد يكون مفقودًا منذ الولادة، أو قد تم فقدانه نتيجة لحادث، أو بتر نتيجة لحالة صحية كالسكري ومرض السرطان. [2]
  • تستعمل الأطراف الصناعية كبديل للجراحة الإستبنائية أو الترميمية، حيث تستخدم لتحسين المظهر في منطقة الوجه واليدين والأقدام لتظهر بشكل طبيعي، كما تستخدم لترميم منطقة الصدر بعد إزالة الثدي لعلاج السرطان، ومن الجدير بالذكر أن التطورات التكنولوجية الحالية عملت على إدراج بطاريات ومحركات في هذه الأطراف لتساعد في تحسين وظائف الأطراف الاصطناعية. [2]
  • تُساعد على تقويم وتعزيز، وإعطاء دعامة لجزء أو أجزاء من الجسم لمنعه من التلف والتشوه. [2]
  • تُساعد الأجزاء الجسدية الاصطناعية المزروعة، مثل: صمامات القلب الصناعية، والمفاصل الصناعية على تحسين وظائف هذه أعضاء الجسم وزيادة كفائتها. [3]

من يحتاج إلى الأطراف الاصطناعية؟

تعتبر الأطراف الاصطناعية وسيلة مهمة للعديد من الأشخاص الذين فقدوا أطرافهم الطبيعية لأسباب مختلفة، إذ إن توفير أطراف اصطناعية لهؤلاء الأفراد يمكن أن يُساعد في استعادة بعض وظائفهم الحيوية وتحسين جودة حياتهم اليومية، ويتضمن هؤلاء الأفراد الآتي: [2][4][5]

  • الأفراد الذين وُلدوا بتشوهات خلقية في الأطراف سواءًا كانت مفقودة أو تالفة.
  • الأفراد الذين يُعانون من مرض السكري، حيث يؤدي إلى مشكلات في الدورة الدموية والأعصاب وتطور القدم السكرية، وفي بعض الأحيان يتم اللجوء إلى البتر، وبالتالي الحاجة إلى أطراف اصطناعية.
  • الأفراد الذين فقدوا أطرافهم أو تم بترها بسبب الحوادث، مثل: حوادث السيارات، أو الحوادث الصناعية.
  • الأفراد الذين يعانون من أمراض المفاصل، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis)، حيث تساعد الأطراف الاصطناعية على التخفيف من آلام الأقدام وتتيح المشي والحركة بشكل أفضل.

اقرأ المزيد: مفصل الركبة الاصطناعي الإسلامي

العوامل التي تحدد اختيار الطرف الاصطناعي

يعتمد اختيار الطرف الاصطناعي الذي يلبي احتياجات الشخص المتضرر على عوامل عدة، حيث تتضمن الآتي: [4]

  • موقع ومستوى البتر: يتعين أخذ موقع البتر ومستوى الجزء المفقود في عين الاعتبار أثناء اختيار الطرف الاصطناعي.
  • حالة الطرف المتبقي: إذ تؤثر حالة الطرف المتبقي على قدرة الطرف الاصطناعي على التكامل والأداء بشكل فعال.
  • مستوى النشاط البدني: يتأثر أداء الأطراف الاصطناعية خاصةً الساق أو القدم الاصطناعية عند القيام بنشاطات مختلفة.
  • أهداف واحتياجات الشخص: يجب اختيار الطرف الاصطناعي بناءً على أهداف واحتياجات الشخص، مما يساعد في تلبية متطلباته بشكل أفضل.

خطوات إعداد الطرف الاصطناعي وتركيبه

يتم تصميم الأطراف الاصطناعية وتركيبها بواسطة أخصائي يُسمى مختص البدائل الاصطناعية. واعتمادًا على راحة الشخص، ومدى تحسن الجرح بعد البتر، وعندما يقل التورم يمكن أن يعمل الأخصائي على تركيب الطرف الصناعي في المستشفى، وبعدها يمكن للفرد استخدامه، وهذا في الغالب يتطلب مرور بضعة أسابيع بعد الجراحة. وتشمل هذه العملية على الآتي: [4]

  • قياس وفحص العضو المتضرر والطرف المتبقي منه بدقة.
  • تركيب غطاء من السيليكون.
  • إعداد قالب من الجص.
  • صناعة القاعدة التي تتلاءم بشكل مناسب مع الجسم.
  • تشكيل الأجزاء البلاستيكية وإنشاء الأجزاء المعدنية للطرف الاصطناعي.
  • إقامة وتركيب الطرف الاصطناعي بشكل صحيح.

اقرأ أيضًا: تركيب الاسنان بين الماضي والحاضر

نصائح للعناية بالأطراف الاصطناعية

يجب العناية والاهتمام بالطرف الصناعي للاستفادة القصوى منها عن طريق اتباع الخطوات التالية يوميًا: [2][4]

  • إزالة الأطراف الاصطناعية قبل النوم، وفحصها وصيانتها دوريًا للتحقق من عدم وجود أية أضرار.
  • تنظيف جزء الجسم الذي يركب عليه العضو الصناعي، ووضع كمية صغيرة من المرطب عليه لتقليل تهيج الجلد، والتأكد من عدم وجود بثور أو تقرحات.
  • ارتداء أحذية مناسبة لحجم القدم وعدم تغيير ارتفاع الكعب خاصةً لمستخدمي الأطراف السفلية.
  • ممارسة التمارين الموصى بها من قبل الفيزيائي العلاجي، مثل: تمارين المرونة والاستطالة.
  • الالتزام بالفحوصات الدورية لضمان فعالية الأطراف الاصطناعية.
  • الحفاظ على وزن الجسم ثابتًا للمحافظة على ملاءمة الأطراف الاصطناعية.

اقرا ايضاً :

تقرحات الفراش

نصيحة الطبي

تُعد الأطراف الاصطناعية وسيلة مهمة لتعويض الأجزاء المفقودة أو المبتورة لأسباب عدة، حيث ساعدت على استعادة القدرة على ممارسة أنشطة الحياة اليومية، وتعزيز الاستقلالية، ودعم الصحة بشكل عام.

ينصح الطبي الأشخاص المستخدمين للأطراف الصناعية بالحفاظ على ثبات ووزن الجسم عن طريق ممارسة تمارين المرونة والإطالة، بالإضافة إلى تنظيف وصيانة الأطراف الاصطناعية بشكل دوري، وتنظيم فحوصات دورية لضمان فعالية الأطراف الاصطناعية.