تتعدد أسباب انفصام الشخصية بين عوامل جينية وأخرى بيولوجية تتعلق ببنية ووظيفة المخ وأسباب اجتماعية وبيئية، علاوة على وجود محفزات تلعب دورًا في تطور المرض وظهور أعراضه. [1] 

يعرف انفصام الشخصية أو الفصام بأنه اضطراب نفسي معقد يعاني فيه المريض من أوهام وهلاوس وتغيرات في طريقة التفكير، والتحدث، والتصرف، غالبًا ما تظهر أعراضه في مرحلة المراهقة أو بداية الشباب. [2][3]

تعرف في هذا المقال على ما هي أسباب انفصام الشخصية وعوامل خطر الإصابة به، وكذلك طرق تشخيص مرض الفصام.

يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.

أسباب انفصام الشخصية

لم يعرف حتى الآن سبب الفصام بالتحديد، ولكن هناك مجموعة من الأسباب والعوامل التي يرجح أنها تلعب دورًا في حدوث الفصام. [4]

نذكر فيما يلي أبرز أسباب مرض انفصام الشخصية وعوامل خطر الإصابة به:

العوامل الوراثية

تعد الجينات من أبرز أسباب مرض الانفصام في الشخصية، حيث تزداد احتمالية إصابة الشخص به إذا كان لديه قريب من الدرجة الأولى يعاني من الفصام، كذلك يرتفع خطر حدوث المرض في التوائم المتماثلة عند إصابة أحدهما به. [5]

تجدر الإشارة إلى أن مجموعة من الجينات هي المسؤولة عن زيادة خطر الإصابة بانفصام الشخصية وليس جينًا واحدًا، بالإضافة إلى ذلك لا تعد الجينات بمفردها سببًا له، بل هناك عوامل أخرى لها دور في ذلك. [5]

اختلال توازن النواقل العصبية في المخ

يعد حدوث اختلال في النواقل العصبية المسؤولة عن توصيل الإشارات بين خلايا المخ أحد أسباب انفصام الشخصية، ومن هذه النواقل الدوبامين الذي يزداد تأثيره في بعض مناطق الدماغ فتظهر الأوهام والهلاوس، كذلك يرجح أن الغلوتامات تلعب دورًا في حدوث مرض انفصام الشخصية وهو ناقل عصبي يرتبط بالذكريات والقدرة على التعلم. [6][7]

تغيرات في بنية المخ

يعتقد أن من أسباب انفصام الشخصية عند الأطفال والكبار حدوث تغيرات في بنية المخ، حيث لوحظ وجود بعض الاختلافات في بنية ووظيفة المخ لدى الأشخاص المصابين بانفصام الشخصية مقارنة بغير المصابين به. [7]

وقد أظهرت مراجعة نشرت في المجلة الأسترالية والنيوزيلندية للطب النفسي عام 2017 وجود نقص في المادة الرمادية لدى مصابي انفصام الشخصية، وهو جزء المخ الذي يحتوي على الخلايا العصبية. [8]

اقرأ أيضًا: أعراض الفصام المبكرة في المراحل العمرية المختلفة

مضاعفات الحمل والولادة

يمكن أن يكون من أسباب الانفصام في الشخصية عوامل مرتبطة بالحمل أو الولادة، فقد تزيد مضاعفات الحمل والولادة من احتمالية إصابة الطفل في المستقبل بالفصام، وتشمل هذه المضاعفات ما يلي: [6]

  • نقص الأكسجين أثناء الولادة.
  • الولادة المبكرة.
  • نقص الوزن عند الولادة.
  • الإصابة بعدوى أثناء الحمل.
  • معاناة الأم من السمنة أثناء الحمل.
  • معاناة الأم من حالات طبية، مثل مرض السكري.
  • المشكلات الصحية المرتبطة بالحمل، مثل تسمم الحمل.

جدير بالذكر أن الأمهات اللاتي يعانين من مرض الفصام يكنَّ أكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات أثناء الحمل. [6]

العوامل البيئية

تتعدد الأسباب والعوامل البيئية التي قد يكون لها دور في تطور مرض انفصام الشخصية بجانب العوامل الجينية، ومنها: [4][5]

  • العدوى الفيروسية: قد تكون العدوى الفيروسية من أسباب انفصام الشخصية، نظراً لأنها يمكن أن تؤدي إلى تدمير مناطق معينة من المخ، أو التأثير على بعض العمليات الحيوية والنواقل العصبية.
  • التعرض للسموم: يعتقد أن من أسباب الفصام التعرض للسموم بشكل عام لا سيما أثناء الحمل، ومن أمثلة هذه السموم الكحول والرصاص.

قد يكون من مصادر التسمم بالرصاص الغازولين، أو دهانات الحوائط، أو مواسير مياه الشرب، أو ألعاب الأطفال.

اقرأ أيضًا: أعراض الفصام وعلاماته

عوامل اجتماعية

يوجد أيضًا بعض العوامل الاجتماعية التي تزيد من احتمالية الإصابة بانفصام الشخصية فيمن لديهم استعداد وراثي للإصابة بالمرض، منها: [4][5]

  • الأماكن المكتظة بالسكان: قد يزيد من خطر الإصابة بمرض انفصام الشخصية العيش في المناطق المكتظة بالسكان مثل المدن، فقد أشارت دراسة نشرت في مجلة جاما للطب النفسي عام 2018 إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في المدن أكثر عرضة لتطور المرض مقارنة بمن يعيشون في الريف والقرى.
  • ضعف التغذية فترة الحمل: يرجح أيضًا أن من أسباب انفصام الشخصية معاناة الأم من سوء تغذية في الشهور الأولى من الحمل كالعيش في المجاعات؛ مما يعرض الطفل لخطر الإصابة بالفصام.

محفزات مرض انفصام الشخصية

يوجد بعض المحفزات التي قد تثير ظهور أعراض الفصام لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة  بالمرض، ومن أمثلة هذه المحفزات ما يلي: 

الضغط النفسي

يعد التعرض للضغوط النفسية والصدمات العاطفية التي قد يمر بها الإنسان في حياته أحد محفزات الفصام، مثل: [9]

  • التعرض لاعتداء جسدي أو جنسي.
  • وفاة شخص عزيز.
  • فقدان الوظيفة.
  • الطلاق.

قد تكون هذه الأزمات أو الضغوط محفزة لظهور أعراض الفصام فيمن لديهم استعداد لذلك، ولكنها ليست من أسباب انفصام الشخصية بحد ذاتها. [9]

تعاطي المخدرات

قد يؤدي تعاطي المخدرات مثل الحشيش، والكوكايين، والأمفيتامين إلى حدوث تغيرات في المخ تزيد من خطر الإصابة بالفصام، كما يمكن أن تحفز ظهور أعراض الفصام عند الأشخاص المعرضين للإصابة به. [3][6]

اقرا ايضاً :

فورتايؤكسيتين: أحدث دواء مضاد للاكتئاب

كيفية تشخيص انفصام الشخصية

لا يوجد اختبار معملي يمكنه الكشف عن الإصابة بانفصام الشخصية؛ لذا يعتمد التشخيص على أخذ التاريخ الطبي ومعرفة الأعراض التي يعاني منها المريض، ومن ثم إجراء بعض الفحوصات لاستبعاد الحالات الطبية المشابهة. [3]

ينبغي لتشخيص الفصام ظهور عرضين أو أكثر من أعراض الفصام مدة شهر على الأقل على أن تتداخل مع القدرة على القيام بالمهام اليومية، ومن هذه الأعراض: [3]

  • الأوهام.
  • الهلاوس.
  • كلام غير منظم.
  • سلوك غير منظم أو جمود.
  • الأعراض السلبية، مثل انعدام الدافع وعدم التعبير عن المشاعر.

اقرأ أيضًا: ما هي طرق علاج الفصام؟

نصيحة الطبي

تتعدد أسباب انفصام الشخصية وعوامل الخطر التي تؤدي إلى الإصابة به، حيث يعتقد أنه ينجم عن تفاعل مجموعة من العوامل الوراثية، أو البيولوجية، أو البيئية، وينبغي مراجعة الطبيب عند الشك في إصابتك أو إصابة أحد أفراد أسرتك بالفصام لتلقي التشخيص والعلاج المناسب.

عمري 24 سنة عايشة بالسويد، وهاجرت مرتين بحياتي بحكم أني سورية، لاحظت مؤخراً أني أعاني من كثرة النسيان وبطئ فهم علماً أني غير متزوجة، ولكن هذا الموضوع أتكرر كذا مرة من أول ما هاجرت من سوريا، لدرجة ممكن تخبرني صديقتي حدث هام صار معها البارحة، وأنساه تماماً اليوم، هل هي بدايات زهايمر؟ علما أني شخص قلق