ترغب بعض النساء في تأخير الدورة الشهرية لبضعة أيام أو أسابيع تجنبًا لحدوث النزيف في أوقات غير مناسبة لها، مثل: الذهاب في عطلة، أو عند الزواج، أو لأداء مناسك العمرة أو الحج، وهذا ما يدفعها لتناول أحد أنواع حبوب منع الدورة المتواجدة في الصيدليات. [1]

فما هي هذه الحبوب؟ وهل من الآمن استخدام حبوب منع الدورة الشهرية للحج أو الزواج؟ وما هي أضرار استخدام هذه الحبوب؟ وهل يمكن تناولها قبل موعدالدورة الشهرية بيوم؟ كل ذلك نجيب عنه في المقال الآتي:

أنواع حبوب منع الدورة الشهرية

هناك نوعين رئيسيين لحبوب منع الدورة الشهرية، وهما كما ياتي:  

حبوب النورايثستيرون

تعد الحبوب المحتوية على المادة العلمية النوريثستيرون (بالإنجليزية: Norethisterone) والتي تعرف أيضا باسم نوريثيندرون (بالإنجليزية: Norethindrone) من أشهر أنواع حبوب منع الدورة الشهرية، ومن أمثلتها حبوب بريمولوت نور (بالإنجليزية: Primolut Nor). [3]

يُعد دواء النورايثستيرون أحد الأشكال الصناعية لهرمون البروجسترون، وهو أحد الهرمونات المهمة لتنظيم الدورة الشهرية. إن انخفاض مستويات هذا الهرمون يؤدي إلى انفصال بطانة الرحم وحدوث نزيف الدورة الشهرية، في المقابل إن تناول دواء النوريثيستيرون يحافظ على بقاء مستويات هرمون البروجسترون مرتفعة، وهذا بدوره يمنع انفصال بطانة الرحم وبالتالي منع حدوث الدورة الشهرية. [3][5]

تتضمن طريقة استخدام حبوب منع الدورة الشهرية البدء بتناول حبوب النورايثستيرون قبل موعد الدورة بثلاثة إلى أربعة أيام، والاستمرار على تناول 3 حبوب يوميًا لضمان تأجيل الدورة. ويمكن الاستمرار على تناولها لفترة زمينة تصل إلى 20 يومًا، وعند التوقف تناول هذه الحبوب من المتوقع أن تبدأ الدورة بعد بيومين أو ثلاثة أيام. [3][5]

من المهم استشارة الطبيب قبل استخدام حبوب منع الدورة المحتوية على المادة الفعالة النورايثستيرون كبريمولوت نور، كما تتضمن الاحتياطات الأخرى المرتبطة باستخدامها ما يأتي: [3][5]

  • تجنب استخدامها من قبل النساء اللواتي يعانين من سرطان الثدي أو أورام الكبد، أو وجود تاريخ للإصابة باليرقان خلال الحمل أو أمراض الأوعية الدموية الحادة.
  • الحرص على أخذ هذه الحبوب لتأخير الدورة من حين لآخر ولا ينصح باستخدامها لتأخير الدورة الشهرية بانتظام.
  • تجنب استخدامها أثناء الرضاعة؛ إذ لا تُعد هذه الحبوب خيارًا آمنًا للنساء المرضعات.
  • اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند عدم وجود نية أو رغبة بالحمل؛ وذلك لأن حبوب النورايثستيرون لا تمنع الحمل.
  • يجب الأخذ بعين الاعتبار أن فعالية حبوب منع الدورة تختلف من امرأة لأخرى.

اقرأ أيضًا: ما هي حبوب إيقاف الدورة الشهرية أثناء الحج؟

حبوب منع الحمل المركبة

صممت حبوب منع الحمل المركبة التي تحتوي على هرمون الاستروجين وهرمون البروجسترون لتحاكي الأطوار الهرمونية الطبيعية لدى المرأة، حيث تحتوي علبة حبوب منع الحمل الواحدة عادةً على 28 حبة، 21 حبة منها تكون فعالة لاحتوائها على الهرمونات، بينما الـ 7 حبوب المتبقية تعد وهمية وهي خالية من الهرمونات. وعادة ما يحدث النزيف لدى المرأة عند تناول الحبوب غير الفعالة، ويمثل استجابة الجسم للنقص الحاصل في مستويات الهرمونات. [2][6]

ومن الممكن أن يتم تناول حبوب منع الحمل لتأجيل أو منع الدورة الشهرية، وذلك من خلال ترك المرأة للحبوب غير الفعالة والبدء بتناول الحبوب الفعالة في علبة جديدة. [1][6]

هناك أنواع محتلفة من حبوب منع الحمل المركبة، وهي كالآتي: [3]

  • مانع الحمل الذي يحتوي فقط على 21 حبة فعالة بتركيز ثابت، حيث تقوم المرأة بتناولها يوميًا لحين انتهائها ومن ثم تتوقف عن تناولها لمدة 7 أيام وبعد ذلك تعود مجددًا لاستخدام علبة جديدة. ولاستخدام هذه الحبوب لمنع الدورة يمكن البدء باستخدام علبة جديدة فور انتهاء الـ 21 حبة دون أخذ أي استراحة.
  • مانع الحمل الذي يحتوي فقط على 21 حبة فعالة بتركيب هرموني مختلف في كل حبة، وهنا لا بد من استشارة الطبيب أو الصيدلاني حول كيفية استخدامها كحبوب لتأجيل الدورة الشهرية.

يجب التنويه إلى أن استخدام حبوب منع الحمل يرتبط بنزول بضع قطرات من الدم أو النزيف المتقطع، وهو أمر يختلف تمامًا عن نزيف الدورة الشهرية. [3][6].

ولا بد من الإشارة إلى أن حبوب منع الحمل التي تحتوي على البروجسترون فقط من غير الملائم استخدامها كحبوب لمنع الدورة الشهرية. [1]

بشكل عام من الآمن استخدام هذا النوع من حبوب منع الدورة لدى معظم النساء والفتيات، باستثناء اللاتي  يعانين من الحالات الآتية: [7]

  • الصداع النصفي المصحوب بهالة.
  • الأمراض المزمنة، مثل: ارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع نسبة الكوليسترول، أو مرض السكري.
  • الأزمة القلبية أو السكتة الدماغية.
  • أمراض الكلى أو أمراض الكبد.
  • سرطان الثدي أو سرطان الأعضاء التناسلية.
  • أنواع معينة من مرض الذئبة.

اقرأ أيضًا: فوائد حبوب منع الحمل واستخداماتها

أسباب تناول حبوب منع الدورة

تتعدد الأسباب المحتملة لاستخدام حبوب منع الدورة الشهرية للبنات والسيدات، والتي يمكن أن تكون إما أسباب صحية أو أسباب شخصية، وفيما يأتي نذكر بعضًا من هذه الأسباب: [1][2][4]

  • الراحة المؤقتة من الأعراض المزعجة المرتبطة بنزيف الدورة الشهرية، بما في ذلك التشنجات، وانتفاخ البطن، وتقلبات المزاج، ونزيف الحيض الشديد والذي يصاحبه آلام قوية.
  • الإصابة بفقر الدم، وانتباذ بطانة الرحم، وسرطان المبيض، وسرطان الرحم، وتكيسات المبيض؛ إذ من الممكن أن يساعد تناول حبوب منع الدورة في علاج هذه المشكلات الصحية والسيطرة عليها أو تقليل خطر الإصابة بها.
  • وجود مناسبة خاصة لدى المرأة أو الفتاة، بما في ذلك:
    • الزواج: يمكن إعطاء حبوب تأخير الدورة أحيانًا للمرأة المقبلة على الزواج، وهذا عندما يكون موعد الدورة الشهرية غير ملائم، كأن يتعارض موعدها مع موعد الزواج أو شهر العسل.
    • الحج أو العمرة: عندما تكون المرأة مقبلة على فترات يتم فيها إحياء عدد من الشعائر الدينية التي تتطلب الطهارة تلجأ لاستخدام حبوب منع الدورة الشهرية، وتتوقف عنها بعد العودة من رحلتها.
    • شهر رمضان: من الممكن أن تبدأ السيدة بتناول حبوب لمنع الدورة في رمضان لتستطيع صيام الشهر كاملًا مع أسرتها.
    • الذهاب في عطلة.
  • يمكن أن يكون استخدام حبوب منع الدورة مناسبًا للفئات الآتية من النساء والفتيات: 
    • الرياضيات.
    • العسكريات.
    • الأنثى التي تعاني من إعاقات عقلية أو جسدية تجعلها غير قادرة على الاهتمام بنفسها ونظافتها الشخصية أثناء فترة الحيض.

للمزيد: تأخير الدورة في رمضان

هل من الآمن تأخير الدورة الشهرية؟

تبين أن تأخير أو منع الدورة الشهرية لفترات قصيرة يرتبط بمخاطر قليلة جدًا أو حتى ضئيلة، وعلى العكس من ذلك إذ تبين أن استخدامها لفترات قصيرة ينعكس بفوائد قصيرة أو طويلة الأمد على الجسم، أما عن المخاطر فتبين أنها ترتبط بالاستخدام الخاطئ لحبوب منع الدورة الشهرية، لذا ينصح دائمًا باستشارة الطبيب حول طريقة الاستخدام الصحيحة. [3][4]

أضرار حبوب منع الدورة الشهرية

من الآمن تناول حبوب منع الدورة خصوصًا إن تم ذلك تحت إشراف الطبيب، لكن يمكن أن يتسبب استخدامها بعض الآثار الجانبية، أهمها: [1][2][3]

  • حدوث تنقيط أو نزيف متقطع لدى المرأة، ولكن لا داعي للقلق كثيرًا من هذا الأمر، فهو يعد أمرًا طبيعيًا للغاية وغالبًا ما سيقل هذا النزيف ويتلاشى. 
  • تشمل الآثار الجانبية الأخرى لحبوب منع الدورة ما يأتي: 
    • الصداع.
    • الغثيان.
    • ألم وتورم الثديين.
    • اضطرابات المزاج.
    • تغيرات في الرغبة الجنسية.
    • القيء.
    • الإسهال.
  • يمكن أن يتسبب استخدام حبوب منع الحمل لتأجيل الدورة في بعض الأحيان بعض الآثار الجانبية الخطيرة والتي تستدعي الذهاب إلى الطبيب فورًا، منها:
    • ألم الصدر.
    • ألم البطن.
    • اصفرار الجلد أو العينين.
    • صعوبة في التنفس.
    • صداع مفاجئ وشديد.
    • الصداع مع وجود هالة (بالإنجليزية: Aura).

نصائح عند تناول حبوب منع الدورة 

تتضمن النصائح التي ينصح بها للتقليل من الآثار الجانبية لحبوب منع الدورة ولضمان فعاليتها الآتي: [2][3]

  • احرصِ على اتباع الآتي في حال حدوث النزيف:
  • الالتزام بموعد تناول الحبوب، إذ إن نسيان تناول الحبوب يمكن أن يؤدي إلى حدوث النزيف بين فترة وأخرى.
  • الالتزام بتناول حبوب منع الحمل بناء على الطريقة الموصوفة من قِبل الطبيب.
  • تجنب التدخين فتناول السجائر يزيد من فرص حدوث النزيف.
  • ينصح بتسجيل أوقات ومواعيد حدوث النزيف أثناء تناول حبوب منع الحمل، للتأكد من أن النزيف أصبح يحدث بنسبة أقل وعلى فترات أكثر تباعدًا. ومن الجدير ذكره أن حبوب النورايثستيرون تتسبب بحدوث نزيف متقطع بنسبة أقل مقارنة بحبوب منع الحمل. 

ما هي أفضل وسائل منع الحمل الطبيعية؟ فأنا مقبلة على الزواج ولا أريد استخدام الطرق الدوائية في منع الحمل لأننا نفكر في منع الحمل لمدة قصيرة فقط

حبوب منع الدورة والحمل

من الأمور المهمة التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند اختيار أفضل نوع حبوب لمنع الدورة والحمل، فكما ذكرنا سابقًا تُعد حبوب النورايثستيرون غير ملائمة للنساء اللواتي يرغبن بمنع الحمل، ولا بد من استخدام وسيلة أخرى لمنع الحمل إلى جانب تناول حبوب النورايثستيرون. كما يجب تجنب تناول هذه الحبوب لمنع الدورة في حالة الرغبة أو التخطيط للحمل أو في حال الشك بوجود الحمل لدى المرأة. [3][5]

أما بالنسبة لحبوب منع الحمل المركبة فإن استخدامها يمكن أن يساعد على منع الدورة ومنع الحمل في آنٍ واحد، إلا أن الاستمرار بتناولها لتأجيل ومنع الدورة الشهرية يؤدي إلى صعوبة تشخيص الحمل في حال حدوثه، ولهذا ينصح باستشارة الطبيب أو إجراء فحص الحمل المنزلي إذا عانت المرأة من نوبات من الغثيان الصباحي أو ألم في منطقة الثدي. [1][2]

للمزيد: تعرفي على 7 طرق لتأجيل الدورة الشهرية

نهاية تتوفر أنواع مختلفة من حبوب تأخير الدورة الشهرية والتي من الآمن استخدامها في معظم الحالات، لكن ينصح دائمًا باستشارة الطبيب أو الصيدلاني قبل استخدام هذه الحبوب تجنبًا لأي مخاطر محتملة.

اقرا ايضاً :

ما هو أفضل مسكن لألم الدورة؟