التهاب الجيوب الأنفية | Sinusitis

التهاب الجيوب الأنفية

ما هو التهاب الجيوب الأنفية

يحدث التهاب الجيوب الأنفية (بالإنجليزية: Sinusitis) نتيجة التهاب الغشاء المخاطي الرقيق المبطن للحجيرات الأربعة المملوءة بالهواء التي توجد داخل عظام الوجه، والتي تسمى بالجيوب الأنفية. [1]

وبما أن الالتهاب يصل إلى بطانة الأنف، فقد يسمى التهاب الجيوب الأنفية في بعض الأحيان بالتهاب الأنف والجيوب الأنفية (بالإنجليزية: Rhinosinusitis). ويمكن أن يسمى التهاب الجيوب أيضاً في بعض الحالات بحساسية الجيوب الأنفية، وذلك لأنه يحدث نتيجة تعرض الفرد لأحد مسببات الحساسية. [1،2]

يعد التهاب الجيوب الأنفية من الأمراض الشائعة والتي تصيب الانسان في مختلف الأعمار، إلا أن أكثر من يصابون به ينعمون بالشفاء بعد تقديم علاج التهاب الجيوب الأنفية المناسب، ولكن القليل منهم تظهر لديهم مضاعفات خطيرة. [1،2]

ومع ذلك فإن فهم هذه العلة سوف يمكن المرء من تقليل فرص ظهور المرض لديه، حتى وإن تعرض لهجمة التهاب الجيوب الأنفية، فإنه سيكون على علم بالكيفية التي يعجل فيها بالشفاء، ويقلل من أخطار المضاعفات.

أنواع التهاب الجيوب الأنفية

يمكن تقسيم التهاب الجيوب الأنفية وفقاً لمدة الالتهاب أو وفقاً لسبب الإصابة به. وتشمل أنواع التهاب الجيوب الأنفية ما يلي:

التهاب الجيوب الأنفية الحاد

عادة ما تظهر أعراض التهاب الجيوب الأنفية الحاد بشكل مفاجئ نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية في الجهاز التنفسي أو الحساسية الموسمية. وعادة ما تستمر أعراضه لمدة تتراوح بين 7 - 10 أيام، ويتم الشفاء منها بعد تقديم دواء مناسب من الأدوية المستخدمة لعلاج التهاب الجيوب الأنفية. [1،3]

 لكن، وفي بعض الأحيان يمكن أن يستمر التهاب الجيوب الأنفية الحاد لمدة 2 - 4 أسابيع. [1،4]

التهاب الجيوب الأنفية شبه الحاد

يحدث التهاب الجيوب الأنفية شبه الحاد نتيجة للعدوى البكتيرية أو الحساسية وخاصة في حال عدم تقديم العلاج الكامل لالتهاب الجيوب الأنفية الحاد. وتستمر عادة أعراض التهاب الجيوب الأنفية شبه الحاد لفترة تتراوح بين 1-3 أشهر. [3-5]

التهاب الجيوب الأنفية المزمن

يعرف التهاب الجيوب الأنفية المزمن التهاب الجيوب الأنفية الذي يستمر لمدة تتجاوز الثلاثة أشهر، كما يمكن اعتبار التهاب الجيوب الأنفية مزمناً في حال تكرر ظهور أعراض الجيوب الأنفية ثلاث مرات أو أكثر في السنة. [1،3،4]

والسبب الأكثر شيوعاً لحدوث التهاب الجيوب الأنفية المزمن هو العدوى البكتيرية، إلى أنه يمكن أن يكون ناجماً عن الحساسية المزمنة والربو، أو وجود تشوهات في الأنف، أو السلائل الأنفية. [1-3]

التهاب الجيوب الأنفية المتكرر

يحدث التهاب الجيوب الأنفية المتكرر نتيجة التعرض ل 4 هجمات من التهاب الجيوب الأنفية الحاد سنوياً واستمرار كل واحدة منها 7 أيام أو أكثر. [3،4]

التهاب الجيوب الأنفية الفيروسي

يسبب التهاب الجيوب الأنفية الفيروسي أعراض شبيهة بالبرد، مثل سيلان الأنف، والعطس، واحتقان الأنف، والسعال. وعادةً ما يزول هذا النوع من التهاب الجيوب من تلقاء نفسه خلال 10 أيام. [2،5]

التهاب الجيوب الأنفية البكتيري

يتميز بتسببه بخروج إفرازات أنفية سميكة لونها أخضر أو أصفر، بالإضافة إلى ألم وضغط في منطقة الوجه. يحتاج التهاب الجيوب الأنفية البكتيري إلى العلاج بالمضادات الحيوية. [2،5]

ومن أنواع البكتيريا التي يمكن أن تكون سبب التهاب الجيوب الأنفية البكتيري: [5]

  • الجرثومة العقدية الرئوية (بالإنجليزية: Pneumococcus).
  • بكتيريا المكورات العقدية، مثل العقدية المقيحة (بالإنجليزية: Streptococcus).
  • المستدمية النزلية (بالإنجليزية: Hemophilus).
  • الموراكسيلية النزلية (بالإنجليزية: Moraxella).

التهاب الجيوب الأنفية التحسسي

يعرف التهاب الجيوب الأنفية التحسسي أيضاً بحساسية الجيوب الأنفية، ويمكن أن تحدث أعراضه إما بشكل مفاجئ خلال موسم محدد من العام أو قد تستمر أعراضه بشكل مزمن طوال العام، بناء على أي من مسببات الحساسية أو المهيجات تسببت بحدوثه. [2،5]

ويتميز بتسببه بالعطس، وحكة في الأنف أو الحلق أو العين، وإحتقان الأنف. [2]

يعتقد أن التهاب الجيوب الانفية غالباً ما يحدث نتيجة لحدوث عدوى بكتيرية. ولكن، ما هو صحيح أن هذه البكتيريا لا تسبب عادة أي مشاكل، إلا في حال تم حبسها في الأنف وتكاثرت في منطقة الجيوب الأنفية. [4،5]

ولذلك فإن انسداد قنوات التفريغ الرفيعة للجيوب الأنفية هو سبب التهاب الجيوب الأنفية الرئيسي، وإعادة فتح ممرات التفريغ هو مفتاح العلاج. [4،5]

أيضاً يجب التنويه إلى أن معظم حالات التهاب الجيوب يكون سببها هو العدوى الفيروسية وليس البكتيرية. [1]

عوامل تزيد خطر الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية

يمكن أن يصاب أي شخص بالتهاب الجيوب الأنفية، ولكن يمكن لبعض العوامل أن تزيد من خطر الإصابة وظهور أعراض الجيوب الأنفية. وتشمل هذه العوامل ما يلي:

  • انحراف الحاجز الأنفي، أو ما يعرف أيضاً بانحراف الوتيرة.
  • السلائل الأنفية أو نمو الأورام داخل الأنف.
  • نمو زائدة عظمية داخل الأنف.
  • الإصابة مسبقاً بحساسية تجاه حبوب اللقاح، أو الغبار، وغيرها من مسببات الحساسية.
  • التعرض للعفن.
  • ضعف الجهاز المناعي،  نتيجة الإصابة بالأمراض مثل الإيدز أو نتيجة العلاج بالأدوية المثبطة للمناعة.
  • التعرض لعدوى الجهاز التنفسي العلوي، خاصة نزلات البرد الفيروسية.
  • الإصابة بالتهاب الأسنان.
  • استخدام مضادات الهيستامين.
  • جفاف الهواء.
  • التدخين أو استنشاق المواد المخدرة مثل الكوكايين.
  • التليف الكيسي.
  • السفر بالطائرة الذي قد يعرض الشخص لتركيز عال من الجراثيم. [1،3،5]

ويجب تحديد سبب التهاب الجيوب الأنفية، من أجل اختيار علاج التهاب الجيوب الأنفية المناسب.

أما حول عوامل خطر وأسباب التهاب الجيون الأنفية عند الأطفال، فتتضمن:

  • استخدام اللهايات.
  • شرب الزجاجة أثناء الاستلقاء على الظهر.
  • وجود شخص مدخن حول الطفل.
  • الإصابة بالأمراض نتيجة الاختلاط مع الأطفال الآخرين في الحضانة أو المدرسة.
  • الإصابة بالحساسية. [4]

تتشابه أعراض التهاب الجيوب الأنفية عند الكبار حيث تؤكد الأبحاث أن الضغط المؤلم والشعور بالألم هو العرض الرئيسي، والذي غالباً ما يسميه المرضى بإسم صداع الجيوب. [2]

يعتمد الألم على موضع الجيوب الملتهبة، إذ يمكن أن يكون الألم في الجبهة، أو حول الأنف، أو حول العينين، أو تحت العينين، أو في الأذن، أو في الأسنان، ويزداد ألم الجيوب الأنفية عادة عند الانحناء إلى الأمام. [2،5]

ويمكن أن تشمل أعراض الجيوب الأنفية الأخرى ما يلي:

  • احتقان الأنف.
  • سيلان الأنف.
  • ألم الحلق.
  • السعال.
  • خروج إفرازات ومخاط سميك ذو لون داكن من الأنف وعندما تنزل قطرات المخاط من خلف الأنف إلى البلعوم، فسوف يشعر المصاب بطعم كريه في الحلق.
  • رائحة كريهة في الفم.
  • فقدان حاسة الشم أو التذوق مؤقتاً.
  • الحمى.
  • التعب والأوجاع. [1-4]

للمزيد: أعراض التهاب الجيوب الأنفية

يجب القيام بتشخيص التهاب الجيوب الأنفية وتحديد سبب حدوثه قبل تحديد علاج الجيوب الأنفية. ويمكن للطبيب في أغلب الحالات تشخيص التهاب الجيوب الأنفية بالسؤال عن الأعراض الجيوب الأنفية، وإن كان الضغط على الجيوب يسبب الألم، فيكون الشخص مصاباً على الأغلب بالتهابها. [1،3]

ويمكن أن تشمل الفحوصات الأخرى اللازمة لتشخيص الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية ما يلي:

  • التصوير الطبقي المقطعي، حيث يؤدي دوره المساعد في التشخيص إن كان التهاب الجيوب الأنفية شديداً بشكل غير استثنائي، وإن بدأ الطبيب يشك بوجود مضاعفات له.
  • تنظير الأنف.
  • فحوصات الدم للبحث عن وجود أنواع أخرى من العدوى مثل عدوى الإيدز.
  • أخذ خزعة من الأنف وزراعتها لمعرفة سبب التهاب الجيوب الأنفية.
  • فحص الحساسية. [1،3،5]

يعتمد علاج التهاب الجيوب الأنفية على سببه الرئيسي، وغالباً ما يكون هدف علاج التهاب الجيوب الأنفية هو التخلص من مسبب الالتهاب، وتقليل الالتهاب المسبب لانسداد الممرات الأنفية. وتشمل طرق علاج التهاب الجيوب الأنفية ما يلي:

  • استخدام كمادات الماء الدافئة.
  • وضع أجهرة ترطيب الهواء في غرف النوم.
  • شرب كميات كبيرة من السوائل مثل العصير والماء.
  • استنشاق بخار الماء.
  • النوم والرأس مرتفع.
  • استخدام بخاخات المحلول الملحي الأنفي (بالإنجليزية: Nasal Saline)، لشطف المجاري الأنفية لتخفيف أعراض وعلاج الجيوب الأنفية.
  • استخدام بخاخات مزيلات الاحتقان الأنفية للتخفيف من الاحتقان مثل زايلوميتازولين (بالإنجليزية: Xylometazoline) والأوكسي ميتازولين (بالإنجليزية: Oxymetazoline).
  • استخدام مسكنات الألم وخافضات الحرارة، مثل الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen) والإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen).
  • تناول الكورتيكوستيرويدات التي تأتي على شكل بخاخات أنف أو عن طريق الفم.
  • تناول المضادات الحيوية، مثل الأموكسيسيلين (بالإنجليزية: Amoxicillin) أو الأموكسيسيلين – حمض كلافولانيك (بالإنجليزية: Amoxicillin-Clavulanate)، وفي حال الإصابة بحساسية البنسلين، أو في حال عدم استجابة المريض للأموكسيسيلين، أو كان المرض شديداً في بدايته، فيتم استخدام المضادات الحيوية التالية:
    • السيفاكلور (بالإنجليزية: Cefaclor).
    • الكلاريثروميسين (بالإنجليزية: Clarithromycin).
    • الأزيثروميسين (بالإنجليزية: Azithromycin).
    • السيبروفلوكساسين (بالإنجليزية: Ciprofloxacin). [1،3،5،6]

يجب استخدام المضادات الحيوية حسب توجيهات الطبيب، وإكمال كورس العلاج بالمضادات الحيوية، لتجنب تحول البكتيريا المسببة للعدوى في الجيوب الأنفية إلى بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، مما يمكن أن يسبب العدوى العنيدة التي يصعب علاجها. [5،6]

للمزيد: طرق علاج التهاب الجيوب الأنفية

يمكن أن يلجأ الأطباء للجراحة لتفريغ الجيوب الأنفية، أو لعلاج انحراف الحاجز الأنفي، أو إزالة السلائل الأنفية التي تسبب التهاب الجيوب الأنفية، كما يمكن أن يلجأ الأطباء للجراحة لعلاج الجيوب الأنفية في بعض حالات التهاب الجيوب الأنفية المزمن الذي لا يتعافى بالعلاج بالأدوية. [1،3،6]

للمزيد: علاج الجيوب الانفية بالاعشاب

من حسن الحظ أن التهاب الجيوب الأنفية الحاد يستجيب لعلاجات أبسط بكثير، ولحماية الجيوب الأنفية، يجب المحافظة على تروية الجسم بالماء، وتجنب دخان التبغ والأدخنة المؤذية. [1،3]

يمكن الوقاية من الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية في الكثير من الأحيان، من خلال اتباع الخطوات التالية:

  • تنظيف اليدين جيداً.
  • تجنب التدخين والتدخين السلبي.
  • أخذ جميع اللقاحات المطلوبة، ومنها لقاح الإنفلونزا السنوي.
  • ترطيب هواء المنزل والحفاظ على نظافته.
  • مخط وتنظيف الأنف جيداً وبلطف.
  • تجنب مسببات الحساسية مثل غبار الطلع، والغبار، والأبخرة الكيميائية، ووبر الحيوانات.
  • الابتعاد عن الأشخاص الذين يعانون من نزلات البرد وعدوى الجهاز التنفسي.
  • تناول الأطعمة الصحية. [1،3،4]

تحيط بالجيوب الأنفية العديد من البنى الحساسة والمهمة في الرأس مثل الدماغ، والعينين، والجمجمة، لذا يمكن لالتهاب الجيوب الأنفية المتروك دون علاج أو المزمن أن يتسبب في حدوث مضاعفات خطيرة ضمن هذه الأنسجة، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل مرض السكري، أو ضعف الجهاز المناعي. [2،5]

وقد تشمل هذه المضاعفات في حالات نادرة ما يلي:

  • التهاب السحايا.
  • تكون خراجات في الدماغ.
  • التهاب العظم والنقي.
  • التهاب الهلل الحجاجي العيني (بالإنجليزية: Orbital Cellulitis)، وهو التهاب الأنسجة المحيطة بالعين.
  • تجلط الدم في الأوعية الدموية المتواجدة في منطقة الجيوب الأنفية. [2،3،5]

ولحسن الحظ فإن مثل هذه المشاكل نادرة، ومع ذلك فإنها تذكرنا دائماً بأن التهاب الجيوب الأنفية ليس نزلة عابرة من رشح الأنف، وعلى المرضى من الذين يعانون من ضعف المناعة، الخضوع لعناية طبية أكبر عند علاج التهاب الجيوب الأنفية لديهم. [5]

تتعافى معظم أعراض الجيوب الأنفية دون علاج أو باستخدام المضادات الحيوية، ولكن يجب علاج الجيوب الأنفية الذي يستمر لفترة طويلة، أو يتكرر عدة مرات لتجنب المضاعفات، كما يجب علاج الحالات الكامنة التي يمكن أن تسبب التهاب الجيوب الأنفية، مثل السلائل الأنفية، للتخلص من التهاب الجيوب الأنفية المزمن دون تطور مشاكل أخرى. [3،6]

[1] Adam Felman. Everything you need to know about sinusitis. Retrieved on the 21th of August, 2022.

[2] Kathleen Davis. Everything you need to know about sinus infection. Retrieved on the 21th of August, 2022.

[3] Valencia Higuera. What You Need to Know About Sinusitis. Retrieved on the 21th of August, 2022.

[4] WebMD. What Is Sinusitis? Retrieved on the 21th of August, 2022.

[5] Charles Patrick Davis. Sinus Infection (Sinusitis). Retrieved on the 21th of August, 2022.

[6] Rachel Nall. How to Cure Chronic Sinus Infections Permanently. Retrieved on the 21th of August, 2022.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟
أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بأنف، أذن وحنجرة

محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي

أخبار ومقالات طبية

جميع الاخبار والمقالات
 التصلب العصبي المتعدد.. مرض نادر الحدوث   مقالات
إعلان جدري القردة كحالة طوارئ صحية عالمية أخبار
 آلام العضلات المزمن مقالات
عرض جميع المقالات الطبية

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية
خطوة واحدة أقرب للحصول على معلومات طبية موثوقة
اسأل سينا

مصطلحات طبية مرتبطة بأنف، أذن وحنجرة

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بأنف، أذن وحنجرة