يمر كل منا بفترات يشعر فيها بالحزن والإحباط جراء التعرض لمواقف وأحداث حياتية صعبة وهو رد فعل طبيعي، وقد يصعب التمييز بين الحزن الطبيعي والاكتئاب في بعض الحالات فكلاهما يشتركان في المشاعر السلبية والشعور بالضيق والحزن؛ لذا قد يفيد التعرف على الفرق بين الحزن والاكتئاب والاختلافات بينهما في إدراك الشخص ما يمر به، والتعامل بطريقة صحيحة مع مشاعره، ومراجعة الطبيب عند الحاجة لتلقي العلاج المناسب. [1][2]

تعرف في هذا المقال على ما هو الفرق بين الحزن والاكتئاب وأعراض كل منهما، وكيفية تشخيص الاكتئاب، وهل يمكن أن يصاب الفرد بالاكتئاب دون الشعور بالحزن.

يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.

 

ما الفرق بين الحزن والاكتئاب؟

يوجد اختلافات تساعد في معرفة الفرق بين الاكتئاب والحزن الطبيعي، وفيما يلي نذكر أبرزها: [1]

  • طبيعة الحزن والاكتئاب

الحزن هو عاطفة إنسانية طبيعية يشعر بها الفرد من وقت لآخر نتيجة ما يمر به من مواقف أو ظروف حياتية صعبة ومؤلمة. [2][3][4]

بينما الاكتئاب هو اضطراب نفسي يؤثر على تفكير الشخص، ومشاعره، وسلوكياته، وينطوي على الشعور بالحزن حيال كل شيء وليس تجاه موقف معين، مع وجود أعراض أخرى بصفة مستمرة تتداخل مع القدرة على القيام بالمهام اليومية، ويلزم لتشخيص الاكتئاب وجود معايير محددة.

  • عوامل وأسباب الحزن والاكتئاب

قد يعزى الحزن إلى ردة فعل طبيعية إثر المرور بمواقف حياتية صعبة أو مؤلمة عاطفيًا، مثل: [2][5][6]

  • خسارة الوظيفة.
  • فراق شخص عزيز.
  • الطلاق.
  • المشاكل الأسرية.
  • الصعوبات المالية.
  • فقدان أحد أفراد الأسرة أو صديق.
  • الشعور بخيبة أمل جراء عدم تخطي امتحان أو فقدان فرصة عمل جيدة، وغير ذلك.

وهنا يتجلى الفرق بين الحزن والاكتئاب، حيث أن الاكتئاب ربما يحدث دون سبب واضح وفي غياب هذه المحفزات، بل قد تكون حياة الفرد جيدة إلى حد ما وعلى الرغم من ذلك يعاني من الاكتئاب. [3]

قد ينجم الاكتئاب عن مجموعة من العوامل الوراثية، وتغيرات في كيمياء المخ، وعوامل اجتماعية وبيئية. [7]

جدير بالذكر أنه يمكن أن يظهر الاكتئاب بعد معايشة حدث مؤلم، ولكن غالبًا ما يكون هذا الحدث هو المحفز لظهور أعراض الاكتئاب وليس السبب الوحيد له. [8] 

  • مدة الحزن والاكتئاب

يتضح الفرق بين الحزن والاكتئاب أيضًا في أن الحزن عادة ما يكون فترة عابرة لا يمكث طويلًا ويقل بمرور الوقت، فربما يتلاشى خلال ساعات أو أيام قليلة، وفي هذه الفترة قد تمر لحظات على الفرد يكون قادرًا فيها على الضحك والاستمتاع بالقيام بنشاط ما. [5][8] 

في المقابل يختلف الاكتئاب عن الحزن في أنه ليس حزنًا عرضيًا يختفي مع الوقت، بل يستمر فترات طويلة، وفيه يسيطر الحزن والأعراض الأخرى على الشخص طوال الوقت تقريبًا ويؤثر على جميع جوانب الحياة، فيجد المريض صعوبة في الشعور بالمتعة ويفقد اهتمامه بجميع الأنشطة التي اعتاد الاستمتاع بها، وربما لا يستطيع التخلص منه دون علاج. [5][6]

اقرأ أيضًا: ما هو الفرق بين الاكتئاب الخفيف، المتوسط والشديد؟

  • مدى تأثير الحزن والاكتئاب على جوانب الحياة

يعد من أهم الفروق التي توضح الفرق بين الحزن والاكتئاب مدى تأثير كل منهما على حياة الشخص، فالبرغم من أن الحزن يؤثر على المزاج ويشغل العقل بالتفكير في الأمر المحزن، إلا أن الشخص يستطيع أداء مهامه اليومية والعيش بشكل طبيعي. [8] 

بينما الاكتئاب يؤثر على جميع جوانب الحياة الشخصية والاجتماعية فيقل شعور الفرد بالمتعة وينخفض لديه الدافع والقدرة على القيام بالأعمال اليومية، ويصبح محبطًا يشعر دائمًا بالتعب وانعدام الطاقة، سريع الغضب والانفعال، يفضل الانعزال والوحدة. [3]

  • كيفية تحديد الإصابة بالحزن والاكتئاب

تختلف طريقة تحديد الإصابة بالحزن عن الاكتئاب، فالحزن مشاعر شخصية يعبر عنها الفرد بنفسه، بينما الاكتئاب يحتاج إلى تشخيص من قبل طبيب مختص بناء على مجموعة من المعايير بعد إجراء بعض الاختبارات. [8] 

اقرأ أيضًا: ما هو علاج الاكتئاب؟

ما الفرق بين أعراض الحزن والاكتئاب؟

قد تظهر على الشخص الحزين بعض العلامات، مثل: [4]

  • فقدان المتعة بالأشياء.
  • كثرة البكاء.
  • الشعور بالإحباط.
  • كثرة المشاكل مع الآخرين.
  • التشاؤم والنظر للجانب السلبي للأمور.
  • محاولة إخفاء الحزن.

يتضمن الفرق بين الحزن والاكتئاب من حيث الأعراض أن الحزن الناجم عن الاكتئاب يتجاوز الحزن الطبيعي ويفوقه، كما تظهر أعراض الاكتئاب طوال اليوم تقريبًا وتستمر مدة أكثر من أسبوعين، وغالبًا ما تزداد في الصباح. [8] 

تشمل أعراض الاكتئاب ما يلي: [2]

  • الشعور بالحزن واليأس والكآبة طوال اليوم وفي معظم الأيام.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية حتى الممتعة.
  • الإحساس الدائم بالذنب وانعدام القيمة.
  • الشعور بنقص الطاقة والتعب.
  • صعوبة النوم والأرق، أو النوم فترات طويلة.
  • عدم الرغبة في تناول الطعام وقلة الشهية، أو فرط الشهية.
  • فقدان القدرة على التركيز أو اتخاذ قرارات صائبة.
  • التفكير في الموت أو الانتحار، أو محاولة الانتحار بالفعل.

تجدر الإشارة إلى أن الحزن الطبيعي الناجم عن المواقف الحياتية الصعبة يمكن أن يتحول إلى اكتئاب في بعض الحالات؛ لذا قد يفيد إدراك الفرد الفرق بين الحزن والاكتئاب في طلب المساعدة عند الحاجة. [9]

اقرأ أيضًا: أعراض الاكتئاب عند جميع الفئات العمرية

كيفية تشخيص الاكتئاب

يعتمد الطبيب في تشخيص الاكتئاب على أخذ التاريخ الطبي وإجراء فحص بدني، ومعرفة الأعراض التي يعاني منها المريض ومدى شدتها، وقد يطلب الطبيب ملء استبيان ينطوي على عدة أسئلة حول ما يشعر به الشخص. بعد ذلك يقوم الطبيب بتقييم الأعراض وفقًا لمعايير تشخيص الاكتئاب الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، والذي ينص على الآتي: [2][5][9][10]

  • وجود 5 أعراض على الأقل من الأعراض السابق ذكرها لدى الشخص.
  • استمرار الأعراض مدة أسبوعين أو أكثر.
  • تداخل الأعراض مع القدرة على القيام بالمهام اليومية والتأثير على حياة الفرد المهنية والاجتماعية بشكل كبير.
  • استبعاد أن تكون هذه الأعراض ناجمة عن حالات أخرى مشابهة للاكتئاب أو نتيجة تعاطي المخدرات.

اقرا ايضاً :

هل السعادة غاية أم وسيلة؟ وما هي متطلباتها؟

هل يشترط أن يكون الاكتئاب مصحوبًا بحزن؟

قد يشعر الشخص بالحزن دون إصابته بمرض الاكتئاب، كما يمكن أن يصاب البعض بالاكتئاب دون الشعور بالحزن لا سيما في الرجال، فقد يظهر الاكتئاب لديهم في صورة غضب وتهيج، وسرعة انفعال وعدوانية، وسوء المزاج بدلًا من الشعور بالحزن. [4]

اقرأ أيضًا: الاكتئاب عند الرجال، كل ما تريد معرفته

نصيحة الطبي

يتضح الفرق بين الحزن والاكتئاب في العديد من الجوانب أبرزها أن الحزن شعور طبيعي مؤقت، بينما الاكتئاب مرض نفسي ينطوي على عدة أعراض تستمر فترة طويلة؛ لذا ينبغي على الفرد أن يكون على دراية بعلامات الاكتئاب والفرق بينها وبين الحزن الطبيعي، ولا يتردد في مراجعة الطبيب عند ظهور أعراض الاكتئاب عليه أو ملاحظة استمرار الحزن أكثر من أسبوعين.

السلام عليكم، انا ذكر عمري 30 سنة واواجه مشكلة معقدتني في حياتي وتسببلي الاحراج في عملي وحتى حياتي الطبيعية، هو انه صوتي خفيف ومنخفض وناعم علما انه وجهي يملأه الشعر وجسمي كذلك