تتعدد طرق علاج سرطان الثدي ويعد أبرزها الجراحة سواء باستئصال الورم أو الثدي بأكمله، وتختلف خطة علاج سرطان الثدي ومدته من حالة لأخرى فلكل ما يناسبه، حيث يحدد الطبيب أفضل العلاجات للمريض بناء على مجموعة من العوامل مثل حجم الورم، ونوعه، ومدى انتشاره، كما يأخذ في عين الاعتبار الفوائد المرجوة من العلاج والمخاطر المحتملة. [1][2]

يتناول هذا المقال علاجات سرطان الثدي المختلفة، وطريقة عملها، ودواعي استعمالها، وكذلك مدة علاج سرطان الثدي.

كيف يتم اختيار علاج سرطان الثدي المناسب؟

يضع الأطباء الخطة العلاجية المناسبة لعلاج سرطان الثدي بناء على عوامل مختلفة، منها: [3][4]

  • مرحلة سرطان الثدي ودرجته.
  • نوع سرطان الثدي.
  • احتواء الورم السرطاني على مستقبلات هرمونية مثل مستقبلات الإستروجين والبروجسترون، أو احتوائه على مستقبلات بروتين HER2.
  • الصحة العامة للمريض.
  • عمر المريض، وخاصة بالنسبة للنساء فيما إذا كن قد مررن بمرحلة انقطاع الطمث.
  • تفضيلات المريض الشخصية، حيث يتم مناقشة خيارات العلاج مع المريض.

كيفية علاج سرطان الثدي

تهدف جميع علاجات سرطان الثدي إلى القضاء على الخلايا السرطانية أو تثبيط نموها، وكذلك منع عودة السرطان مرة أخرى. [5]

قد تضم خطة علاج سرطان الثدي للمريض أكثر من نوع من العلاجات، وعادة ما تبدأ رحلة العلاج في غضون أسابيع قليلة بعد تأكيد التشخيص. [5]

تتضمن خيارات علاج سرطان الثدي ما يلي: 

الجراحة لعلاج سرطان الثدي

تعد الجراحة أبرز الخيارات العلاجية في مراحل سرطان الثدي المبكر أو المتقدم موضعيًا، وتعدد أنواع جراحات سرطان الثدي ويحدد الطبيب الخيار المناسب بناء على مجموعة من العوامل أبرزها حجم الورم، ومدى انتشاره، وكذلك نوع السرطان. قد يتضمن العلاج الجراحي أيضًا استئصال بعض العقد اللمفاوية التي انتشر السرطان فيها. [6]

تشمل طرق علاج سرطان الثدي جراحيًا ما يلي: 

  • استئصال الورم السرطاني

يجرى في جراحة استئصال الورم السرطاني (بالإنجليزية: Lumpectomy) إزالة الكتلة السرطانية وجزء صغير من الأنسجة السليمة حول الورم، حيث يتم المحافظة على معظم أنسجة الثدي، لذا يطلق على هذا الإجراء أيضًا اسم جراحة الحفاظ على الثدي (بالإنجليزية: Breast Conserving Surgery) أو استئصال الثدي الجزئي. [7]

  • استئصال الثدي الكلي

يكون أفضل خيار لعلاج سرطان الثدي في بعض الحالات هو استئصال الثدي بالكامل (بالإنجليزية: Mastectomy) وهناك عدة أنواع من عمليات استئصال الثدي. قد يُجري الطبيب بعد هذه العملية جراحة إعادة بناء الثدي أو ترميم الثدي (بالإنجليزية: Breast Reconstruction) لاستعادة شكل الثدي الطبيعي باستخدام غرسة الثدي أو نسيج طبيعي من جزء آخر من الجسم. [4][7]

  • استئصال العقد اللمفاوية الإبطية

يمكن للخلايا السرطانية أن تنتشر إلى العقد اللمفاوية الإبطية، وفي هذه الحالة يتم إزالتها من خلال الجراحات الآتية: [6]

  •  خزعة العقدة الليمفاوية الحارسة (بالإنجليزية: Sentinel Node Biopsy): هي عملية جراحية تتضمن أخذ خزعة من العقدة الليمفاوية الحارسة، وهي أول العقد اللمفية التي يمكن لسرطان الثدي أن ينتشر إليها، وفي حال عدم وجود خلايا سرطانية في هذه العقدة فلا يوجد داعي لإزالة العقد الليمفاوية الأخرى.
  • تشريح العقدة الليمفاوية الإبطية (بالإنجليزية: Axillary Lymph Node Dissection): يتم في هذا الإجراء إزالة عدد من العقد اللمفاوية في منطقة الإبط في حال العثور على خلايا سرطانية في العقدة الحارسة، وذلك بهدف منع انتشار سرطان الثدي.

للمزيد: أنواع عمليات سرطان الثدي

العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي

يستخدم العلاج الإشعاعي في علاج سرطان الثدي جرعات عالية من الإشعاع لقتل الخلايا السرطانية، وعادة ما يتم الخضوع لهذا العلاج بعد الجراحة، ولكن في حالات قليلة قد يجرى قبل الجراحة. [7]

فيما يلي نوضح الفرق بين المعالجة الإشعاعية قبل وبعد الجراحة: [7]

  • العلاج الإشعاعي قبل الجراحة (بالإنجليزية: Neoadjuvant Radiation Therapy): يتم أحيانًا البدء بالعلاج الإشعاعي قبل إجراء الجراحة؛ لتقليص حجم الورم الكبير حتى يسهل إزالته جراحيًا.
  • العلاج الإشعاعي المساعد بعد الجراحة (بالإنجليزية: Adjuvant Radiation Therapy): يعتبر العلاج الإشعاعي بعد الجراحة هو الأكثر شيوعًا، ويهدف للقضاء على أي خلايا سرطانية متبقية في منطقة الثدي أو في منطقة الإبط بعد الجراحة.

يبدأ العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي بعد الجراحة أو العلاج الكيميائي بشهر تقريبًا، ويجرى على عدة جلسات تستغرق الجلسة الواحدة بضع دقائق ويخضع المريض للجلسات من 3 إلى 5 أيام في الأسبوع، ويستمر العلاج مدة 3 إلى 6 أسابيع تقريبًا. [3][6]

العلاج الكيميائي لسرطان الثدي

يعد العلاج الكيميائي أحد طرق علاج سرطان الثدي، ويتضمن استخدام أدوية تعمل على تدمير الخلايا السرطانية أو منع الخلايا السرطانية من النمو والانقسام. [6]

قد يعطى العلاج الكيميائي ضمن خطة علاج سرطان الثدي قبل الجراحة أو بعدها، كالآتي: [1]

  • العلاج الكيميائي قبل الجراحة (بالإنجليزية: Neoadjuvant Chemotherapy): يهدف إعطاء العلاج الكيميائي قبل جراحة الاستئصال إلى تقليص حجم الورم للتمكن من إزالته.
  • العلاج الكيميائي بعد الجراحة (بالإنجليزية: Adjuvant Chemotherapy): يعمل العلاج الكيميائي بعد الجراحة على تدمير أي خلايا سرطانية متبقية والحد من احتمالية عودة السرطان مرة أخرى.

يستخدم العلاج الكيميائي أيضًا في علاج سرطان الثدي المنتشر في الرئة أو العظام أو الكبد أو إلى أي مكان في الجسم عندما يكون سرطان الثدي وصل إلى المرحلة الرابعة. [1]

يحدد الطبيب نوع الدواء المناسب لكل حالة وقد يتضمن العلاج مجموعة من الأدوية معًا. يؤخذ العلاج الكيميائي في صورة أقراص أو عبر التسريب الوريدي على عدة دورات، حيث تُعطى الجرعة مرة واحدة كل أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وقد تستغرق مدة العلاج الكيماوي لسرطان الثدي من 3 إلى 6 أشهر تقريبًا. [3][6]

للمزيد: العلاج الكيميائي لسرطان الثدي

العلاج الهرموني لسرطان الثدي

يستخدم العلاج الهرموني في علاج سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الهرمونات، وهو أحد أنواع سرطانات الثدي يتم تحفيز نموه من خلال هرمونات الإستروجين أو البروجسترون التي توجد بشكل طبيعي في الجسم. [7]

يهدف العلاج الهرموني إلى تقليل مستوى هرمون الإستروجين والبروجستيرون ومنع تأثيرهما على الخلايا السرطانية، وبالتالي إيقاف تنشيط نمو السرطان. [7]

يشمل العلاج الهرموني لسرطان الثدي ما يلي: [3]

  • أدوية تغلق مستقبلات الهرمونات الموجودة على الخلايا السرطانية فتمنع ارتباط الهرمونات الأنثوية بها، ومن أشهر أمثلتها التاموكسفين (بالإنجليزية: Tamoxifen).
  • أدوية تعمل على تدمير مستقبلات الهرمونات على الخلايا السرطانية، مثل دواء الفولفسترانت (بالإنجليزية: Fulvestrant).
  • أدوية تعمل على تثبيط إنتاج هرمون الإستروجين والبروجستيرون في الجسم، مثل مثبطات الأروماتيز (بالإنجليزية: Aromatase Inhibitor)، وفي بعض الحالات قد يوصي الطبيب باستئصال المبيض للتقليل من الهرمونات الأنثوية في الجسم.

يعتمد اختيار نوع العلاج الهرموني المناسب على عوامل مختلفة، مثل درجة السرطان، والعمر، وانقطاع الحيض، والعلاجات الأخرى التي يخضع لها المريض. [3][7]

يستخدم العلاج الهرموني في علاج سرطان الثدي للأغراض الآتية: [3]

  • تقليص حجم الورم قبل الجراحة.
  • تقليل خطر تكرار الإصابة بسرطان الثدي بعد الجراحة.

جدير بالذكر أن العلاج الهرموني قد يستعمل بمفرده في علاج سرطان الثدي بدون كيماوي أو جراحة أو علاج إشعاعي في الحالات التي يتعارض فيها استخدام هذه العلاجات. [3]

قد تستغرق مدة العلاج الهرموني قبل الجراحة من 3 إلى 6 أشهر، بينما يؤخذ بعد الجراحة فترة طويلة يمكن أن تصل إلى أكثر من 5 سنوات. [7]

للمزيد: العلاج الهرموني لسرطان الثدي

العلاج الموجه لسرطان الثدي

يعمل العلاج الموجه على مهاجمة جينات محددة، أو بروتينات، أو خصائص معينة في الخلايا السرطانية تساهم في نمو الورم وبقائه، وذلك بهدف منع نمو الخلايا السرطانية وانتشارها كما يحد من تلف الخلايا السليمة. [6]

يقتصر استخدام العلاج الموجه على علاج بعض أنواع سرطانات الثدي، مثل سرطان الثدي الإيجابي HER2، ويعد دواء التراستوزوماب (بالإنجليزية: Trastuzumab) أشهر أنواع العلاجات الموجهة. [6]

يتم إعطاء العلاج الموجه في صورة أقراص، أو حقن، أو عن طريق التسريب الوريدي. [3]

اقرا ايضاً :

اورام الغدة الدرقية

العلاج المناعي لسرطان الثدي

يسمى العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) أيضاً باسم العلاج البيولوجي (بالإنجليزية: Biological Therapy)، ويهدف هذا العلاج إلى تعزيز دفاع الجسم ومناعته الطبيعية لمحاربة الخلايا السرطانية والقضاء عليها. ومن أمثلة العلاج المناعي لسرطان الثدي دواء البيمبروليزوماب (بالإنجليزية: Pembrolizumab)

[2]

قد يستعمل العلاج المناعي في الحالات الآتية: [2]

  • علاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي.
  • علاج سرطان الثدي الغازي المرحلة الثانية.
  • علاج سرطان الثدي النقيلي.

اقرأ أيضًا: أعراض سرطان الثدي بالصور

كم يستغرق علاج سرطان الثدي؟

تعتمد مدة علاج سرطان الثدي على مجموعة من العوامل، منها مرحلة السرطان وخيارات العلاج المستخدمة، ولكن عادة ما تبلغ مدة العلاج سنة تقريبًا، وقد يستمر البعض في تناول العلاج الهرموني من 5 إلى 10 سنوات بعد التعافي لتجنب عودة سرطان الثدي مرة أخرى، بينما في المرحلة الرابعة من سرطان الثدي يستمر المريض على العلاج. [8]

نصيحة الطبي

هناك العديد من خيارات علاج سرطان الثدي ويحدد الطبيب العلاجات المناسبة بناء على عدة عوامل تتعلق بطبيعة السرطان وحالة المريض، ونظرًا لأن اكتشاف سرطان الثدي مبكرًا وعلاجه يرفع من معدل الاستجابة للعلاج والتعافي، يوصى جميع النساء بالخضوع لفحص الماموجرام السنوي بدءًا من عمر 40 عامًا بجانب إجراء فحص ذاتي للثدي شهريًا.

اقرأ أيضًا: الفحص الذاتي للثدي

أمي عمرها 53 سنة عندها سرطان ثدي، حالياً استشرنا دكتور وقرر كل 21 يوم جرعة ثم استئصال كامل ثم أشعة ودواء هرموني تم إرفاق تحليل الخزعة والواسامات والمستقبلات والطبقي المحوري هل العلاج بالجرعات ضروري رغم أنه التقارير رجحت الهرموني؟ والوالدة عندها خوف من الجرعات والآثار الجانبية لها وبدأت ترفض العلاج؟