الشرود الانشقاقي | Dissociative Fugue

تتطور حالات الشرود الانشقاقي نتيجة المرور بمواقف تسبب ضغطاً عاطفياً شديداً للشخص، حيث يعتقد أن نوبات الشرود الانشقاقي تتطور كوسيلة للهروب من الضغط النفسي الذي لا يستطيع الشخص تحمله والتعامل معه.

 تتضمن الاسباب المحتملة للإصابة بحالات الشرود الانشقاقي ما يلي:

• التعرض لاعتداء جنسي أثناء الصغر، أو المرور بصدمات جنسية شديدة.
• الشعور بالخجل أو العار بشكل شديد.
• عيش صدمات متعلقة بالحروب.
• عيش صدمات متعلقة بالكوارث الطبيعية، أو حوادث السير.
• التعرض للاختطاف، أو التعرض للتعذيب.
• التعرض لإساءة المعاملة النفسية أو الجسدية لفترات طويلة أثناء الطفولة.
• ارتكاب جرائم القتل.

قد يكون مريض  الشرود الانشقاقي قد عاش أحد الصدمات السابقة بنفسه، أو شهد وقوعها على شخص آخر بشكل أدى إلى معانته من صدمات شديدة.

قد لا يعاني الشخص من أي مشاكل نفسية بعد عيشه لمواقف صادمة بشكل مبدئي، إلا أن تعرض الشخص إلى مواقف مشابهة، أو مواقف تذكره بالمواقف الصادمة التي مر بها قد يؤدي إلى تحفيز تطور نوبات من الشرود الانشقاقي.

يوجد كذلك بعض الأدلة على أن العوامل الوراثية قد تلعب دوراً في عملية الإصابة بالشرود الانشقاقي، حيث أن الأشخاص الذين يعاني أحد أفراد عائلتهم من الشرود الانشقاقي يكونون هم أيضاً أكثر عرضة للإصابة بالشرود الانشقاقي.

قد تستمر نوبات الشرود الانشقاقي لبضعة ساعات، أو أيام، أو أسابيع، أو أشهر، أو حتى سنوات، يقوم خلالها المريض بالشرود والترحال، كما قد يقوم بإنشاء هوية وشخصية جديدة في مكان جديد بشكل مختلف عن حياته القديمة.

تتضمن أعراض نوبات الشرود الانشقاقي ما يلي:

• الشرود والترحال إلى أماكن غريبة أو غير متوقعة.
• شعور المريض بالارتباك حول شخصيته وهويته.
• عدم التأكد من المعلومات المتعلقة بماضي المريض، وعدم تمييز الأشخاص.
• شعور المريض بأنه يتم مواجهته أو تحديه في حال التحدث عن ماضيه.
• انفصال عن المشاعر.

قد لا تظهر على مريض الشرود الانشقاقي أثناء معاناته من أحد نوبات المرض أي أعراض أو دلالات على أنه يعاني من مرض نفسي، لأنه من منظور أي شخص غريب فإن شخصية المريض الظاهرة أمامه تعبر عن شخصيته الحقيقية، إلا أن المشاكل الفعلية تظهر عند مواجهة المريض مع أشخاص يدركون ماضيه.

تتضمن أعراض ما بعد نوبات الشرود الانشقاقي:

• الشعور بالاكتئاب.
• عيش لحظات من الحزن.
• الشعور بالعار.
• الشعور بعدم الارتياح أو الغضب.
• الشعور بالاضطراب أو التوتر نتيجة وجود المريض في بيئة غير مألوفة.
• شعور المريض بأنه فقد جزء من وقته أو حياته.

قد يعاني مريض الشرود الانشقاقي أيضاً من نوبات متعددة ومتداخلة (نوبة داخل نوبة) لا سيما في حال عدم تحديد سبب هذه النوبات وعلاجها.

اقرأ أيضاً: الاكتئاب.. اضطراب نفسي قد يكون قاتلاً

يبدأ تشخيص الشرود الانشقاقي في حال ظهور أعراضه عن طريق قيام الطبيب المختص بإجراء فحص جسدي وعصبي، وأخذ التاريخ الطبي الشامل للمريض.

قد يتم ايضاً في بعض الأحيان اللجوء إلى إجراء بعض الفحوصات التصويرية، مثل تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي، كما قد يتم اللجوء إلى فحوصات أخرى مثل تخطيط كهربائية الدماغ (بالإنجليزية: Electroencephalography) لاستقصاء بعض الحالات الطبية مثل مرض الصرع، كما قد يتم إجراء بعض فحوصات الدم لاستقصاء التأثيرات الدوائية على المريض.

في حال عدم العثور على أي أدلة تشير إلى وجود أسباب جسدية قد تسبب الأعراض لدى المريض فإنه يتم تحويل المريض إلى طبيب نفسي مختص، والذي يقوم باستعمال وسائل تشخيصية وتقيمية معينة، بالإضافة إلى إجراء عدد من المقابلات مع المريض بشكل يساعده على تشخيص الحالة بشكل دقيق.

يتم استقصاء واستبعاد تشخيص الشرود الانشقاقي لدى المرضى في حال معاناتهم من أحد الحالات التالية:

• تناول الأدوية أو المواد ذات التأثير النفسي.
• المعاناة من أحد اضطرابات الهوية الانشقاقية.
• المعاناة من الهذيان (بالإنجليزية: Delirium).
• المعاناة من الخرف (بالإنجليزية: Dementia).
• المعاناة من صدمات الرأس.
• تناول الأدوية أو الكحول.
• المعاناة من مرض الصرع (بالإنجليزية: Epilepsy).

للمزيد: كيف تعرف ما إن كنت بحاجة إلى طبيب نفسي

يهدف علاج الشرود الانشقاقي إلى استرداد هوية المريض القديمة، وإعادة ربطه بحياته السابقة، وتطوير آليات تعامل وتكيف مع المرض بشكل يمنع تطور النوبات مرة أخرى في حال التعرض لمواقف صادمة، ومساعدة المريض على التعامل ومواجهة الصدمات التي أدت إلى تطور نوبات المرض، بالإضافة إلى إنشاء بيئة محيطة آمنة للمريض.

تتضمن الأساليب العلاجية المستعملة لعلاج حالات الشرود الانشقاقي ما يلي:

• العلاج النفسي (بالإنجليزية: Psychotherapy)، والذي يعتبر العلاج الرئيسي للشرود الانشقاقي، وهو نوع من أنواع المشورة النفسية التي تعتمد على استعمال تقنيات معينة تساعد وتشجع المريض على مواجهة مشاكله وصراعاته النفسية، وتزيد من إدراكه للمشاكل. يضم هذا النوع من العلاج ما يعرف بالعلاج المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive Therapy) الذي يهدف إلى تغيير أنماط التفكير التي تؤدي إلى تطور مشاعر وسلوكيات معينة.
• العلاج الدوائي، على الرغم من عدم وجود فئات معينة من الأدوية مخصصة لعلاج الشرود الانشقاقي بعينه، إلا أنه يمكن استعمال أنواع معينة من الأدوية لعلاج الأعراض التي قد ترافق الشرود الانشقاقي مثل الاكتئاب أو القلق، حيث يمكن استعمال مضادات الاكتئاب، أو مضادات القلق، أو مضادات الذهان.
• العلاج العائلي (بالإنجليزية: Family Therapy)، الذي يسهم في تعليم أفراد عائلة المريض حول المرض ومسبباته، وآلية التعامل مع أعراضه وتميزها في حال تطورها.
• العلاجات الإبداعية (بالإنجليزية: Creative Therapies)، مثل العلاج الفني (بالإنجليزية: Art Therapy)، أو العلاج بالموسيقى (بالإنجليزية: Music Therapy)، حيث تسمح هذه الأنواع من العلاجات للمرضى باكتشاف أفكارهم، والتعبير عن مشاعرهم بأساليب آمنة ومبدعة.
• التنويم المغناطيسي، وهي طريقة علاجية تعتمد على استعمال أساليب الاسترخاء العميق، والتركيز للوصول إلى حالة مختلفة من الوعي تسمح للشخص باستكشاف أفكاره ومشاعره وذكرياته التي قد تكون غير واضحة للعقل الواعي، إلا أن استعمال هذه الطريقة لعلاج الشرود الانشقاقي يعتبر أمراً خلافياً نتيجة احتمالية تكوين ذكريات خاطئة لدى المريض.
• إزالة حساسية وإعادة معالجة حركة العين (بالإنجليزية: Eye Movement Desensitization and Reprocessing)، وهي تقنية تستعمل لمعالجة الذكريات الماضية، والأعراض التالية للصدمات.
• العلاج السلوكي الجدلي (بالإنجليزية: Dialectical Behavioral Therapy)، الذي يستعمل للمساعدة على التحكم في المشاعر والمشاكل العاطفية.

 اقرأ أيضاً: الفحص النفسي

قد يكون التعايش مع مرض الشرود الانشقاقي أمراً صعباً، إذ أن أغلب المرضى لا يعلمون، أو لا يعون أنهم مصابون بهذا المرض، إلا أن بعض الأمور قد تساعد الأشخاص الذين عانوا من نوبات الشرود الانشقاقي سابقاً على التعايش مع هذا المرض. تتضمن هذه الأمور ما يلي:

• تلقي العلاج ومراجعة الطبيب المختص للتأقلم مع الأعراض المرتبطة بالمرض.
• التعامل مع المشاكل أو الصدمات الأساسية التي سببت تطور نوبات المرض عن طريق العلاج.
• الحصول على الدعم من العائلة والأصدقاء لمساعدة المريض على الانتباه للأعراض الدالة على زيادة خطر تطور نوبات المرض.
• تقليل أو إزالة أي عوامل قد تعمل على تحفيز تطور نوبات المرض.
• ممارسة تقنيات التأمل أو غيرها من التقنيات التي تساعد على التحكم بالحالة الداخلية.
• العثور على منفذ أو متنفس إبداعي للمشاعر، مثل الرسم أو الكتابة أو غيرها.
• استعمال الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المختص بدقة حسب التعليمات.

للمزيد: الضغوطات النفسية وتصلب الشرايين

Psychology today. Dissociative Fugue (Psychogenic Fugue). Retrieved on the 17th of December, 2020, from:

https://www.psychologytoday.com/intl/conditions/dissociative-fugue-psychogenic-fugue

Arlin Cuncic. What Is Dissociative Fugue? Retrieved on the 17th of December, 2020, from:

https://www.verywellmind.com/an-overview-of-dissociative-fugue-4770158

Diana Wells. Dissociative Fugue. Retrieved on the 17th of December, 2020, from:

https://www.healthline.com/health/dissociative-fugue

WebMD. Mental Health and Dissociative Fugue. Retrieved on the 17th of December, 2020, from:

https://www.webmd.com/mental-health/dissociative-fugue