رهاب المهرجين | Coulrophobia

رهاب المهرجين

ما هو رهاب المهرجين

إنّ رُهاب المهرجين (بالإنجليزية: Coulrophobia) هو أحد أنواع الرُهاب المُحدّد والذي يتضمّن الخوف الشديد من رؤية أو التفكير بالمهرّجين. يحدث رُهاب المهرجين بشكلٍ نادر، ويكون أكثر شيوعًا لدى الأطفال، ولكنّه يُمكن أن يُصيب البالغين أيضًا، وقد يكون سببه عائدًا إلى العديد من العوامل، مثل: صدمات الطفولة، أو العوامل الوراثية، أو غيرها. [1][2]

يعود تاريخ المهرجين إلى العصور القديمة، وقد تغيّرت صورة المهرج من المرح إلى الاحتيال لاحقًا، وانتشرت فيما بعد شائعات عن إساءة معاملة الأطفال من قِبل المهرّجين الذين لعبوا أدوارًا مختلفة في العديد من هذه القصص. ومن المُمكن أن تكون هذه الأساطير والقصص هي السبّب في بدء ظهور ما يُسمى برُهاب المهرجين، بالإضافة إلى انتشار ظاهرة المهرجين الأشرار في الثقافة الشعبية. [2]

في حال كان الشخص مُصابًا بهذا النوع من الرُهاب، فقد تظهر لديه أعراض الخوف الشديد عندما يرى صورة أو مقطع فيديو لمهرّج، أو عند رؤية المهرج شخصيًا في إحدى الحفلات، وغالبًا ما سيحاول تجنُّب أي موقف يُعرضه لرؤية المهرجين. [3]

اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع

مدى انتشار رُهاب المهرجين

من الصعب تحديد رقم دقيق فيما يتعلق بمدى انتشار رهاب المهرجين. ومع ذلك، يقترح بعض الخبراء أن حوالي 1 من كل 100 طفل لديهم خوف من المهرجين. ويقدّر آخرون أنّ النسبة تصل إلى 1 من كل 10 عندما يتعلق الأمر بإصابة البالغين بفوبيا المهرجين. [1]

غالبًا ما يكون سبّب الرُهاب بشكلٍ عام، هو التجارب السلبية التي تتعلّق بموقف مُعيّن، خاصةً عند حدوثها في سن مُبكّرة، ففي حال تعرّض الطفل لتجربة مؤلمة تتعلق بمهرج في الطفولة، فقد تتطور لاحقًا إلى رُهاب المهرجين. [1][4]

تتضمّن العوامل التي قد تؤدّي إلى الإصابة برُهاب المهرجين ما يأتي: [2][4]

  • التاريخ العائلي: يُمكن أن يكون الشخص الذي لديه شخص قريب مُصاب بالرُهاب أو أي نوع آخر من اضطرابات القلق أكثر عرضة للإصابة بالرُهاب.
  • التجارب السلبية: يٌمكن أن تُساهم التجارب الشخصية السلبية مع المهرجين في سن مبكرة في تطوّر رُهاب المهرجين.
  • تصوير وسائل الإعلام للمهرجين: خلقت وسائل الإعلام ضجة بما يتعلّق بالمهرجين الأشرار لدرجة أنّ الأطفال قد يخافون من المهرج حتى قبل التعرّض له شخصيًا.

كما يُمكن أن يتسبّب كل من المكياج، وتعبيرات الوجه، وأيّة تغييرات في شكل الوجه لدى المهرج بزيادة خطر شعور الشخص بالخوف عند رؤيته للمهرج. ليس ذلك فقط، حيث أن عدم استطاعة الشخص رؤية وجه المهرج بالكامل يُمكن أن يؤدي إلى تولّد مشاعر عدم الثقة به والخوف منه. [3].

اقرأ أيضًا: الخوف الطبيعي.. ومتى يصبح مرضًا؟!

تظهر أعراض رُهاب المهرجين عادةً عند رؤية المهرجين أو التواجد بالقرب منهم أو التفكير فيهم، وتعتبر بعض المواقف، مثل: حفلات الهالوين، أو السيرك، أو حفلات أعياد الميلاد، أو أفلام الرعب من المحفزّات الشائعة لهذه الحالة. [1]

يلجأ الأشخاص المصابون برُهاب المهرجين إلى تجنّب المهرجين بشتّى الطرق، حيث تكون استجابة الأطفال متمثلة بالاختباء أو تغطية أعينهم، بالإضافة إلى أعراض الخوف الشديد. أمّا بالنسبة للبالغين، فقد يحاولون تجنّب رؤية المهرجين أو إبعاد نظرهم عنهم بشكلٍ متواضع. [3]

ومن الأعراض الجسدية التي يُمكن أن تُرافق الإصابة بفوبيا المهرجين ما يلي: [1][2][4]

  • زيادة في معدل ضربات القلب.
  • التعرّق الزائد.
  • الغثيان.
  • الارتعاش.
  • ظهور نوبات الذعر أو الهلع.
  • القلق والتوتر النفسي.
  • البكاء.
  • صعوبة في التنفس.
  • جفاف الفم. 

ما هي تأثيرات رهاب المهرجين على حياة الشخص؟

يُمكن أن يؤثّر رُهاب المهرجين على القدرة على القيام بنشاطات الحياة اليومية، فقد يلجأ الشخص إلى تجنُّب الكثير من المواقف خوفًا من التعرّض لمصادر الخوف أو المحفّزات كما من المُمكن أن يتسبّب رُهاي المهرجين بالتأثير سلبًا على علاقة الشخص مع الآخرين من حوله، بما في ذلك في بيئة المدرسة، والعمل، والمنزل. [2][4]

قد يُسبب رُهاب المهرجين مشكلة في الحالات التي يتم فيها استخدام المهرجين في المستشفيات، لإضفاء المرح وجلب الفكاهة لمرضى المستشفى، خاصةً الأطفال، لتخفيف أعراض القلق لديهم، ولذلك يجب التوقّف عن هذه الأساليب، فهي مخيفة للغاية بالنسبة للكثير من الأطفال. [2]

يستند الأطبّاء عند القيام بتشخيص حالات الرُهاب المحدّد إلى الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، الطبعة الخامسة (DSM-5). لكن لم يتم تحديد رُهاب المهرجين في هذا الدليل حتى الآن كحالة مميّزة ومنفصلة. [2][3]

بدلاً من ذلك، قد يتم تشخيص الإصابة برُهاب المهرجين، إذا كانت أعراض الشخص المُصاب تستوفي معايير تشخيصية مُعيّنة، والتي تشمل ما يأتي: [2][3]

  • الخوف المفرط وغير المنطقي كرد فعل يحدث عند التعرّض لمصدر الخوف.
  • الاستجابة الفورية للقلق التي لا تتناسب مع الخطر الفعلي.
  • الضيق الشديد أو تجنُّب مصدر الخوف بشكل كبير.
  • تأثيرات الرُهاب التي تحدّ من الحياة على المجالات المختلفة؛ بما في ذلك الحياة اليومية، والمدرسة، والعمل، والعلاقات مع أشخاص آخرين.
  • استمرار أعراض الرُهاب لمدة تزيد عن 6 أشهر.

تختلف طرق علاج رُهاب المهرجين من شخص لآخر، ومن حالة لأخرى، ولذلك وللتغلّب على الحالة، من الضروري الحصول على مساعدة نفسية، وقد يستغرق الشفاء التام من الرُهاب بعض الوقت. [1]

تتضمّن طرق علاج رُهاب المهرجين ما يأتي:

العلاج بالتعرّض

 يُعدّ العلاج بالتعرض (بالإنجليزية: Exposure Therapy) أحد أكثر العلاجات فعاليةً في التغلّب على أنواع الرُهاب المختلفة، بما في ذلك رُهاب المهرجين، وينطوي العلاج بالتعرّض على تعريض الشخص لمصدر الخوف تدريجيًا، بما في ذلك رؤية صور المهرجين أو المهرج نفسه على أرض الواقع، حتى يتم التخلّص من الرُهاب نهائيًا. [1][3]

يُساعد العلاج بالتعرّض على مناقشة المُصاب للمشاعر والعواطف التي تتولد بداخله عند رؤيته للمهرجين، بالإضافة إلى مساهمته في إيجاد طرق لتقليل وإدارة شدّة هذه العواطف. كما يُمكن أن يُرافق تعريض المُصاب للمحفزّات الاستعانة بتقنيات التنفس والتكيّف وذلك قبل وبعد التعرّض للمحفّزات بهدف التقليل من تأثيراتها على النفس. [3][4]

العلاج السلوكي المعرفي

يُركّز العلاج السلوكي المعرفي  (بالإنجليزية: Cognitive Behavioral Therapy) على تحديد أنماط التفكير ومعالجة الأفكار المُتعلّقة برُهاب المهرجين، الأمر الذي يؤدّي في النهاية إلى إيقاف هذه الأفكار، وبالتالي التغلّب على الرُهاب، ويتم هذا العلاج على يد أخصائي الصحة العقلية والنفسية. [1][2]

العلاج بالاسترخاء

 يًمكن أن تُساعد ممارسة تقنيات الاسترخاء في علاج رُهاب المهرجين بشكلٍ كبير؛ ومن الأمثلة على هذه التقنيات: تمارين التنفس العميق، واليوجا، والتأمّل، حيث تُساهم في الحفاظ على الهدوء والتفكير بشكلٍ أكثر عقلانيةً عند التعرّض لمصادر الخوف، مثل رؤية مهرج. [1][4]

الأدوية

فمن المُمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية التي تساعد على تخفيف الأعراض لدى المُصابين بفوبيا المهرجين، بالإضافة إلى إدارة الحالات النفسية الأخرى التي يُمكن أن ترافق الإصابة بالفوبيا، مثل: اضطرابات القلق والاكتئاب. [2][4]

وتشمل أنواع هذه الأدوية ما يلي: [2][4]

  • حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta Blockers).
  • المهدئات والأدوية المضادة للقلق.
  • الأدوية المضادة للاكتئاب.

اقرأ أيضًا: أنواع العلاج النفسي وأساليبه

نصائح أخرى للتعامل مع رُهاب المهرجين

هناك بعض الأمور التي يمكنك القيام بها في حال كان الشخص بالقرب من مصدر الخوف، مثل التركيز على التنفّس ومحاولة التفكير بأفكار إيجابية، ممّا قد يسمح بالهدوء. وقد تساعد النصائح الآتية في التعامل مع رُهاب المهرجين أيضًا: [1][2]

  • تقنية اليقظة الذهنية: تتضمن هذه التقنية تركيز العقل على اللحظة الحالية بدلًا من المخاوف بشأن الماضي أو المستقبل، ومع مرور الوقت وممارسة هذه التقنية يزيد التناغم مع ردود أفعال الجسم بشكلٍ كبير.
  • تدوين اليوميات: يُمكن أن يكون تدوين اليوميات أو الكتابة التعبيرية من التقنيات المفيدة في السيطرة على مشاعر القلق، ولذلك يجب التفكير في قضاء بضع دقائق كل يوم في الكتابة، ومحاولة التركيز على فكرة إيجابية أو كتابة الأشياء التي يشعر الشخص بالامتنان لها.
  • مجموعات الدعم: تُعدّ مجموعات الدعم أداة مُساعدة في علاج رُهاب المهرجين، يتشارك فيها الأشخاص المختلفون في استراتيجيات المواجهة ويقدمون الدعم العاطفي للمجموعة بأكملها.

كيفية السيطرة على رُهاب المهرجين عند الأطفال

يُعدّ الأطفال أكثر عرضةً للإصابة برُهاب المهرجين، ولذلك من المهم على الأهل التدخّل ومحاولة السيطرة عليه في الوقت المناسب، ممّا يمنع الرُهاب من التفاقم، ويسمح للطفل بعدم تجنُّب مواقف عديدة، مثل: حفلات عيد الميلاد، ويجعله يشعر بالأمان تمامًا. [1]

وفي حال لاحظ الأهل أن الطفل يخاف من المهرجين، يمكن أن تُساعدهم النصائح الآتية في التغلّب على المشكلة، ومنع حدوث الرُهاب المستقبلي: [1]

  • يجب على الأهل أن يوفّروا لأطفالهم الراحة والأمان في لحظات التوتّر.
  • يجب على الأهل طمئنة الأطفال أنّ المهرجين هم مجرّد أشخاص يرتدون الأزياء، وأنّهم لن يُسبّبوا لهم أي أذى.
  • يجب تجنُّب أفلام الرعب والأخبار السيئة التي تتضمّن المهرجين.

تتضمّن المضاعفات والتأثيرات المحتملة لرُهاب المهرجين ما يلي: [1][2]

  • العُزلة، وذلك بسبّب عدم مقدرة الشخص على حضور الكثير من الأحداث نظرًا لتواجد المهرجون فيها.
  • لجوء الشخص لتعاطي المخدرات والكحول كوسيلة للتعامل مع مشاعر الخوف والذعر لديه.
  • اضطرابات المزاج، حيث يُمكن أن تؤدي الرُهاب الشديد إلى إصابة الشخص بالاكتئاب والقلق على المدى الطويل.

اقرأ أيضًا: كيف تهزم خوفك الداخلي؟

[1] Julian Selemin. What Is Coulrophobia? Retrieved on the 29th of September, 2024.

[2] Lisa Fritscher. Coping With Coulrophobia Symptoms. Retrieved on the 29th of September, 2024.

[3] Yvelette Stines. What Is Coulrophobia (the Fear of Clowns)? Retrieved on the 29th of September, 2024.

[4] Melanie Burke. Understanding Coulrophobia: A Fear of Clowns. Retrieved on the 29th of September, 2024.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟
أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بأمراض نفسية

محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي

أخبار ومقالات طبية

جميع الاخبار والمقالات
 التصلب العصبي المتعدد.. مرض نادر الحدوث   مقالات
إعلان جدري القردة كحالة طوارئ صحية عالمية أخبار
 آلام العضلات المزمن مقالات
عرض جميع المقالات الطبية

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية

food

قدر وجباتك واحتياجاتك الغذائية على الفور
احصل على تقدير استهلاكك اليومي من الطعام واتخذ خيارات أكثر صحة. جربه الآن
التقط صورة سريعة لوجبتك واكتشف محتواها من السعرات الحرارية بسهولة.

مصطلحات طبية مرتبطة بأمراض نفسية

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بأمراض نفسية