الاكتئاب المقاوم للعلاج | Treatment-resistant depression

لا يزال السبب الدقيق للإصابة بالاكتئاب المقاوم للعلاج غير واضحٍ بعد، لكن يُعتقد أنه يرتبط بالأسباب الآتية: [2][6]

• العوامل الوراثية:

يُعتقد أنّ بعض التغيرات الجينية تُقلل من استجابة المريض لمضادات الاكتئاب، بينما يُحفز بعضها الآخر الجسم على التخلص من الدواء بسرعة، وهذا يعني أن الجسم يتخلص من الدواء قبل أن يبدأ مفعوله.

• التشخيص الخاطئ:

فقد يكون المريض مصابًا بحالة أخرى تُسبب أعراضًا مشابهة للاكتئاب الشديد مثل اضطراب ثنائي القطب، مما يُفسر عدم استجابة المريض للدواء.

• اضطرابات الأيض:

يُعقد أنّ المصابين بخللٍ في عملية التمثيل الغذائي لا يستجيبون لأدوية الاكتئاب، لأن أجسامهم تتعامل مع العناصر الغذائية بطريقة مختلفة، وقد أشارت إحدى الدراسات لذلك، إذ تبين أن حمض الفوليك يُكون منخفضًا في السائل المحيط بالدماغ والحبل الشوكي لدى مرضى الاكتئاب المقاوم للعلاج.

• التوتر المزمن:

يزيد التوتر المزمن الاكتئاب سوءًا، وبالتالي فإن علاجه يُصبح أصعب.

عوامل خطر الاكتئاب المقاوم للعلاج

يُعتقد أن فرص الإصابة بالاكتئاب المقاوم للعلاج تزيد في الحالات الآتية: [4]

• الإصابة بالاكتئاب الشديد.
• ظهور الاكتئاب في سن مُبكّر.
• تكرر نوبات الاكتئاب أو استمرارها لفتراتٍ طويلة.
• التقدم في السن.
• تعاطي المخدرات.
• الإصابة ببعض الأمراض، خاصةً:
  • أمراض المناعة الذاتية.
  • اضطرابات الغدة الدرقية.
  • السكتة الدماغية.
  • أمراض القلب.

اقرأ أيضًا: ما هو الفرق بين الاكتئاب الخفيف، المتوسط والشديد؟

لا تختلف الأعراض عن أعراض أنواع الاكتئاب الأخرى، ومن أبرزها: [3][6]

• الحزن المستمر دون سببٍ واضح.
• ضعف الشهية أو زيادتها.
• تغير الوزن بشكلٍ ملحوظ (زيادةً أو نقصانًا).
• الأرق واضطرابات النوم.
• صعوبة التركيز.
• ضعف الثقة بالنفس.
• الشعور المفرط بالذنب.
• التعب والإرهاق.
• التفكير بالانتحار.

لكن يتميز الاكتئاب المقاوم للعلاج بالآتي: [3][4]

• لم تتحسّن الأعراض حتى عند الالتزام بتناول أدوية الاكتئاب وتعليمات الطبيب، أو تتحسّن بشكلٍ مؤقت لفترة قصيرة، ثم تظهر مجددًا.
• تكون الأعراض شديدة.
• تستمر نوبات الاكتئاب لمدة طويلة.
• تحدث نوبات الاكتئاب بصورة متكررة.
• زيادة الشعور بالقلق أو الإصابة باضطراب القلق.

ملاحظة: اطلب المساعدة الطبية العاجلة فورًا إذا كنت تفكر بالانتحار، أو تعرف أحدًا تراوده أفكار انتحارية!

لا توجد معايير محددة لتشخيص للاكتئاب المقاوم للعلاج، لكن غالبًا ما يُشخّص الطبيب هذه الحالة إذا جرّب المريض نوعين مختلفين من مضادات الاكتئاب دون تحسن، لكن شرط أن يكون قد التزم بالجرعات التي حددها الطبيب، واستخدم الأدوية لمدة 6- 8 أسابيع على الأقل. [2]

• وهذا لأن مفعول أدوية الاكتئاب لا يظهر بمجرد أن يبدأ المريض بتناولها، لذلك يحاول الطبيب التأكد من الأمور الآتية أثناء تشخيص الاكتئاب المقاوم للعلاج: [2][4]
• هل تشخيص المريض بالاكتئاب صحيح أم أنه يُعاني من أمراض نفسية مشابهة؟
• هل الجرعة التي يتناولها المريض مناسبة؟
• ما مدى التزام المريض بأدوية الاكتئاب والجرعات الصحيحة؟
• هل تناول الأدوية لمدة كافية؟
• هل يُعاني من حالاتٍ صحية أخرى تزيد أعراض الاكتئاب؟

فقد يكون عدم تحسّن أعراض المريض مرتبطًا بتوقفه عن تناول أدوية الاكتئاب بسبب الإحباط أو الآثار الجانبية، أو نسيانها المتكرر، أو عدم التزامه بالجرعة التي حددها الطبيب. [5]

صحيحٌ أن علاج هذا الاكتئاب ممكن، لكن تحديد العلاج الأنسب لحالة المريض يستغرق وقتًا، وبشكلٍ عام فإن الطبيب يبدأ بالاستراتيجيات الآتية: [2][3]

• تأكيد تشخيص المريض:

فقد يكون الطبيب مصابًا باضطراب ثنائي القطب، وفي هذه الحالة لن يستجيب لمضادات الاكتئاب، كما قد تزيد بعض الاضطرابات النفسية كالقلق شدة الاكتئاب.

• التأكد من التزام المريض بأدوية الاكتئاب:

إذ قد تكون الجرعة التي يتناولها قليلة ولا تكفي لعلاج الاكتئاب، أو ربما توقف عن تناولها بسبب انزعاجه من الآثار الجانبية.

• الكشف عن الحالات الصحية الأخرى:

إذ تزيد بعض الحالات الصحية مثل كسل الغدة الدرقية وتعاطي المخدرات الاكتئاب سوءًا.

وتتضمن الخيارات العلاجية الآتي: [2]

العلاج الدوائي

إذا لم تتحسّن أعراض الاكتئاب على الرغم من التزام المريض بأدويته فإن الطبيب يتخذ الإجراءات الآتية:

• تعديل جرعة الدواء:

إذ قد يُقرر الطبيب زيادة جرعة أدوية الاكتئاب ومراقبة الأعراض التي يشكو منها المريض.

• تغيير نوع مضاد الاكتئاب:

يُوجد عدة أنواع من مضادات الاكتئاب، ويؤثر كلٍ من بطريقة مختلفة على النواقل العصبية، وهي مواد كيميائية مسؤولة عن تنظيم المزاج، ومن مضادات الاكتئاب:

• • مُثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI)، مثل سيتالوبرام (بالإنجليزية: Citalopram)، وفلوكسيتين (بالإنجليزية: Fluoxetine).
  • مثبطات استرداد السيروتونين والنورابينفرين (SNRI)، مثل: ديسفينلافاكسين (بالإنجليزية: Desvenlafaxine).
  • مضادات الاكتئاب رباعية الحلقات، مثل: مابروتيلين (بالإنجليزية: Maprotiline).
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، مثل: أميتريبتيلين (بالإنجليزية: Amitriptyline)، وديسيبرامين (بالإنجليزية: Desipramine).
  • مثبطات الأوكسيداز أحادي الأمين (MAOI)، مثل: فينيلزين (بالإنجليزية: Phenelzine)، سيليجيلين (بالإنجليزية: Selegiline).

إضافة أدوية أخرى:

قد يصف الطبيب الأدوية الآتية كعلاجٍ إضافي لمضادات الاكتئاب:

• • أدوية الغدة الدرقية إذا كان المريض يُعاني من اضطرابٍ فيها.
  • الليثيوم (بالإنجليزية: Lithium)، والذي يُستخدم لعلاج اضطراب ثنائي القطب والصرع.
  • مضادات الذُهان، مثل: أريبيبرازول (بالإنجليزية: Aripiprazole) وأولانزابين (بالإنجليزية: Olanzapine).
  • ناهضات الدوبامين، مثل: براميبيكسول (بالإنجليزية: Pramipexole) وروبينيرول (بالإنجليزية: Ropinirole).
  • الكيتامين (بالإنجليزية: Ketamine).

ويُمكن أن يصف الطبيب زيت السمك، أو مكملات الزنك أو حمض الفوليك إذا أظهرت الفحوصات أنه يُعاني من نقصٍ فيها، فهذا قد يُحسّن أعراض الاكتئاب المقاوم للعلاج. [2]

اقرأ أيضًا: أفضل الفيتامينات للتغلب على الاكتئاب.

العلاج النفسي

من أنواع العلاج النفسي التي يلجأ إليها الطبيب: [1][4]

• العلاج السلوكي المعرفي:

يُحدد الطبيب أنماط التفكير السلبية والسلوكيات الخاطئة التي ترتبط بالاكتئاب، ثم يُوجه المريض إلى استبدالها بأفكار وسلوكيات إيجابية، وقد ذكرت دراسة أنّ العلاج السلوكي المعرفي حسّن أعراض الاكتئاب لدى الأشخاص الذين لم يستجيبوا للأدوية.

• العلاج السلوكي الجدلي:

يُركز على تطوير مهارة حل المشكلات، ومساعدته على التعامل مع الأفكار الانتحارية.

• العلاج النفسي التفاعلي:

في هذا العلاج يُركز الطبيب النفسي على حل مشكلات المريض الشخصية، وتحسين علاقته بالآخرين، إذ قد تكون السبب وراء مشكلاته النفسية.

• العلاج بالقبول والالتزام:

خلال هذا العلاج يتعلم المريض كيف يتصرف بإيجابية حتى عندما أرهقته الأفكار والمشاعر السلبية.

علاجات أخرى

يُمكن أن يلجأ الطبيب للطرق الآتية إذا لم تُجد الأدوية والعلاج النفسي نفعًا: [1][2]

• تحفيز العصب المبهم (بالإنجليزية: Vagus Nerve Stimulation)؛ يُزرع جهازٌ في الجسم يُرسل نبضات كهربائية بسيطة للجهاز العصبي، مما قد يُخفف أعراض الاكتئاب.
• التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (بالإنجليزية: Transcranial Magnetic Stimulation)؛ يعتمد هذا العلاج على استخدام جهاز خاص يُولد مجالًا مغناطيسيًا، ويُوضع الجهاز أمام فروة الرأس لتحفيز مناطق معينة في الدماغ، مما يُعدل المزاج ويُخفف أعراض الاكتئاب.
• العلاج بالصدمة الكهربائية (بالإنجليزية: Electroconvulsive Therapy)؛ يستخدم الطبيب جهازًا خاصًا يجعل المريض يصاب بنوبة تشنجية قصيرة، مما يُساعد الدماغ على إنتاج مواد كيميائية معينة تُخفف أعراض الاكتئاب.
• تحفيز الدماغ العميق (بالإنجليزية: Deep Brain Stimulation)؛ يزرع الطبيب أقطابًا كهربائية في الدماغ، لترسل نبضاتٍ كهربائية تنظم وظائف الدماغ وتخفف أعراض الاكتئاب.

اقرأ أيضًا: طرق مختلفة لعلاج الاكتئاب والقلق.

يُمكن أن تُساعد الطرق الآتية على تخفيف التوتر المزمن وتقليل خطر الإصابة بالاكتئاب المقاوم للعلاج: [6]

• امشي في الهواء الطلق ومارس الرياضة يوميًا؛ فلهذا دورٌ كبير في تحسين مزاجك وصحتك النفسية.
• احصل على قسطٍ كافٍ من النوم يوميًا.
• مارس اليوغا وتمارين التنفس العميق والتأمل.
• رتب أولوياتك وضع أهدافًا معقولة لما تود تحقيقه مستقبلًا.
• تطوع في الجمعيات والمؤسسات الخيرية؛ لأن هذا يزيد من تقديرك لذاتك ويُعزز شعورك بالسلام النفسي.
• اقضِ المزيد من الوقت مع عائلتك وأصدقائك، فعلى سبيل المثال اذهب معهم في نزهة إلى الطبيعة فهذا يُساعدك على الاسترخاء.
• لا تحاول كتم همومك ومشاعرك السلبية وتحدث مع شخصٍ تحبه وتثق به، فقد تتوصلان لحلولٍ مناسبة لمشكلاتك.

صحيحٌ أنّ هذا الاكتئاب يُعرف بالاكتئاب المقاوم للعلاج، إلا أنّه قابلٌ للعلاج، لكن قد يستغرق التوصل إلى خطة علاجية مناسبة وقتًا، لهذا من الضروري أن يتحلى المريض بالصبر ويلتزم بتعليمات الطبيب. [6]

[1] Ana Soule. Jennifer Coughlin. Treatment-Resistant Depression. Retrieved on the 8th of January, 2025.

[2] Healthline.com. How to Manage Treatment-Resistant Depression. Retrieved on the 8th of January, 2025.

[3] Brainsway.com. Treatment-Resistant Depression: Definition, Symptoms, and more. Retrieved on the 8th of January, 2025.

[4] Debra Fulghum Bruce. Treatment-Resistant Depression. Retrieved on the 8th of January, 2025.

[5] Healthcentral.com. Treatment-Resistant Depression: Why Depression Meds Don’t Always Work. Retrieved on the 8th of January, 2025.

[6] Clevelandclinic.org. Treatment-Resistant Depression. Retrieved on the 8th of January, 2025.