اضطراب الشخصية الاعتمادية | Dependent Personality Disorder

اضطراب الشخصية الاعتمادية

ما هو اضطراب الشخصية الاعتمادية

يعرف اضطراب الشخصية الاعتمادية أو الاتكالية أو ما كان يُسمى باضطراب الشخصية الواهنة بأنه اعتماد المُصاب بشكل مبالغ فيه على غيره لتلبية متطلباته واحتياجاته العاطفية أو الجسدية، وعدم قدرته على أداء أيّ مهام بنفسه دون وجود طرف آخر لتقديم يد العون له، وهو ما يُعيق ممارسة المُصاب لحياته بشكل طبيعي ومستقل، ويخلق عبئًا على الآخرين من حوله، لذا تتميّز طباع المصابين بالتعلّق المُبالغ والخضوع الشديد، ووجود مشاعر مفرطة ومهيمنة من القلق والخوف والشك، لذا يُصنّف اضطراب الشخصية الاعتمادية من ضمن مجموعة "ج" اضطرابات الشخصية، التي تشمل الاضطرابات النفسية التي تسودها مشاعر الخوف والقلق. [1] [2]

اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع

السبب الرئيسي وراء الإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية غير معروف بالضبط، ولكن هنالك مجموعة من العوامل والظروف التي ترفع احتمالية الإصابة به، وتتضمّن هذه العوامل ما يأتي: [2] [5]

  • تجارب الطفولة: إذ أنّ التعرّض للضرب أو العنف النفسيّ أو الاعتداء الجنسي خلال مرحلة الطفولة يزيد من فرصة الإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية، حتى الإهمال أو العلاقات الأُسرية غير المستقرة تُساهم في الإصابة به كذلك.
  • العوامل الوراثية: إذ ترتفع احتمالية الإصابة بالمرض لدى الفرد في حال كان أحد الأبوين أو كلاهما يُعانون من اضطراب الشخصية الاعتمادية أو غيره من اضطرابات القلق، وترتفع الاحتمالية أيضًا في حال كانت بعض أعراض المرض أو التصرفات المنوطة به مما يتسم به الوالدان.
  • الظروف البيئية والاجتماعية: وتتضمن الآتي:
    • الانخراط في علاقات مسيئة تسببت في الاعتداء الجسدي أو الخيانة للفرد.
    • الصدمات النفسية، خلال مرحلة الطفولة أو في سنوات الدراسة.
    • عدم الحصول على الدعم الكافي من الأهل أو مقدمي الرعاية.
    • المعاناة من الفقر.

عادةً ما تبدأ أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية بالظهور في بداية مرحلة البلوغ، وينتقص المصابون فيه من قدرتهم على أداء المهام وخدمة أنفسهم بأنفسهم، بل وقد يطلقون على ذواتهم صفات الغباء والبلاهة، كما يُعانون من قلق تجاه احتمالية انفصالهم عن الآخرين أو بقائهم لوحدهم، لذا فقد يعمدون لإذلال أنفسهم بهدف إرضاء شخص ما ولضمان عدم هجره لهم، ويكون ذلك بالإضافة إلى الأعراض الآتية: [3] [4]

  • صعوبة بالغة في اتخاذ القرارات دون طلب المساعدة والاستشارة، حتى في أبسط القرارات مثل اختيار الملابس اليومية.
  • تجنّب أي مسؤوليات مرتبطة بمرحلة البلوغ، والاعتماد على الشريك أو العائلة والأصدقاء في اتخاذ قرارات هذه المرحلة العُمرية؛ مثل مكان السكن والعمل.
  • فقدان الثقة بالنفس والنظر بسلبية تجاه الذات، ويمكن ملاحظة ذلك باعتقادهم الجازم بعدم مقدرتهم على الاعتناء بأنفسهم.
  • تجنّب المواقف ووجهات النظر المُعارضة خوفًا من فقدان الطرف الآخر أو خسارة دعمه ورضاه على المُصاب.
  • الخوف والقلق الشديدين من الانخراط في عمل أو علاقة جديدة نتيجة ضعف الثقة بالنفس والقدرات رغم وجود الحافز والقوة في الواقع.
  • الخوف من الوحدة والبقاء وحيدًا لعدم ثقتهم بمقدرتهم على الاعتناء بأنفسهم.
  • الانخراط المباشر في علاقة جديدة بديلة في حال انتهاء علاقة المُصاب بشخص مقرّب.
  • قبول التعرّض للذل أو سوء المعاملة في سبيل الحفاظ على علاقته مع من يعرفه.
  • حساسية مُفرطة تجاه التعرّض للنقد من الآخرين.

تتضمن أولى الخطوات التي يتبعها الطبيب في مرحلة التشخيص التأكّد من أن المُصاب يعاني بشكل مستمر ومؤذٍ من خوف فقدان العلاقة بالآخر، وآلية الدفاع التي يتبعها تتمثل في التعلّق المفرط وتقديم التنازلات والتذلل بهدف الحفاظ على العلاقة قدر الإمكان، كما يتأكد الطبيب من وجود 5 أو أكثر من الأعراض السابقة ذكرها، بالإضافة لإجراء بعض الاختبارات لاستثناء ارتباط الأعراض باضطرابات أو مشاكل أُخرى؛ مثل: [5] [3]

  • اضطراب الشخصية الحديّة؛ الذي يواجه المُصاب فيه الخوف من فقدان العلاقات بمشاعر عاتية من الغضب.
  • اضطرابات الشخصية الأُخرى؛ مثل اضطراب الشخصية التجنبيّة واضطراب الشخصية التمثيليّ.
  • أمراض جسدية قد تتسبّب بأعراض مشابهة لأعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية، ويعمد الطبيب لإجراء فحوص تشخيصية مختلفة لنفي وجود أي علاقة بين المشاكل الجسدية والأعراض التي يُعاني منها المُصاب.
  • اضطرابات نفسية أُخرى؛ مثل اضطراب الهلع، واضطرابات الاكتئاب، أو رهاب الخلاء.

يتوصل الطبيب المسؤول عند تشخيص الحالة لخطة علاجية تهدف إلى تقليل شدة الأعراض وتأثيرها على المُصاب قدر الإمكان، وعادةً ما تتضمن هذه الخطة الآتي: [8] [9]

  • العلاج النفسي الديناميكي: يُبنى على فكرة ارتباط معتقدات وتصرفات الفرد في حياته كبالغ بما عايشه ومرّ به خلال مرحلة الطفولة.
  • العلاج التفاعلي بين الأشخاص: يتضمن مجموعة من الجلسات العلاجية التي يتراوح عددها ما بين 12-16 جلسة، يتم خلالها تحديد طبيعة المشكلات الشخصية التي يواجهها المُصاب وترتيبها وفق الأهمية، ثمّ وضع خطة علاجية تهدف لإجراء تعديلات مناسبة يطبّقها الفرد في تفاصيل يومه لتحسين علاقاته.
  • العلاج السلوكي المعرفي: يهدف للتعامل مع ما يدور في ذهن الفرد من أفكار وينجم عنه من تصرفات، بحيث يقوم المُعالج النفسي بتغيير طريقة تفاعل الفرد مع هذه الأفكار وما يرتبط بها من تصرفات سلبية، واستبدالها بأفكار وتصرفات أفضل.
  • العلاج الدوائي: رغم عدم وجود علاج دوائي خاصّ باضطراب الشخصية الاعتمادية، إلا أن الطبيب المختصّ قد يصرف أدوية تستهدف بعض الأعراض التي يُعاني منها المُصاب؛ مثل مضادات القلق ومضادات الاكتئاب.
  • التعلم لتقديم الدعم: ويشمل كلًا من المصاب وعائلته، إذ أنّ معرفة طبيعة الاضطراب وما يتزامن معه من أعراض أو اضطرابات أُخرى يُساعد على التعامل معه ومُساندة المُصاب لتقليل تأثير الاضطراب على حياته.

يُمكن اتباع بعض الخطوات والنصائح التي تُساعد المصاب على التعايش مع اضطراب الشخصية الاعتمادية، وذلك من خلال الآتي:[10] [11]

  • الالتزام بالخطة العلاجية، بما فيها من مواعيد للجلسات العلاجية أو علاجات دوائية بالجرعات الموصى بها من قبل الطبيب.
  • التعرف على الظروف أو العوامل التي تُحفّز أعراض الاضطراب، ومحاولة تجنبها أو السيطرة عليها لتفادي تأثيرها على المصاب، ويُمكن طلب مُساعدة الطبيب لإيجاد الطرق الأمثل لتحقيق ذلك.
  • التواجد بين أفراد مساندين من عائلة أو أصدقاء، يتفهمون وضع المصاب ويمنحونه المساعدة ضمن نطاق محدد، بحيث يساعدونه على اتخاذ القرارات بالتدريج وتنفيذ الأعمال بمفرده قدر الإمكان.

في حال لم يشخّص اضطراب الشخصية الاعتمادية ويعالج كما يجب فقد يتسبب بالمشكلات والمضاعفات الآتية: [6] [7]

  • تعاطي الممنوعات أو المشروبات الكحولية.
  • الإصابة بالاكتئاب.
  • ازدياد احتمالية التعرّض للإساءة الجسدية والعاطفية أو الجنسية.
  • الإصابة بأحد اضطرابات القلق؛ مثل اضطراب الهلع، أو اضطراب الشخصية التجنبيّة، أو اضطراب الوسواس القهري.
  • التفكير بإيذاء النفس والانتحار.

[1] Hope Gillette. Cluster C Personality Disorders: Fearful And Anxious Traits. Retrieved on the 28th of May, 2024

[2] Sanjana Gupta. Dependent Personality Disorder Signs And Symptoms. Retrieved on the 28th of May, 2024

[3] WebMD. Dependent Personality Disorder. Retrieved on the 28th of May, 2024

[4] Psychology Today. Dependent Personality Disorder. Retrieved on the 28th of May, 2024

[5] Daisy Warner. What To Know About Dependent Personality Disorder. Retrieved on the 28th of May, 2024

[6] April Kahn. Dependent Personality Disorder (DPD). Retrieved on the 28th of May, 2024

[7] Medline Plus. Dependent Personality Disorder. Retrieved on the 28th of May, 2024

[8] Emily Whitton. Dependent Personality Disorder. Retrieved on the 28th of May, 2024

[9] Sheppard Pratt. Dependent Personality Disorder. Retrieved on the 28th of May, 2024

[10] Ruth Edwards. What Is Dependent Personality Disorder (DPD)?  Retrieved on the 28th of May, 2024

[11] Betterhelp. Understanding Dependent Personality Disorder: Symptoms, Causes, And Treatment. Retrieved on the 28th of May, 2024

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

happy مفيد

sad غير مفيد

أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بأمراض نفسية

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بأمراض نفسية

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بأمراض نفسية