ابيضاضات | Leukemias

تـُعدّ الابيضاضات اضطراباً تنشئياً في الخلية المولـِّدة للدم إذ تتغير بنية الاحمض الريبي النووي منزوع الاكسجين DNA في نواة هذه الخلية. أمّا الأسباب المستبطنة لتغيـُّر بنية DNA فلا تزال مجهولة، ولكن هناك عدة نظريات تحاول كل منها تفسير آلية الابيضاضات نوجزها فيما يلي: 1- النظرية الإشعاعية توجد دلائل كثيرة تشير إلى أنّ الأشعة المؤيـِّنة وبخاصة الأشعة السينية مولدة للابيضاض ويدعم ذلك النسبة العالية من الابيضاضات في هيروشيما وناكازاكي بعد مرور 6 – 7 سنوات على إلقاء القنبلة الذرّية عليهما، كما أنّ نسبة الابيضاض أعلى عند المرضى المصابين بالتهاب الفقار المُـقـَسـِّط Ankylosing Spondylitis وعند المصابين باللمفومات المعالجين بالأشعة ويبدو أنّ الأشعة تـُحدث شذوذات في الصبغيات على الرغم من أنّ هذه الشذوذات عوائية. 2- النظرية الفيروسية: تحمل الفيروسات Viruses صفاتها الوراثية في الحمض الريبي النووي RNA إذ بعد أن تدخل إلى الخلية فإنها تنتج DNA خاصاً بها ينجبل مع DNA نواة الخلية المخموجة Infected Cell وهناك يتناسخ مع DNA نواة خلية الثوي Host تحدث الاستحالة الخبيثة إذا كان الفيروس على مجين Genome مولـِّد للأورام. وقد اكتـُشف ريترو فيروس Retrovirus يستطيع إحداث الابيضاض عند الإنسان كفيروس HTLV-1 وفيروس Virus Type – 1 و Human T cell lymphotrophic التي تصيب اللمفاويات التائية محدثةّ ابيضاضاً لمفاوياً حاداً أو لمفوماً. 3- النظرية الوراثية: على الرغم من أنـّه يوجد بعض الأسر التي يصاب بها أكثر من فرد بهذا الابيضاض أو ذاك إلاّ أنـّه لا يوجد نمط وراثي ثابت لانتقالها، غير أنـّه من المعروف أنّ الأطفال المصابين بمتلازمة داون Down's معرضون للإصابة بالابيضاض أكثر بكثير من غيرهم وأن لديهم صبغي إضافي في الزوج 21 في خلايا الأنسجة وكذلك فإنّ بعض الأمراض الوراثية المترافقة اضطرابات صبغية كفقر دم فانكوني ومتلازمة بلوم ورنح توسع الشعريات تترافق أكثر من غيرها بالابيضاضات. 4- شذوذات الصبغيات: تشاهد شذوذات صبغية في معظم الابيضاضات الحادة والمزمنة وعندما تتطور هذه الشذوذات في خلية ما فإنـّها تتنسـَّج بدقة متناهية في نسيلة خاصة بها. تتلخص معظم الشذوذات الصبغية إمـّا بزيادة عدد الصبغيات أو نقصانه أو بخـَبَن أجزاء من الصبغيات أو بالإزفاء (تبديل مكان) جزء من صبغي إلى صبغي آخر. إن مشاركة الابيضاضات بالاضطرابات الصبغية يدل على أنـّها تلعب دوراً هاماً في آلية التنشؤ إلاّ أنـّه ليس من الواضح فيما إذا كانت هذه الشذوذات سبباً للابيضاضات أم تالية لها.