مرض السيلياك، أو الداء البطني | Celiac Disease

مرض السيلياك، أو الداء البطني

ما هو مرض السيلياك، أو الداء البطني

مرض السيلياك (بالإنجليزية: Celiac Disease)، والذي يعرف أيضًا بالداء البطني، أو الداء الزلاقي، هو أحد الأمراض المناعية التي تسبب تلفًا في الأمعاء الدقيقة نتيجة لتناول الجلوتين، ما يؤثر على امتصاصها للعناصر الغذائية. [1]

الجلوتين (بالإنجليزية: Gluten)، هو بروتين موجود في منتجات القمح، والشعير، وهو البروتين المسؤول عن مرونة العجين، وإعطاء القوام الخبز. عند تناول الجلوتين في حال الإصابة بمرض السيلياك، فإنه يسبب رد فعل عكسي تجاه هذا البروتين، مسببًا تلف في الشعيرات في الأمعاء الدقيقة، وصعوبة في امتصاص العناصر الغذائية، ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى سوء التغذية، وفقدان كثافة العظام، أو حتى أمراض عصبية وسرطانات معينة، وغيرها من المضاعفات. [2]

يعد مرض السيلياك من الأمراض الشائعة، حيث أن 1 من كل 100 شخص في العالم يعاني من المرض، ولكن 30% فقط يتم تشخيصهم بشكل صحيح. [3]

اضغط هنا واستشر طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع

أنواع مرض السيلياك

تتعدد أنواع مرض السيلياك، وتشتمل على: [4]

  1. مرض السيلياك الكلاسيكي (بالإنجليزية: Classic Celiac Disease)، ويشمل أعراضًا واضحة لسوء امتصاص العناصر الغذائية مثل الإسهال، فقدان الوزن، وعدم النمو الطبيعي.
  2. مرض السيلياك غير الكلاسيكي (بالإنجليزية: Non-Classic Celiac Disease)، وفي هذا النوع لا يظهر بشكل واضح على شكل أعراض هضمية، بل يمكن أن يظهر بأعراض متنوعة، مثل هشاشة العظام، واضطرابات في وظائف الكبد، ونقص الفيتامينات، واضطرابات في الأعصاب، العقم.
  3. مرض السيلياك الاحتمالي (بالإنجليزية: Potential Celiac Disease)، يشمل هذا النمط الأشخاص الذين لديهم نتائج إيجابية لفحوص الدم ولديهم الجينات المرتبطة بمرض السيلياك، ولكن ليس لديهم تلف واضح في الأمعاء الدقيقة.
  4. مرض السيلياك المقاوم (بالإنجليزية: Refractory Celiac Disease)، وهو إحدى درجات مرض السيلياك المتقدمة، حيث تستمر الأعراض حتى بعد اتباع حمية صارمة خالية من الجلوتين لمدة 6 إلى 12 شهرًا.

مهم جدًا أن يتم تشخيص مرض السيلياك وعلاجه بشكل صحيح، وذلك بالتعاون مع طبيب متخصص.

يعد سبب مرض السيلياك الأساسي أنه مناعي، حيث إنه ينجم عن رد فعل لجهاز المناعة تجاه بروتين الجلوتين، حيث يخطئ جهاز المناعة في التعرف على الخلايا والمواد الصحية ويتعرف عليها كخلايا ضارة وينتج أجسامًا مضادة ضدها. [1]

يوجد عوامل أخرى تزيد من خطر الإصابة بمرض، أو تدل على أن الشخص أكثر عرضة للإصابة به، وتشتمل على: [1,2]

  1. التاريخ العائلي، حيث إن داء السيلياك من الأمراض التي تنتقل عبر الأسر.
  2. العوامل البيئية، حيث أن الإصابة بعدوى فيروسية في الجهاز الهضمي في السنة الأولى من العمر يزيد من احتمالية الإصابة بالمرض.
  3. عدم الحصول على الرضاعة الطبيعية خلال المرحلة العمرية الموافقة لذلك.
  4. الحمل.
  5. الإصابة بمجموعة من الأمراض المزمنة، مثل:
    • مرض السكري من النوع الأول.
    • أمراض الغدة الدرقية المناعية، حيث أن العلاقة ما بين السيلياك والغدة الدرقية أن كلاهما من الأمراض المناعية، وقد تنتج عن خمول الغدة الدرقية المناعي، أو نشاط الغدة الدرقية المناعي، الذي يعرف باسم هاشيموتو.
    • متلازمة داون.
    • متلازمة تيرنر، وهي حالة تتميز بنقص كروموسوم X لدى الإناث.
    • مرض أديسون.
    • التهاب المفاصل الروماتويدي.
    • التصلب المتعدد.
    • التهاب الكبد الذاتي المناعي.
    • متلازمة شوغرن.
    • الذئبة الحمامية.
    • متلازمة القولون العصبي.
    • التهاب البنكرياس المزمن.
    • مرض الصدفية.
    • عدم تحمل اللاكتوز.
    • لمفوما الأمعاء، أو سرطان الأمعاء.

كما تعد الإناث أكثر عرضة للإصابة بالمرض من الرجال. [5]

 

يمكن أن تتراوح أعراض مرض السيلياك ما بين الخفيفة والشديدة، وغالبًا ما تظهر وتختفي، وقد لا تسبب الحالات الخفيفة أي أعراض وغالبًا ما يتم اكتشاف الحالة فقط أثناء إجراء فحوص لاختبار حالة طبية أخرى. [1]

أعراض مرض السيلياك عند البالغين

تشتمل أعراض مرض السيلياك عند البالغين على ما يلي: [1,2,5,6]

  • ألم في البطن.
  • فقر الدم.
  • الانتفاخ والغازات.
  • ألم في العظام أو المفاصل.
  • الإمساك أو الإسهال، وغالبًا ما يكون البراز فاتح اللون، أو تفوح منه رائحة سيئة، وتحتوي على الدهون.
  • حرقة في المعدة.
  • التهاب الجلد الهربسي (بالإنجليزية: Dermatitis Herpetiformis)، ويكون مصحوب بالحكة ويحتوي على فقاعات تنفجر عند حكها، وعادةً ما تظهر على المرفقين والركبتين، على الرغم من أنه قد يظهر في أي مكان على الجسم.
  • صداع أو تعب.
  • تقرحات في الفم.
  • غثيان.
  • اضطرابات في الجهاز العصبي، بما في ذلك التنمل، أو وخز أطراف اليدين أو القدمين، ومشاكل التوازن، أو تغيرات في الوعي.
  • فقدان الوزن.
  • فقدان كثافة العظام وضعف وظيفة الطحال.
  • سوء التغذية، ونقص في العناصر الغذائية والفيتامينات، مثل الحديد والفيتامين B12.

ومن أبرز أعراض مرض السيلياك عند النساء أنه يسبب العقم، وصعوبة في الحمل. [1]

أعراض مرض السيلياك عند الأطفال

يعد الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات الهضمية مقارنة بالبالغين المصابين بالمرض. تشتمل أعراض حساسية السيلياك عند الأطفال على ما يلي: [2,6]

  • انتفاخ البطن أو تورمه.
  • الإمساك أو الإسهال، ويكون البراز فاتح، وله رائحة كريهة.
  • اضطراب المعدة أو القيء.
  • فقدان الوزن.
  • فقر الدم.
  • تلف مينا الأسنان.
  • تأخر البلوغ.
  • فشل النمو وبطؤه، خصوصًا للرضع.
  • تقلب المزاج أو التغيرات في المزاج.
  • مشاكل عصبية، مثل صعوبات التعلم، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
 

يرتكز تشخيص السيلياك على إجراء اختبار دم، وفي بعض الحالات، قد يحتاج المريض لإجراء خزعة للأمعاء الدقيقة لتأكيد التشخيص. [1]

يشتمل تشخيص مرض السيلياك على ما يلي: [1,7]

  1. معرفة التاريخ الشخصي المرضي، والتاريخ العائلي للإصابة بالمرض، بالإضافة إلى إجراء الفحص السريري للمريض.
  2. إجراء فحوصات الدم، للبحث عن الأجسام المضادة التي تتكون في الدم عند الإصابة بمرض السيلياك، بما في ذلك أجسام المضادة المضادة للجلوتين.
  3. أخذ خزعة من الأمعاء الدقيقة، ويتم إجراؤها في حال وجود أجسام مضادة في الدم. يتم أخذ الخزعة من خلال إدخال منظار عبر الفم وتوجيهه إلى الأمعاء الدقيقة لأخذ عينات من البطانة، ويتم تخدير المريض تخديرًا موضعيًا.
  4. إجراء فحوصات أخرى، وذلك بعد تأكيد التشخيص، للتأكد من عدم الإصابة بمضاعفات مرض السيلياك، مثل فقر الدم وسوء التغذية، وهشاشة العظام.

تجدر الإشارة إلى أنه أثناء الخضوع لفحص السيلياك يجب على المريض تناول الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين لضمان دقة نتائج الفحص، وينصح بعدم البدء في اتباع حمية خالية من الجلوتين حتى يتم تأكيد التشخيص من قبل أخصائي مختص، وإن كانت نتائج اختبار الدم إيجابية. [1]

من المهم تشخيص مرض السيلياك مبكرًا، لتجنب أي من المضاعفات التي قد تصاحب المرض. [3]

قد يكون من الصعب تشخيص مرض السيلياك لأنه يشترك في الأعراض مع حالات أخرى، بما في ذلك: [7]

  1. متلازمة القولون العصبي.
  2. مرض كرون.
  3. عدم تحمل اللاكتوز.
  4. حساسية الجلوتين غير المرتبط بمرض السيلياك.
  5. زيادة البكتيريا في الأمعاء الدقيقة.
  6. فشل البنكرياس.
 

يعد مرض السيلياك من الأمراض المزمنة التي لا علاج تام لها، ولكن من أسس علاج السيلياك اتباع نظام غذائي خال من الجلوتين. [1]

على المريض معرفة المسموح والممنوع لمرض السيلياك، ومن الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين والممنوعة للمرضى ما لم يتم تصنيفها على أنها نسخ خالية من الجلوتين، ما يلي: [1,2]

  • الخبز.
  • المعكرونة.
  • الحبوب.
  • البسكويت أو الكراكرز.
  • الكعك والمعجنات.
  • الفطائر.
  • الصلصات.
  • رقائق البطاطس، والبطاطس المقلية المثلجة.
  • اللحوم الباردة المصنعة.

من المهم دائمًا التحقق من القيم الغذائية للأطعمة، حيث أن العديد منها، لا سيما الأطعمة المصنعة، تحتوي على مواد إضافية تحتوي على الجلوتين. كما قد يتم العثور على الجلوتين أيضًا في بعض المنتجات غير الغذائية، بما في ذلك بعض الأدوية، ومعجون الأسنان. [1]

أما عن الأطعمة المسموحة والخالية من الجلوتين، فمن الأمثلة عليها ما يلي: [2]

  • الفواكه والخضار.
  • اللحوم الطبيعية والأسماك.
  • المكسرات.
  • الأرز، والذرة، والبطاطس.
  • البقوليات.
  • الكينوا.
  • بذور الشيا، والكتان.

قد يتسائل البعض عن دواء مرض السيلياك، ولكن يجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد علاج للمرض بحد ذاته، ولكن هناك علاجات للأعراض التي قد تظهر على المريض، وتشمل: [1,7]

  • دواء الديامينوديفينيل سلفون (بالإنجليزية: Diaminodiphenyl Sulfone)، لعلاج أعراض التهاب الجلد التقرحي.
  • الفيتامينات المكملات الغذائية، للوقاية من سوء التغذية وفقر الدم.
  • المطاعيم، حيث أن في بعض الأشخاص، يمكن أن يتسبب مرض السيلياك في ضعف وظيفة الطحال، مما يجعلهم أكثر عرضة للعدوى. لذلك، ينصح باستخدام تطعيم الإنفلونزا، ومطاعيم التهاب الرئة والتهاب السحايا، وتطعيم السالمونيلا.

عند الإصابة بمرض السيلياك الذي لا يستجب للعلاج، يتم إجراء فحوصات للتأكد من عدم وجود حالة أخرى تسبب الأعراض، وفي حال عدم وجود مشكلة أخرى، يلجأ الطبيب لاستخدام بعض الأدوية، مثل دواء الستيرويد، مثل البيريدينيزولون، أو الأدوية المثبطة للمناعة، والتي تساعد في منع الآثار الضارة للجهاز المناعي. [1]

اقرأ أيضًا: أنواع أمراض المناعة الذاتية

 

في حال عدم علاج الداء البطني أو التأخر في التشخيص، فإنه يتسبب بظهور مجموعة من المضاعفات والأمراض المزمنة. [3]

تشتمل مضاعفات مرض السيلياك على ما يلي: [1,3]

  • هشاشة العظام.
  • خلل في وظيفة المرارة.
  • أمراض القلب.
  • العقم والإجهاض.
  • سوء التغذية، ونقص الفيتامينات والمعادن، وفقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
  • عدم تحمل اللاكتوز.
  • تليف الكبد.
  • الاضطرابات العصبية، بما في ذلك اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، والصداع، وآلام العضلات والمفاصل، والتشنجات، والخرف، والاعتلال العصبي، والاعتلال العضلي.
  • قصور البنكرياس.
  • سرطان الأمعاء الدقيقة وسرطان الغدد الليمفاوية.

[1] National Health Services. Coeliac disease. Retrieved on the 15th of August, 2023.

[2] WebMD.com. Celiac Disease. Retrieved on the 15th of August, 2023.

[3] Celiac Disease Foundation. What is Celiac Disease? Retrieved on the 15th of August, 2023.

[4] Tarar, Z. I., Zafar, M. U., Farooq, U., Basar, O., Tahan, V., & Daglilar, E. (2021). The Progression of Celiac Disease, Diagnostic Modalities, and Treatment Options. Journal of investigative medicine high impact case reports, 9, 23247096211053702. https://doi.org/10.1177/23247096211053702

[5] Medline Plus. Celiac Disease. Retrieved on the 15th of August, 2023.

[6] Rachael Ajmera. 9 Symptoms of Celiac Disease. Retrieved on the 15th of August, 2023.

[7] Jamie Smith. What to know about celiac disease. Retrieved on the 15th of August, 2023.

الكلمات مفتاحية

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟
أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بأمراض الجهاز الهضمي

سؤال من أنثى سنة

في أمراض الجهاز الهضمي

هل مرض السيلياك أو الداء البطني خطير؟

مرض السيلياك أو حساسية القمح ليس مرضا خطيرا ويستطيع المصاب به أن يعيش حياة طبيعية إذا ما التزم بالحمية المطلوبة وهي الامتناع عن الأطعمة المحتوية لبروتين الغلوتين الموجود في القمح والشعير والجاودار .

سؤال من أنثى سنة

في أمراض الجهاز الهضمي

حمية لمرض البنكرياس الحاد

ان كان المريض يعاني من البنكرياس الحاد فيتم علاجه في المستشفى و يوصي الطبيب المعالج بعدم تناول الطعام بالإضافة الى العلاج. اما ان كان سؤالك لا يدل على الوضع الحقيقي للمريض فهذا شيء آخر . و لك كل الاحترام ايتها الأخت الكريمة.

سؤال من ذكر سنة

في أمراض الجهاز الهضمي

ما هي الاطعمة التي يفضل تجنبها للمصابين بالداء البطني (السيلياك)؟

(الاطعمة التي تحتوي على البروتين المركب للأغذية المُصنعة من القمح والحبوب المرتبطة به كالشعير والشوفان ) المتواجد في الخبز والمعكرونة و غيرها , لذلك يجب تجنب تناول الأطعمة التي تتكون من الغلوتين كما في منتجات القمح و الشعير والتأكد من محتوى الأطعمة على ملصقات المواد الغذائية . كما يُوصى بضرورة تناول المكملات الغذائية لعلاج سوء التغذية الذي يُسببه نقص امتصاص المواد الغذائية

محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي

أخبار ومقالات طبية

جميع الاخبار والمقالات
فوائد البقدونس مقالات
إعلان جدري القردة كحالة طوارئ صحية عالمية أخبار
الفرق بين الحقن المجهري واطفال الانابيب مقالات
عرض جميع المقالات الطبية

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية

food

قدر وجباتك واحتياجاتك الغذائية على الفور
احصل على تقدير استهلاكك اليومي من الطعام واتخذ خيارات أكثر صحة. جربه الآن
التقط صورة سريعة لوجبتك واكتشف محتواها من السعرات الحرارية بسهولة.

مصطلحات طبية مرتبطة بأمراض الجهاز الهضمي

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بأمراض الجهاز الهضمي