كيف نمنع المراهقين من التدخين؟

قد تشعر أنّ ابنك لا يهتم بما تقوله، أو يتظاهر بعدم الإصغاء، لكن لا تيأس وتذكّر مسؤوليتك تجاهه، وكن حازمًا في موقفك تجاه التدخين، وأظهر له أنك ترفض هذه العادة، ولا تقبل بها تحت أي ظرفٍ كان، وضع قواعد صارمة بشأن ذلك، وناقش معه العواقب المترتبة على مخالفتها دون عنفٍ أو تهديد. 

كما تعلّم، يلجأ البعض للتدخين كوسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية والضغط النفسي، لذا علّم ابنك كيف يتعامل معها بطريقة صحية، على سبيل المثال شجعه على ممارسة الرياضة، والتأمل وكتابة المذكرات لتفريغ المشاعر السلبية، ولا تتردد في استشارة طبيبٍ نفسي إن كان يُعاني من ضغوطاتٍ شديدة أو تغير سلوكه بطريقة مقلقة.

من منا لم يرتكب الأخطاء في فترة المراهقة بسبب ضغط الأصدقاء؟ لهذا تعرف على دائرة أصدقاء ابنك، وافهم طبيعة علاقتهم به، لكن لا تتدخل بطريقة انتقادية أو متسلطة، وإذا لاحظت أن بعضهم يدخنون، فلا تنتظر حتى يبدأ ابنك بتقليدهم، بل اشرح له تأثير الأصدقاء، وعلّمه كيف يقول "لا" بثقة دون أن يستجيب لضغوطاتهم.

قلة الثقة بالنفس قد تدفع المراهقين لتجربة التدخين، فقد يرى التدخين طريقة مريحة للتعامل مع مشاعر التوتر والقلق والاكتئاب، وربما يعتقد أن التدخين يُمكن أن يُقرّبه من أقرانه، وهنا يأتي دورك! لذا عامل ابنك باحترام وقدم له الدعم المعنوي الذي يحتاجه، وشجعه على المشاركة في الأنشطة التي تبني شخصيته.

راقب نوعية المسلسلات والأفلام، ومواقع التواصل التي يتابعها ابنك؛ إذ يُروج بعضها للتدخين بطريقة غير مباشرة، حيث تخلق انطباعًا بأنّ المدخن شخص رائع وواثق من نفسه، أو أنّ التدخين طريقة مقبولة للتخفيف من الضغط والتوتر.

إلى جانب الأضرار الصحية والنفسية، يمثل التدخين عبئًا ماليًا كبيرًا على المراهق وعائلته. فمع أنّ تكلفة العلبة الواحدة قد تبدو بسيطة، لكنها بمرور الوقت تتراكم لتشكل مبالغ طائلة تُهدر على عادة تدمر الجسم، لذا اشرح له كيف يمكنه استثمار أمواله في أنشطة أكثر متعة وفائدة، أو شراء أشياء أكثر أهمية، مثل الملابس أو الأجهزة الإلكترونية.

يعتقد بعض المراهقين أنهم يستطيعون التوقف عن التدخين في أي وقت يشاؤون، لكنهم يجهلون أن منتجات التبغ تحتوي على مادة النيكوتين، وهي مادة تسبب الإدمان بسرعة، لذا اشرح لابنك أنّ الكثير من المدخنين بدؤوا في سن المراهقة معتقدين أنها مجرد تجربة مؤقتة، لكنهم وجدوا أنفسهم عالقين في هذه العادة لسنوات طويلة.

تحدث مع ابنك عن أضرار التدخين بطريقة تتناسب مع عمره ووعيه، وعبّر عن مخاوفك بصدق دون توبيخ أو تهديد. واشرح له كيف يُسبب التدخين تصبغ الأسنان ورائحة الفم الكريهة، كما أنه يزيد خطر إصابته بأمراض القلب، وسرطان الرئة والسكتة الدماغية.

يميل الأبناء بطبيعتهم إلى تقليد سلوك آبائهم، لذا فإنّ تدخينك أمامهم قد يدفعهم إلى اتباع نفس العادة دون إدراك مخاطرها. إذا كنت مدخنًا فحاول أن تقلع عن التدخين، وتحدث بصدقٍ مع ابنك المراهق عن معاناتك مع التدخين، وصعوبة الإقلاع عنه، واسمح له بأن يرافقك في هذه الرحلة.