هناك العديد من الدراسات التي أشارت إلى أن ميكروبات الأمعاء لها دور في تنظيم كتلة العضلات ووظائفها، ومن بين هذه الدراسات تشير دراسة جديدة أجريت على الفئران إلى أن بكتيريا الأمعاء غير الصحية أو المعطلة يمكن أن تضعف نمو العضلات.
توصل العلماء إلى هذا الاستنتاج بعد مقارنة مجموعتين من الفئران، تلقت إحداهما المضادات الحيوية باستمرار، ووجدوا أن عضلات الفئران التي تلقت العلاج بالمضادات الحيوية أي أن لديها أمعاء غير صحية، لم تنمو بنفس القدر.
يقول البروفيسور جون مكارثي أستاذ مشارك في علم وظائف الأعضاء في جامعة كنتاكي في ليكسينغتون، بصفتنا أخصائيين بكيفية تكيف العضلات الهيكلية مع التمارين، تساءلنا عما إذا كانت بكتيريا الأمعاء قد يكون لها دور في هذا التناغم نظراً لدورها المركزي في صحة الفرد.
حلل الباحثون 42 أنثى فأرة، قاموا بإعطاء المضادات الحيوية لمجموعة واحدة عن طريق مياه الشرب الخاصة بهم، والحفاظ على المجموعة الأخرى خالية من الجراثيم، ثم قاموا بتدريب الفئران على عجلات الجري لمدة 9 أسابيع.
قامت المجموعتان بالجري لفترة مماثلة من الوقت خلال التدريب، وانتهت النتائج إلى أن المضادات الحيوية لم يكن لها تأثير عميق على أداء الجري.
لكن سجلت الملاحظات إن مجموعة الفئران التي تلقت المضادات الحيوية كان نمو العضلات أبطأ وأقل استجابة للتمرين، وبالتالي تشير هذه النتائج إلى أنه لكي تنمو العضلات بعد التمرين، فإن وجود بكتيريا أمعاء سليمة ضروري في الفئران.
وأضاف البروفيسور مكارثي، من وجهة نظر رياضية وجد أن العدائين من الطراز العالمي لديهم نوع معين من البكتيريا التي توفر مصدراً إضافياً للطاقة، والتي يعتقد أنها تساعدهم على الركض بسرعة.
يفسر الدكتور مايكل لوستجارتن نتائج الدراسة بأن المستقلبات التي تنتجها بكتيريا الأمعاء يمكن أن تؤثر على كتلة العضلات ويعتقد أن تكون هذه المستقبلات هي الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة والتي ينتجها التخمر البكتيري للألياف المعروف عنها أنها تزيد من كتلة العضلات.
وهناك بعض الدراسات الأخرى القديمة بهذا الشأن ومنها:
دراسة أجريت عام 2015 تشير إلى أن الفئران التي لا تملك على بكتيريا أمعاء صحية تقلل من كتلة عضلاتها، وانتهت الدراسة إلى أن الحالة الجرثومية للأمعاء أمر بالغ الأهمية لأداء التمرين.
في النهاية يقول البروفيسور تايلور فالنتينو المؤلف الرئيسي للدراسة إننا نسعى أن نحدد المواد التي تصنعها بكتيريا الأمعاء لمساعدة العضلات على النمو بعد التمرين، وساعتها سوف نتمكن من استخدام بعض هذه المواد لتعزيز نمو العضلات لدى الأشخاص الذين يعانون من فقدان العضلات مثل مرضى السرطان أو كبار السن.