تتسبب أنواع خاصة من بكتيريا الوجه بالتهاب بصيلات الشعر (بالإنجليزية: Facial Folliculitis)، ويمكن لهذا الالتهاب أن يحدث في أي مكان في الجسم ينمو فيه الشعر مثل: الرأس، والرقبة، والبطن، والأفخاذ، وغيرها.

غالباً ما يسبب هذا الالتهاب نوع من البكتيريا يسمى مكورة عنقودية ذهبية (بالإنجليزية Staphylococcus Aureus)، حيث تعيش هذه البكتيريا بشكل طبيعي على الجلد، لكن حدوث أي خلل في توازن البكتيريا المتعايشة على الجلد يزيد نمو بكتيريا الوجه لتصبح عدوى وتظهر الأعراض المرضية.

يوجد لكل شعرة بصيلة تحت الجلد، يغلفها جراب خاص توجد بداخله بصيلة الشعر والغدد الدهنية. يمكن لهذا الجراب أن يلتهب نتيجة بكتيريا الوجه أو عدوى فطرية أوغيرها، يبدو الالتهاب في البداية على شكل انتفاخ أحمر ذو رأس أبيض محيط بالشعرة، يمكن أن تتطور العدوى إلى طفح جلدي ودمامل. ويمكن أن تصيب بكتيريا الوجه بصيلة شعر واحدة، كما ويمكن أن تنتشر في مختلف أنحاء الجسم.

يمكن التعافي من الإصابة من الالتهاب الناتج عن بكتيريا الوجه في الحالات البسيطة من خلال تدابير العناية الشخصية اليومية. أما في الحالات المتقدمة أو المتكررة يجب مراجعة الطبيب لوصف العلاجات الدوائية المناسبة.

تنتشر عدوى بكتيريا الوجه بشكل كبير، وقد أعلنت مؤخراً المذيعة المصرية ريهام السعيد عن إصابتها ببكتيريا الوجه، وطلبت من محبيها ومتابعينها الدعاء لها بالشفاء.

العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة ببكتيريا الوجه 

تشكل البشرة طبقة حماية تمنع دخول أي نوع من العدوى إلى داخل الجسم، ويوجد على الجلد العديد من أنواع البكتيريا التي تعيش بشكل طبيعي وتعتبر مفيدة لجسم الإنسان، لكن يوجد عوامل كثيرة تعمل على تغيير هذا التوازن، وإعطاء بكتيريا الوجه الضارة فرصة أكبر للتكاثر والتسبب بالمرض، منها:

  • وجود أمراض أخرى تضعف مقاومة الجسم لبكتيريا الوجه مثل الإصابة بمرض السكري أو أورام الدم ( بالإنجليزية: Leukemia) أو الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز (بالإنجليزية: Acquired Immunodeficiency Syndrome).
  • الإصابة بحب الشباب أو التهاب الجلد في نفس الوقت.
  • تناول بعض أنواع الأدوية مثل الكورتيزون أو المضادات الحيوية لفترات طويلة لعلاج حب الشباب، حيث تؤثر هذه الأدوية على توازن البكتيريا المفيدة المتعايشة على سطح الجلد في الإنسان، فتزداد من إمكانية نمو بكتيريا الوجه الضارة.
  • يعتبر الرجال أكثر عرضة للإصابة بالتهابات بكتيريا الوجه، وتحديدا أصحاب الشعر المجعد، فعند حلاقة الذقن بشكل متكرر، تزداد فرصة التفاف الشعرة حول نفسها وتبقى تحت الجلد، مما يجعلها مكاناً مناسباً لنمو بكتيريا الوجه.
  • ارتداء بعض أنواع الألبسة التي تحفظ الحرارة وتسبب التعرق مثل القفازات المطاطية أو الأحذية مرتفعة الساق المصنوعة من الجلد، حيث تعمل هذه الملابس على انسداد تهوية مسامات الجلد، وملئها بالعرق والإفرازات الدهنية.
  • عدم الاستحمام بعد التعرق بشدة وتنظيف الجسم بشكل جيد، حيث يؤدي تراكم العرق إلى توفير بيئة مناسبة جداً لنمو بكتيريا الوجه الضارة.
  • إزالة شعر الوجه بالشمع أو كثرة الحلاقة التي تسبب تلف لبصيلات الشعر، بالإضافة إلى إمكانية تعرض الجلد للجروح أثناء الحلاقة، تساهم بدخول بكتيريا الوجه الى بصيلة الشعر وتسبب الالتهاب.
  • استخدام حمامات السباحة الساخنة مثل الجاكوزي أو الساونا مباشرة بعد إزالة الشعر، حيث تكون المسامات واسعة، والبشرة متهيجة، فتصبح فرصة دخول بكتيريا الوجه إلى داخل الجلد والإصابة بالعدوى أسهل.
  • السباحة في البرك المائية مباشرة بعد الخروج من حمامات السباحة الساخنة، حيث يسهل ذلك دخول البكتيريا أيضاً بسبب توسع مسامات الجلد.
  • السمنة المفرطة.

أعراض الإصابة ببكتيريا الوجه 

تظهر الأعراض التالية عند الإصابة ببكتيريا الوجه:

  • احمرار وحكة.
  • ألم وانتفاخ.
  • ظهور البثور الحمراء ذات الرأس الأبيض.
  • دمامل صغيرة بيضاء مليئة بالقيح.

أنواع الالتهابات نتيجة بكتيريا الجلد والوجه

تقسم الالتهابات الناجمة عن بكتيريا الجلد والوجه إلى التهابات سطحية والتهابات عميقة تصيب طبقات الجلد،

التهاب بصيلات الشعر السطحي

  • التهاب بصيلات الشعر البكتيري

هو النوع الأكثر انتشاراً ويحدث نتيجة دخول بكتيريا الوجه الضارة لطبقات البشرة بعد الإصابة بجروح، وتكون على شكل بثور مليئة بالقيح، مؤلمة وتسبب الحكة. تختفي بدون ترك ندوب أو آثار، استخدام مضاد حيوي على شكل مرهم موضعي قد يكون مفيداً ويسرع الشفاء.

اعاني من دهون البشرة والرؤوس السوداء بشكل كبير

  • التهاب بصيلات شعر اللحية

هو التهاب بكتيريا الوجه المزمن يصيب الرجال عادة في منطقة اللحية وحول الفم نتيجة احتكاك الجلد المستمر بسبب الحلاقة، نتيجة التفاف الشعرة تحت الجلد. يكون على شكل بثور بيضاء محيطة بالشعر، واحمرار في البشرة، يصاحبها ألم وتهيج.

بعض الحالات التي لا يتم علاجها تنتقل العدوى إلى طبقات أعمق في الجلد، وتترك ندوب محاطة ببثور، بالإضافة إلى أنها قد تنتقل إلى العين وتسبب التهاب في ملتحمة العين.

  • التهاب حمامات السباحة الساخنة

يسببه نوع من البكتيريا يتم العثور عليها في برك وأحواض المياه الساخنة حيث لا تتم مراقبة مستويات الكلور وتوازن درجة الحموضة بشكل كاف. تظهر الأعراض عادة في غضون 72 ساعة من السباحة على المناطق المعرضة للماء. عادة تختفي الأعراض بشكل تدريجي دون علاج خلال 5 أيام. 

التهاب بصيلات الشعر العميق

وصول بكتيريا الوجه لطبقات الجلد الداخلية يسبب التهاب عميق ومزمن، ينتج عنه تكون دمامل مليئة بالقيح، يصاحبها احمرار وتهيج في المنطقة المصابة، مع ألم وارتفاع في درجة حرارة الجسم.

المرضى المصابين بالإيدز يكونون عرضة للإصابة بنوع خاص من بكتيريا الوجه، تسبب حكة واحمرار مع بثور في المنطقة المصابة وتترك بعد علاجها بقع غامقة وتصبغات على الجلد.

مضاعفات الإصابة ببكتيريا الوجه 

يعتبر التعرض لبكتيريا الوجه مرضاً منتشراً، ويمكن علاجه بشكل مناسب وسهل في معظم الحالات، لكن تطور الالتهاب السطحي إلى التهاب عميق ومزمن قد يؤدي إلى مجموعة من المضاعفات، منها:

  • التهاب النسيج الخلوي (بالإنجليزية: Cellulitis).
  • تكون دمامل كبيرة ومؤلمة، تحديداً في المنطقة حول الأنف يمكن أن تنتقل البكتيريا داخل الدمامل الكبيرة إلى الدماغ مسببة السحايا و مضاعفات أخرى خطيرة، لكن ذلك يحدث في الحالات المتقدمة.
  • التهاب البصيلات المزمن حين يتسبب في تدمير بصيلات الشعر يحدث فقدان شعر دائم وصلع في المنطقة المصابة.
  • تكون ندب دائمة وتصبغات غامقة.
  • تكرار العدوى بشكل متكرر في مرضى نقص المناعة.

تشخيص الإصابة ببكتيريا الوجه

يقوم الطبيب بفحص الطفح الجلدي الناتج عن بكتيريا الوجه سريرياً، من المهم عند الفحص السريري التمييز بين التهاب البصيلات الناتج عن بكتيريا الوجه، وحب الشباب، حيث يتشابه كلاهما في مرحلة من المراحل بوجود بثور بيضاء مليئة بالقيح أو الدهون.

يحتاج الطبيب في بعض الحالات التي تتكرر فيها العدوى لتحديد نوع البكتيريا المسببة للمرض، ووصف المضاد الحيوي المناسب لها.

علاج بكتيريا الوجه والجلد 

يختلف علاج الالتهاب الناتج عن بكتيريا الوجه حسب الحالة، ودرجة الإصابة، ونوع الالتهاب، وحالة المريض الصحية بشكل عام. في الحالات البسيطة مثل التهاب حمامات السباحة الساخنة يختفي الطفح الجلدي خلال عدة أيام دون استخدام أي علاج، لكن في حالات أخرى يحتاج المريض إلى:

  • مضاد حيوي مناسب يتم وصفه من قبل الطبيب على شكل مرهم.
  • مضاد حساسية لتقليل التهيج والحكة في المنطقة المصابة.
  • مسكن ألم.
  • كمادات الماء الدافئة لتقليل الألم والاحتقان.
  • تنظيف المنطقة المصابة بشكل دوري لتسريع الشفاء.

العلاج في حالات الالتهاب العميق لبصيلات الشعر وتكون دمامل

من المهم جدا عدم الضغط على الدمامل ومحاولة تفريغ القيح من داخلها، فذلك قد يتسبب في انتقال البكتيريا إلى أماكن أعمق في الوجه وحدوث مضاعفات أخطر خصوصاً إذا كانت الدمامل موجودة حول الأنف، لذلك يقوم الطبيب بتفريغ القيح من الدمامل عن طريق جرح صغير تحت ظروف معقمة، ومن الممكن أن يتم وصف مضاد حيوي عن طريق الفم أو موضعي لتسريع عملية الشفاء. 

اقرا ايضاً :

أسباب متعددة لتساقط الشعر لدى النساء

الحماية من الإصابة ببكتيريا الوجه 

يمكن الحماية من الإصابة ببكتيريا الوجه باتباع أمور بسيطة مثل:

  • استخدام مرطبات للشعر قبل الحلاقة، والحرص على الحلاقة مع اتجاه نمو الشعرة تجنباً لتحفيز عكس اتجاه نمو الشعرة والتفافها.
  • تجنب الحلاقة قدر الإمكان، واستخدام بدائل للحلاقة مثل الليزر لإزالة الشعر، حيث أثبتت الدراسات أن استخدام الليزر لإزالة الشعر خصوصاً عند وجود شعر مجعد وسميك يقلل من احتمالية حدوث التهاب في البصيلات نتيجة التفاف الشعر، يخفف الشعر وسماكته بنسبة 50%.
  • عدم ارتداء الملابس الضيقة المسببة للاحتكاك.
  • الاستحمام بعد التعرق الشديد.
  • التأكد من نظافة وتعقيم برك السباحة الساخنة وعدم استخدامها مباشرة بعد الحلاقة وإزالة الشعر.
  • تهوية البشرة وعدم استخدام مساحيق تغلق المسامات لفترات طويلة.
  • عدم مشاركة الآخرين بأدوات الحلاقة الشخصية.

اقرأ أيضاً: ازالة الشعر بالليزر (ليزر الشعر)