حذّرت دراسة بريطانية واسعة من أن المشروبات التي تحتوي على المحليات الصناعية أو المعروفة بمشروبات "الدايت" ليست بالضرورة خيارًا صحيًا، بل قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض الكبد الدهنية، أكثر من المشروبات السكرية العادية.
المحليات الصناعية تتفوق بالضرر
الدراسة، التي استندت إلى بيانات 123,788 شخصًا من قاعدة بيانات البنك الحيوي البريطاني، وتابعتهم لأكثر من 10 سنوات، كشفت أن تناول علبة واحدة يوميًا من المشروبات منخفضة أو خالية السكر يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي (MASLD) بنسبة 60%، في حين ارتبطت المشروبات السكرية بزيادة الخطر بنسبة 50%.
وعُرضت النتائج خلال مؤتمر أسبوع أمراض الجهاز الهضمي الأوروبي 2025 في برلين، حيث أكدت الباحثة ليهي ليو من جامعة "سوتشو" الصينية أن هذه النتائج "تتحدى التصور الشائع بأن مشروبات الدايت غير ضارة"، داعيةً إلى إعادة التفكير في دورها ضمن النظام الغذائي، خصوصًا مع تزايد معدلات أمراض الكبد عالميًا.
الكبد الدهني.. وباء عالمي صامت
يؤثر مرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي (MASLD) حالياً على ما يقدر بنحو 38% من سكان العالم، وأصبح سبباً رئيسياً لتشمع الكبد، وسرطان الكبد، والوفيات المرتبطة بأمراض الكبد.
رغم أن تعديل نمط الحياة هو الأساس في الوقاية والعلاج، إلا أن معظم الإرشادات الطبية ركزت سابقًا على تقليل المشروبات السكرية فقط، دون التطرق بوضوح للمشروبات الصناعية التحلية.
نتائج الدراسة
بعد تحليل النتائج، تبين أن الذين تناولوا أكثر من مشروب واحد من الدايت يوميًا كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكبد بنسبة 60%.
والأخطر من ذلك، أن استهلاك مشروبات "الدايت" ارتبط أيضاً بزيادة خطر الإصابة بمضاعفات الكبد الحادة (مثل التليف أو الفشل الكبدي) بنسبة 55%، في حين لم تُظهر المشروبات السكرية ارتباطاً كبيراً بهذه المضاعفات بعد ضبط المتغيرات.
كما ارتبط كلا النوعين بزيادة محتوى الدهون في الكبد، حيث تسببت المشروبات السكرية بزيادة 5% في دهون الكبد، بينما تسببت مشروبات الدايت بزيادة 7% مقارنة بغير المستهلكين.
لماذا تضر المحليات الصناعية بالكبد؟
فسرت ليو الآليات المحتملة، مشيرة إلى أن المشروبات السكرية تسبب ارتفاعاً سريعاً في جلوكوز الدم والإنسولين، مما يعزز زيادة الوزن وتراكم الدهون في الكبد.
أما المشروبات المحلاة صناعياً (الدايت)، "فقد تؤثر على صحة الكبد عن طريق تغيير الميكروبيوم المعوي (بكتيريا الأمعاء)، وتعطيل الشعور بالامتلاء، وزيادة الرغبة الشديدة في تناول السكريات، وحتى تحفيز إفراز الإنسولين"، مما يؤدي في النهاية إلى نتائج مشابهة أو أسوأ.
الماء هو البديل الأفضل
يؤكد الخبراء أن الماء يبقى الخيار الأكثر أمانًا وصحة، كونه لا يحمّل الكبد أي عبء، ويساعد على طرد السموم، وترطيب الجسم.
كما أشارت الدراسة أن استبدال أي من نوعي المشروبات بالماء يقلل من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني بنسبة 12.8% عند استبدال المشروبات السكرية، وبنسبة 15.2% عند استبدال مشروبات الدايت.
آراء الخبراء: حان وقت الحذر من "الدايت"
من جهته، علق الدكتور سوجيت جاناردان، مدير برنامج أمراض الكبد الدهني في جامعة راش الأمريكية، قائلاً إن النتائج "يجب أن تدفعنا بالتأكيد إلى التوقف عن الفكرة الشائعة بأن مشروبات الدايت أكثر صحة".
وأضاف أن من المهم التأكد من عوامل أخرى قد تؤثر في النتائج، مثل أن يكون الأشخاص الذين يتناولون هذه المشروبات أصلاً أكثر عرضة للأمراض الأيضية أو السمنة، ما قد يفسّر جزئيًا ارتفاع المخاطر لديهم.
ومع ذلك، أشار إلى أن الرسالة الأوضح من هذه الدراسة هي أن استبدال المشروبات الغازية بالماء يقلل خطر الإصابة بالكبد الدهني.
استفسر عن أفضل طرق علاج مرض الكبد الدهني وأنت في منزلك، من خلال خدمة الاستشارات الطبية عن بعد مع الطبي!