يعد الصداع من أكثر الشكاوى الطبية الشائعة، وقد يصيب أي شخص بغض النظر عن العمر أو الجنس أو العرق، ويتم تعريف الصداع بأنه ألم في الرأس أو الوجه، وأحياناً يشتمل أيضاً على ألم في الرقبة، وربما يحدث الصداع في أي جزء من الرأس، أو في أحد جانبي الرأس، أو في كلا الجانبين.
يمكن أن يكون الصداع نتيجةً للضغط أو الإحباط النفسي، ويمكن أيضاً أن يكون نتيجة مشكلة صحية مثل ارتفاع ضغط الدم، أو القلق، أو الإكتئاب.
في هذا المقال نوضح طريقة علاج الصداع بالتدليك.
محتويات المقال
أنواع الصداع
هناك أنواع كثيرة للصداع، ولكننا سنذكر نبذة مختصرة عن أشهر وأهم الأنواع وهم:
- صداع التوتر (بالإنجليزية: Tension Headache): هو أكثر أنواع الصداع شيوعاً، حيث يبدأ هذا النوع عادةً ببطء ويزداد تدريجياً في منتصف اليوم. يحدث ذلك عندما تسبب تقلصات العضلات في الرأس ألمًا على جانبي الرأس وفي بعض الأحيان الرقبة. عادةً ما يسبب صداع التوتر ألم خفيف إلى متوسط يُشار إليه أحياناً على أنه شعور بالإحساس بالضغط حول الرأس.
كان يشار إلى صداع التوتر في كثير من الأحيان باسم "صداع تقلص العضلات" أو "صداع الإجهاد". من الممكن أن يكون هذا الصداع متقطعاً أو مزمناً.
- صداع التوتر المتقطع: يستمر لساعات قليلة يومياً، ولكنه يدوم لعدة أسابيع.
- صداع التوتر المزمن: يستمر لمدة 15 يوماً أو أكثر لمدة لا تقل عن 3 شهور.
العوامل المسببة: الإجهاد، وإجهاد العين، والنظام الغذائي، وقلة النوم.
- الشقيقة (الصداع النصفي) (بالإنجليزية: Migraine Headache): يحدث عادةً في جانب واحد من الرأس، ويكون الألم نابضاً وعادةً مصحوبًا بغثيان، وعدم وضوح في الرؤية، وتوتر خفيف، وقد تحدث العلامات التحذيرية التي تعرف بالأورة (بالإنجليزية: Aura) قبل ألم الصداع بفترة وجيزة أو تتزامن مع حدوثه.
يعد الصداع النصفي أقل شيوعًا من صداع التوتر، لكنه لا يزال يؤثر على عدد كبير من الناس. ويحدث عندما يؤثر نشاط الدماغ غير الطبيعي على الدورة الدموية والتركيب الكيميائي في المخ، مما يؤدي إلى ألم يصاب به المريض عادةً في جانب واحد فقط من الرأس. يمكن أن يسبب الصداع النصفي آلاماً شديدة تستمر لساعات أو أيام.
العوامل المسببة: الوراثة، والإجهاد، وإجهاد العين، والتغيرات الهرمونية، والنظام الغذائي، والعوامل البيئية مثل الارتفاع والرطوبة، وقلة النوم.
- الصداع العنقودي (بالإنجليزية: Cluster Headache): أقل شيوعًا من صداع التوتر والصداع النصفي. يحدث هذا النوع غالباً في جانب واحد من الرأس، ويتركز حول إحدى العينين، ويكون الألم شديداً، ويستمر ما بين 15 دقيقة إلى 3 ساعات. من الممكن أن يحدث مرة واحدة يومياً، وأحياناً يصل إلى 8 مرات يوميا لمدة أسابيع.
الصداع العنقودي مزعج بشكل خاص لأنه يجعل الشخص المصاب به غالباً ما يستيقظ في منتصف الليل، مما يجعل من الصعب العودة إلى النوم حتى يهدأ الألم.
العوامل المسببة: النظام الغذائي، وصدمات الرأس، والوراثة. (1) (2) (3)
التدليك لتخفيف الصداع
يعد العلاج بالتدليك علاجاً طبيعياً يمكن أن يساعد في تقليل تكرار الصداع وتخفيف الأعراض. في صداع التوتر، يمكن أن يساعد العلاج بالتدليك على زيادة تدفق الدم إلى عضلات الرأس، مما يؤدي إلى تخفيف الألم.
يمكن إجراء العلاج بالتدليك مباشرة على الرأس والرقبة لأنواع معينة من الصداع. في كثير من الأحيان، يرتبط توتر العضلات الذي يساهم في الصداع بالرقبة والكتفين والظهر العلوي. غالبًا ما يشتكي الأشخاص الذين لديهم وظائف مكتبية من الصداع وآلام الظهر والرقبة العلوية.
سيقضي علاج جميع العضلات المصابة على الأعراض ويعيد التوازن إلى الجسم، ويقلل من احتمالات الصداع في المستقبل، كما أنه يسمح للشخص بالحفاظ على مستوى من الاسترخاء وتخفيف التوتر، مما يقلل من فرص حدوث الصداع الناجم عن الإجهاد. (1) (2) (3)
تقنيات التدليك لتخفيف الصداع
هناك مجموعة متنوعة من تقنيات التدليك الذاتي التي يمكن أن تساعد في تخفيف الصداع . سنذكر إحدى أشهر تقنيات التدليك لتخفيف الصداع، وهي كالتالي:
- الخطوة 1: يتم استخدام الإبهام للضغط بقوة على قصبة الأنف أسفل الجبهة. يتم الضغط بحزم لمدة 15 ثانية مع التنفس بعمق، تكرر هذه العملية 3-5 مرات.
- الخطوة 2: بعد ذلك، يتم استخدام الإبهام مرة أخرى للضغط بإحكام فوق قصبة الأنف باتجاه الجبهة. يتم الضغط بحزم لمدة 15 ثانية مع التنفس بعمق، تكرر هذه العملية 3-5 مرات.
- الخطوة 3: بعد ذلك، يتم استخدام كلتا اليدين لقرص الحاجبين برفق لمدة 15 ثانية، تكرر هذه العملية 3-5 مرات مع التنفس بعمق.
- الخطوة 4: أخيراً، يتم استخدام الأصابع للضغط بقوة على الصدغ بحركة دائرية لمدة 15 ثانية، تكرر هذه العملية 3-5 مرات مع التنفس بعمق. (1) (2) (3)
استخدام التدليك كوقاية قبل حدوث الصداع
يمكن أن يحفز العلاج بالتدليك المتكرر إنتاج هرمونات تنظيم الحالة المزاجية للجسم، مثل السيروتونين والدوبامين. هذه "المواد الكيميائية السعيدة" التي يطلقها العقل ستزيد من الإحساس بالارتياح وفي نفس الوقت تخفف الألم. يساعد الحفاظ على توازن هرموني صحي في السيطرة على الإجهاد لوقف الصداع المرتبط بالتوتر قبل أن يبدأ بالإضافة إلى تحسين النوم.
تنشيط الدورة الدموية السليمة والتوازن الهرموني من خلال العلاج بالتدليك جنباً إلى جنب مع نمط حياة صحي يمكن أن يقلل بشكل كبير من تكرار وشدة أعراض الصداع المتكررة. قد يكون من المستحيل تجنب الصداع تماماً، لكن يمكن أن يساعد العلاج بالتدليك في الوقاية من الصداع وتخفيف أعراض الصداع دون تدخل الأدوية.
يتم إجراء علاجات التدليك بشكل منتظم لمساعدة الجسم على الحفاظ على المستوى الأمثل من الاسترخاء وتخفيف التوتر. يقلل هذا النهج من فرص نوبات الصداع النصفي وصداع التوتر بشكل كبير عن طريق استرخاء العضلات. (1) (2) (3)
فوائد استخدام التدليك لتخفيف الصداع
يقلل العلاج بالتدليك بشكل طبيعي من مستويات هرمون الإجهاد (الكورتيزول) أثناء إنتاج الهرمونات الطبيعية المزاجية. يحسن التدليك بشكل كبير من الصداع عن طريق تخفيف معظم الأعراض. (1) (2) (3)
اقرأ أيضًا: التدليك الانعكاسي لعلاج الصداع