يثير موضوع زيادة الكتلة العضلية اهتمام العديد من الأشخاص الذين يسعون لتحسين صحتهم ولياقتهم البدنية. حيث إن امتلاك عضلات صحية له العديد من الفوائد، بدءًا من زيادة حرق السعرات الحرارية وصولاً إلى تعزيز الأداء البدني والوقاية من الأمراض المزمنة. يعرض هذا المقال كيف يمكن للجسم الاستفادة من العضلات لتحسين صحة الجسم وما هي فوائد زيادة الكتلة العضلية.
محتويات المقال
زيادة الكتلة العضلية
تهدف تمارين زيادة الكتلة العضلية أو ما يعرف بتمارين القوة إلى تعزيز اللياقة العضلية وبناء العضلات من خلال الاعتماد على مقاومة الجسم لأوزان خارجية مثل الأوزان الحرة أو آلات الأوزان أو حتى مقاومة وزن الجسم نفسه. وتتضمن طرق زيادة الكتلة العضلية تنفيذ حركات معينة مثل الرفع والدفع والسحب لتعزيز قوة العضلات وتناسقها. [1]
تفيد زيادة الكتلة العضلية جميع الفئات العمرية والأشخاص من مختلف مستويات اللياقة البدنية بحيث تحافظ على كتلة العضلات لديهم، وتقي من فقدانها الطبيعي مع التقدم في العمر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون لزيادة الكتلة العضلية فوائد صحية للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة مثل السمنة، السكري، أو أمراض القلب. ويوصى بالقيام بتمارين زيادة الكتلة العضلية يوميًا على الأقل خلال الأسبوع بحيث يتضمن ساعة من النشاط البدني اليومي، مع الاهتمام بمنح الجسم فترات استراحة بين التمارين للتعافي وبناء العضلات. [1]
فوائد زيادة الكتلة العضلية
تنطلي على أداء تمارين المقاومة وزيادة الكتلة العضلية الكثير من الفوائد للجسم بغض النظر عن نوع النشاط الرياضي أو التمارين المتبعة لتحقيق هذا الهدف. ومن هذه الفوائد:
زيادة القوة البدنية
تساعد زيادة الكتلة العضلية في الجسم على زيادة القوة البدنية بشكل عام. حيث يمكن للتمارين المختصة بهذا الهدف أن تجعل الأداء اليومي للمهام أمرًا أسهل بكثير، مثل حمل حقائب التسوق الثقيلة أو ممارسة الأنشطة مع الأطفال أو غيرها. وما هو أكثر أهمية هو أن هذا النوع من التدريبات يمكن أن يحسن الأداء الرياضي في الألعاب التي تعتمد على السرعة والقوة ورياضات القدرة على التحمل من خلال الحفاظ على الكتلة العضلية. ويظهر أثر زيادة الكتلة العضلية على الجسم مع تقدم السن، حيث يفقد الشخص العضلات بشكل طبيعي. [1] [2]
زيادة قوة العظام
تزيد الكتلة العضلية من قوة العظام، وهذا بدوره يمكن أن يقلل من فقدان وزن العظم وهشاشة العظام، ويقلل خطر الكسور عند السقوط، ومع مرور الوقت وعند تجاوز سن الأربعين، يبدأ الجسم بفقدان حوالي 1 في المائة من كتلة العظام كل عام، وهذا يجعل العظام أكثر عرضة للكسور والهشاشة. وتساعد تمارين زيادة الكتلة العضلية على تباطؤ عملية فقدان العظام واستعادة بعض من الكتلة العظمية التي تم فقدانها. [3]
اقرأ أيضًا: أهمية ممارسة الرياضة لكبار السن
حرق المزيد من السعرات الحرارية
يمكن أن تزيد تمارين القوة المختصة بزيادة الكتلة العضلية مثل رفع الأثقال وتمارين المقاومة من معدل الأيض بطرق متعددة. يُعزّز بناء العضلات وزيادة كتلتها من معدل الأيض بفعالية، حيث تستهلك العضلات المزيد من السعرات الحرارية، مما يُمكن الجسم من حرق الدهون وفقدان الوزن. إضافة إلى ذلك، يستمر معدل الأيض بالارتفاع لعدة ساعات وحتى أيام بعد انتهاء التمرين، وهذا يعني أن الجسم سيستمر بحرق سعرات حرارية إضافية حتى أثناء الاستراحة. بالتالي، تظهر فوائد زيادة الكتلة العضلية الملموسة في تحفيز فقدان الوزن وحرق السعرات وتعزيز اللياقة البدنية بطريقة مستدامة. [1] [2]
اقرأ المزيد: هل تساعد تمارين الحديد في خفض الوزن وحرق الدهون؟
تحسين المزاج
تعتبر ممارسة تمارين زيادة الكتلة العضلية أكثر من مجرد وسيلة لتحسين اللياقة البدنية؛ حيث إن لهذا النوع من التمارين أهمية في تعزيز الصحة النفسية وتحسين المزاج. وإلى جانب ذلك، تتضمن زيادة الكتلة العضلية فوائد أخرى ملحوظة مثل زيادة احترام الذات والثقة بالنفس والكفاءة الشخصية التي تؤثر على مزاج الشخص العام وتحسنه. [1] [2]
تعمل ممارسة الرياضة عمومًا على تحفيز إطلاق الإندورفينات التي تعزز المزاج بشكل كبير، وهذا يلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على مشاعر إيجابية وحالة من المزاج الجيد. ومن فوائد زيادة الكتلة العضلية احتمالية تحسين جودة النوم بفضل نوع التمارين التي يتم ممارستها لهذا الهدف. ويلعب النوم الجيد دورًا كبيرًا في الحفاظ على المزاج الإيجابي. [1] [2]
تقليل مستويات السكر في الدم
تعتبر العضلات، إلى جانب الكبد، مساحة تخزين للجلايكوجين، وهو شكل من الكربوهيدرات. فعندما تزيد كتلة العضلات في الجسم، يمكن للجسم تخزين المزيد من الجلايكوجين فيها، وهذا يساعد في ضبط مستويات السكر في الدم. على الجانب الآخر، عندما تقل الكتلة العضلية، يتحلل الجلايكوجين في الجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر في الدم. ويزيد هذا الارتفاع من مخاطر الإصابة بأمراض مثل السكري. لذلك، تعتبر زيادة الكتلة العضلية أمرًا مفيدًا لضبط مستويات السكر في الدم والحفاظ على الصحة العامة. [4]
تقليل مضاعفات الإصابات
تعتبر الوقاية من الإصابات من فوائد زيادة الكتلة العضلية، حيث تساهم زيادة الكتلة العضلية في تعزيز القوة وزيادة نطاق حركة العضلات والأربطة والأوتار في الجسم، وهذا يعني أنه يمكنه تقوية الدعم حول الركب والورك والكاحلين وغيرها من المفاصل وتقليل الألم فيها، بالإضافة إلى ذلك، يمكن لزيادة كتلة العضلات تقليل الضغط أسفل الظهر أثناء رفع الأشياء؛ وبالتالي تقليل خطر الإصابات. [2]
وتكمن وراء زيادة الكتلة العضلية الكثير من الفوائد الأخرى مثل:
- تقليل الوزن.
- الوقاية من الأمراض المزمنة.
- تحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
- تعزيز الثقة بالنفس.
- تحسين صحة الدماغ.
- تعزيز التوازن ومرونة الجسم.
كيفية تحقيق فوائد زيادة الكتلة العضلية
يمكن ضمان تحقيق فوائد زيادة الكتلة العضلية عن طريق اتباع الإرشادات الآتية: [4]
- ممارسة الإحماء: يقلل الإحماء قبل التمرين من خطر الآلام العضلية والإصابات.
- البدء ببطء: يجب البدء بتمارين تناسب مستوى اللياقة البدنية.
- منح العضلات وقتًا للتعافي: يجب تجنب محاولة استهداف نفس العضلات في أيام متتالية.
- التوقف في حال الشعور بالألم: يجب التوقف وأخذ قسط من الراحة لبضعة أيام حتى يزول الألم.
- القيام بالتمرين بالشكل الصحيح: يمكن الحصول على مساعدة من خبير في مجال اللياقة البدنية في حال عدم معرفة كيفية أداء التمرين بالشكل الصحيح لتجنب الإصابة.
- تناول الطعام قبل وبعد التمرين: يجب تناول وجبة تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة والبروتين بين ساعة و4 ساعات قبل التمرين. ويجب محاولة تناول وجبة خلال ساعة واحدة من الانتهاء من التمرين.
نصيحة الطبي:
تقدم زيادة الكتلة العضلية فوائد صحية متعددة منها زيادة حرق السعرات الحرارية وتعزيز الأداء البدني والوقاية من الأمراض المزمنة، وهي تساعد أيضًا في تقوية العظام وتحسين مستويات السكر في الدم وتقليل مخاطر الإصابات، بالإضافة إلى تحسين المزاج والصحة النفسية بشكل عام. لذا ينصح الطبي بتضمين تمارين زيادة الكتلة العضلية في روتين التمارين اليومي بحيث يسهم في تحقيق هذه الفوائد الصحية والبدنية.