يصعب الاستغناء عن المكيف في موسم الصيف، حيث يكون الطقس حاراً ولا يمكن تحمله، ولكن يجب الحذر من استخدام المكيف لأنه يمكن أن يسبب العديد من الأضرار الصحية. فيما يلي أبرز أمراض يسببها المكيف.
التهابات الجهاز التنفسي
تأتي التهابات الجهاز التنفسي في مقدمة الأمراض التي يمكن أن يسببها المكيف، وذلك نتيجة التعرض للبرودة ثم التعرض للحرارة في الأماكن الأخرى، مما يؤدي إلى حدوث الالتهابات وانتشار العدوى الفيروسية مثل الأنفلونزا وأعراضها الشائعة، بالإضافة إلى التهاب الحلق.
أيضاً يمكن أن يتسبب المكيف في الإصابة بالتهاب الرئة التحسسي (بالإنجليزية: Hypersensitivity pneumonitis)، وهو التهاب يصيب الرئتين نتيجة استنشاق مادة غريبة، وعادةً ما تكون أنواع معينة من الغبار أو الفطريات أو العفن، فعندما تتواجد الفطريات في أجهزة الترطيب وأنظمة التدفئة ومكيفات الهواء، يمكن أن تسبب هذا الالتهاب، وقد تتحول العدوى إلى التهاب رئوي مزمن.
قد تظهر أعراض التهاب الرئة التحسسي الحاد بعد 4 إلى 6 ساعات بعد الإصابة، وتشمل: قشعريرة، سعال، ارتفاع درجة حرارة الجسم، وضيق في التنفس. وقد تشمل أعراض الالتهاب الرئوي التحسسي المزمن: ضيق التنفس خاصةً مع المجهود والسعال والجفاف وفقدان الشهية وفقدان الوزن غير المبرر، وقد يصاحب هذه الأعراض الشعور بألم في الرأس وتعب شديد.
وهناك نوع من البكتيريا الذي يمكن أن يصيب الجهاز التنفسي نتيجة التعرض لبرودة المكيف، وتسمى الفيليقية المُستروحة (بالإنجليزية: Legionella Pneumophila) وهي بكتيريا مسؤولة عن معظم حالات داء الفيالقة (بالإنجليزية: Legionnaires). وتعيش بكتيريا الليجيونيلا في الهواء الطلق في التربة والمياه،
ويمكن أن تتكاثر بكتيريا الليجيونيلا في أنظمة الماء التي يصنعها الإنسان، مثل مكيفات الهواء، حيث تسمح للبكتيريا بالنمو والإنتشار بسهولة أكبر.
وتزداد فرص العدوى ببكتيريا الفيليقية المُستروحة في الحالات التالية:
- التدخين: يتسبب التدخين في تدمير الرئتين، مما يزيد من فرص الإصابة بجميع أنواع التهابات الرئة.
- ضعف جهاز المناعة: حينما يكون الجهاز المناعي ضعيف، فسوف يسهل انتقال العدوى إلى الجسم.
- الإصابة بمرض رئوي مزمن أو مشكلة صحية مزمنة: مثل انتفاخ الرئة ومرض السكري وأمراض الكلى والسرطان.
- تقدم العمر: تزداد احتمالية الإصابة بهذه العدوى البكتيرية لدى الأشخاص كبار السن في عمر 50 عام أو أكثر.
- أيضاً يمكن أن يؤدي مكيف الهواء وبرودته إلى تفاقم نوبات الربو لدى الأشخاص المصابين بحساسية الصدر.
التهاب المفاصل
هناك ارتباط وثيق بين التعرض للبرودة الشديدة والشعور بألم في العظام والمفاصل، وذلك لأن هذه البرودة تؤدي إلى التهابات، وخاصةً في حالة توجيه التكييف إلى الجسم، وتزداد احتمالية الإصابة بالتهاب المفاصل الناتج عن المكيف لدى كبار السن، حيث أن العظام والمفاصل لديهم لن تحتمل هذه البرودة وتكون أكثر عرضة للإصابة بالإلتهاب.
للمزيد: تسعة أطعمة تفيد في الحد من التهاب المفاصل
جفاف الجلد
يؤدي استخدام المكيف البارد لفترات طويلة في احتمالية الإصابة بجفاف الجلد، وذلك لأنه يقلل من رطوبة الهواء، وبمرور الوقت، يمكن أن تحرم الرطوبة المنخفضة الجلد من الرطوبة وتسبب جفافها، لتبدو أقل مرونة وباهتة، كما يمكن أن يؤدي الهواء الجاف إلى تهيج العين.
أيضاً يتسبب التعرض الدائم لمكيف الهواء إلى انخفاض الشعور بالعطش على عكس التعرض للحرارة التي تؤدي إلى زيادة العطش، وبالتالي فإن الجلوس في الهواء البارد سوف يقلل من الرغبة في شرب الماء الهام للصحة.
مكيف الهواء وفيروس كورونا المستجد
يعتقد بعض العلماء أن مكيف الهواء قد يؤدي إلى زيادة انتشار فيروس كورونا المستجد، وذلك لأن ارتفاع الحرارة في الخارج يؤدي إلى زيادة تدوير الهواء الداخلي بالمكيف، مما يعني تنفس نسبة أعلى من نفس الهواء الذي يقوم بإخراجه الآخرين.
كما أن مكيفات الهواء تحتوي على مراوح تنشر الهواء حولها، مما يعطي أصغر الجسيمات الفيروسية قوة إضافية لتتعلق في الهواء لفترة أطول، ويمكن لتيارات الهواء التي تنتج عن المكيفات أن تحمل الجسيمات إلى مسافات واسعة.
أيضاً تقوم مكيفات الهواء بإزالة الرطوبة من الهواء، ومن المعروف أن الفيروسات تفضل الهواء الجاف، مما يجعلها بيئة مثالية لانتشار العدوى.
ولكن على مستوى الدراسات، هناك عدد قليل من المعلومات التي تربط بين تكييف الهواء وانتشار فيروس.
طرق الوقاية من الأمراض التي يسببها المكيف
يمكن الإستعانة ببعض الطرق التي تساعد في الوقاية من الأمراض التي يسببها المكيف، وتشمل:
- السماح بدخول الهواء النقي إلى المنزل: بالتزامن مع تشغيل مكيف الهواء، يجب الاهتمام بتهوية المنزل جيداً والسماح بدخول الهواء النقي، وذلك في الأوقات التي لا يتم استخدام المكيف خلالها، وذلك لضمان التخلص من الهواء الذي يحمل الفيروسات ويؤدي إلى الإصابة بالأمراض.
- عدم استخدام المكيف بدرجة حرارة شديدة البرودة: كلما كانت درجة حرارة المكيف شديدة البرودة، كلما زاد الفرق بين درجة حرارة الجو الطبيعية ودرجة الغرفة المكيفة، وبالتالي ترتفع احتمالية الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي وجفاف الجلد، ولذلك ينصح بتشغيل المكيف بدرجة حرارة مناسبة لتمنح المكان البرودة الكافية دون إفراط.
- الاهتمام بتنظيف المنزل باستمرار: مع الإستخدام المستمر للمكيف، تزداد فرص انتشار الفيروسات والبكتيريا الموجودة في المنزل، ولذلك ينبغي الحفاظ على نظافة المنزل باستمرار، وذلك من خلال تنظيف الأسطح والأرضيات والتخلص من أي فيروسات وأتربة يمكن أن تسبب العدوى والحساسية.
- عدم تسليط المكيف على الجسم مباشرةً: من الأخطاء الشائعة التي يقوم بها كثير من الأشخاص هي تسليط هواء المكيف على الجسم مباشرةً، مما يؤدي إلى التهاب العظام وما يصاحبه من شعور بألم وصعوبة الحركة، ولذلك ينبغي توجيه التكييف لمكان بعيد عن الجسم، بحيث يقوم بتبريد الغرفة بشكل عام.
- عدم الجلوس في غرفة مكيفة لفترة طويلة: مع زيادة التعرض لبرودة المكيف، تزداد احتمالية الإصابة بالأمراض التي يسببها، ولذلك ينصح بعدم التعرض لفترات طويلة إلى المكيف، والحصول على راحة الجسم بعد تبريد المكان لفترة كافية، مع الحرص على تهوية الغرفة بشكل طبيعي بين حين وآخر.
- الاهتمام بنظافة المكيف بانتظام: يمكن أن يحمل مكيف الهواء العديد من الجراثيم التي تنتقل إلى أنحاء المكان بمجرد تشغيله، ولذلك ينبغي الاهتمام بتنظيفه بانتظام، وخاصةً في حالة توقفه لفترة طويلة خلال موسم الشتاء، فينبغي تنظيف الفلاتر والمكيف بالكامل قبل إعادة تشغيله مرّة أخرى مع قدوم موسم الصيف، كما يجب إزالة أي مياه راكدة أو مواد تالفة بالمياه أو التخلص من أي أسطح مبللة لمنع نمو العفن والبكتيريا والعث، حيث أنها تزيد من فرص الإصابة بالأمراض.
- تجنب مكيف الهواء في حالة الإصابة ببعض الأمراض: هناك بعض الأمراض التي يفضل تجنب استخدام مكيف الهواء في حالة الإصابة بها أو استخدامه بشكل معتدل بحيث يوفر برودة بسيطة في المكان، مثل التهابات الجهاز التنفسي وأبرزها الربو والإلتهاب الرئوي، كما أن أصحاب الأمراض المزمنة معرضون لتفاقم المشكلات الصحية نتيجة ضعف المناعة لديهم، ولذلك يفضل تقليل تعرضة لأجهزة تبريد الهواء، وينصح بتجنب البرودة الشديدة في مكيف الهواء لكبار السن حيث يمكن أن يسبب لهم العديد من المشكلات الصحية، وفي حالة الشعور بأي أعراض أثناء تشغيل التكيف، مثل زيادة العطس والكحة وغيرها، فينبغي تجنب التعرض له لتفادي تفاقم المشكلة.
اقرأ أيضاً: الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي المعدية