صادف الرابع عشر من يونيو اليوم العالمي للتبرع بالدم، وهو إجراء تطوعي غالباً (وإجباري في بعض الحالات) يسحب الدم خلاله من شخص سليم يتمتع بصحة جيدة، ونقله إلى مريض تتطلب حالته الصحية الحصول على كمية من الدم بشكل طارئ أو بصورة دورية.
يشترط أن يتمتع المتبرع بالدم بصحة جيدة، وأن يثبت خلوه من الأمراض المعدية، مثل الايدز، أوالتهاب الكبد الوبائي، وغيرها من الأمراض. يعود التبرع بالدم بالفائدة على المتبرع والمتبرع له، إذ يمكن أن يؤدي في كثير من الأحيان إلى إنقاذ حياة أفراد وتحسين نوعية حياة الآخرين، وتمكينهم من مواجهة الظروف والأمراض والحوادث التي يتعرضون لها.
يتساءل الكثيرون عن إمكانية تبرعهم بالدم في حالات معينة، مثل التبرع أثناء الدورة الشهرية، أو خلال الحمل أو الإرضاع، وغيرها من الحالات، لذلك نتناول في هذا المقال كل ما يخص هذا الموضوع، بما ذلك فوائده، وشروطه.
محتويات المقال
أنواع التبرع بالدم
يصنف تبرع الدم إلى نمطين رئيسين، وهما:
- نقل الدم بجميع مكوناته التي تشمل البلازما، وكريات الدم الحمراء والبيضاء، والصفائح الدموية، وهو النوع الأكثر شيوعاً.
- التبرع بالصفائح الدموية أو بكريات الدم الحمراء فقط.
فوائد التبرع بالدم
وفقاً للصليب الأحمر الأمريكي، يمكن لأحد التبرعات بالدم أن ينقذ حياة ما يصل إلى ثلاثة أشخاص، ويحتاج شخص واحد في الولايات المتحدة إلى الدم كل ثانيتين. وقد اتضح أن التبرع بالدم لا يفيد المتلقين فحسب، بل إن هناك فوائد صحية تشمل الأشخاص المتبرعين بالدم أيضاً. فيما يلي نذكر عدداً من فوائد ذلك التبرع:
- فوائد عامة، إذ قد يساعد التبرع بالدم على ما يلي:
- التقليل من التوتر.
- تحسين الصحة النفسية والعاطفية.
- تحسين الصحة الجسدية.
- المساعدة في التخلص من المشاعر السلبية.
- توفير الشعور بالانتماء وعدم العزلة.
- فوائد التبرع بالدم للقلب، إذ قد يساهم في التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين. لعل السبب في ذلك أنه يقلل من لزوجته. وقد وجدت دراسة أجريت عام 2013 أن التبرع بالدم يخفض الكولسترول بما في ذلك الكولسترول الكلي والكولسترول الدهني منخفض الكثافة، مما يقي من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
يشير الباحثون إلى تماشي ذلك مع النتائج التي توصلت إليها الدراسات الأخرى التي وجدت أن المتبرعين بالدم معرضون لخطر أقل للإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية خاصة لغير المدخنين. قد يؤدي التبرع بشكل دوري إلى انخفاض مخزون الحديد، وهو الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية، حيث يعتقد أن أن ارتفاع هذا مخزون عن الحد الطبيعي في الجسم يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
اقرأ أيضاً: التبرع بالدم والحجامة للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية
- فوائد التبرع بالدم للسرطان، إذ وجدت دراسة أجريت عام 2008 انخفاضاً طفيفاً في خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان لدى الأشخاص الذين يتبرعون بالدم بشكل دوري. شملت هذه السرطانات الأنواع التي ترتبط بارتفاع مستوى الحديد، بما في ذلك سرطان الكبد، وسرطان القولون، والرئة، والمريء، والمعدة. كما وجدت دراسة أجريت عام 2016 أيضاً أن من فوائد التبرع أنه يمكن أن يقلل من علامات الالتهابات ويزيد من قدرة مضادات التأكسد.
- التحسين المؤقت لعملية إنتاج الأنسولين، وخفض خطر الإصابة بداء السكري.
- التقليل من خطر الإصابة بأمراض الكبد، من خلال التقليل من مخزون الحديد الضار.
للمزيد: أخطار ارتفاع مستوى الحديد في الجسم
- فوائد التبرع بالدم للدورة الدموية، وتشمل مساعدته على تجديد كريات الدم الحمراء، عن طريق حث الجسم على تكوين خلايا دم حمراء جديدة، ما يثمر عنه استعادة الدم مستوياته المثلى. كذلك ينخفض حجم الدم، وتتجدد البلازما خلال 24 ساعة، وتضاف السوائل مرة أخرى إلى الدم بدون اللزوجة التي تسببها خلايا الدم الحمراء.
- فوائد التبرع بالدم للتخسيس، حيث قد يساعد التبرع على حرق السعرات الحرارية التي قد تصل إلى 660 سعرة في المرة الواحدة وخفض الوزن.
- قد يستخدم وسيلة لتفريغ الحديد الزائد للمصابين بداء ترسب الأصبغة الدموية.
إجراءات التبرع بالدم
إن التسجيل للتبرع بالدم يتضمن تقديم الهوية الشخصية، والتاريخ الطبي، وإجراء الفحص البدني السريع للمتبرع، ويشمل:
- فحص نبض القلب.
- فحص ضغط الدم.
- قياس درجة حرارة الجسم.
- قياس مستوى الهيموغلوبين، للتأكد من عدم إصابته بفقر الدم.
- قياس الوزن.
- التأكد من تطابق فصيلة دم المتبرع لفصيلة دم المريض.
كما يفحص الدم للتحقق من خلوه من الأمراض المعدية، مثل:
- التهاب الكبد الوبائي ب أو ج.
- الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة.
- مرض الزهري.
أما فيما يخص خطوات التبرع فتتضمن:
- جلوس المتبرع على كرسي أو استلقائه.
- تعقيم منطقة صغيرة من الذراع. ثم إدخال إبرة معقمة بها.
- سحب نصف لتر من الدم.
- إزالة الإبرة وتضميد الذراع لوقف النزيف.
اقرأ أيضاً: كل ما تحتاج أن تعرفه عن التبرع بالصفيحات الدموية
أما بالنسبة لسن التبرع بالدم ومعدل تكراره، فيمكن للأفراد من عمر 18 إلى 65 عاماً التبرع، بمعدل مرة واحدة بشكل آمن كل شهرين عند التبرع بالدم كاملاً، وكل حوالي 4 أشهر عند التبرع بكريات الدم الحمراء، وكل أسبوع تقريباً عند التبرع بالصفائح الدموية بحد أقصى 24 مرة سنوياً.
التبرع بالدم في حالات خاصة
يتساءل الكثيرون عن إمكانية تبرعهم بالدم في حالات خاصة، وعن مدى أمان مثل هذا الإجراء. ومن أهم تلك الحالات ما يلي:
- التبرع بالدم وقت الدورة الشهرية أو الحيض، وهو إجراء آمن لا يتضمن أي مخاطر تذكر. وتنصح الفتاة أو السيدة بالاستراحة لفترة من الوقت بعد التبرع، وشرب كوب من العصير أو وجبة خفيفة قبل استئناف الأنشطة اليومية المعتادة.
- التبرع بالدم للحامل، يفضل تجنب التبرع خلال تلك الفترة، وذلك للحفاظ على صحة الأم والجنين وعدم تعريض أي منهما للخطر.
- التبرع بالدم للمرضع، إذ ينصح بالانتظار لفترة لا تقل عن 9 أشهر بعد الولادة و3 أشهر بعد الفطام قبل التفكير بالتبرع، وذلك حتى يتمكن جسم الأم من إعادة بناء مخزونه من الحديد، وحتى يصبح الطفل قادراً على الحصول على الحديد من مصادر أخرى غير الرضاعة الطبيعية (مثل الأطعمة الصلبة).
- التبرع بالدم وقت الزكام، من أجل الحفاظ على سلامة المتبرع وسلامة المتلقي، يفضل تجنب التبرع حتى يتعافى الشخص تماماً.
- التبرع بالدم وقت الصيام، لا ينصح بالتبرع خلال فترة الصيام، لكن يمكن ذلك بعد الإفطار.
موانع التبرع بالدم
هناك بعض الأمراض أو الظروف التي تمنع الشخص من التبرع بالدم إما لتأثيرها على كفاءة الدم أو لاحتمال التأثير سلبياً في صحة المتبرع، وتتضمن الحالات التالية:
- السكري في حال الاعتماد على الأنسولين.
- السرطان.
- أمراض القلب والكلى.
- الصرع.
- نقص الهيموجلوبين أو زيادته.
- اضطرابات ضغط الدم.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الوزن الناقص عن الحد المسموح به.
- العمر دون 18، أو أكثر من 65 عاماً.
- الجراحة الحديثة قبل التبرع.
- السفر الحديث لأحد البلاد المدرجة في القائمة الخاصة ببنك الدم.
- الإصابة بالإيدز، أو التهاب الفيروس الكبدي ب أو ج.
- تعاطي الأدوية المخدرة أو العلاج خارج نطاق الرعاية الصحية.
- التبرع الحديث بالدم.
مخاطر التبرع بالدم واثاره الجانبية
إن التبرع بالدم عملية آمنة بشكل عام، لكن هناك بعض الأمور التي يجب معرفتها قبل الإقدام عليه، منها الآثار الجانبية، مثل:
- الألم، إذ يمكن أن يشعر المتبرع ببعض الألم عند إدخال الإبرة في الذراع أو بعد إخراجها. للتخفيف من ذلك يمكن تناول مسكن خفيف يحتوي على الأسيتامينوفين.
- الغثيان والدوخة، لذلك يطلب من المتبرع الجلوس في منطقة مراقبة لمدة 15 دقيقة، حتى يتسنى له الراحة، وشرب السوائل، وتناول وجبة خفيفة. فمن المعروف أن تناول الطعام والشراب والراحة يخفف من حدوث تلك الأعراض. يمكن أيضاً الاستلقاء ورفع القدمين حتى يبدأ الشخص بالشعور بالتحسن.
- ازرقاق الجلد بسبب إدخال الإبرة بالوريد. يمكن أن يتراوح لون الجلد من اللون الأصفر إلى الأزرق وحتى اللون الأرجواني. ولا يعتبر تغير لون الجلد حول منطقة إدخال الإبرة أمراً خطيراً أو مقلقاً. يمكن وضع كيس بارد على المنطقة المصابة كل عدة ساعات لعدة دقائق خلال أول 24 ساعة بعد التبرع.
- استمرار النزيف بعد التبرع، لذلك يضع مقدم الرعاية الصحية ضمادة على موقع الإبرة بعد إزالتها. لوقف تدفق الدم من الوريد.
في بعض الأحيان يحدث النزف بعد وضع الضمادة والملابس في مكانها لعدة ساعات. في هذه الحالة، من المهم الضغط على موقع الإبرة ورفع الذراع فوق مستوى القلب لمدة تتراوح بين ثلاث دقائق وخمس. في حال عدم توقف النزيف بعد ذلك الوقت، يجب مراجعة الطبيب.