يعد الفتق الإربي من أكثر أنواع الفتق شيوعًا، في بعض الأحيان يشفى من تلقاء نفسه، لكن يمكن أن تستدعي الكثير من الحالات التدخل الجراحي، خاصة عندما يسبب أعراضًا شديدة، أو إذا سبب احتجاز جزء من الأمعاء، وهي حالة قد تكون خطيرة ومهددة الحياء.
سنتناول في هذا المقال الحديث عن جراحة الفتق الإربي، وفوائدها، وأبرز مضاعفاتها الممكنة.
محتويات المقال
ما هي جراحة الفتق الإربي؟
يحدث الفتق عامة عندما يندفع جزء داخلي من الجسم عبر نقطة ضعف في جدار العضلات أو الأنسجة المحيطة به، ويحدث الفتق الإربي (بالإنجليزية: Inguinal Hernia) عادة عندما تخترق الأنسجة الدهنية أو جزء من الأمعاء، مثل الأمعاء الدقيقة، الفخذ في الجزء العلوي من الفخذ الداخلي، وهو النوع الأكثر شيوعاً من الفتق، ويصيب الرجال أكثر من النساء.[1]
يمكن أن يحدث الفتق الإربي بشكل طبيعي مع التقدم في العمر، حيث تصبح العضلات المحيطة بالبطن أضعف، أو نتيجة ممارسة ضغط كبير على البطن، مثل السعال لفترات طويلة.[1]
تتضمن جراحة الفتق الإربي إجراء شق طويل واحد في الفخذ، ثم يتم إما دفع كيس الفتق إلى الخلف أو ربطه وإزالته، كذلك يتم إصلاح النقطة الضعيفة في جدار العضلات حيث يبرز الفتق، وذلك عن طريق خياطة حواف الأنسجة العضلية السليمة معًا، وهذا الإجراء مناسب للفتق الصغير الذي يكون موجودًا منذ الولادة، وللأنسجة السليمة، حيث يمكن استخدام الغرز دون زيادة الضغط على الأنسجة.[2]
يتم الآن أيضًا استخدام الرقع الشبكية المصنوعة من المواد الاصطناعية بشكل شائع لإصلاح الفتق، ويتم تطبيق هذا الإجراء بالتحديد على الفتق الكبير أو الذي يتكرر باستمرار، حيث تتم خياطة الرقع على المنطقة الضعيفة في جدار البطن بعد إعادة الفتق إلى مكانه أو ربطه وإزالته، تعمل الرقعة على تقليل التوتر على جدار البطن الضعيف، مما يساعد على تقليل خطر عودة الفتق مرة أخرى.[2]
تساعد جراحة الفتق الإربي على التخلص من الفتق، كذلك تمنع الجراحة المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن يسببها الفتق، وتسمح للمريض أيضًا بالعودة إلى حياته الطبيعية وممارسة أنشطته اليومية.[3]
للمزيد: ما هو الفتق الاربي، اعراضه وعلاجه
كيف تتم جراحة الفتق الإربي؟
تستغرق جراحة الفتق الإربي عادةً ما بين 30 إلى 45 دقيقة، وتتم كما يلي:[1]
- يبدأ الجراح العملية عن طريق إجراء شق طويل فوق منطقة الفتق، ثم بعد ذلك دفع كتلة الأنسجة الدهنية بلطف إلى الموضع الصحيح في البطن.
- توضع شبكة -وهي عبارة عن جهاز طبي يدعم الأنسجة التالفة حول الفتق أثناء عملية الشفاء- على الجزء الضعيف من جدار البطن لدعم وتقوية النقطة الضعيفة التي دخل فيها الفتق، ثم يتم ربط الشبكة بغرز أو دبابيس جراحية أو غراء متخصص.
- يتم إجراء إصلاح الفتق الإربي المفتوح تحت التخدير الموضعي أو التخدير النصفي الذي يتم حقنه في العمود الفقري لتخدير الجزء السفلي من الجسم، بينما يكون المريض مستيقظًا.
للمزيد: علاج الفتق الإربي بالمنظار
كيفية التحضير لعملية الفتق الإربي
ينبغي اتباع بعض إرشادات ما قبل جراحة الفتق الإربي، وتشمل ما يلي:[3]
- التوقف تمامًا عن التدخين، حيث يقلل ذلك من خطر الإصابة بمضاعفات ما بعد الجراحة، ويسرع عملية الشفاء.
- الحفاظ على وزن صحي، حيث يمكن أن يسبب الوزن الزائد زيادة خطر التعرض لمضاعفات.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حيث يمكن أن تساعد على إعداد المريض للعملية، وتساعد على التعافي وتحسين الحالة بشكل أسرع، لكن يجب عدم ممارسة التمارين التي تتضمن رفع أشياء ثقيلة، ويجب استشارة الطبيب لتحديد التمارين الرياضية المناسبة.
نصائح بعد جراحة الفتق الإربي
يجب أن يكون المريض قادرًا على العودة إلى المنزل في نفس يوم الجراحة، كذلك يمكنه العودة إلى العمل بعد 2 إلى 4 أسابيع، اعتمادًا على شدة الجراحة ونوع العمل، ويجب اتباع بعض النصائح بعد عملية الفتق الإربي، وتشمل ما يلي:[3][4]
- اتباع نظام غذائي صحي، قد يعاني بعض المرضى من ضعف الشهية لمدة أسبوع أو أسبوعين بعد الجراحة، ويعد ذلك ط نتيجة طبيعية لضغوط الجراحة، لكن يجب أن تعود الشهية بعد ذلك، وإذا لم تعود أو زاد الشعور بالغثيان بشكل مستمر فيجب استشارة الطبيب على الفور.
- ينبغي العناية الجيدة بالجرح بعد العملية، واستشارة الطبيب في حالة الشعور بأي مشكلة في الجرح.
- يمكن العودة إلى الأنشطة الطبيعية بعد أسبوع من الجراحة، مثل المشي، أو صعود السلالم، أو ممارسة الرياضة طالما أنها لا تؤذي، حيث يساعد ذلك على تسريع عملية التعافي.
- يجب العودة إلى القيادة عادة عندما لا يحتاج المريض إلى استخدام مسكنات الألم المخدرة لمدة يومين.
- ينبغي عدم رفع أي شيء ثقيل لمدة 6 أسابيع على الأقل.
مضاعفات جراحة الفتق الإربي
يمكن أن تحدث بعض المضاعفات بعد عملية الفتق الإربي، وتشمل تلك المضاعفات ما يلي:[2][3]
- النزيف.
- حدوث جلطة الساقين أو الرئتين.
- صعوبة في التبول.
- إصابة الهياكل التي تأتي من البطن والموجودة داخل الفتق.
- ضعف مؤقت في الساقين.
- العدوى في موقع الجرح.
- استمرار الانزعاج أو الألم في الفخذ.
- تلف الأعصاب.
- تنميل الجلد.
- فقدان إمداد الدم إلى كيس الصفن أو الخصيتين، مما يسبب ضمور الخصية، ولكن هذه الحالة نادرة.
- تلف الشريان أو الوريد الفخذي.
نصيحة الطبي
يمكن أن يسبب الفتق الإربي العديد من المضاعفات التي قد تكون خطيرة ومهددة للحياة، وفي هذه الحالة تكون جراحة الفتق الإربي هي الحل الأمثل للوقاية من تلك المضاعفات، لذلك ينبغي استشارة الطبيب على الفور لتحديد ما إذا كانت الجراحة هي العلاج المناسب.