يعد تورم الذراع بعد استئصال الثدي أحد الآثار الجانبية لهذه العملية، وقد يحدث التورم مدة قصيرة ويختفي تلقائيًا بينما في حالات أخرى يصبح مزمنًا. يطلق على تورم الذراع في هذه الحالة اسم الوذمة اللمفية (بالإنجليزية: Lymphedema) والتي قد تحدث جراء إعاقة تصريف السائل اللمفاوي من الذراع نتيجة إزالة العقد اللمفاوية الإبطية خلال الجراحة؛ مما يؤدي إلى انتفاخ الذراع بعد عملية استئصال الثدي في بعض الحالات. [1][2]
تعرف في هذا المقال على أنواع وأسباب تورم الذراع بعد استئصال الثدي، وطرق علاجه، وكذلك إرشادات هامة للوقاية من حدوث انتفاخ الذراع بعد استئصال الثدي.
محتويات المقال
- أنواع تورم الذراع بعد استئصال الثدي
- أسباب تورم الذراع بعد استئصال الثدي
- ما هي عوامل خطر تورم الذراع بعد استئصال الثدي؟
- أعراض تورم الذراع بعد استئصال الثدي
- تشخيص تورم الذراع بعد استئصال الثدي
- كيفية علاج تورم الذراع بعد استئصال الثدي
- نصائح للتعايش مع تورم الذراع بعد استئصال الثدي
- الوقاية من تورم الذراع بعد استئصال الثدي
- هل تشفى الوذمة اللمفية بعد استئصال الثدي؟
أنواع تورم الذراع بعد استئصال الثدي
يوجد عدة أنواع من الوذمة اللمفية في الذراع تقسم بناء على وقت تطورها ومدى استمرارها: [3]
- وذمة لمفية بسيطة تحدث في غضون أيام قليلة من الجراحة وتختفي بعد فترة قصيرة.
- وذمة لمفية تظهر بعد 4 إلى 6 أسابيع من الجراحة، ولكنها تختفي مع الوقت.
- وذمة لمفية مزمنة، وفيها يحدث تورم الذراع ببطء بعد عام ونصف أو عامين من الجراحة وتستمر مدى الحياة.
أسباب تورم الذراع بعد استئصال الثدي
يضم الجهاز اللمفاوي العديد من الأوعية والعقد اللمفاوية في مناطق الجسم المختلفة منها الإبط، تعمل العقد اللمفاوية في الإبط على تصريف السائل اللمفاوي عبر الأوعية اللمفاوية في منطقة أعلى الذراع، والإبط، والثدي، والصدر، والرقبة. [3]
ويعرف السائل اللمفاوي بأنه أحد مكونات جهاز المناعة، يحتوي على بروتينات وخلايا مناعية لمحاربة العدوى، ويتم تصريفه من أنسجة الجسم عبر العقد اللمفاوية إلى الأوعية الدموية. [4]
قد ترجع أسباب تورم الذراع بعد استئصال الثدي إلى إزالة هذه العقد اللمفاوية أثناء الجراحة أو تضررها ما يؤدي إلى تجمع السوائل في أنسجة الذراع وتورمها. [5]
تتضمن جراحات استئصال الثدي ومضاعفاتها التي قد تتسبب في حدوث وذمة لمفية في الذراع ما يلي: [5][6]
- استئصال الثدي الجذري وكذلك العقد اللمفاوية الإبطية.
- استئصال الثدي البسيط مع إزالة العقد اللمفاوية الإبطية.
- استئصال الورم في الثدي والعقد اللمفاوية الإبطية.
- تندب الأنسجة بعد جراحة استئصال الثدي التي تعوق تصريف السائل اللمفاوي عبر الأوعية اللمفاوية.
- الإصابة بعدوى في الجرح بعد العملية.
يمكن أن يؤدي الخضوع للعلاج الإشعاعي أيضًا إلى انسداد العقد اللمفاوية الإبطية أو تندبها ما يعوق تصريف السوائل عبر الأوعية اللمفاوية؛ الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بوذمة لمفية في الذراع. [1]
اقرأ أيضًا: العلاج الكيماوي لسرطان الثدي، كل ما تريد معرفته عنه
ما هي عوامل خطر تورم الذراع بعد استئصال الثدي؟
قد تزيد بعض العوامل من خطر انتفاخ الذراع بعد استئصال الثدي: [6]
- سرطان الثدي المتقدم.
- خزعة العقد اللمفاوية من الصدر أو الإبط.
- تاريخ من الإصابة بالتهاب الأوعية اللمفاوية.
- العمر، حيث يعد كبار السن أكثر عرضة للإصابة.
- التهاب المفاصل الروماتويدي أو التهاب المفاصل الصدفي.
- السمنة.
أعراض تورم الذراع بعد استئصال الثدي
يحدث تورم الذراع بعد استئصال الثدي على الجانب الذي أجريت فيه الجراحة، وقد يكون التورم خفيفًا، أو متوسطًا، أو شديدًا. [1]
تشمل أبرز علامات وأعراض الوذمة اللمفية في الذراع بعد استئصال الثدي ما يلي: [1][2]
- انتفاخ أو تورم الذراع واليد.
- الإحساس بثقل الذراع أو امتلائها.
- ألم في الذراع أو تنميل.
- صعوبة ثني المفاصل وقلة مرونتها.
- ضعف الذراع المصابة وصعوبة استخدامها.
- حدوث تغيرات في الجلد أو زيادة سماكته.
تجدر الإشارة إلى أن حدوث تورم بسيط للذراع خلال الأسابيع الأولى بعد عملية استئصال الثدي يعد أمرًا طبيعيًا. [5]
تشخيص تورم الذراع بعد استئصال الثدي
يعتمد الطبيب في تشخيص تورم الذراع بعد استئصال الثدي أو الوذمة اللمفية على معرفة التاريخ الطبي والفحص البدني للذراع ومقارنتها بالذراع الأخرى. [6]
قد يكتفى بالفحص البدني لتأكيد التشخيص ولكن في بعض الحالات يمكن أن يطلب الطبيب فحوصات أخرى، مثل: [6]
- التصوير المقطعي المحوسب.
- الموجات فوق الصوتية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- التصوير الومضاني اللمفاوي.
كيفية علاج تورم الذراع بعد استئصال الثدي
يهدف علاج الوذمة اللمفية في الذراع بعد عملية استئصال الثدي إلى تقليل تراكم السوائل وانتفاخ الذراع، وتخفيف الأعراض الأخرى، ومنع تفاقم الحالة. [2]
تشمل طرق علاج تورم الذراع بعد استئصال الثدي ما يلي:
- التمارين الرياضية
تفيد بعض التمارين منخفضة الشدة في علاج انتفاخ اليد بعد عملية سرطان الثدي، حيث يؤدي انقباض العضلات إلى المساعدة على تصريف السائل اللمفاوي المتراكم في الأنسجة، وسيقوم الطبيب أو المعالج الطبيعي بتدريب الشخص على هذه التمارين لتطبيقها في المنزل. [6]
- رفع الذراع
قد يساهم رفع الذراع المصابة فوق مستوى القلب على وسادة مريحة كلما سنحت الفرصة بذلك في تصريف السوائل المتراكمة وتخفيف تورم الذراع بعد عملية استئصال الثدي. [7]
- ارتداء ضمادات أو أكمام ضاغطة
تساعد الأكمام الضاغطة أو الضمادات المرنة التي يتم لفها على الذراع بإحكام على منع تراكم السوائل في الذراع وتحسين تصريفها. [1]
- إنقاص الوزن
يلعب إنقاص الوزن الزائد دورًا مهمًا في علاج تورم الذراع بعد استئصال الثدي، إذ أن زيادة الوزن قد تؤدي إلى صعوبة التحكم في التورم وتفاقم الأعراض. [1]
- العلاج الطبيعي
يتضمن العلاج الطبيعي عمل تصريف ليمفاوي يدوي عبر تدليك الذراع بطريقة معينة تساعد في تصريف السائل اللمفاوي المتراكم فيها. [2]
قد يستخدم أيضًا جهاز الضغط الهوائي وهو جهاز يتم ارتداؤه على الذراع يطبق ضغطًا هوائيًا لتحريك السوائل المتراكمة. [2]
- العلاج الجراحي
قد تستدعي بعض الحالات الخضوع لجراحة لتحسين تصريف السائل اللمفاوي وتخفيف تورم الذراع بعد استئصال الثدي، ومن هذه الجراحات: [4][8]
- المجازة اللمفاوية: يتم في هذه الجراحة توصيل الأوعية اللمفاوية في الذراع بأوردة قريبة لتسهيل تصريف السوائل.
- زرع عقد ليمفاوية: يجرى في هذه الجراحة زرع عقد ليمفاوية سليمة في منطقة الإبط تؤخذ من أجزاء أخرى من الجسم.
- شفط الدهون: تجرى هذه العملية لإزالة الأنسجة والجلد الزائد من الذراع وكذلك الدهون المترسبة بسبب الوذمة اللمفية.
اقرأ أيضًا: طرق علاج سرطان الثدي
نصائح للتعايش مع تورم الذراع بعد استئصال الثدي
يوصى باتباع الإرشادات التالية للحد من أعراض تورم الذراع بعد استئصال الثدي، والحفاظ على سلامتها، وتقليل خطر حدوث المضاعفات: [5][6]
- استخدام الذراع كالمعتاد حيث أن انقباض العضلات يساعد على تصريف السائل اللمفاوي.
- الحرص الشديد على الحفاظ على نظافة الذراع والعناية بها وترطيبها باستمرار؛ لتجنب حدوث جفافها وتشققها، الأمر الذي قد يؤدي إلى الإصابة بعدوى.
- رفع الذراع في مستوى أعلى من القلب أثناء فترات الراحة.
- تجنب التغيرات الشديدة في درجة الحرارة، أو التعرض للحرارة وعدم استخدام حمامات البخار.
- وضع واقي الشمس عند الخروج نهارًا.
- ارتداء قفازات عند التنظيف أو القيام بأي أعمال خطرة لتجنب الإصابة بجروح.
- تجنب ارتداء المجوهرات الضيقة.
- تجنب قياس ضغط الدم، أو سحب عينات الدم من الذراع المصابة.
- تجنب الاستلقاء على الذراع المصابة فترة طويلة أو حمل الأشياء الثقيلة.
الوقاية من تورم الذراع بعد استئصال الثدي
هناك بعض النصائح التي قد تساهم في تقليل احتمالية تورم الذراع بعد استئصال الثدي، مثل: [5]
- اتباع نظام غذائي صحي والتقليل من الملح والدهون، والإكثار من شرب الماء.
- الحفاظ على وزن صحي.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام بعد استشارة الطبيب لتوضيح التمارين المناسبة.
- ارتداء النساء حمالات صدر مريحة وغير ضيقة.
- الحرص على وقاية الذراع من الإصابة بعدوى من خلال حماية الجلد من التعرض للخدوش أو الحروق بارتداء القفازات عند القيام بأي أعمال منزلية، وترطيب الجلد باستمرار.
- مراجعة الطبيب على الفور إذا ظهرت أي علامات تشير إلى الإصابة بعدوى.
هل تشفى الوذمة اللمفية بعد استئصال الثدي؟
يساهم اكتشاف الوذمة اللمفية مبكرًا والبدء في العلاج في أسرع وقت في السيطرة على الأعراض بشكل كبير، والتحكم في التورم، وتحسين القدرة على استخدام الذراع بشكل طبيعي. [4]
تجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن علاج الوذمة اللمفية نهائيًا حيث يقتصر دور العلاج على تخفيف التورم، ويؤدي إهماله إلى تفاقم الأعراض والحد من القدرة على استخدام الذراع، وربما يعرض الذراع إلى الإصابة بعدوى بسهولة أو مشاكل أخرى. [5][6]
اقرأ أيضًا: سرطان الثدي عند النساء، تعرفي على الأسباب
نصيحة الطبي
قد يحدث تورم الذراع بعد استئصال الثدي نتيجة تراكم السوائل جراء استئصال العقد اللمفاوية لعلاج سرطان الثدي، ويمكن أن يكون هذا التورم مؤقتًا أو يصبح حالة مزمنة. ينبغي على الأشخاص الذين خضعوا لجراحة استئصال الثدي أو العلاج الإشعاعي المتابعة الدورية مع الطبيب للاطمئنان على سلامة الذراع أولًا بأول وإبلاغ الطبيب، مع الحرص على اتباع الإرشادات التي تساهم في الوقاية من حدوث الوذمة اللمفية.