السيلينيوم هو معدن موجود في التربة والمنتجات الحيوانية والنباتية مثل: المأكولات البحرية، والمكسرات، واللحوم الحمراء، والحبوب، الحليب، والبيض. يختلف محتوى السيلينيوم في الأطعمة بشكل كبير، وذلك اعتماداً على كميته في التربة التي تنمو فيها النباتات، وعلى كميته في النباتات التي تستهلكها الحيوانات.
يحتاج الإنسان معدن السيلينيوم بكميات قليلة جداً. حيث أن الكمية الموصى به من السيلينيوم للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 14 عاماً هو 55 ميكروغرام يومياً. ويعتبر السيلينيوم ضروري جداً لصحة الإنسان، حيث تكمن فائدته في المساعدة في عملية التكاثر، وإنتاج هرمون الغدة الدرقية، وزيادة المناعة ضد الأمراض والالتهابات، وتصنيع الحمض النووي.
حيث يتميزالسلينيوم بخصائصه المفيدة في الوقاية من الضرر التأكسدي الذي يعمل على إتلاف الخلايا عن طريق إنتاج جزيئات غير مشحونة والتي تسمى الجذور الحرة تهاجمها.
في هذا المقال سوف نتطرق إلى دور السيلينيوم والوقاية من السرطان.
يؤدي نقص كمية السيلينيوم في الإنسان إلى نقص في وظائف المناعة، وإلى ضعف في الوظائف المعرفية. كما يؤدي نقصان السيلينيوم إلى انخفاض في درجة حماية الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة، والذي يعتبر من أهم العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى مرض السرطان.
اقرأ أيضاً: دور التغذية في الوقاية من السرطان
السيلينيوم والوقاية من السرطان في الكبد
قد يزداد خطر الإصابة بسرطان الكبد عند الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من عنصر السيلينيوم في الدم، وذلك حسب دراسة قام بها البروفيسور لوتز شومبورغ وفريقه البحثي والتي نشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية (بالإنجليزية:American Journal of Clinical Nutrition). حيث قام بتحليل عينات دم مرضى لفحص مستويات السيلينيوم لمرضى سرطان الكبد، وسرطان المرارة والقنوات الصفراوية، وسرطان القناة الصفراوية داخل الكبد. وكان جميع المرضى والذي بلغ عددهم 261 شخص، يعانون من هذه السرطانات لأكثر من 10 سنوات.
حيث وجد الباحثون أن المرضى الذين يعانون من سرطان الكبد والمرارة، وسرطان القنوات الصفراوية لديهم مستويات من السيلينيوم أقل بكثير من الأصحاء. وان أولئك الذين لديهم مستويات أقل من السيلينيوم كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد. ومن هنا يجب التأكيد على اهمية وجود نظام غذائي متوازن يحتوي على السيلينيوم.
اقرأ أيضاً: إطلالة على واقع السرطان الكبدي الخلوي
السيلينيوم والوقاية من السرطان في القولون والمستقيم
نظراً لدور السيلينيوم في الوقاية من الاجهاد التاكسدي والذي يعتبر من أحد الأسباب للإصابة بمرض السرطان القولون. تم أخذ عينات دم، ودراسة والمعلومات الغذائية، ونمط الحياة لأكثر من 520,000 مشترك في 10 بلدان أوروبية، من قبل فريق بحثي من جامعة نيوكاسل، المملكة المتحدة، والوكالة الدولية لبحوث السرطان والكلية الملكية للجراحين في ايرلندا. ونتج عن ذلك أن خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم ينخفض مع المستويات الأعلى من السيلينيوم في الجسم.
اقرأ أيضاً: الفحوصات المهمة للوقاية من سرطان القولون
السيلينيوم والوقاية من السرطان في البروستات المتقدم
يعتقد أن الرجال الذين لديهم مستويات مرتفعة من معدن السيلينيوم قد يكون لديهم احتمالية أقل للإصابة بسرطان البروستات المتقدم.
ومن أجل ذلك تمت دراسة قام بها الباحث ميلان جيبلز من جامعة ماستريخت هولندا، حيث تتبع مجموعة تضمنت 60,000 رجل تراوحت أعمارهم من 55 إلى 69 عام، والذين تم قياس مستويات السيلينيوم من أظافر أقدامهم، حيث تكشف هذه الطريقة الاستهلاك طويل المدى للسيلينيوم على العكس من فحص الدم الذي يعكس التعرض الحالي لعنصر السيلينيوم. ووجد الباحثون حينها أن الرجال الذين لديهم مستويات مرتفعة من السيلينيوم، كان لديهم نسبة احتمالية الإصابة بسرطان البروستات المتقدم اقل بنسبة 60%.
لكن في العموم لا يوجد علاقة واضحة بين ارتفاع مستويات السيلينيوم وتقليل احتمال الإصابة بسرطان البروستات في الأبحاث العلمية. لذا لم يتم توصية الرجال على أخذ مكملات السيلينيوم للوقاية من سرطان البروستات. حيث أن المستويات المرتفعة منه قد تكون سامة وتؤدي لمشاكل في الجلد وقد يرتبط أيضاً بزيادة احتمالية الإصابة بمرض السكري. لذا فأخذ السيلينيوم من المصادر الغذائية لا يسبب اي من هذه المشاكل.
اقرأ أيضاً: الكشف المبكر عن سرطان البروستات
مدى دور السيلينيوم والوقاية من السرطان
على الرغم من كثرة الأبحاث التي تتحدث عن فائدة السيلينيوم والوقاية من السرطان، تم مراجعة 55 دراسة في هذا الموضوع من قبل الدكتورة غابرييل دينيرت، من معهد البحوث الصحية متعددة التخصصات في ألمانيا، وفريقها البحثي, والتي شملت على أكثر مليون. تلخصت نتائجهم على عدم وجود دليل قوي على التأثير الوقائي للسيلينيوم ضد سرطان الجلد أو سرطان البروستات، وأن تناول السيلينيوم على مدى فترات طويلة قد تكون له آثار سامة.
كما أن دراسات عديدة تحدثت عن الفيتامينات والمعادن بشكل عام وفعاليتها ضد السرطان، حيث وجدت التأثير قليل وفي كثير من الاحيان كانت غير فعالة حقاً، بل ويمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان في بعض الحالات.
لذا إن أفضل طريقة للحصول على الاحتياجات اليومية من الفيتامينات والمعادن، هو تناول نظام غذائي صحي ومتوازن ومتنوع من الفواكه والخضروات، وبهذا يمكن أن نساعد أنفسنا في الوقاية من السرطان. وينبغي توجيه الأشخاص بضرورة وجود حاجة قبل تناول المكملات الغذائية، واستشارة مقدم الرعاية الصحية.