يتجه الناس إلى البحث عن طرق وأطعمة تعزز مناعتهم في مراحل تقلب الفصول التي غالباً ما يتعرض فيها الأشخاص إلى الأمراض ونزلات البرد نتيجة انخفاض مناعتهم، كما ازداد اهتمام الأشخاص بالمناعة في الآونة الأخيرة في ظل جائحة كورونا، وفي حين أن طرق تعزيز المناعة قد تحير كثيراً من الأشخاص، إلا أن الجميع يملك في بيته كنزاً يعتبر من أفضل طرق تقوية المناعة وهو الحمضيات، تعرف معنا على الحمضيات والمناعة، وكيف يمكن للحمضيات أن تقوي المناعة وتقي من الأمراض؟
الحمضيات والمناعة
بالإضافة إلى طعم الحمضيات الرائع واستخداماتها المتعددة، فإنها متوافرة على مدار السنة وفي كل الفصول، تمتاز باحتوائها على مجموعة رائعة من العناصر الغذائية التي تجعلها مفيدة لصحة الجسم ومناعته، ومن أهم الحمضيات وأشهرها:
- البرتقال.
- المندرين أو اليوسفي.
- الليمون.
- الجريب فروت.
- البوملي.
يعود الفضل الأكبر في العلاقة الوثيقة بين الحمضيات والمناعة إلى فيتامين سي أو فيتامين ج (بالإنجليزية: Vitamin C) إذ تحتوي الحمضيات على كميات وافرة منه، كما تحتوي الحمضيات أيضاً على كميات جيدة من معادن وفيتامينات أخرى كفيتامينات ب، وفيتامين أ، والبوتاسيوم، والفسفور، والمغنيسيوم، والنحاس، والفولات، والمنغنبز، وأكثر من 60 نوع من المركبات النباتية كالفلافونويدات (بالإنجليزية: Flavonoids) والكاروتينات (بالإنجليزية:Carotenoids) التي تعطي الحمضيات خصائص مضادة للالتهاب، ومضادة للأكسدة تقي الجسم من ضرر الجذرو الحرة والضغط التأكسدي، وتدعم صحة الجسم وتقوي مناعته.
فيتامين سي في الحمضيات والمناعة
قد توفر الحمضيات للشخص جميع احتياجاته اليومية من فيتامين سي، ففي حين أن معدل ما يحتاجه الشخص يومياً من فيتامين سي هو (65-90) ملغ يومياً، فإن حبة واحدة متوسطة الحجم من البرتقال تحتوي على 70 ملغ من فيتامين سي، أما الجريب فروت على سبيل المثال فتحتوي الحبة الواحدة منه على 79 ملغ، وحبة واحدة من الليمون تحتوي على 53 ملغ، ويعرف فيتامين سي في الحمضيات برفع مناعة الجسم عن طريق ما يأتي:
- يشجع الجهاز المناعي على إنتاج المزيد من خلايا دم بيضاء تعرف بالخلايا الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymphocytes) وخلايا بلعمية (بالإنجليزية: Phagocytes) تحمي الجسم من التعرض للعدوى.
- يساعد فيتامين سي في الحمضيات خلايا الدم البيضاء على العمل بفاعلية أكبر، وحمايتها من الضرر الذي قد ينتج عن الجذور الحرة، إذ يعتبر فيتامين سي مضاد أكسدة قوي وفعال.
- يلعب فيتامين سي دوراً مهماً جداً في نظام حماية الجلد، أذ يتم نقله إلى البشرة ليعمل كمضاد أكسدة يقوي حاجز البشرة الطبيعي في الجسم ويدعمه.
- فيتامين سي يقلل الوقت الذي يحتاجه الجسم للشفاء من الأمراض ونزلات البرد، ويقلل من حدتها.
للمزيد: اسرار تقويه المناعة
الحمضيات علاج ام وقاية؟
عادة ما يربط الناس بين الحمضيات والمناعة، ويدعون لتناولها لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا، وفي الواقع أجري كم كبير من الدراسات ليبحث في أثر الحمضيات وخصوصاً عنصرها الغذائي الأشهر فيتامين سي على علاج نزلات البرد والوقاية منها، وللأسف لم تكن النتائج مرضية للغاية، إذ وجدت إحدى الدراسات المرجعية على سبيل المثال والتي جمعت 29 دراسة وتضمنت 11306 مشترك أن أخذ 200 ملغ من فيتامين سي يومياً لم يقلل خطر الإصابة بنزلات البرد، إلا أنها يمكن أن تملك الفوائد التالية:
- يمكن للحمضيات أن تقلل شدة أعراض البرد والإنفلونزا.
- يمكن للحمضيات أن تقلل مدة المرض بما يقارب 8% عند البالغين، و14% عن الأطفال.
وبهذا فإن فيتامين سي في الحمضيات يقلل شدة الأعراض ومدة تأثيرها على الشخص ولكنه قد لا يقلل خطر الإصابة، ذلك لأنه كما توضح سابقاً يدعم وظائف الخلايا المناعية ويعزز عملها بفاعلية، مما يوضح العلاقة بين الحمضيات والمناعة أثناء نزلات البرد والإنفلونزا.
ولا بد من الإشارة إلى أن تناول الحمضيات والحصول على فيتامين سي من مصادره الطبيعية أفضل بكثير من المكملات الغذائية، فعلى الرغم من أن كثيراً من الأشخاص يتناولون مكملات فيتامين سي بشكل يومي ليدعموا مناعتهم، إلا أنه وببساطة يوفر تناول حبة برتقال واحدة يومياً جميع احتياجات الفرد من فيتامين سي.
ولأن القرص الواحد من أقراص فيتامين سي قد يوفر للجسم أعلى بكثير من احتياجات الجسم وبما أن الفيتامين لا يخزن في الجسم، فسيتخلص الجسم من الكميات الزائدة منه عبر البول دون الاستفادة منها، مما يجعل الحمضيات الخيار الأمثل للحصول على فيتامين سي، والأفضل في دعم الجسم ووظائف خلاياه المناعية.
اقرأ أيضاً: ما هي الڤيتامينات التي تساعد في تقوية المناعة ضد فيروس الكورونا المستجد