يرغب الكثيرون ممن يأخذون أدوية علاج الاكتئاب أن يتوقفوا عن تناول هذه الأدوية بعد تحسن حالتهم الصحية، وهنا يجب استشارة الطبيب ووضع خطة حول كيفية التوقف عن دواء الاكتئاب.

ينصح عادةً بعدم الإقلاع عن أدوية مضادات الاكتئاب فجأة ودون تدرج، فقد ينتج عن ذلك أعراض انسحابية أو ما يسمى متلازمة الانقطاع عن مضادات الاكتئاب. كما يمكن أن يؤدي التوقف عن أخذ أدوية الاكتئاب مبكراً ودون استشارة الطبيب إلى الانتكاس وعودة أعراض الاكتئاب.

في الكثير من الحالات، يكون تحسن الأعراض مقروناً بأخذ دواء الاكتئاب، لذا لا ينصح التوقف عن دواء الاكتئاب بمجرد الشعور بتحسن الأعراض. ولهذا فإن قرار وكيفية التوقف عن دواء الاكتئاب يجب أن يتم بوضع خطة مشتركة بين الطبيب والمريض وتحت إشراف طبي. [1] 

يتناول هذا المقال كيفية التوقف عن ادوية الاكتئاب والقلق، والأعراض الانسحابية للأدوية النفسية، ومدة بقاء أدوية الاكتئاب في الدم.

 

كيفية التوقف عن دواء الاكتئاب تدريجياً

كيف أتخلص من أدوية الاكتئاب؟ قد يراود بعض المرضى هذا السؤال. من المهم معرفة كيفية التوقف عن دواء الاكتئاب، ويجب تجنب الإقلاع عنه أو تقليل جرعته فجأة دون إشراف طبي. وتتضمن طريقة ترك العلاج النفسي بالتدريج ما يلي:

كيفية التوقف عن أخذ دواء الاكتئاب

  • استشارة الطبيب

يوصى باستشارة الأخصائي حول إذا ما كان الوقت مناسباً للتوقف عن أخذ أدوية علاج الاكتئاب، وذلك تبعاً للحالة الصحية والظروف الحياتية.

في معظم الأحيان، يجب انتظار مدة كافية بعد تحسن أعراض الاكتئاب (بالإنجليزية: Depression) واستقرار الحالة الصحية للتوقف عن أخذ أدوية الاكتئاب. وقد تقدر هذه المدة بعدة شهور.

كذلك ينصح بتجنب الانقطاع عن مضادات الاكتئاب إذا لم تكن ظروف المريض مستقرة أو إذا كان يواجه أياً من مسببات القلق، مثل فترة الامتحانات أو بدء وظيفة جديدة.

  • العلاج النفسي غير الدوائي

يساعد العلاج النفسي على علاج الاكتئاب بدون أدوية، وتقليل فرص حدوث انتكاس وعودة الاكتئاب بعد ترك أدوية علاج الاكتئاب.

  • التدرج والالتزام بخطة تخفيف جرعات دواء الاكتئاب

يضع الطبيب عادةً خطة تدريجية مع المريض بعد أخذ قرار الاستغناء عن دواء الاكتئاب، وتقوم الخطة غالباً على تقليل جرعات الدواء بشكل تدريجي وخلال مدة من الزمن يحددها الطبيب، وقد تمتد الفترة إلى عدة أسابيع أو أشهر إلى حين التوقف نهائياً عن أخذ الدواء.

لذا يجب تناول الدواء بالجرعات التي تم تحديدها خلال المدة المطلوبة للإقلاع عن الدواء بنجاح والتخفيف من أعراض الانسحاب. كما من المفيد تسجيل الأعراض خلال هذه الفترة لمتابعتها من الطبيب وتحديد إذا ما كان تسلسل تخفيف الجرعات لدواء الاكتئاب مناسب.

  • الحفاظ على نمط حياة صحي

يساعد الحفاظ على أسلوب حياة صحي على الحفاظ على الصحة النفسية، لذا فإن اتباع حمية متوازنة، والابتعاد عن مسببات القلق، وممارسة الرياضة بشكل مستمر يساعد على تحسين المزاج. كما تعمل الرياضة أيضاً على رفع مستويات السيروتونين في الجسم.

للمزيد: الاكتئاب والجنس

  • الحصول على قدر كاف من النوم

يجب أخذ قسط كافٍ من النوم يومياً، بمعدل 7 - 9 ساعات يومياً، كما يوصى الاعتناء بجودة النوم لما لذلك تأثير على الحالة المزاجية للشخص.

  • التواصل مع الطبيب

يجب المتابعة مع الطبيب خلال فترة التوقف عن دواء الاكتئاب، وخاصة بعد مرور ما يقارب شهر عن التوقف، وذلك لمتابعة الأعراض الانسحابية وأعراض الاكتئاب. [2]

ما هي الاعراض الانسحابية لادوية الاكتئاب؟

عند التوقف عن دواء الاكتئاب بشكل مفاجئ، تضطرب مستويات النواقل العصبية التي تتأثر بهذه الأدوية والتي يعتاد عليها الجسم مع الوقت، وتنتج عن ذلك أعراض انسحابية نفسية وجسدية، وقد تتفاقم أعراض الانسحاب (بالإنجليزية: Withdrawal Symptoms) وتحتاج إلى التدخل الطبي، لهذا ينصح دوماً باستشارة الأخصائي حول كيفية التوقف عن دواء الاكتئاب.

من أهم أعراض التوقف المفاجئ عن أدوية علاج الاكتئاب ما يلي:

  • اضطرابات وصعوبة في النوم، ورؤية أحلام مزعجة.
  • تقلبات في المزاج، أو الانزعاج والعصبية.
  • المعاناة من أعراض انفلونزا.
  • الشعور بالقلق والاكتئاب.
  • التفكير بالانتحار أو الإقدام على ذلك.
  • دوار أو دوخة.
  • غثيان، وقيء، وإسهال.
  • فقدان للشهية.
  • ارتعاش في الأطراف، أو مشية غير مستوية.
  • تفاقم أعراض الاكتئاب، مثل الصداع والأرق.
  • شعور مشابه للتيار الكهربائي أو الصعقة الكهربائية في الدماغ.
  • تعرق شديد واحمرار البشرة.
  • ألم في المعدة.

تحدث هذه الأعراض الانسحابية بشكل أكبر عند الإقلاع عن الأدوية التي تتضمن آلية عملها رفع مستويات هرمون السيروتونين، مثل سيرترالين، وسيتالوبرام، ودولكستين. كذلك فإن الأدوية ذات المفعول الأقصر، مثل باروكستين، وسيرترالين تحدث أعراضاً انسحابية أكثر من الأدوية ذات المفعول الطويل، مثل فلوكستين.

وتعتمد الأعراض كذلك على كيفية التوقف عن دواء الاكتئاب، حيث تكون هذه الأعراض غالباً أكثر شدة عند التوقف بشكل مفاجئ. وفي هذه الحالة سيضطر المريض للانتظار أسبوعين تقريباً بعد العودة لمضادات الاكتئاب حتى تبدأ الاستجابة للعلاج مجدداً. [4]

كم تستمر اعراض الانسحاب بعد التوقف عن أخذ الدواء؟

قد تختلف مدة الأعراض الانسحابية للأدوية النفسية باختلاف الدواء، ولكن تقدر مدة الاعراض الانسحابية بعد التوقف عن استخدام ادوية مضادة للاكتئاب بحوالي أسبوع أو أسبوعين، لكن قد تدوم الأعراض الانسحابية عند بعض الناس لفترات أطول..

تبدأ أعراض الانسحاب عادةً خلال الأسبوع الأول من الإقلاع عن مضادات الاكتئاب، وتحدث أعراض الانسحاب لدى واحد من كل 5 أشخاص تقريباً عند التوقف المفاجئ عن أدوية الاكتئاب. ويمكن أن تكون أعراض التوقف عن دواء الاكتئاب طفيفة ولكن مزعجة للمريض.

من الجدير بالذكر أن الأعراض الانسحابية لا تنتج عن إدمان مضادات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressant Drugs) التي تم تناولها بإشراف الطبيب، بل عن اختلاف مستويات السيروتونين قبل وبعد التوقف عن أخذ أدوية علاج الاكتئاب. [2] [3]

كيف يمكن التخفيف من الأعراض الانسحابية لأدوية الاكتئاب؟

يجب استشارة الطبيب حول كيفية التوقف عن دواء الاكتئاب بالشكل الأمثل لتجنب الأعراض الانسحابية أو الانتكاس، ومن طرق التخفيف من أعراض التوقف عن دواء الاكتئاب ما يلي:

  • التدرج في الإقلاع عن أدوية الاكتئاب عوضاً عن التوقف عن أخذها فجأة أو خلال فترة قصيرة. ويساعد التدرج كذلك على التقليل من فرص الانتكاس وعودة الأعراض الاكتئابية.
  • تبديل الدواء قصير المفعول بدواء مشابه طويل المفعول له أعراض انسحابية أقل، ويتم ذلك بإشراف الطبيب.
  • العلاج الدوائي لبعض المشاكل التي تسببها متلازمة الانقطاع عن مضادات الاكتئاب، مثل الأدوية التي تساعد على النوم، وأدوية لعلاج القلق والتوتر، وأدوية الغثيان.
  • اتباع نمط حياة صحي للتخفيف من أعراض الاكتئاب، ويشمل ذلك التغذية الصحية، والابتعاد عن مسببات التوتر، وممارسة الرياضة أو تمارين التأمل والاسترخاء مثل اليوغا، والحصول على قدر كافٍ من النوم يومياً. [4]

هل يجب على الحامل التوقف عن ادوية الاكتئاب بعد الحمل؟

لا يجب على الحامل التوقف عن أخذ أدوية الاكتئاب دون استشارة الطبيب عند حدوث الحمل، حيث يعد علاج الاكتئاب مهماً لإكمال الحمل بشكل صحي ورعاية المولود بعد ذلك. لذا ينصح باستشارة الطبيب النفسي مباشرة عند العلم بالحمل وإعلام الطبيب المتابع للحمل كذلك، عندها يحدد الطبيب افضل ادوية الاكتئاب للحامل، بحيث لا تؤثر سلباً على صحة الجنين. 

يقوم الطبيب بإعلام الحامل إذا كانت أدوية علاج الاكتئاب الحالية مناسبة أو قد يستبدلها بدواء آخر أكثر أماناً. وفي حال تبديل الدواء فيجب الاستعلام من الأخصائي حول كيفية التوقف عن دواء الاكتئاب الحالي. [1]

للمزيد: اكتئاب ما بعد الولادة وتدابيره العلاجية

كيف أميز بين أعراض الانسحاب وأعراض عودة الاكتئاب؟

تتشابه بعض أعراض الانسحاب عند الإقلاع عن أدوية الاكتئاب مع أعراض الاكتئاب السريري، لذا فقد يظن المريض أن الأعراض ناتجة عن الانتكاس وعودة الاكتئاب. يمكن التمييز بين أعراض الانسحاب والانتكاس كالتالي:

  • وقت بدء الأعراض: تبدأ أعراض الانتكاس في الغالب بعد أسابيع عديدة من التوقف عن أخذ الدواء، أما أعراض الانسحاب تحدث خلال الأسبوع الأول.
  • اختفاء الأعراض: غالباً تختفي الأعراض الانسحابية في حال العودة إلى تناول الدواء، ولكن لا يجب العودة إلى دواء الاكتئاب قبل استشارة الطبيب.
  • الأعراض الجسدية: قد تسبب متلازمة الانقطاع عن مضادات الاكتئاب أعراض جسدية بالإضافة للأعراض النفسية، مثل ألم المعدة والدوار.
  • تحسن الأعراض مع مرور الوقت: تسوء أعراض الانتكاس مع الوقت بينما تتحسن أعراض الانسحاب خلال أسابيع.

يوصى باستشارة الطبيب حول كيفية الاقلاع عن أدوية الاكتئاب بالشكل المناسب لتجنب الانتكاس بعد نجاح العلاج. [2]

للمزيد: كيف تتخلص من الاكتئاب بدون أدوية

ما هي مدة بقاء ادوية الاكتئاب في الدم؟

تعتمد كيفية التوقف عن دواء الاكتئاب على نوع الدواء الذي يستخدمه المريض، وتختلف مدة بقاء أدوية الاكتئاب في الدم باختلاف الدواء، نذكر فيما يلي أدوية لعلاج الاكتئاب ومدة بقائها في الدم:

  • سيرترالين: 5 أيام ونصف تقريباً.
  • سيتالوبرام: 7 أيام.
  • فلوكستين: 25 يوم.
  • دولكستين: يومين ونصف.
  • فينلافاكسين: يوم واحد.
  • باروكستين: 4 أيام ونصف. [2]

للمزيد: أعراض وعلاج الاكتئاب النفسي عند النساء