يعد تشخيص اضطراب ثنائي القطب تحدياً نتيجة تداخله مع اضطرابات أخرى مثل الاكتئاب والفصام، وكذلك لعدم وجود اختبار معملي معين يساعد في تأكيد التشخيص، لذا يعتمد الطبيب في التشخيص على التقييم العام للمريض. حديثاً، تم وضع معايير محددة لتشخيص مرض اضطراب ثنائي القطب من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية التابع للجمعية الأمريكية للطب النفسي. [1] [2]
تعرف في هذا المقال على كيفية تشخيص الاضطراب ثنائي القطب والفحوصات والاختبارات اللازمة.
محتويات المقال
تشخيص اضطراب ثنائي القطب
يعتمد تشخيص مرض اضطراب ثنائي القطب على عدة محاور هي:
تطبيق معايير الاضطراب ثنائي القطب
يتم تقييم أعراض المريض بشكل كامل باستخدام معايير محددة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية التابع للجمعية الأمريكية للطب النفسي، وهو الدليل الذي يستخدمه أختصاصيو الصحة النفسية. [2]
تجدر الإشارة إلى أن تشخيص اضطراب ثنائي القطب قد يستغرق عدة سنوات حتى يبدأ ظهور نمط نوبات الاكتئاب والهوس بمرور الوقت. [1]
يبدأ تشخيص ثنائي القطب بالتعرف على الأعراض بسؤال المريض ومن حوله ومطابقتها مع أعراض اضطراب ثنائي القطب، والتي تشمل نوبات الهوس والاكتئاب وهي السمة الرئيسية المميزة لاضطراب ثنائي القطب، وقد تستمر عدة أيام، أو أسابيع، أو أكثر، يتخللها فترات من استقرار الحالة المزاجية. ويعتمد تشخيص اضطراب ثنائي القطب على معرفة أعراض النوبات، وشدتها، والفترة التي تستغرقها كل نوبة منهم. [3]
قد تختلف نوبات الهوس من شخص لآخر، ولكن عادة ما تتسم نوبات الهوس بالأعراض الآتية: [3]
- الشعور بالبهجة أو الانفعال.
- الإحساس بالقوة والثقة بالنفس.
- الشعور بعدم الحاجة للنوم.
- تضارب الأفكار.
- اتخاذ قرارات مندفعة محفوفة بالمخاطر.
- قلة الشهية.
تتسم نوبات الاكتئاب التي يمر بها المصاب باضطراب ثنائي القطب بالأعراض الآتية: [3]
- الشعور بالحزن الشديد، أو اليأس، أو الفراغ.
- كثرة النوم.
- الإفراط في الأكل.
- صعوبة التركيز وإتمام المهام اليومية.
- قلة الاهتمام بالأنشطة الممتعة.
- كره الذات وأفكار انتحارية.
ينبغي أن يكون المصاب مرَّ بنوبة هوس أو هوس خفيف واحدة على الأقل لتأكيد تشخيص اضطراب ثنائي القطب. [4]
للمزيد: أعراض اضطراب ثنائي القطب
الفحص البدني والاختبارات
يجري الطبيب لتشخيص اضطراب ثنائي القطب فحصاً بدنياً يشمل الفحص العصبي وفحص الحالة العقلية، وقد تظهر بعض علامات اضطراب ثنائي القطب أثناء هذا الفحص، منها: [1]
- قلة تعبيرات الوجه.
- عدم التجاوب مع الطبيب.
- الحزن والبكاء.
- الإثارة الشديدة والعصبية.
- الهياج.
- سرعة الكلام.
جدير بالذكر أن اضطراب ثنائي القطب لا يسبب أي تغيرات جسدية ولا يؤثر على الحركة أو القوة البدنية.
يساهم الفحص البدني أيضاً في استبعاد الحالات الأخرى التي قد تتداخل علاماتها مع علامات اضطراب ثنائي القطب، مثل الخرف، ومتلازمة ما بعد الارتجاج، وأمراض الغدة الدرقية، وذلك من خلال استبعاد وجود تغيرات في الجلد، أو ضعف الحركة، أو تورم الرقبة، وغيرها. [1]
كذلك قد يستدعي تشخيص اضطراب ثنائي القطب اختبار وظائف الغدد عن طريق إجراء اختبارات الغدة الدرقية والغدة الكظرية؛ لاستبعاد المشاكل الجسدية، مثل خمول الغدة الدرقية أو فرط نشاطها. [5]
قد يوصي الطبيب بإجراء بعض الفحوصات التصويرية للكشف عن وجود أي تغيرات في بنية المخ أو تغيرات كيميائية تساهم في تشخيص اضطراب ثنائي القطب، وكذلك لاستبعاد الأمراض الأخرى، مثل الإصابة بسكتة دماغية أو وجود ورم في المخ. [1] [6]
ومن أمثلة هذه الفحوصات ما يلي:
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.
- الأشعة المقطعية.
التقييم النفسي
سيجري الطبيب اختباراً نفسياً عن طريق طرح بعض الأسئلة على المريض لتقييم أفكاره، ومشاعره وسلوكياته، كما يمكن أيضاً أن يستعين بالعائلة والأصدقاء بموافقة المريض. [6]
قد يستخدم الطبيب أيضاً العديد من الاستبيانات المصممة بطريقة منهجية بحثية مختبرة سريرياً؛ لتحديد الأعراض وتوضيحها والمساعدة في التشخيص. [6]
كذلك قد يوصي بعمل مخطط الحالة المزاجية، وهو سجل يومي لتسجيل طبيعة الحالة المزاجية والسلوكية وأنماط النوم للمساهمة في تشخيص اضطراب ثنائي القطب. [6]
تجدر الإشارة إلى أنه قد تتشابه أعراض اضطراب ثنائي القطب مع أعراض اضطرابات أخرى ما يجعل من الصعب التمييز بينها والوصول للتشخيص الصحيح. ليس هذا فحسب بل إن العديد من المصابين قد يعانون من حالات أخرى بالتزامن مع اضطراب ثنائي القطب، مثل اضطراب القلق، أو اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، أو تعاطي المخدرات، أو اضطرابات الأكل. [6]
اقرأ أيضاً: طرق علاج اضطراب ثنائي القطب
تشخيص اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال والمراهقين
عادة ما يتأخر تشخيص اضطراب ثنائي القطب في الأطفال والمراهقين وقد يتم تشخيصهم في البداية باضطرابات نفسية أخرى بالخطأ، إذ أن تحديد الأعراض قد يكون أكثر صعوبة عند المراهقين والأطفال، نظراً لصعوبة تمييزها عن التغيرات المزاجية الطبيعية التي يمكن أن تحدث نتيجة الضغوط أو التعرض لصدمة. [6]
لذلك ينبغي على الوالدين مراجعة طبيب الأطفال عند ملاحظة حدوث تقلبات مزاجية حادة على الطفل استمرت فترة وتبدو مختلفة عن التقلبات المزاجية المعتادة. [6]
اقرأ أيضاً: اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال: هل يحدث؟