يتشابه كل من الوسواس القهري والإدمان في العديد من الأشياء المشتركة، وفي كثير من الأحيان يحدثان معًا، حيث يعاني الكثير من الأشخاص المصابين بالوسواس القهري من الإدمان، سواء إدمان الكحول، أو المخدرات، أو إساءة استخدام مواد معينه وإدمانها.
سنتناول في هذا المقال الحديث عن العلاقة بين الوسواس القهري والإدمان، وكيف يؤثر كل منهما على الآخر.
محتويات المقال
ما هو الوسواس القهري؟
الوسواس القهري هو أحد أشهر اضطرابات الصحية العقلية، يتميز بعرضين أساسيين هما: الوساوس، والأفعال القهرية، حيث تراود المريض بعض الهواجس التي تتضمن أفكار، أو صور، أو حوافز مستمرة ومتكررة تسبب القلق أو الضيق.[1]
تدفع تلك الهواجس المريض إلى القيام بأفعال قهرية ظنًا منه أنها ستخفف تلك الهواجس والأفكار، وبالتالي تساعده على التخلص من التوتر والقلق الناجم عنها، لكن هذه الأفعال بعد ذلك تسبب له الشعور بالذنب، والخجل، والاشمئزاز.[1]
تشمل أعراض الوسواس القهري الأكثر شيوعًا ما يلي:[2]
- الرغبة الشديدة في التحقق والتأكد من الأشياء، مثل إذا كانت الأبواب مغلقة، أو تم إيقاف تشغيل الأجهزة، أو أن العناصر لا تزال حيث تركها المريض.
- الشعور بالقلق المستمر بشأن سلامة المريض الشخصية، أو سلامة أحبائه على الرغم من عدم وجود خطر حقيقي، وغالبًا ما يقترن ذلك بالحاجة إلى أداء طقوس لمنع مخاطر غير محددة.
- عدم القدرة على التوقف عن ترتيب وإعادة ترتيب الأشياء بنمط محدد للغاية، والشعور بالقلق من تغيير هذا الترتيب.
يدرك الأشخاص الذين يعانون من أعراض الوسواس القهري غالبًا أن أفكارهم وأفعالهم غير عقلانية، لكنهم يجدون أنفسهم غير قادرين على التحكم في دوافعهم وإيقاف سلوكياتهم المتكررة.[2]
للمزيد: ما هي أعراض الوسواس القهري؟
ما هو الإدمان؟
الإدمان هو أيضًا أحد اضطرابات الصحة العقلية، يسبب رغبة قوية القيام بأفعال معينة، مثل إدمان المخدرات أو المقامرة، على الرغم من احتمال حدوث عواقب سلبية كبيرة على الشخص أو من حوله نتيجة تلك الأفعال، ويوجد نوعان من الإدمان، هما:[1]
- اضطراب تعاطي المخدرات: ويتضمن استخدام المواد المسببة للإدمان، مثل التبغ، أو الكحول، أو الكوكايين.
- اضطراب غير مرتبط بالمواد: ويتضمن الإدمان على سلوكيات معينة ولا تتضمن تناول مواد مسببة للإدمان، وتعد المقامرة هي الاضطراب الوحيد غير المرتبط بالمواد المعترف به من قبل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية.
تتشابه أعراض كلا النوعين معًا، ويشمل أهمها ما يلي:[1]
- تناول مادة معينة أو القيام بسلوك معين بشكل كبير وخلال فترات زمنية طويلة.
- تكرار المحاولات غير الناجحة للحد من تعاطي الإدمان، ويسبب ذلك مشاعر شديدة من التوتر أو التهيج التي تسمى أعراض الانسحاب.
- استمرار السلوكيات الإدمانية على الرغم من معرفة العواقب السلبية الكبيرة على صحة الفرد وعلاقاته.
- الحاجة إلى المزيد من المادة أو السلوك لتحقيق نفس التأثير مع مرور الوقت.
للمزيد: أنواع الوسواس القهري
العلاقة بين الوسواس القهري والإدمان
تتنشر حالة الإدمان بين الأشخاص المصابين بالوسواس القهري والعكس صحيح، وقد يرجع ذلك إلى الأسباب التالية:[3]
- التطبيب الذاتي: يمكن أن يلجأ الأشخاص المصابين بالوسواس القهري إلى تعاطي مواد أو سلوكيات للتخلص من أعراضهم، حيث توفر لهم راحة مؤقتة أو هروبًا من الواقع.
- عوامل الخطر المتداخلة: تعد عوامل الخطر لكل من الوسواس القهري والإدمان متشابهة، وتشمل هذه العوامل التعرض للإجهاد، والصدمات المبكرة، والتغيرات في كيمياء الدماغ أو بنيته، والتغيرات الجينية التي قد تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة لكليهما.
- الآثار الجانبية للمواد: يمكن لبعض المواد المسببة للإدمان أن تسبب أعراض الوسواس القهري أو تؤدي إلى تفاقمها.
قد ترجع العلاقة بين الوسواس القهري والإدمان أيضًا إلى أن نفس دوائر الدماغ مسؤولة عن كلتا الحالتين، ويعد تعاطي المخدرات والإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو من أكثر حالات الإدمان الشائعة عند مرضى الوسواس القهري.[4]
للمزيد: أهم أسباب الوسواس القهري، تعرف عليها
أوجه التشابه بين الوسواس القهري والإدمان؟
السلوكيات القهرية هي أفعال يصعب على الشخص التحكم فيها، وقد يستغرق ذلك قدرًا كبيرًا من الوقت، وتتضمن أهم أوجه تشابه بين السلوك القهري في الوسواس القهري والإدمان ما يلي:[4]
- الانخراط في سلوكيات متكررة.
- مواجهة صعوبة في التحكم في السلوك.
- استهلاك قدر كبير من الوقت في تلك السلوكيات.
- الاستمرار في السلوك حتى لو كان له عواقب سلبية.
للمزيد: حقائق الإدمان وخطورته على الفرد
أوجه الاختلاف بين الوسواس القهري والإدمان؟
يختلف كل من الوسواس القهري والإدمان في أن الشخص الذي يعاني من الإدمان يجد الكثير من المتعة عند ممارسة هذا السلوك حتى وإن كان سيسبب عواقب وخيمة بعد ذلك، وعلى عكس ذلك تسبب الأفعال القهرية لمريض الوسواس القهري الكثير من الضيق، والقلق، والتوتر، ومع ذلك في تلك الحالتين لا يستطيع المريض التوقف عن ممارسة السلوك.[4]
كيف يمكن علاج الوسواس القهري والإدمان معًا؟
عندما يحدث اضطراب الوسواس القهري والإدمان معًا، لا يمكن علاج أي منهما بشكل فعال دون معالجة الآخر أيضًا، فإذا تم علاج الإدمان مع إهمال التعامل مع الوسواس القهري، يزداد خطر التعرض للانتكاس، حيث يمكن أن يلجأ المريض إلى العلاج الذاتي إذا استمرت أعراض الوسواس القهري وبالتالي يعود للإدمان مرة أخرى، لذلك يجب الاعتماد على خطة علاج مزدوجة لكل من الوسواس القهري والإدمان.[2]
تشمل طرق علاج الوسواس القهري والإدمان ما يلي:[3]
- العلاج بالتحدث: يمكن أن يستجيب كل من الوسواس القهري والإدمان للعلاج بالتحدث، حيث يعمل المعالج مع الشخص لفهم الدوافع الكامنة وراء سلوكه، ومعالجة الأفكار التلقائية، وتطوير مهارات التكيف الجديدة، وقد يساعد المريض على التغلب على الأسباب الجذرية المحتملة، مثل الصدمة.
- علاج الأعراض: وذلك باستخدام أدوية علاج الوسواس القهري والإدمان.
- مجموعات أو برامج الدعم: يمكن لمجموعات الدعم الخاصة بالإدمان أو الوسواس القهري تقديم الدعم، والاستراتيجيات العملية، والطمأنينة، حيث يستمدها المريض من الأشخاص الآخرين الذين مروا بتجارب مماثلة، هناك أيضًا برامج منظمة تدعم الأفراد خلال عملية التعافي من الإدمان.
للمزيد: أدوية علاج الوسواس القهري
نصيحة الطبي
يجب عدم التردد في الحصول على الرعاية الطبية في حال الشعور بأي من أعراض الوسواس القهري أو أي حالة عقلية أخرى، وذلك لتجنب إمكانية التعرض للإدمان وعواقبه الوخيمة.