يعتبر عث الغبار المنزلي أحد الكائنات المجهرية الذي يشبه البق الصغير ولا يمكن تصنيفه من فصيلة الحشرات، ولا يسبب القرص وإنما يتسبب بما يزيد عن 50% من حالات الحساسية حول العالم، فهو أكبر مسبب للحساسية التنفسية بعكس ما يعتقد بشكل شائع بأن حبوب لقاح النباتات هي المسبب الرئيسي للحساسية.
كما يرتبط عث الغبار ارتباطا وثيقا بالإصابة بالربو، ويجب التفريق بين عث الغبار المنزلي وبق الفراش أو كما يعرف بعث الفراش، إذ يسبب عث الفراش القرص ويتكاثر بشكل رئيس على الفراش، حيث يعتبر عث الفراش كائنات حية مختلفة النوع عن عث الغبار المنزلي المجهري، ويمكن رؤية العث باستخدام المجهر الدقيق، حيث يشبه العناكب البيضاء الصغيرة.
أما عث الوجه فهو أحد الكائنات المجهرية التي تتشابه مع عث الغبار المنزلي، إلا أنه يعيش على الوجه داخل بصيلات الشعر ويتسبب في بعض أعراض حساسية الجلد على الوجه.
اقرأ أيضاً مرضى الربو وفيروس كورونا المستجد
عث الغبار المنزلي والحساسية
يقدر احصائياً بأن 85% من مرضى الربو لديهم حساسية من عث الغبار المنزلي، كما يؤدي تعرض الأطفال و البالغين المصابين بالربو لمسببات الحساسية المنزلية مثل عث الغبار المنزلي بشكل مزمن إلى زيادة خطورة ظهور أعراض الحساسية التنفسية لديهم، كما و يؤدي أيضاً إلى ضعف في وظائف الرئتين.
كما وجدت دراسة حديثة أن الكثير من الأشخاص الذين تصيبهم أعراض حساسية من عث الغبار المنزلي لا يتم تشخيصهم بشكل صحيح، حيث أشارت الدراسة الى أن 15% من المصابين بتحسس عث الغبار المنزلي تم تشخيصهم بشكل صحيح، مما يؤكد الحاجة إلى زيادة التوعية والإرشاد للأطباء والمرضى بما يتعلق بحساسية عث الغبار المنزلي، لما قد يتعرض له المريض من مضاعفات نتيجة للحساسية.
لهذا فإنه من الضروري استشارة الطبيب المختص، لمعرفة ما هي المواد المسببة للحساسية التي تؤدي إلى هذه الأعراض، وتلقي العلاج المناسب.
تكاثر عث الغبار المنزلي
على الرغم من أن حساسية عث الغبار المنزلي هو من أنواع الحساسية الموجودة على مدار العام، إلا أن التعرض لها يزيد بشكل موسمي وخاصة في فصل الخريف والشتاء، حيث أظهر بحث أجراه معهد ولكوك للأبحاث الطبية أن مستويات عث الغبار يمكن أن تزيد 2-3 مرات أواخر فصل الخريف مقارنة مع مستويات الصيف، بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة 50٪ وزيادة التدفئة المنزلية وانخفاض التهوية.
اقرأ أيضاً تأثير الطقس على صحة الرئتين
حيث تخلق الظروف الجوية في فصلي الخريف والشتاء بيئة مثالية لتطور هذا المخلوق، إذ تتكاثر الملايين من المستعمرات غير المرئية بسرعة كبيرة إذا توفرت لها الشروط المناسبة كوجود نسبة مناسبة من الرطوبة و درجة حرارة بين 20 و 30 درجة، على أثاث المنزل مثل السجاد والفرش وغيرها من الأثاث المنجد، ولا يتكاثر عث الغبار على الملابس عند غسلها وتنظيفها بشكل مستمر، ويمكن أن نجد متوسط 1.5 مليون من عث الغبار المنزلي في الفرشة الموجودة في البيت.
ويتغذى العث على قشور الجلد البشري، لذلك فهي تكون موجودة دائما في أي مكان يقيم فيه البشر وهو أمر لا مفر منه، حيث يمكن لأكثر من مليون عث التغذي على 0.25 غرام من الجلد الميت لمدة ثلاث شهور.
ويعيش عث الغبار المنزلي من شهرين إلى ثلاث شهور، و تضع أنثى العث المنزلي بين 20 إلى 30 بيضة، ويمكن أن يحتوي الغرام الواحد من الغبار على 2000 عثة منزلية، ولا يملك العث القدرة على الطيران إذ أنه ينتقل عن طريق التصاقه بجزيئات الغبار أو عن طريق نقل الأثاث أو انتقال الشعيرات التي ينمو عليها من مكان لآخر.
اقرأ أيضاً هل ينتقل فيروس كورونا عن طريق الاحذية والملابس؟
أعراض حساسية عث الغبار المنزلي
يمكن أن يسبب وجود 2 ملغم من العث في كل غرام من الغبار الحساسية للإنسان، كما يمكن ل10 ملغم من العث في كل غرام من الغبار أن تسبب الربو للإنسان.
وتتعدد أعراض حساسية عث الغبار المنزلي وعادة تكون أعراض الحساسية مربكة كونها تشبه إلى حد كبير أعراض الأنفلونزا العادية أو البرد، تشمل:
- العطاس المتكرر.
- سيلان أو احتقان الأنف.
- الحكة في العيون أو الحلق.
- الشعور بالوهن العام.
العلاج المناعي لحساسية عث الغبار المنزلي
يجب السيطرة على تزايد أعراض الحساسية الناتجة عن عث الغبار المنزلي، نظراً لتزايد انتشار حساسية الأنف والربو الناتجة عنه، ونظرا لأننا لا يمكن أن نتخلص منه بسهولة، و تتعد الخيارات بما يتعلق بالأدوية الخاصة بمعالجة أعراض المرضى للسيطرة على الحساسية بشكل أفضل، ويمكن استشارة الطبيب أو الصيدلي لوصف الدواء المناسب لكل عرض.
اقرأ أيضاً التهاب الأنف التحسسي وسلامة حاسة الشم
يعتمد علاج حساسية عث الغبار المنزلي على علاج الأعراض أو العلاج المناعي للحساسية وتسمى أيضاً "بعملية إزالة التحسس" بعد التشخيص الدقيق والذي يقوم بوصفه الطبيب المختص، حيث تعمل على إعادة توازن استجابة جهاز المناعة تجاه مسببات الحساسية، مما يجعله الحل الوحيد القادر على تقديم علاج ذو فعالية طويلة الأمد للحساسية.
ويوصف هذا العلاج ابتداءا من عمر الخمس سنوات، حيث يتوفر على شكل نقط توضع تحت اللسان أو على شكل حقن تحت الجلد، وأثبت العلاج المناعي فعاليته للسيطرة على جميع أعراض التهاب الأنف التحسسي، بما في ذلك انسداد الأنف المزعج، وهو علاج فعال في تخفيف الأعراض ويعمل على تقليل الحاجة إلى الادوية المسكنة.
ويوصف العلاج المناعي لكل مريض حسب حالته، حيث يتناول المريض جرعات متزايدة من المواد المسببة للحساسية تدريجياً، الأمر الذي سيقلل من ردة الفعل المفرطة للجهاز المناعي والالتهاب الناتج.
نتائج العلاج المناعي:
- يصبح بمقدور المريض تحمل الجرعات المتزايدة من المادة المؤدية للتحسس.
- الحد من أعراض الالتهاب التحسسي.
- تقليل حاجة المريض لتناول أدوية الحساسية التقليدية مع مرور الوقت.
- تقليل احتمالية تحسس المريض تجاه مسببات الحساسية الأخرى على المدى الطويل.
- تقليل خطر تطور وتفاقم الحساسية الأنفية للربو التحسسي عند المريض، وخاصة عند الأطفال.
كيف نتخلص من عث الغبار المنزلي
- استخدام مزيل الرطوبة أو مكيف الهواء للحفاظ على درجة الرطوبة داخل المنزل بأقل من 50%.
- تغطية الفراش والوسائد بغطاء مانع لتمرير الغبار أو غطاء خاص يمنع تمرير مسببات الحساسية لمنع تكاثرها.
- غسل البطانيات والوسائد مرة واحدة أسبوعياً بماء ساخن لقتل عث الغبار العالق عليها.
- تبديل الفراش المصنوع من الصوف أو الريش بمواد صناعية أو مواد طبيعية محاكة يدوياً قابلة للغسل.
- استخدام قطعة قماش مبللة لإزالة الغبار وعدم استخدام قطعة جافة، لضمان عدم زيادة انتشار العث إلى أماكن أخرى.
- تنظيف الأثاث باستخدام المكنسة الكهربائية عالية القدرة على السحب والمحتوية على كيس تجميع متعدد الطبقات لتجميع العث المتراكم والتخلص منه عند تنظيف كيس التجميع.
- استخدام الكمامة عند التنظيف باستخدام المكنسة الكهربائية لضمان عدم دخولها إلى القناة التنفسية أثناء التنظيف.
اقرأ أيضاً كيف تبقى مرتاحا عند ارتداء الكمامة