يتعامل الجهاز المناعي في بعض الأحيان مع العوامل الطبيعية مثل الغبار والأتربة على أنها مسببات خطر ويبدأ في الهجوم عليها عن طريق إفراز المواد الكيميائية كخطة دفاعية، وتسبب هذه المواد في الإصابة بحساسية الانف وفقدان حاسة الشم.

تستمر أعراض حساسية الانف أو التهاب الانف التحسسي (بالإنجليزية: ‏Allergic Rhinitis) في أغلب الأحيان لفترات طويلة قد تمتد إلى سنوات، ولكنها قد تظهر خلال أوقات محددة سنوياً مثل فصلي الربيع والخريف نظراً لانتشار الأتربة وحبوب اللقاح في تلك الفصول، وربما تستمر طيلة العام مع وجود تفاوت في حدة الأعراض.

سنوضح الآن هل التحسس يفقد حاسة الشم، وهل حساسية الانف وفقدان الشم تؤثر على حاسة التذوق أيضاً، وما هو علاج فقدان الشم الناتج عن الحساسية.

 

تختلف حدة أعراض حساسية الأنف من شخص إلى آخر، وقد تظهر بعض الأعراض وليس جميعها عند التعرض لمسببات الحساسية، والأعراض هي كالتالي:

  • العطس المستمر لفترات طويلة عند الاستيقاظ في الصباح.
  • سيلان الأنف.
  • الصداع.
  • الشعور بالحكة في الأنف، والعين، والأذن، والحلق.
  • يعد فقدان حاسة الشم إحدى أعراضها الشائعة.

هل حساسية الانف تفقد حاسة الشم؟

يتساءل البعض هل الحساسية تفقد حاسة الشم؟

والإجابة هي نعم، بالطبع ليس في جميع الحالات، ولكن في أغلب الحالات حساسية الانف تفقد الشم، فعلى الرغم من أنها من الأمراض التي يسهل التكيف والتعايش معها وأعراضها قد تقل تدريجياً بمرور السنوات، إلا أنها قد تسبب بعض المضاعفات، وهي كالتالي:

تؤدي هذه المضاعفات إلى التأثير على حاسة الشم عن طريق الآتي:

  •  تجمع المخاط الناتج عن حساسية الانف يضعف حاسة الشم بشكل ملحوظ.
  • تؤدي التهابات الجيوب الأنفية إلى التهاب الأعصاب المتواجدة في الأنف والمسؤولة عن حاسة الشم مما يسبب فقدانها.
  • كما أن أورام الأنف الحميدة الناتجة عن حساسية الانف، تعمل على إعاقة تدفق الهواء والروائح إلى الممرات الأنفية مما يؤثر بشكل مباشر على حاسة الشم.

هل حساسية الانف وفقدان حاسة الشم تؤثر على حاسة التذوق؟

لا يقتصر الأمر على حاسة الشم فقط، بل قد تؤدي حساسية الانف وفقدان حاسة الشم إلى فقدان حاسة التذوق أيضاً نظراً للارتباط الوثيق بينهما، وهذا الارتباط ناتج عن الآتي:

  • تعمل المستقبلات المتواجدة ببراعم التذوق في اللسان على تحديد طعم الأطعمة إذا كانت مالحة، أو حلوة، أو حامضة، أو حارة ثم ترسل إشارات إلى المخ بتلك المعلومات.
  • كما ترسل المستقبلات المتواجدة ببطانة الأنف إشارات إلى المخ أيضاً.
  • يعمل المخ على دمج تلك الإشارات ليمنح الطعام نكهته الخاصة.

وبذلك عند الإصابة بحساسية الأنف وفقدان حاسة الشم يحدث خلل في وصول هذه الإشارات إلى المخ، مما قد يؤدي إلى فقدان حاسة التذوق أيضاً.

ما هي مسببات حساسية الانف التي تفقد الشم؟

يوجد عدة مسببات لحساسية الانف وفقدان حاسة الشم، وعند التعرض لتلك المسببات يفرز الجسم الأجسام المضادة الغلوبولين المناعي هـ (بالإنجليزية: Immunoglobulin E or IgE) التي تنتقل إلى الخلايا، وبدورها تطلق مادة الهيستامين، تلك المادة تؤدي إلى ظهور أعراض التهاب الأنف التحسسي وينتج عنها فقدان الشم، وهذه المسببات هي كالتالي:

  • الغبار والأتربة.
  • حبوب اللقاح.
  • وبر الحيوانات.
  • قطرات البول واللعاب الخاص بالحيوانات.
  • الغبار الخشبي.
  • دخان السجائر.
  • درجات الحرارة الباردة.
  • العطور.
  • حساسية العفن

اقرأ أيضاً: الحساسية من الغبار و الحبوب وأثرها في الصحة

ما هو علاج حساسية الانف وفقدان الشم؟

إن فقدان حاسة الشم الناتج عن حساسية الأنف ومضاعفاتها مزعج للغاية، لذلك هناك عدة خطوات للتعايش مع المرض وعلاجه أيضاً، وهي كالتالي:

اتباع اسلوب حياة صحي لعلاج حساسية الانف وفقدان الشم

يجب على مرضى حساسية الأنف اتباع أسلوب حياة صحي لتجنب تفاقم الأعراض الذي ينتج عنها فقدان لحاسة الشم، وذلك عن طريق الآتي:

  • غسل الأنف بمحلول الملح حيث يعمل على تنظيفها من العوالق المسببة لأعراض الحساسية.
  • البقاء بالمنزل قدر الإمكان في فترة انتشار حبوب اللقاح خلال فصل الربيع.
  • ارتداء قناع الوجه في أيام انتشار الغبار وحبوب اللقاح.
  • تناول المشروبات الساخنة أثناء انسداد الأنف، حيث أن البخار الساخن المتصاعد من تلك المشروبات يعمل على تهدئة التهابات الجيوب الأنفية وكسر المخاط مما ينتج عنه عودة حاسة الشم تدريجياً.
  • تناول الأطعمة الغنية بفيتامين سي نظراً لأنه مضاد طبيعي للهيستامين، ومن هذه الأطعمة البرتقال، والليمون، والبروكلي.
  • تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الهيستامين مثل الكافيين، والكحول، واللحوم المدخنة.
  • غسل الملاءات والبطانيات في درجة حرارة 130 درجة فهرنهايت لضمان القضاء تماماً على مسببات الحساسية.
  • الاهتمام بكنس الأرضيات بانتظام منعاً لتراكم الأتربة.

تعد جميع الارشادات السابقة هي روتين يجب أن يتبعه مرضى التهاب الانف التحسسي ليس فقط لعودة حاسة الشم مرة أخرى، ولكن لتجنب فقدانها من جديد أو تفاقم لأعراض حساسية الأنف.

اقرا ايضاً :

الرمد الربيعي أحد أمراض الحساسية

العلاج الدوائي لحساسية الانف وفقدان الشم

يوصي الطبيب باستخدام بعض الأدوية لعلاج حساسية الانف وفقدان حاسة الشم، وغالباً يؤدي العلاج الدوائي إلى تحسن أعراض الحساسية بشكل ملحوظ وعودة حاسة الشم خلال أيام، والأدوية المستخدمة هي التالي:

  • مضادات الهيستامين

تعمل أدوية مضادات الهيستامين على منع إفراز مادة الهيستامين المسببة لأعراض حساسية الانف وفقدان حاسة الشم، ويحدد الطبيب الجرعة المناسبة لكل حالة.

  • مزيل الاحتقان

يتم استخدام مزيل الاحتقان لفترة قصيرة لا تزيد عن ثلاثة أيام، وهي تؤدي إلى تخفيف انسداد الأنف وتخفيف ضغط الجيوب الأنفية، ولكن يجب ألا يستمر استخدامها لمدة طويلة حتى لا يحدث ما يسمى بظاهرة الارتداد أو الانتكاس (بالإنجليزية: Rebound Effect) وهي عودة ظهور الأعراض وبقوة بعد توقف استخدام الدواء.

  • بخاخ الأنف

يوجد نوعان من بخاخات الأنف وهما: 

    • البخاخات المزيلة للاحتقان، ويجب استخدامها لفترات قصيرة.
    • بخاخات تحتوي على مادة الكورتيكوستيرويدات، وهذا النوع يتم استخدامه لفترات طويلة الأمد دون القلق من حدوث انتكاسات أو تفاقم للأعراض. 

العلاج الجراحي لحساسية الانف وفقدان حاسة الشم

قد يلجأ الطبيب للعلاج الجراحي للتخلص من أورام الأنف الحميدة الناتجة عن حساسية الأنف إذا استمر فقدان حاسة الشم لفترات طويلة، أو أصبح المريض عاجز تماماً عن التنفس من الأنف نظراً لتضخم حجم هذه الاورام.

شاهد أيضاً: كيف تتجنب الحساسية الموسمية ؟

هل فقدان الشم ناتج عن حساسية الانف ام كوفيد -19؟

قد يختلط الأمر لدى البعض هل ما أعانيه من فقدان حاسة الشم سببه هو التهاب الانف التحسسي أم كوفيد-19، ولكن هناك عدة اختلافات يمكن تساعد في التفرقة بينهما، وهي كالتالي:

  • أشهر ما يميز كوفيد -19 هو ارتفاع درجة حرارة الجسم وهذا لا يحدث مطلقاً في التهاب الانف التحسسي.
  • فقدان الشم الناتج عن الحساسية يحدث بشكل تدريجي أما في كوفيد-19 يفقد المريض حاسة الشم بشكل مفاجئ.
  • كما أن مرضى حساسية الأنف لديهم تاريخ طويل من التعرض لأعراض المرض بشكل متقطع سنوياً، وبذلك يستطيع التمييز هل فقدان الشم ناتج عن الحساسية أم أنها مختلفة هذه المرة ولا تتحسن مع الأدوية.

إن فقدان الشم الناتج عن حساسية الأنف يسهل التعامل معه وعلاجه عن طريق اتباع أسلوب حياة صحي مع اللجوء لبعض الأدوية تحت إشراف طبي، ونادراً ما يحتاج المريض إلى التدخل الجراحي لإزالة أورام الأنف الحميدة التي تعيق الشم والتنفس، ولكن حتى هذا الإجراء الجراحي لا يشكل خطورة عالية.

اقرأ أيضاً: ما الفرق بين مرض الكورونا الجديد والانفلونزا

ما هي أخطر أنواع الحساسية؟ وهل يمكن الوقاية منها؟