سرطان الدم هو مصطلح شامل يضم مجموعة من الأمراض التي تؤثر معظمها على نخاع العظم، تحدث هذه السرطانات عندما تتكاثر بعض خلايا الدم بشكل خارج عن السيطرة فتتداخل مع وظائف الدم أو الجهاز اللمفاوي. وقد شهدت الفترة الأخيرة تطورًا هائلًا في علاج سرطان الدم واكتشاف العديد من الأدوية والتقنيات الحديثة التي تعمل على القضاء على السرطان بأقل آثار جانبية ممكنة. [1][2][3]
تعرف في هذا المقال على طرق علاج سرطان الدم المختلفة التقليدية والحديثة، وكذلك الأدوية الجديدة التي تمت الموافقة عليها لمعالجة بعض أنواع سرطانات الدم.
محتويات المقالات
أنواع سرطانات الدم
تؤثر سرطانات الدم على خلايا الدم أو نخاع العظم المنتج لخلايا الدم، وتشمل الأنواع الرئيسة من سرطانات الدم ما يلي: [4]
- ابيضاض الدم أو اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia)، وتتضمن أنواعه ابيضاض أو سرطان الدم الليمفاوي الحاد أو المزمن، وابيضاض الدم النخاعي الحاد أو المزمن.
- سرطان الغدد الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymphoma)، ويشمل اللمفوما الهودجكينية واللمفوما اللاهودجكيِنية.
- الورم النقوي أو السرطان النخاعي (بالإنجليزية: Myeloma)، ومن أبرز أنواعه السرطان النخاعي المتعدد.
علاج سرطان الدم
يهدف علاج سرطان الدم إلى القضاء على الخلايا السرطانية واستعادة الخلايا السليمة، ويعتمد اختيار طرق العلاج على نوع السرطان، ومدى انتشاره، وعمر المريض وحالته الصحية العامة. [3][5]
تشمل طرق علاج سرطان الدم عند الأطفال والكبار ما يلي:
العلاج الكيميائي
يعد العلاج الكيميائي أحد الطرق الرئيسة في علاج سرطان الدم، وقد يستخدم بمفرده أو مع علاجات أخرى مثل العلاج الموجه أو العلاج المناعي، وفي بعض الحالات قد يُعطى قبل عملية زرع الخلايا الجذعية. [2][5]
يعمل علاج سرطان الدم بالكيماوي على قتل الخلايا السرطانية أو وقف نموها وتكاثرها، ويؤخذ عبر الوريد أو في صورة أقراص. [5]
عادة ما يعطى العلاج الكيميائي على عدة دورات تتضمن الدورة جلسات من العلاج عدة أيام ثم فترة راحة بضعة أسابيع، ويعتمد عدد جلسات علاج سرطان الدم على نوع السرطان والعلاجات الأخرى التي يتناولها المريض. [5]
زرع الخلايا الجذعية
هو نوع من علاج سرطان الدم ينطوي على استبدال الخلايا الجذعية التالفة في جسم المريض بأخرى سليمة. تعرف الخلايا الجذعية بأنها الخلايا البدائية في نخاع العظم التي تنضج وتتحول إلى مكونات الدم المختلفة، أي كريات الدم الحمراء، وكريات الدم البيضاء، والصفائح الدموية. [6]
قد يلجأ الطبيب لعلاج سرطان الدم بالخلايا الجذعية في بعض الحالات التي تُنتج فيها الخلايا الجذعية خلايا سرطانية، حيث يتم إعطاء جرعات عالية من العلاج الكيميائي لتدمير هذه الخلايا، ثم تجرى عملية زرع الخلايا الجذعية لإنتاج خلايا سليمة. [5]
بالإضافة إلى ذلك، قد يتم زرع الخلايا الجذعية في بعض الحالات لتحل محل الخلايا الجذعية التالفة من آثار العلاج الكيميائي. [5]
تزرع الخلايا الجذعية في الجسم من خلال إعطائها عبر الوريد بطريقة تشبه نقل الدم، ومن أنواع سرطانات الدم التي يمكن علاجها بالخلايا الجذعية ما يلي: [5][7]
- اللوكيميا.
- السرطان النخاعي المتعدد.
- اللمفوما اللاهودجكيِنية.
تتضمن مصادر الخلايا الجذعية ما يلي: [6]
- الخلايا الجذعية الذاتية: يتم سحب هذه الخلايا من المريض قبل الخضوع للعلاج الكيميائي، ثم إعادتها بعد انتهاء العلاج.
- الخلايا الجذعية الخيفية: هي خلايا جذعية مأخوذة من متبرع بعد التأكد من تطابق العينات وراثيًا.
للمزيد: زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم
العلاج الإشعاعي
ينطوي علاج سرطان الدم بالإشعاع على تسليط أشعة عالية الطاقة مثل الأشعة السينية على الجسم لقتل الخلايا السرطانية، وقد تستغرق جلسات العلاج الإشعاعي عدة أسابيع. [5]
قد يستعمل العلاج الإشعاعي لعلاج السرطان الليمفاوي هودجكين واللاهودجكين، وكذلك السرطان النخاعي المتعدد. [5]
يمكن أن يستخدم العلاج الإشعاعي لعلاج سرطانات الدم بمفرده في بعض الحالات، أو مع العلاج الكيميائي، أو قبل عملية زرع الخلايا الجذعية. [2][5]
العلاج المناعي
تعتمد فكرة عمل العلاج المناعي لسرطانات الدم على إعطاء دواء يحفز جهاز المناعة لدى المريض لمحاربة الخلايا السرطانية والقضاء عليها، ومن أمثلته: [5][8]
- الريتوكسيماب (بالإنجليزية: Rituximab): يرتبط هذا الدواء بالخلايا السرطانية لمساعدة خلايا الجسم المناعية في التعرف عليها وتدميرها.
- الخلايا التائية ذات مستقبلات المستضد الخيمرية: تنطوي فكرة علاج سرطان الدم بالخلايا التائية على تعديل الخلايا التائية في المختبر بإضافة مستقبلات المستضد الخيمرية إليها والتي تساعدها في التعرف على الخلايا السرطانية ومن ثم قتلها. تُعرف الخلايا التائية بأنها نوع من خلايا الدم البيضاء تلعب دورًا في محاربة العدوى في الجسم.
اقرأ أيضًا: سرطان الدم عند الاطفال
العلاج الموجه
يعمل العلاج الموجه على معالجة سرطانات الدم من خلال استهداف جينات الخلايا السرطانية المسؤولة عن نموها وتكاثرها، ويمكن استخدام هذا العلاج الحديث بمفرده في علاج سرطان الدم أو بجانب العلاج الكيميائي. [5][9]
تشمل أنواع العلاج الموجه المستخدم في علاج سرطانات الدم ما يلي: [2][5][10]
- مثبطات التيروزين كيناز: تستخدم هذه الأدوية بشكل أساسي في علاج سرطان الدم النخاعي المزمن، وكذلك في علاج سرطان الدم الليمفاوي الحاد أحيانًا، حيث تعوق هذه الأدوية إشارات إنزيم التيروزين كيناز التي تحفز نمو الخلايا السرطانية، ومن أمثلة هذه الأدوية الإيماتينيب (بالإنجليزية: Imatinib).
- الأجسام المضادة أحادية النسيلة: تعمل هذه الأدوية على استهداف الخلايا السرطانية بمفردها أو يتم تحميلها بمواد سامة أو مشعة لقتل الخلايا السرطانية.
- مثبطات جين FLT3: قد تفيد مثبطات جين FLT3 في علاج سرطان الدم النخاعي الحاد، وتعمل على استهداف الطفرات في جين FLT3 التي تتسبب في فرط إنتاج خلايا الدم البيضاء غير الناضجة.
- مثبطات البروتيوزوم: تنطوي فكرة عمل مثبطات البروتيوزوم على تعزيز السيطرة على انقسام الخلايا، وعادة ما تستخدم في علاج السرطان النخاعي المتعدد وبعض حالات اللمفوما اللاهودجكينية.
اقرأ أيضًا: كم عدد كريات الدم البيضاء عند مرضى السرطان؟
علاجات جديدة لسرطان الدم
يعمل العلماء باستمرار على تطوير أدوية أكثر دقة وفعالية لعلاج سرطان الدم، ومن أمثلتها: [11][13][14]
- التيكليستاماب (بالإنجليزية: Teclistamab): هو علاج جديد لمرضى السرطان النخاعي المتعدد في حال تكرار الإصابة به أو مقاومته للعلاج، وقد وافقت عليه هيئة الغذاء والدواء الأمريكية عام 2022.
- الموسونيتوزوماب (بالإنجليزية: Mosunetuzumab): يستخدم هذا الدواء في علاج سرطان الغدد الليمفاوية الجريبي المتكرر أو المقاوم للعلاج، وهو نوع من العلاج المناعي تمت الموافقة عليه عام 2022.
- الزيفتومينيب (بالإنجليزية: Ziftomenib): هو دواء لعلاج سرطان الدم النخاعي الحاد لا يزال تحت الدراسة، ينتمي هذا الدواء إلى مثبطات المينين (بالإنجليزية: Menin Inhibitors) وهي فئة جديدة من العلاجات الموجهة يعتقد أن لها نتائج واعدة.
هل علاج سرطان الدم فعال؟
يعتمد تعافي المريض من سرطان الدم ونجاح العلاج على عدة عوامل، منها: [5]
- نوع سرطان الدم.
- مرحلة السرطان.
- عمر الشخص.
- الحالة الصحية العامة للمريض.
تجدر الإشارة إلى أن اكتشاف سرطان الدم في وقت مبكر وتلقي العلاج المناسب يزيد من فرصة نجاح العلاج والتعافي.
نصيحة الطبي
تختلف طرق علاج سرطان الدم من حالة لأخرى بناء على عدة عوامل، ومن أبرز طرق العلاج زرع الخلايا الجذعية والعلاج الكيميائي والإشعاعي. يوفر اكتشاف سرطان الدم في مراحله المبكرة وتلقي العلاج المناسب فرصة أكبر للتعافي؛ لذا ينبغي الحرص على مراجعة الطبيب على الفور عند ظهور أي أعراض مثل الحمى المستمرة أو ملاحظة تغيرات في نتائج تحاليل الدم.
اقرأ أيضًا: 9 من أعراض سرطان الدم المبكرة والمتأخرة