يعد مرض السرطان أحد أشهر الأمراض في عصرنا هذا، وهو من الأمراض الخطيرة والتي تستدعي العلاج فورًا، فكلما تم اكتشافه وعلاجه مبكرًا كانت فرص الشفاء منه أعلى. [1]
لكن، تنتشر العديد من الأفكار المغلوطة والخرافات حول مرض السرطان، ومن الممكن أن تؤدي هذه الخرافات إلى التأثير على الصحة النفسية للمريض كما يمكن أن تساهم في تأخر حصوله على العلاج المناسب له، وهذا ما سينعكس سلبًا على سير المرض لديه. [1][2]
ولهذا، سنقوم في المقال التالي بذكر عدة خرافات شائعة عن مرض السرطان ومن ثم سنقوم بتصحيح كل منها.
تتعدد الأفكار المغلوطة حول مرض السرطان، والتي يمكن أن تتعلق بأسباب المرض، أو علاجه، أو إمكانية الشفاء منه. ولا بد من تصحيح جميع الخرافات المنتشرة عن مرض السرطان ومنع انتشارها قدر الإمكان، فذلك يضمن التقليل من مستويات القلق لدى الفرد الذي لا داعي له وتجنب إعاقة اتخاذ القرارات الجيدة بشأن الوقاية والعلاج. [2][3]
خرافات عامة حول السرطان
يمكن أن تتضمن الأفكار الخاطئة حول مرض السرطان ما يلي:
السرطان مرض مميت
يشعر العديد من الأفراد بالخوف عند تشخصيهم بمرض السرطان ويفقدون الأمل في البقاء على قيد الحياة نظرًا لاعتقادهم بأنه مرض مميت لا محالة، وهو أمر خاطئ، حيث انخفضت احتمالية الوفاة بسبب السرطان مع تطور العلاجات الخاصة بالمرض وقد تمكن آلاف المرضى من الشفاء من المرض. [1][3]
كما أن الأمر الإيجابي في الموضوع هو أن معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لبعض أنواع السرطان، مثل سرطان الثدي، والبروستاتا، والغدة الدرقية، يمكن أن تصل لـ 90% أو أعلى، كما يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات لجميع أنواع السرطان مجتمعة حاليًا حوالي 68 %. [2][3]
بشكل عام تعتمد المدة التي سيعيشها مريض السرطان وما إذا كان سيموت بسبب المرض على عدة عوامل، بما في ذلك: [2]
- نوع السرطان.
- ما إذا كان السرطان بطيئًا أو سريع النمو.
- مدى انتشار السرطان في الجسم.
- ما إذا كانت العلاجات الفعالة متاحة.
- الصحة العامة للمريض.
تناول السكر يزيد من انتشار السرطان
كغيرها من أنواع خلايا الجسم، يمكن أن تستخدم الخلايا السرطانية السكر كمصدر للطاقة، كما يمكن أن تستهلك الخلايا السرطانية كمية أكبر من السكر مقارنة بالخلايا الطبيعية. [2][4]
لكن، هذا لا يعني أن تناول السكر سيؤدي إلى انتشار مرض السرطان في الجسم ويجعل الحالة الصحية للمريض أسوأ، كما وفي المقابل إن التوقف عن تناول السكر لن يتسبب بتقلص حجم الورم السرطاني أو اختفائه. [1][2][4]
لكن، يجب التنويه إلى أن تناول كميات كبيرة من السكريات سيؤدي إلى زيادة الوزن والإصابة بالسمنة، ومن الممكن أن ترتبط السمنة بزيادة خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان. [1][2]
إجراء الخزعة يزيد من انتشار السرطان
من الخرافات المنتشرة حول السرطان هي أن إجراء الخزعة سيزيد من انتشار السرطان. وفي حقيقة الأمر أن ذلك غير صحيح، وإنما تعد الخزعة من الأدوات التشخيص الفعالة للكشف عن السرطان، ومن الممكن أن يؤدي تجنب الخزعات إلى اكتشاف المرض متأخرًا وتأخر تقديم العلاج للمريض، وهذا ما سيؤدي إلى تفاقم حالة المريض وانتشار المرض في الجسم. [1][3]
اقرأ أيضًا: 9 خرافات عن سرطان الثدي
خرافات حول أسباب السرطان
تتضمن أشهر الخرافات المتعلقة بأسباب الإصابة بمرض السرطان ما يلي:
السرطان مرض وراثي
يعد الاستعداد الوراثي لدى الفرد عاملًا مهمًا لزيادة خطر الإصابة بمرض السرطان. لكن، لا تحدث جميع أنواع السرطان نتيجة للوراثة الجينية، حيث أن ما يقارب 5 - 10% من أنواع السرطان يمكن أن تحدث بسبب عيوب وطفرات وراثية، أما 90 - 95% المتبقية فترتبط غالبًا بالعوامل البيئية وأسلوب الحياة. [1][2]
وبالتالي، إن إصابة أحد أفراد العائلة ببعض أنواع مرض السرطان لا تعني دائمًا حتمية إصابة باقي أفراد العائلة بهذا المرض. [2]
السرطان مرض معدي
لعل هذه الخرافة من أكثر الخرافات المنتشرة حول مرض السرطان، فمرض السرطان لا يعد مرضًا معديًا ولن ينتشر من الفرد المصاب إلى الأفراد الآخرين من حوله بمجرد تواجدهم في نفس المكان أو مشاركته للأدوات والمعدات الشخصية مع من حوله. [2][3]
لكن، يجب التنويه هنا إلى أن في بعض الحالات يمكن أن يكون سبب السرطان الإصابة ببعض أنواع الفيروسات أو البكتيريا، مثل فيروس الورم الحليمي البشري، أو فيروس التهاب الكبد الوبائي، أو بكتيريا الملوية البوابية. وفي هذه الحالة يمكن أن يتنشر الفيروس أو البكتيريا المسبب لمرض السرطان من فرد لآخر، إلا أن السرطانات الناجمة عن هذه الفيروسات والبكتيريا لن تنتشر من فرد لآخر. [2][3]
إن الحالة الوحيدة التي يمكن أن ينتشر فيها السرطان من فرد إلى آخر هي في حالة زرع الأعضاء أو الأنسجة، حيث يكون الفرد الذي يتلقى عضوًا أو أنسجة من متبرع كان مصابًا بالسرطان في الماضي أكثر عرضة للإصابة بالسرطان المرتبط بالجزء المزروع في المستقبل. ومع ذلك، فإن هذا الخطر يعد منخفضًا للغاية، حيث يمكن أن تحدث الإصابة بالسرطان في حوالي حالتين لكل 10000 عملية زرع أعضاء. [2]
الهواتف الخلوية تسبب السرطان
تنتشر العديد من الأفكار المغلوطة حول ازدياد معدلات الإصابة بمرض السرطان في عصر التكنولوجيا، حيث يقال أن السبب في ذلك ازدياد استخدام الأفراد للهواتف المحمولة، وهو أمر خاطئ! [2][3]
فمرض السرطان يحدث نتيجة لطفرات جينية، والتي لا يمكن أن تحدث نتيجة للتعرض للهواتف المحمولة والإشعاعات الصادرة عنها، حيث يصدر من الهواتف المحمولة إشعاعات ذات التردد المنخفض لا تتسبب بأي ضرر بالجينات لدى الفرد. [2][3]
خطوط الكهرباء تسبب السرطان
يسعى العديد من الأفراد لتجنب العيش في المناطق التي تتواجد فيها خطوط وأبراج الكهرباء بهدف تقليل خطر إصابتهم بالسرطان. لكن، هذا الأمر يعد غير صحيحًا، حيث لا تتسبب خطوط الكهرباء بزيادة خطر الإصابة بمرض السرطان، فالمجالات المغناطيسية ذات التردد المنخفض للغاية التي تنتجها خطوط الكهرباء تعتبر إشعاعات غير مؤينة ولا تسبب الطفرات الجينية، وبالتالي لا تسبب السرطان. [2][3]
تناول الطعام المحترق يسبب السرطان
تعود احتمالية تسبب الأطعمة المحترقة بالإصابة بالسرطان، لاحتوائها على مادة كيميائية تسمى بالأكريلاميد. لكن، لغاية الآن فشلت الدراسات السريرية في إثبات العلاقة ما بين تناول الأطعمة المحروقة، وخاصة الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، مثل الخبز والبطاطا، وزيادة خطر الإصابة بمرض السرطان في أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك الأمعاء، والكلى، والمثانة، والبروستاتا. [4]
اقرأ أيضًا: العلاج الكيمياوي: خرافات ومعتقدات خاطئة
خرافات حول علاج السرطان
من الخرافات المنتشرة حول علاج مرض السرطان ما يلي:
بقاء الفرد إيجابيًا كافي للشفاء من السرطان
يعد بقاء الفرد إيجابيًا ومتفائلًا أمرًا مرغوب فيه دائمًا أثناء علاج السرطان، كما أن متابعة الأنشطة اليومية والحصوص على دعم المقربين يمكن أن يساعد في فترة التغلب على مرض السرطان. لكن، لا يمكن أن يكون هذا هو الخيار الوحيد لعلاج السرطان، حيث أن الدواء والعلاج المناسب هما الأولوية القصوى في حالة مرضى السرطان. [1][2]
الجراحة ستسبب انتشار السرطان في الجسم
يتفادى الكثير من المرضى إجراء الجراحة كخيار علاجي للسرطان خشية أن تتسبب الجراحة بانتشار السرطان في جميع أنحاء الجسم، وفي حقيقة الأمر أن احتمالية تسبب الجراحة بانتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم منخفض للغاية، حيث سيستخدم الجراحون أساليب خاصة ويتخذون العديد من الخطوات لمنع الخلايا السرطانية من الانتشار أثناء إجراء الجراحة لإزالة الأورام. [2][3]
تساعد بعض الأعشاب في علاج السرطان
وهي من الخرافات المنتشرة حول السرطان والتي تدفع المرضى للتوقف عن تلقي علاجاتهم، وهو أمر خاطئ للغاية، حيث لا يوجد دليل على أن أي أدوية عشبية يمكن أن تعالج السرطان وتشفي المريض بشكل تام. [2][3]
ومع ذلك، يجد يمكن أن تساعد بعض العلاجات البديلة، بما في ذلك تناول بعض أنواع الأعشاب والعلاج بالوخز، في التغلب على الضغط النفسي المرتبط بالسرطان وبعض الآثار الجانبية لعلاج السرطان. [2][3]
لكن، يجب الانتباه إلى أن بعض المنتجات العشبية يمكن أن تكون ضارة عند تناولها أثناء العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي لكونها يمكن أن تتداخل مع كيفية عمل هذه العلاجات. ولهذا، يجب على مرضى السرطان التحدث مع طبيبهم حول أي منتجات عشبية قبل البدء بتناولها. [2][3]
نهاية، تتعدد الخرافات المنتشرة حول مرض السرطان ولا تقتصر على ما تم ذكره في هذا المقال. ولهذا، لا بد من استشارة الطبيب حول أي معلومة جديدة يعلم بها الفرد حول مرض السرطان والتأكد من مدى صحتها. ولا بد من محاربة الأفكار المغلوطة حول السرطان ومنع انتشاره، فذلك يمكن أن ينعكس بشكل إيجابي على علاج المرض والوقاية منه.
اقرأ أيضًا: أسئلة وأجوبة حول العلاج الكيماوي للسرطان