تعد المرحلة الرابعة من سرطان الكبد (بالإنجليزية: Stage 4 Of Liver Cancer) حالةً حرجة يُؤثر المرض فيها بشكل كبير في المصاب، حيث ينتشر السرطان إلى أجزاء أخرى في الجسم، وهذا يستدعي العديد من الخيارات العلاجية لمنع انتشار المرض والسيطرة عليه. [1]

وفي هذا المقال قدمنا لك دليلًا شاملًا حول المرحلة الرابعة من سرطان الكبد وأبرز العلاجات المتاحة.

ما هي المرحلة الرابعة من سرطان الكبد؟

تعرف المرحلة الرابعة من سرطان الكبد بأنها المرحلة التي ينتشر فيها السرطان خارج الكبد ليصل إلى أعضاء أخرى في الجسم، وإلى العقد الليمفاوية، أو أنه ينتشر فقط من الكبد إلى العقد الليمفاوية. [1][2]

ويُمكن تصنيف المرحلة الرابعة من سرطان الكبد إلى مراحل اعتمادًا على مدى انتشار السرطان في الجسم، الأمر الذي يُساعد الطبيب على تحديد العلاجات الأكثر فعالية، وتشمل هذه المراحل: [1][2]

  • المرحلة 4أ (بالإنجليزية: Stage 4A)

تشير هذه المرحلة لوجود ورم واحد أو أورام متعددة بغض النظر عن حجمها، مع انتشار السرطان إلى العقد الليمفاوية القريبة من الكبد، وعدم انتشاره إلى أعضاء بعيدة في الجسم.

  • المرحلة 4ب (بالإنجليزية: Stage 4B)

تشير هذه المرحلة لوجود ورم واحد أو أورام متعددة بغض النظر عن حجمها، مع احتمال انتشار السرطان إلى العقد الليمفاوية القريبة، وامتداده إلى أعضاء بعيدة في الجسم، مثل: العظام، والرئتين.

أعراض المرحلة الرابعة من سرطان الكبد

تختلف أعراض سرطان الكبد من مريضٍ لآخر، لكنها عادةً ما تظهر في المراحل المتقدمة من سرطان الكبد، ومن أعراض سرطان الكبد الشائعة: [1][2]

  • ألم في البطن.
  • فقدان الشهية.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • التعب المستمر.
  • ارتفاع درجة الحرارة دون سبب.
  • حكة في الجسم.
  • تضخم الكبد.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • تضخم الطحال.
  • الشعور بالشبع بمجرد تناول كميات قليلة من الطعام.
  • ألم في لوح الكتف الأيمن، أو الجزء العلوي من البطن.
  • اليرقان، والذي يصف تغير لون الجلد والجزء الأبيض من العينين للون الأصفر.
  • تورم البطن واحتباس السوائل فيه، وهو ما يعرف بالاستسقاء (بالإنجليزية: Ascites).

وفي بعض الحالات قد تبدأ الخلايا السرطانية في الكبد بإنتاج هرمونات، مما قد يُسبب الأعراض والعلامات الآتية: [1]

  • تضخم الثدي أو انكماش الخصيتين عند الرجال.
  • زيادة عدد كريات الدم الحمراء.
  • ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
  • انخفاض السكر في الدم، مما يسبب التعب أو الإغماء.
  • ارتفاع الكالسيوم في الدم، وهو ما يعرف بفرط كالسيوم الدم، ومن أعراضه:
    • الارتباك.
    • الغثيان.
    • التعب.
    • الإمساك.
    • مشكلات في العضلات.

علاج المرحلة الرابعة من سرطان الكبد

نظرًا لأن الشفاء من سرطان الكبد في المرحلة الرابعة بشكلٍ تام لا يكون خيارًا ممكنًا، فإن العلاج يُركز على منع انتشار الخلايا السرطانية قدر الإمكان، وتخفيف الأعراض وتحسين جودة حياة المصاب. [3][4]

ويعتمد علاج سرطان الكبد في هذه المرحلة على مدى انتشار المرض، و حالة الكبد والوضع الصحي للمصاب، [4] وتتضمن الخيارات المتاحة لعلاج المرحلة الرابعة من سرطان الكبد:

العلاج المناعي

يستخدم العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) أدوية تساعد على تنشيط جهاز المناعة للمصاب، وذلك ليُهاجم الخلايا السرطانية ويقضي عليها،[3][4] ومن الأمثلة على هذه الأدوية: [1][7][8]

  • أتيزوليزمب (بالإنجليزية: Atezolizumab):

يُعزز هذا الدواء قدرة جهاز المناعة في الجسم على استهداف الخلايا السرطانية، ويعطى للمصاب عن طريق الحقن الوريدي وفقًا لجدول زمني يحدده الطبيب، وعادةً ما يكون ذلك كل 2- 4 أسابيع.

  • بيفاسيزوماب (بالإنجليزية: Avastin):

ينتمي هذا الدواء إلى مجموعة من الأدوية تُعرف بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة، ويصفه الطبيب كعلاجٍ إضافي أتيزوليزمب لزيادة فعالية العلاج.

العلاج الموجّه

تُستخدم أدوية العلاج المُوجّه (بالإنجليزية: Targeted therapy) لمنع تكوين الأوعية الدموية الجديدة التي تزود الخلايا السرطانية بالغذاء اللازم للنمو والتكاثر، مما يحد من انتشار السرطان، ومن الأمثلة عليها:[4]

  • سورافينيب (بالإنجليزية: Sorafenib).
  • لينفاتينيب (بالإنجليزية: Lenvatinib).

العلاج بالاستئصال

يعرف العلاج بالاستئصال (بالإنجليزية: Ablation Therapy) بأنه علاج يُركز على استخدام الطاقة لقتل الأنسجة السرطانية وإزالتها،[4] وتوجد عدة أنواع من الاستئصال تستخدم لعلاج سرطان الكبد، منها: [5]

  • الاستئصال بالترددات الراديوية:

في هذا الإجراء يدخل الطبيب إبرة خاصة ليتمكن من الوصول مباشرةً إلى الورم، وتستخدم الموجات الراديوية عالية الطاقة لتسخين الإبرة وقتل الخلايا السرطانية.

  • العلاج بالموجات الدقيقة:

حيث يتم تعريض الورم لدرجات حرارة عالية باستخدام موجات الراديو، وهذا قد يقتل الخلايا السرطانية، أو يجعلها أكثر تأثرًا بالعلاج الإشعاعي أو العلاج الكيماوي.

  • حقن الإيثانول عن طريق الجلد:

يعتمد هذا الإجراء على حقن الإيثانول أو الكحول النقي مباشرةً في الورم باستخدام إبرة دقيقة، وذلك لقتل الخلايا السرطانية.

  • الاستئصال بالتبريد:

يستخدم الطبيب أداةً خاصة لتجميد وتدمير الخلايا السرطانية، وعادةً ما يستعين الطبيب بالموجات فوق الصوتية لتوجيه الأداة بدقة إلى مكان الورم.

  • العلاج بالكهرباء:

خلال العلاج يتم إرسال نبضات كهربائية عبر قطب كهربائي يوضع داخل الورم، مما يؤدي إلى قتل الخلايا السرطانية.

العلاج الإشعاعي

يركز العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation Therapy) على استخدام الجسيمات عالية الطاقة لتدمير الخلايا السرطانية، أو تخفيف الألم والأعراض الناتجة عن السرطان. [1][4]

العلاج الكيميائي

يستخدم العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) أدوية متخصصة لتدمير الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك خلايا سرطان الكبد. [4]

العلاج التلطيفي

يُركز العلاج التلطيفي (بالإنجليزية: Palliative care) على تحسين جودة حياة مريض السرطان، فهو يُساعد على تخفيف أعراض السرطان والآثار الجانبية للعلاجات المستخدمة، مثل الألم والقلق. [9]

نصائح تغذوية للتعامل مع المرحلة الرابعة من سرطان الكبد

يمد الغذاء الصحي الجسم بالطاقة والعناصر الغذائية التي يحتاجها المصاب أثناء تلقي العلاج، فيما يأتي مجموعة من النصائح التغذوية للتعامل مع المرحلة الرابعة من سرطان الكبد: [4]

  • تناول عدة وجبات صغيرة على مدار اليوم بدلًا من 3 وجبات كبيرة؛ للتقليل من الغثيان الذي قد يسببه سرطان الكبد وبعض علاجاته.
  • التركيز على تناول الأطعمة الآتية:
    • الفواكه والخضروات، مثل: السبانخ، والجزر، والبروكلي، والفلفل الأحمر.
    • مصادر البروتين، مثل: الدجاج، والأسماك، والبيض، والبقوليات، ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
    • الدهون الصحية غير المشبعة، مثل: الأفوكادو، وزيت الزيتون، والمكسرات، والبذور.
    • الحبوب الكاملة، مثل: الأرز البني، والقمح الكامل.
  • تجنب تناول الحلويات والأطعمة المقلية التي تفتقر للعناصر الغذائية.
  • شرب كمية كافية من الماء للمحافظة على رطوبة الجسم.

اقرأ أيضًا: الحمية المناسبة لمريض السرطان

كم يعيش مريض سرطان الكبد في المرحلة الرابعة؟

يختلف معدل البقاء على قيد الحياة لمريض سرطان الكبد من مريضٍ لآخر، وذلك اعتمادًا على مدى انتشار السرطان إلى الأعضاء والغدد اللمفاوية، فمثلًا في الحالات التي يقتصر انتشار سرطان الكبد على الأعضاء أو الغدد الليمفاوية القريبة يُقدر معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات بحوالي 12%.[2]

بينما يقدر معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات للمصاب الذي انتشر سرطان الكبد لديه إلى الأنسجة والأعضاء، أو الغدد الليمفاوية البعيدة بحوالي 3%. [2] 

ومع أن معدل البقاء على قيد الحياة لسرطان الكبد من المرحلة الرابعة يُعتبر منخفضًا، إلا أنّ بعض المرضى قد يعيشون لسنوات طويلة بعد التشخيص وتلقي العلاج. [6]

نصيحة الطبي

المرحلة الرابعة من سرطان الكبد دقيقة وحاسمة، وتتطلب علاجات متخصصة للسيطرة على المرض والحد من انتشاره، لذا من المهم المتابعة مع الطبيب لإبطاء انتشار السرطان والسيطرة عليه.

ويمكنك الآن استشارة طبيب معتمد على موقع الطبي عن بعد في أيّ وقت ومن أيّ مكان للحصول على الدعم اللازم.