يُعاني عددًا من الأشخاص من مرض التصلب اللويحي والذي قد يؤثر سلبًا على قدرتهم على ممارسة الأنشطة اليومية، وهذا ما يقودهم للبحث عن العلاجات المتاحة وطرق للتأقلم مع الوضع الجديد. [1]
هنالك عدّة طرق لعلاج التصلب اللويحي والتي تهدف جميعها إلى تخفيف الأعراض وتجنب تدهور الحالة الصحية. وفي المقال التالي سنقوم بذكر هذه الطرق بالتفصيل.
محتويات المقال
هل يمكن علاج التصلب اللويحي نهائيًا؟
لا يوجد علاج نهائي لمرض التصلب اللويحي، وإنما يمكن أن يصف الأطباء عدد من الأدوية لتحقيق الأهداف التالية: [1]
- تقليل شدة الأعراض المرافقة للمرض.
- إبطاء تدهور الحالة الصحية.
- تقليل شدة وعدد مرات تكرار انتكاسات الحالة.
- إعادة تأهيل للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الحركة نتيجة الإصابة.
يصنّف التصلب اللويحي ضمن أمراض المناعة الذاتية والذي يصيب الجهاز العصبي المركزي بما يتضمن الدماغ، والحبل الشوكي، والعصب البصري. تتراوح أعراض الإصابة به من ضعف عام في العضلات إلى الإصابة بفقدان البصر في بعض الحالات، كما يُلاحظ زيادة شدة الأعراض خلال فترات معينة يتبعها فترات تتحسن فيها الحالة بشكل كبير. [1]
ومن خلال التالي سنوضح الطرق العلاجية التي تساهم في تحقيق لأهداف المذكورة سابقًا.
أدوية علاج التصلب اللويحي
تتضمن أنواع الأدوية المستخدمة في علاج التصلب اللويحي ما يلي:
أدوية تبطء تقدَم المرض
تتعدد أنواع الأدوية التي صرّحت بها مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية باستخدامها لمنع تقدّم مرض التصلب اللويحي وتدهور حالة المريض، والتي تتوفر بعدّة أشكال صيدلانية، فمن الممكن أن يتم أخذها عن طريق الفم، أو على شكل حقن عضلية أو تحت الجلد، أو يتم إعطائها عبر المحاليل الوريدية. [1][2]
تعمل هذه الأدوية على منع تقدَم المرض والإصابة بالانتكاسات من خلال ما يلي:[1][2][3]
- تثبيط عمل جهاز المناعة وتقليل قدرته على مهاجمة خلايا الجسم السليمة.
- تقليل التلف الواقع على طبقة المايلين المغلفة للخلايا العصبية.
- تقليل التلف في الجهاز العصبي المركزي الناجم عن مرض التصلب اللويحي، وبالتالي تقليل احتمالية الإصابة بالإعاقات الحركية.
ومن أهم أنواع أدوية علاج التصلب اللويحي التي تعمل على إبطاء تقدّم المرض ما يلي:
- انترفيون البيتا
تُؤخذ هذه الأدوية على شكل حقن تحت الجلد أو في العضل ويحدد الطبيب نظام الجرعات حسب نوع الدواء المستخدم، وتضُم هذه المجموعة عدداً من الأدوية ومن الأمثلة عليها ما يلي: [1][4]
- الجلاتيرامير (بالإنجليزية: Glatiramer).
- الانترفيرون البيتا-1ب (بالإنجليزية: Interferon Beta-1b).
- الانترفيرون البيتا-1أ (بالإنجليزية: Interferon Beta-1a).
- الأجسام المضادة أحادية النسيلة
تُؤخذ هذه الأدوية على شكل حقن أو محاليل وريدية وذلك بمعدل مرة واحدة شهريًا أو سنويًا، إذ تضُم هذه المجموعة العديد من الأدوية التي تستخدم في علاج التصلب اللويحي، ومنها ما يلي: [3]
- الأوفاتوموماب (بالإنجليزية: Ofatumumab).
- الألمتوزوماب (بالإنجليزية: Alemtuzumab).
- الناتازيلوماب (بالإنجليزية: Natalizumab).
- معدلات مستقبلات السفينجوسين l- الفوسفات
تعمل أدوية هذه المجموعة على تثبيط جهاز المناعة من خلال تفاعلها مع مستقبلات السفينجوسين l- الفوسفات الأمر الذي يؤدي إلى حبس الخلايا الليمفاوية داخل الغدة الليمفاوية ومنع وصولها إلى داخل الجهاز العصبي المركزي، إذ تُؤخذ هذه الأدوية بشكل يومي عن طريق الفم، ومن الأمثلة عليها: [3][4][5]
- البونسيمود (بالإنجليزية: Ponesimod).
- السبينيمود (بالإنجليزية: Siponimod).
- الأوزامينود (بالإنجليزية: Ozanimod).
- أدوية العلاج الكيماوي
في حال عدم استجابة المريض للأدوية المخصَصة لعلاج التصلب اللويحي يمكن وصف الأدوية المستخدمة في العلاج الكيماوي، ومن الأمثلة عليها ما يلي: [1][4]
- الميتوزانترون (بالإنجليزية: Mitoxantrone).
- الكلادريبين (بالإنجليزية: Cladribine).
كما تساهم مجموعات الأدوية التالية في إبطاء تقدّم مرض التصلب اللويحي من خلال تغيير آلية عمل جهاز المناعة: [1][5]
- الدايميثل فيوماريت (بالإنجليزية: Dimethyl Fumarate).
- الدايروكسيميل فيوماريت (بالإنجليزية: Diroximel Fumarate).
- المونوميثل فيوماريت (بالإنجليزية: Monomethyl Fumarate)
- الدايميثل فيوماريت (بالإنجليزية: Dimethyl Fumarate).
تختلف فعالية هذه الأدوية من مريض لآخر، لذا لابد من التحدّث مع الطبيب لاختيار الدواء المناسب، كما يلجأ بعض الأطباء إلى استخدام أدوية شديدة المفعول في بداية العلاج لضمان تأخير الإنتكاسات أكثر وقت ممكن. [1][6]
يتم تحديد خطة علاج التصلب اللويحي بالاتفاق والتشاور بين المريض وأعضاء الطاقة الطبي، بما في ذلك أخصائي أعصاب، وأخصائي مسالك بولية، وأخصائي صحة عقلية، وفنيي إعادة التأهيل. [7]
ومن العوامل التي يتم الأخذ بها عند تحديد الخطة العلاجية لمرض التصلب اللويحي ما يلي: [7]
- نوع التصلب اللويحي.
- مرحلة المرض.
- احتياجات المريض ورغباته.
- الأعراض المرافقة للإصابة.
كما يُساهم الأخذ بعين الإعتبار رغبة المريض في اختيار الدواء المناسب في زيادة التزامه بتلقي العلاج وبالتالي الحصول على نتائج إيجابية. [7]
كلما تم البدء بتنفيذ العلاج بوقت مبكر في بداية ظهور الأعراض كلما كانت نتيجة العلاج أفضل، وذلك لاستباق حدوث أي تلف كبير في الخلايا العصبية وفقد قدرة الدماغ على إصلاح التلف الذي قد تسببه الإصابة بالتصلب اللويحي، كما تظهر أهمية العلاج المبكر في الحفاظ على صحة الدماغ أكبر قدر ممكن طول فترة الحياة. [7]
كما نود التأكيد على أنَ الأدوية المثبطة لجهاز المناعة لها العديد من الآثار الجانبية، أهمها زيادة خطر الإصابة بالإلتهابات والتأثير سلبًا على صحة الكبد، لذا لابد من مراجعة الطبيب فور الشعور بأي من الآثار الجانبية غير المحتملة. [1]
أدوية تقلل انتكاسات المرض
يُعاني بعض المصابين بمرض التصلب اللويحي من حدوث انتكاسات صحية والتي تتمثل بظهور أعراض جديدة أو ازدياد الأعراض القديمة سوءًا نظرًا لتكرار حدوث التهابات في الجهاز العصبي المركزي بسبب ضعف جهاز المناعة. ومن الممكن أن تستمر هذه الانتكاسات لبضعة أيام أو لعدة شهور. [3][7]
يتم تشخيص حدوث الانتكاسة الصحية عند المريض في حال استمرار الأعراض لمدة 24 ساعة على الأقل وظهورها بعد 30 يومًا من انتهاء الانتكاسة السابقة. [3]
تختلف شدة الانتكاسات والأعراض المرافقة لها إذ أن منها لا يتطلب علاج، بينما تتطلب الانتكاسات الشديدة البدء بالعلاج بأسرع وقت باستخدام الأدوية ويتم اختيار الدواء حسب ما تتطلبه الحالة. [7]
وفيما يلي ذكر بعض أنواع أدوية علاج انتكاسات التصلب اللويحي:
- الكورتيكوستيرويد
تضّم مجموعة الكورتيكوستيرويد (بالإنجليزية: Corticosteroid) عدد من الأدوية، مثل: مثيل البريدنيزولون (بالإنجليزية: Methylprednisolone) والبردنيزون (بالإنجليزية: Prednisone)، حيث تساهم هذه الأدوية في تقليل احتمالية الإصابة بالالتهابات وتسريع التعافي من الانتكاسات، وتعتبر هذه الأدوية الخيار الأول لعلاج انتكاسات التصلب اللويحي الشديدة. [1][7]
نود التأكيد على أنّ الاستخدام المزمن لأدوية الكورتيكوستيرويد يسبّب الإصابة بالعديد من الآثار الجانبية لذا لابد من التقيّد بالجرعة والمدة المحددة من قبل الطبيب. [1]
كما ننوه إلى أن تناول هذه الأدوية يقتصر فقط في حال الإصابة بالانتكاسات الصحية. كما يُنصح بتجنب تكرار استخدام الكورتيكوستيرويد أكثر من ثلاث خلال السنة لتجنّب الإصابة بالآثار الجانبية. [2]
- الهرمون الموجه لقشرة الكظر
يتم استخدام الهرمون الموجه لقشرة الكظر (بالإنجليزية: Adrenocorticotropic Hormone) لعلاج انتكاسات التصلب اللويحي عند الأشخاص الذين يعانون من الأعراض الشديدة ولم يلاحظ تحسن في حالتهم بعد استخدام الكورتيكوستيرويد. [3]
أدوية تخفف الأعراض المرافقة للمرض
تُسبّب الإصابة بالتصلب اللويحي ظهور العديد من الأعراض التي تتراوح في مدى خطورتها وشدتها، لذا لابدّ من علاجها لتحسين جودة الحياة وتمكين المصابين من ممارسة الأنشطة اليومية بصورة أفضل. ودائمًا ما يُنصح بمراجعة الطبيب لتحديد الأعراض المرافقة وبناءً عليها يتم اختيار الدواء المناسب. [1]
يُمكن علاج الأعراض المرافقة للتصلب اللويحي من خلال أحد الأدوية التالية: [4]
- تصّلب العضلات، يصف الطبيب مرخيات العضلات، مثل: الباكولفين (بالإنجليزية: Baclofen).
- التشنجات، يمكن تقليل التشنجات المرافقة للتصلب اللويحي من خلال استخدام المهدئات، مثل: الكلونازيبام (بالإنجليزية: Clonazepam).
- التعب والإعياء، يعالج التعب والإعياء المرافق للتصلب اللويحي من خلال استخدام عدد من الأدوية، منها: الأمانتادين (بالإنجليزية: Amantadine) المودافينيل (بالإنجليزية: Modafinil).
- الاكتئاب، يعالج الاكتئاب الذي قد يرافق بعض حالات التصلب اللويحي من خلال أحد مضادات الإكتئاب، مثل: الفلوكسيتين (بالإنجليزية: Fluoxetine).
- مشاكل المثانة، يمكن علاج مشاكل المثانة التي قد يعاني منها مرضى التصلب اللويحي عن طريق استخدام الأوكسيبوتينن (بالإنجليزية: Oxybutynin) والتولتيرودين (بالإنجليزية: Tolterodine).
اقرأ أيضًا: أعراض التصلب اللويحي المبكرة والمتقدمة
تغيير البلازما
يُمثّل هذا الخيار بديلًا لتقليل انتكاسات مرض التصلب اللويحي في حال وجود محاذير حول استخدام الكورتيكوستيرويد أو عدم الإستجابة له. كما قد يتم اللجوء لهذه الطريقة لدى الأشخاص الذين يعانون من انتكاسات شديدة. [1][7]
ويتضمّن هذا الإجراء القيام باستبدال بلازما الدم بأخرى خالية من الأجسام المضادة والبروتينات المسؤولة عن الإصابة بالتصلب اللويحي. [1][7]
الخلايا الجذعية
وافقت الوكالة التنظيمية على استخدام الخلايا الجذعية لعلاج التصلب اللويحي، حيث يتم الحصول على الخلايا الجذعية من الدم أو نخاع العظم وإعطائها فرصة للنمو والتمايز إلى أنواع خلايا الدم المختلفة خارج الجسم. [7]
ومن ثم يتم إرجاع هذه الخلايا إلى جسم المريض من جديد، حيث أنّ هذه الخلايا الجديدة لا تهاجم الجهاز العصبي المركزي، وبالتالي لا تُسبّب تفاقم في المرض كما تساهم الحد من ظهور الانتكاسات الصحية. [7]
ويجب التنويه إلى أنه يتم تعريض الشخص للعلاج الكيماوي قبل إرجاع الخلايا الجذعية إلى جسمه لتثبيط جهاز المناعة وإضعاف قدرته على مهاجمة الخلايا الجذعية الجديدة. [7]
ومن الممكن أن تكون هذه الطريقة فعالة لعلاج التصلب اللويحي خصوصًا في مراحله الأولى. [7]
العلاجات البديلة
إلى جانب العلاج بالأدوية، يُنصح باتباع النصائح التالية لتجنب تدهور الحالة الصحية والتطور السلبي لمرض التصلب اللويحي: [1][2][4][7]
- تناول غذاء صحي ومتوازن.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- العلاج الفيزيائي.
- الابتعاد عن القلق والتوتر.
- ممارسة تمارين التوازن وتقوية العضلات.
- تجنب التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة.
- العلاج بالإبر.
- الإقلاع عن التدخين.
- ممارسة تمارين اليوغا.
للمزيد: التصلب اللويحي والمكملات الغذائية
هل يمكن إيقاف علاج التصلب اللويحي؟
بيّنت الأكاديمية الأمريكية للأمراض العصبية مدى خطورة التوقف عن علاج التصلب اللويحي والذي قد يؤدي إلى تفاقم وتراجع الحالة الصحية. إلا أنه يمكن إيقاف استخدام دواء معين عند تسببه بآثار جانبية لا يمكن تحملها واستبداله بدواء آخر أكثر أمانًا من ناحية الآثار الجانبية بعد الاتفاق مع الطبيب. [7]
كما يمكن تعديل الخطة العلاجية من خلال استشارة الطبيب في حال الحمل أو التخطيط له أو أثناء فترة الرضاعة. [7]
نصيحة الطبي
يُنصح دائمًا بالتقيّد بالخطة العلاجية الخاصة بمرض التصلب اللويحي التي يتم تحديدها من قبل الطبيب بما يتناسب مع الحالة الصحية واحتياجات المريض، كما يُنصح بمراجعة الطبيب باستمرار واخباره عن الأعراض المرافقة للمرض لاتخاذ الإجراء المناسب لتجنّب تدهور الحالة الصحية.
كما يمكنك الإستفادة من خدمة الإستشارات الطبية التي يقدمها موقع الطبي للإجابة عن كل استفساراتك بما يتعلق بعلاج التصلب اللويحي.