يعاني العديد من الأفراد المعرضين للصداع النصفي من نوبة الصداع مرة أو مرتين شهرياً، ولكن بعض الأفراد يعانون من نوبات الصداع النصفي أكثر من 15 يوم في الشهر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، مما يجعل ممارسة الحياة الطبيعية مستحيلة، لذلك يرغبون في معرفة اسباب الصداع النصفي المزمن.
لا بد من معرفة اسباب الصداع النصفي المزمن (بالإنجليزية: Chronic Migraine)، والعوامل التي تحفزه، إذ تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة في الوقاية من حدوثه، مثل الاسترخاء والحد من التوتر، نتعرف في هذا المقال حول اسباب الصداع النصفي المزمن، وعوامل خطر الإصابة به، والفرق بينه وبين الصداع النصفي المستمر.
اسباب الصداع النصفي المزمن
إن اسباب الصداع النصفي المزمن غير واضحة تماماً، لكن توجد بعض التفسيرات التي تفسر الإصابة به ومنها ما يلي:
- اضطرابات الجهاز العصبي المركزي: يعد من اسباب الصداع النصفي المزمن وجود اعتلالات الأعصاب إذ تتسبب في حدوث نوبات صداع نصفي متكررة.
- العوامل الوراثية: قد تزداد فرصة الإصابة بالصداع النصفي المزمن في حال إصابة أحد أفراد الأسرة من الدرجة الأولى.
- عدم انتظام الأوعية الدموية: يؤدي وجود مشاكل في تدفق الدم إلى الأوعية الدموية في الدماغ إلى الشقيقة.
- الاختلالات الكيميائية: يحدث الصداع النصفي المزمن عند وجود خلل في إفراز بعض المواد الكيميائية أو تحررها، مما يؤثر على الأعصاب.
- الإصابة ببعض الحالات الطبية الخطيرة: قد تكون بعض الحالات الطبية الخطيرة أحد اسباب الصداع النصفي المزمن، مثل أورام الدماغ، أو إصابات في الدماغ، أو التهاب السحايا، أو مشاكل في الأوعية الدموية في الدماغ بما في ذلك السكتة الدماغية، أو ضغط داخل الجمجمة منخفض جداً او مرتفع جداً.
اقرأ أيضاً: طرق علاج الصداع النصفي بالاعشاب ومنزلياً
عوامل خطر الصداع النصفي المزمن
تختلف محفزات الصداع النصفي المزمن عن اسباب الصداع النصفي المزمن، فقد يلاحظ الأفراد بعض المواقف أو السلوكيات التي تؤدي إلى الصداع النصفي، وتجدر الإشارة أن هذه المحفزات تختلف من شخص إلى آخر، كما أنها قد تؤثر على الفرد نفسه بشكل مختلف في كل مرة.
تشمل عوامل خطر الصداع النصفي المزمن ما يلي:
- الإفراط في تناول الكافيين: إن الكافيين من المنبهات التي تحفز نوبة الصداع النصفي، كما يمكن أن تؤدي المشروبات الغازية التي تحتوي على نسبة عالية من السكر إلى الإصابة بالصداع النصفي.
- بعض الأطعمة والمشروبات: تعد بعض الأطعمة المالحة أو الحارة أو الأطعمة التي تحتوي على مادة التيرامين (بالإنجليزية: Tyramine) مثل اللحوم والأجبان من العوامل التي تحفز الصداع النصفي المزمن، كذلك بعض أنواع المواد الحافظة الموجودة في الأطعمة، أو الكحول، أو الشوكولاته، أو الفواكه الحمضية.
- الطقس: تؤثر التغيرات في درجة الحرارة، أو الرطوبة، أو الضغط الجوي على الصداع.
- النوم: تؤدي قلة النوم، أو النوم لفترات طويلة إلى الصداع النصفي المزمن.
- القلق والتوتر: يشتد الصداع النصفي ويزداد تكراره في أوقات التوتر والقلق، والاكتئاب.
- الجلوس الخاطئ: يعد الجلوس بطريقة غير صحيحة أحد محفزات الصداع المزمن، إذ أن الوضعية السيئة تقلل من تدفق الدم عبر الرقبة.
- الهرمونات: تعد النساء أكثر عرضة للصداع النصفي المزمن، وقد يعزو البعض ذلك إلى التغيرات الهرمونية أثناء الدورة الشهرية، أو أثناء الحمل، أو خلال انقطاع الطمث، أو استخدام موانع الحمل.
- الأدوية: تؤثر مؤثرات الأوعية الدموية على الأوعية الدموية مما قد يؤدي إلى الصداع النصفي.
- محفزات أخرى: يساعد التعب والإعياء في حدوث الصداع، أو العمل بنظام المناوبات، أو اختلاف التوقيت، أو انخفاض نسبة السكر في الدم، أو الجفاف، أو عدم الانتظام في تناول الوجبات.
- الإفراط في تناول المسكنات: يعتبر الإفراط في تناول أدوية الصداع والمسكنات من اسباب الصداع النصفي المزمن، إذ أن استخدامها لأكثر من ثلاثة أيام في الأسبوع أو أكثر من تسعة أيام في الشهر قد يسبب الصداع النصفي الارتدادي، ولا بد من استشارة الطبيب لمعرفة الطريقة الصحيحة لعلاج الصداع بالأدوية.
اقرأ أيضاً: علاج الصداع النصفي بالادوية والطرق الاخرى
الفرق بين الصداع النصفي المستمر والمزمن
يعاني معظم الناس من نوبات الصداع من وقت إلى آخر، ولكن بعضهم يعاني من نوبات الصداع أغلب أيام الأسبوع، مما يدل على إصابته بالصداع المزمن، وتوجد العديد من من أنواع نوبات الصداع المزمن التي تشير إلى تكرار نوبات الصداع، وطول مدة النوبة.
من أنواع نوبات الصداع المزمنة الصداع النصفي المزمن الذي يؤثر على جانب واحد من الرأس في أغلب الأحيان، ويتراوح الألم بين المتوسط والحاد، وقد يعاني الفرد من الغثيان، أو القيء، أو الحساسية للضوء، كما قد يعاني الأفراد أيضاً من الصداع النصفي المستمر، أو الشقيقة المستمرة (بالإنجليزية: Hemicrania Continua).
يعاني الفرد عند إصابته بالصداع النصفي المستمر من نوبات يومية مستمرة من الألم لا تتوقف، ويؤثر الصداع على أحد جانبي الدماغ فقط، ويكون الألم متوسطاً مع الشعور بالوخز الشديد، كما قد يصاحب ألم الرأس بعض الأعراض، مثل التعرق، أو احتقان الأنف، أو احمرار العين على نفس جانب الألم، وينصح الفرد بتجنب المؤثرات التي تسببه.
يساعد دواء الإندوميثاسين (بالإنجليزية: Indomethacin) الذي ينتمي إلى عائلة مضادات الالتهابات غير الستيرويدية، في علاج الصداع النصفي المستمر، لكن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الأخرى الكورتيكوستيرويدات لا تساعد في علاجه بينما تستخدم أدوية التريبتان (بالإنجليزية: Triptan) في علاج الصداع النصفي المزمن، وقد توصف مضادات الاكتئاب، والأدوية المضادة للنوبات.
إن أسباب الصداع النصفي المستمر إلى الآن غير معروفة، إذ تم اكتشاف المتلازمة حديثاً وما زال الأطباء يدرسونها، ولكن بعض المؤشرات تدل أن المجهود البدني، أو الكحول قد يزيد الألم سوءاً.
يجدر التنبيه أنه على الفرد مراجعة الطبيب إذا كان يعاني من الصداع لأكثر من ثلاثة أيام، أو يعاني من الصداع مرة أو مرتين أسبوعياً، أو أن الصداع شديد بحيث يؤثر على قدرة الفرد على العمل بشكل طبيعي.
اقرأ أيضاً: الصداع الهرموني